منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - التكوين المستمر لفائدة أساتذة اللغة العربية بالتعليم الثانوي...عبارة عن حشف وسوء كيلة

التكوين المستمر لفائدة أساتذة اللغة العربية بالتعليم الثانوي من إعداد الفريق المركزي عبارة عن حشف وسوء كيلة

15/03/2010

التكوين المستمر لفائدة أساتذة اللغة العربية بالتعليم الثانوي من إعداد الفريق المركزي عبارة عن حشف وسوء كيلة محمد شركي من أمثال العرب السائرة قولهم : " أحشفا وسوء كيلة " ويضرب لمن يجمع بين خصلتين مكروهتين ، أو يظلم مرتين . ومن حسن حظنا أن خلف لنا أسلافنا العرب هذه الأمثال المعبرة التعبير الدقيق ، والشافية الكافية عند الضرورة . لقد تحرك المركز في وزارتنا الوصية مع انطلاق هذا الموسم الدراسي باللغط الكثيروالدعاية المبالغ فيها لخطة الإصلاح المستعجلة ، وبشعارات ضخمة قوامها النجاح وجيل النجاح ، وهي دعاية من زبب قبل أن يحصرم ، ذلك أن الحديث عن النجاح وعن جيل النجاح هو حديث قبل الأوان لأن طبيعة التصحيح تقتضي أولا العودة إلى نقطة ما قبل الفساد .
لقد كان من المفروض أن يكون الفريق المركزي للتكوين المستمر الخاص بمادة اللغة العربية قد تحرك قبل انطلاق الموسم الدراسي من أجل إعداد برنامج التكوين المستمر الخاص بأساتذة مادة اللغة العربية بالتعليم الثانوي بسلكيه وفق حاجاتهم الملحة لينطلق التكوين قبل انطلاق الدراسة ، ولكن الفريق لم يفعل وظلت جهتنا الشرقية تنتظر وصول مصوغاته حتى انقضت دورة دراسية كاملة ، وانطلقت الدورة الثانية بأكثر من ثلاثة أسابيع ليتم الإعلان جهويا عن عقد لقاء مباغت لتدارس مضمون المصوغات التي طال انتظارها .
وقد سمعت قبل ذلك أن مصوغات هذا التكوين قد وصلت عن طريق التداول الأسود قياسا على عبارة السوق السوداء ، وأن البعض أخفاها كما يخفى السر المكنون ، وآليت على نفسي ألا ألتمسها في سوق سوداء ، حتى تبيض في وزارة لها هيكلة يا حسرتاه . وقد توصلت مؤخرا بنسخة من عمل الفريق المركزي بواسطة زميل شكر الله فضله ، وبعد الاطلاع على مضمونها لم أجد ما أعبر به عن خيبة الأمل سوى مثلنا العربي الشهير : " أحشفا وسوء كيلة " أبعد انتظار دورة كاملة وأسابيع من دورة أخرى تصل البضاعة الفاسدة ، وقد تجاوز تاريخها مدة صلاحيتها . فالبضاعة عبارة عن مصوغتين اقترح لهما من الزمن 5 أيام عمل بمعدل 6 ساعات يوميا أي بمجموع 30 ساعة ، وهي أيام تتطلب طعاما وشرابا وتعويضا أي كلفة فوق قيمة مضمون المصوغتين ،ذلك أن المصوغة الأولى المعنونة بديداكتيك مادة اللغة العربية بالتعليم الثانوي عمدت إلى أبجدية التعريف بمفهوم الديداكتيك لغة واصطلاحا وتجزيئا وتوفيقا ، والحديث عن الانتقال من الإلقاء إلى التلقي ، والحديث عن النقل الديداكتيكي لمفهوم النص . ثلاثة أيام كاملة من أجل العودة بمدرسي اللغة العربية إلى ما قبل ثلاثة عقود مضت ، ثلاثة أيام كاملة من أجل التسويق لبضاعة فاسدة بحكم عمرها ، ثلاثة أيام كاملة بأكلها وشربها وتعويضاتها من خزينة الدولة من أجل التعريف بمفهوم الديداكتيك ، والفرق بين الالقاء والتلقي ، ومفهوم النص ديداكتيكيا .
فهذا أمر يذكرني بحادثة شنق الشهيد سيد قطب حين جاءه أزهري يمثل الشأن الديني الرسمي ليلقنه الشهادتين قبل شنقه فقال له الشهيد رحمه الله باسما : من أجل الشهادتين سأشنق يا مولانا " إن مدرسي اللغة العربية اكتووا بالديداكتيك لعقود طويلة ، وطلقوا الإلقاء إلى التلقي منذ زمن بعيد ، وخبروا النص القرائي ديداكتيكيا وإخواننا في الفريق المركزي للتكوين المستمر يتعبون أنفسهم في محاولة التعريف بمفهوم الديداكتيك ، والتمييز بين الإلقاء والتلقي ، والتمييز بين النص ديداكتيكيا وأكاديميا . أما المصوغة الثانية المعنونة بالتقويم التربوي فقد اجتر واضعوها تعريف مفهوم التقويم ، وأنواعه التشخيصية والتكوينية والإجمالية ، وهي تعريفات النصوص التنظيمية والتشريعية التي وضعت رهن إشارة مدرسي اللغة العربية منذ زمن بعيد ، والتي أغرق السوق المرتزقون في الحقل التربوي بمؤلفاتهم فيها التي تجاوزت حد الابتذال .
يومان كاملان من الطعام والشراب والتعويض من أجل الحديث عما يوجد في المذكرات التنظيمية الخاصة بالتقويم وأساليبه . لقد سود الفريق المركزي 75 صفحة من الكلام المكرور الممجوج ، ويعلم الله كم حصل أصحاب هذا الفريق على هذه الصفحات من تعويض يفوق درجة السحت إذ لا تساوي معلومات هذه الصفحات قيمة الحبر الذي كتبت به كما يقال . وما أقبح أن يتمخض الجمل ليكون المولود فأرا ، وما أقبح أن تكون المناحة كبيرة أو المندبة كبيرة بالتعبير العامي والميت فأرا .

محمد شركي

عن وجدة سيتي نت