النورُ في سَبْرٍ لِغَوْرِ كتابِ
فثراؤهُ وَطَنٌ لِكُلِّ لُبابِ

و إذا نظرْتَ مِنَ الحروفِ سناءَها
كشَفتْ لكَ الأنوارُ سَيْلَ عُجابِ

لِتَرى بِعَيْنٍ من حديدٍ ظاهِرا
كمْ كنْتَ منْهُ في ظلام حِجابِ

و إذا شَرِبْتَ مِنَ المُتونِ صِحاحَها
ما عُدْتَ تظْمَأُ مِنْ هجيرِ يبابِ

بلْ ترتقي الآمالَ دون تَهَيُّبٍ
مِنْ هِمّةٍ في الروحِ دون ذهابِ

فهُوَ الكتابُ شهادةٌ نسَجَتْ لها
في روْعةِ الإبداعِ غُرَّ جوابِ

مزَجَتْ أحاسيسَ النُّبوغِ بشَهْدَةٍ
عصْماءَ لم تُسْحَبْ على الأبوابِ

لكنَها تشْكو الجحودَ مُرَوِّعاً
و أسى النوى من هجرةٍ و غيابِ

ظلمٌ له في نَكْبَةٍ الأقلامِ ما
يدْعو لشَيْبٍ في رُؤوسِ شبابِ

و نذيرُ شؤمٍ في الغرابةِ ماثلٌ
عُنْوانُ جَزْرٍ غامِضِ الأقْطابِ

ع.ب