الأطر العليا المعطلة وأسئلة المرحلة - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2010-03-02, 20:42

رقم المشاركة : 1

ابن خلدون

بروفســــــــور

إحصائية العضو

ابن خلدون غير متواجد حالياً

الأطر العليا المعطلة وأسئلة المرحلة

سعيد الحاجي
عضو مجموعة الصمود للأطر العليا المعطلة

تشهد مجموعات الأطر العليا المعطلة المرابطة في العاصمة الرباط هذه الأيام غليانا غير مسبوق، مرده إلى القرب عن إعلان عدد المناصب المخصصة لهم هذه السنة خصوصا وأن عددهم لا يتجاوز ألفي معطل، ينتظمون في حوالي إحدى عشر مجموعة يوجد بعضها بشكل شبه يومي أمام البرلمان المغربي، كما تختلف هذه المجموعات من حيث العدد وتواريخ تأسيسها ووجودها في الشارع.

وإذا كان القاسم المشترك بين هذه المجموعات هو العطالة والشواهد العليا والرغبة في ضمان مستقبل كريم بعد سنوات من الدراسة والتحصيل، فإن هناك عناصر كثيرة تفرق بينها نجد على رأسها الأساليب النضالية ودرجة الحركية في الشارع وصيغ المطالبة بحقوقها، كما هو متعارف عليها منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية للأطر العليا المعطلة، فإن أشكالها النضالية كلها سلمية وإن اختلفت في صيغها، ولم يثبت في تاريخها أن تورطت في أعمال شغب أو عنف أو تخريب بل وحتى رد الفعل حينما تنسف أشكالها النضالية السلمية بأقصى وأشنع أنواع القمع، يكون ردها بالشعارات فقط لاغير، وهو ما يحيل على رقي الفكر النضالي وسلميته لدى الأطر العليا المعطلة، ويجعل نضالاتهم مشروعة وتلقى صدى وتعاطفا من طرف الرأي العام.

لكن في نفس الوقت ومن داخل هذه الحركة الاحتجاجية، تطرح مجموعة من الأسئلة التي من شأن الإجابة عنها بشكل منطقي ومعقول أن يساهم في تحقيق مكاسب إضافية لهذه الحركة ويجنبها منزلقات خطيرة هي في غنى عنها خصوصا على مستوى المرحلة الراهنة.

فما الذي يجعل نضالات هذه المجموعات تتميز بالتفرقة؟ ما الذي يجعلها تدخل مع بعضها البعض في صراعات خفية وغير معلنة لا يعرف حجم خطورتها إلا المعطلون أنفسهم والأطراف التي من مصلحتها إذكاء تلك النزاعات؟ ثم ما هو الدافع الأساسي لقيام بعض المجموعات بتحركات تشكل طعنات من الخلف لمجموعات أخرى تضحي باستمرار من أجل أن يبقى الملف على قيد الحياة كما هو ثابت في تجارب المجموعات السابقة أو التي لها أقدمية في الساحة وتعرف بحق معنى أن يسمع المسؤولون صوتك وبأي طريقة يجب أن يكون ذلك؟

هل ساهمت الشرعية التاريخية كمعيار للتوظيف في دفع بعض المجموعات إلى الخوف على مصيرها وبالتالي التنكر والتملص من بعض الأشكال النضالية للمجموعات الأخرى واعتبارها صبيانية ومغامرات لا تضر إلى أصحابها؟ لماذا أصبحت بعض المجموعات تتسابق لنيل ( رضى ) المسؤولين على تدبير الملف اعتقادا منها أن التزلف ومحاولة إرضاء من يهمهم الأمر هو السبيل لتحقيق المطالب المشروعة؟ لماذا لا تبادر بعض المجموعات للتضحية هي الأخرى وتقديم إصابات والوقوف في وجه قوات الأمن وإتمام أشكالها النضالية السلمية رغم وجود تلك القوات المجهزة بالهراوات؟ هل المعطلون الذين يتعرضون لإصابات خطيرة ليسوا آدميين ولا تهمهم سلامتهم الجسدية؟

وهل ينتظر أولئك الذين يتبنون مبدأ عدم المجازفة بسلامتهم الجسدية أن تتم دعوتهم لحفل رسمي وتوزيع المناصب عليهم وتكريمهم جزاء خوفهم المستمر من ( الزرواطة )؟ أم أنهم يعتبرون باقي المجموعات دروعا بشرية يحتمون خلفها وفي نفس الوقت تساهم في تقدمهم على مستوى تحقيق مطالبهم؟

لسنا هنا في معرض الدعوة إلى ثورة أو انتفاضة أو مواجهة مع أحد في الشارع بل على العكس، الإدانة كل الإدانة لكل من سولت له نفسه الفوضى أو التخريب أو رد فعل يسبب الأذى لأحد أو حتى التلفظ بألفاظ نابية في حق الذين يقومون بقمع أشكالنا النضالية السلمية، نحن شباب نهل من الوعي ما يقيه شر مثل هذه السلوكات ومطلبنا وهدفنا واحد فقط لا غير، الإدماج الفوري والمباشر في أسلاك الوظيفة العمومية وفق القرارات الوزارية المعنية والمواثيق الدولية التي تضمن حق الشغل لكل من كد واجتهد في سبيل الحصول على شهادة يضمن بها مستقبله ويساهم من خلالها ومن موقعه في بناء هذا الوطن الغالي علينا جميعا، وليست لدينا أجندات سياسية أو إيدولوجية نتغيى إنزال بنودها على أرض الواقع.

لكننا في نفس الوقت نطلب مبدئية أكثر في النضال من داخل مجموعات الأطر العليا المعطلة أولا قبل خارجها، نطلب فقط تضامنا ودعما معنويا يشعر الأطر العليا المعطلة أنهم جسد واحد، ومن حق أي مجموعة تبني النهج الذي النضالي التي تراه مناسبا لها، لكن ليس من حقها أن تركب على تضحيات الآخرين، وليس من حقها أن تتملص من مسؤولياتها التاريخية وأن تدفع بنضالات المجموعات السابقة إلى حجز مكانها في مزبلة التاريخ، إنها أمانة في أعناقنا ولولا تضحياتهم الجسيمة لما وجدت المجموعات الحالية موطئ قدم لها في الشارع العام.

لا ننكر أن هناك جهودا مبذولة من طرف أطراف في الحكومة وبعض المسؤولين المباشرين عن الملف لإيجاد حل له، ولا ننكر أيضا أن هؤلاء المسؤولين أنفسهم يجتهدون من أجل إيجاد صيغة ملائمة لحله، وما قنوات الحوار المفتوحة مع الحكومة إلا دليل على وضعهم لهذا الإشكال في الحسبان والرغبة في طي هذا الملف بشكل يخدم مصلحة الجميع. ما يجب أن يفهم من نضالاتنا أنها ليست احتجاجا على جميع المسؤولين، وليست موجهة ضدهم جميعا، نحن نعرف كمعطلين أن هناك جيوبا للمقاومة داخل الحكومة الحالية ترفض الإنصات لمعاناة الأطر العليا المعطلة، ونضالنا ضد هؤلاء بالدرجة الأولى مثلما هو دعم في نفس الوقت لأولئك المسؤولين النزيهين الذين يحاولون جاهدين ضمان مناصب شغل لهذه الأفواه الجائعة للكرامة والمستقبل النزيه.

يجب أن نعرف كمعطلين بأن السبيل الوحيد لتحقيق المطلب للجميع، هو التضامن ونهج أسلوب خطاب واحد والوقوف إلى جانب بعضنا البعض صفوفا متراصة ومتماسكة، ونبذ ثقافة الإقصاء وتوخي المساواة في التضحية والصمود لتحقيق المطلب الوحيد العادل والمشروع، يجب أن تكون نضالاتنا من أجل المبدأ أولا، مبدأ حق الشغل لكل حامل شهادة عليا معطل يعاني من أجل القدوم إلى مدينة الرباط كل أسبوع أو السكن والاستقرار بها في ظروف مزرية وخوفا من خطر موت مهين اسمه البطالة.

وليعرف جميع من يحاولون الاختباء خلف بعضهم، أن تاريخ الحركة الاحتجاجية للأطر العليا المعطلة، لم يثبت يوما واحدا منذ انطلاقها أن تحقيق المطلب العادل والمشروع في الإدماج المباشر في الوظيفة العمومية، تحقق بالاستكانة وأخذ دور في المسرحية التي يحاول البعض أن يوزع علينا الأدوار فيها بالوعود المعسولة والتسويف والمماطلة، وإنما تحقق المطلب بالتضحية والعزم والإصرار.

إن حياد نضالات الأطر العليا المعطلة عن هذا الاتجاه مستقبلا، لهو تهديد كبير عليها وعلى مطالبها وشرعية نضالاتها، ومؤشر على بداية فقدان بعض مجموعات الأطر العليا المعطلة للبوصلة التي توجه تلك النضالات، ما دام أن كل السبل غير تلك التي ذكرنا لا تعود عليها إلا بالضرر وضمور صوتها وقضيتها وزيادة معاناتها.

وما ضاع حق وراءه طالب.
02.03.2010. 00:48

http://hibapress.com/PeupleMaqual/020310_MKL/

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=83321


	للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :