2010-02-17, 08:44
|
رقم المشاركة : 1 |
 إحصائية
العضو | | | 
|  المختبرات العلمية و مسارات المجتمعات الحديثة، الجزء الأول
|  |
المختبرات العلمية و مسارات المجتمعات الحديثة، الجزء الأول
<A onclick="openClose('http://www.ahewar.org/m.asp?i=2757')" href="http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=204060#"> 
تتبع مسار المختبرات العلمية منذ نشأتها إلى مرحلة انتشارها و تطورها سيسمح لنا بتتبع مسار المجتمعات الأوروبية الحديثة. لأن المجتمعات الأوروبية الحديثة هي مجتمعات للأفراد ومجتمعات للمجموعات المنسجمة فكريا، تربويا، سياسيا وإيديولوجيا؛ والمختبرات العلمية ساهمت من جانبها في إعادة بناء المجتمعات على هذا الأساس، و ساهمت في إعادة بناء الأنظمة التربوية الحديثة.
الآن الأنظمة التربوية الناجحة، كما يؤكد ذلك الواقع، هي تلك الأنظمة التربوية التي تأخذ بعين الاعتبار خصائص الفوارق الفردية، وخصائص انسجام الجماعات؛ ولم يكن هذا في وقت من الأوقات ممكنا لو لم تنشأ على كل التراب الأوروبي مجموعة من المختبرات العلمية التي استطاعت إنجاز الدراسات والقياسات العلمية الدقيقة. لمثل هذه المختبرات يعود الفضل في طرح إشكال الفوارق الفردية أولا ثم قياسها ومعرفتها ثانيا؛ ولولا هاته المختبرات لما استطاعت الآن لا الأنظمة التربوية ولا حتى الأنظمة الأمنية نفسها تحديد الخصائص البيوميترية ومعرفة سلالات الأفكار والنظريات...
ابتدأت هذه المختبرات في نهاية القرن التاسع عشر, وكما في كل المجالات، لكل شيء بدايته فبداية المختبرات العلمية لقياس واختبار الظواهر النفسية والبد نية الفارقية تعود إلى العالم الألماني Wundt. ووند Wilhelm Wundtفي مجال الدراسات المخبرية العلمية هو بمثابة البذرة التي أزهرت كل حقول المعرفة العلمية المرتبطة بدراسة وقياس خصائص الإنسان. كل الذين صادفوه علميا وتتلمذوا على يده أصبحوا في ما بعد من العلماء المؤسسين للدراسات المخبرية والقياسية. هذا العالم الألماني كان معاصرا للعالم الإنجليزي وليام جيمس الذي استطاع هو الأخر سنة1875 تأسيس مختبرا علميا للدراسات النفسية بجامعة هارفارد. لكن على ما يبدو هذا المختبر كان مخصصا فقط للملاحظة والتوضيح، في حين بداخل مختبر ووند Wundt، الذي درس الطب والفيزياء، كانت تتم مجموعة من التجارب..
تم تعيين ووند أستاذ الفلسفة بجامعة لايبزيك. منذ تعيينه وهو مهووس بإنشاء مختبر للدراسات المخبرية على شاكلة مختبر وليام جيمس الإنجليزي. لم يستطع تحقيق حلمه هذا إلا بعد مرور أربع سنوات على تبلور الفكرة بداخل مخيلته، أي سنة1879. هدا التأخر في تنفيذ الفكرة بعض أسبابه تعود إلى الوضع العام الذي كان يعيشه البحث العلمي بداخل أوروبا. آنذاك لم يكن قط سهلا في بعض الجامعات إنشاء مثل هذه المختبرات. في سنة 1877رفض مجلس جامعة كمبريدجCambridgeطلب الترخيص لعالمين هماj.ward وvenn بإنشاء مختبر علمي للدراسات النفسية. تعليل الجامعة جاء كالتالي:"إنها لإهانة في حق الدين المسيحي أن يدعي شخص ما قياس خصائص روح الإنسان." بهذا الرد يتطابق تاريخ تطور الأديان على مستوى اعترافها بالحقائق العلمية...
مختبر ووند كان قبلة لكل الأوروبيين والأمريكيين الذين أرادوا الإطلاع على آلاته العلمية الجديدة وطرقه العلمية الجديدة كذلك. في سنة 1882 بفضل البحوث والدراسات التي قام بها ستانلي هاي Stanley Hay في مختبر ووند بلايبزيك الألمانية سيصبح هذا العالم المرموق المساعد الأول لووند وسيستطيع في ما بعد العودة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتأسيس أول مختبر حقيقي للدراسات النفسية بجامعة جون هوبكنس الأمريكية؛ وسوف يصبح جون ديوي في ما بعد أحد طلبة ستانلي هاي. هكذا بدأت العائلة العلمية تتسع دائرتها شيئا فشيئا: أول مساعد لستانلي هاي هو جون ماك كين كاتيل الذي سيبقى إلى جانبه حتى سنة1886.خلال هذه السنة سيشرع بالاهتمام بسيكولوجية القراءة؛ وسوف يصبح جون ماك كين كاتيل أول عالم أمريكي يحصل على شهادة الدكتورة تحت إشراف أستاذه ووند...
أثناء ذلك التاريخ كانت أفكار ووند ونظرياته من الأهمية بمكان لقد أرسل عميد جامعة برينستون بالولايات المتحدة الأمريكية سنة1884 رسالة إلى أحد أصدقاءه بلايبزيك يقول له فيها:" يمكنكم أن تقولوا للبروفيسور ووند بأن مؤلفاته أصبحت معروفة لدى أنجب طلبتنا وقد قمنا بتأسيس ناد تحت اسم ووند لقراءة "الفيزيولوجية الذهنية".
في مونوغرافياته لسنة 1862 "مساهمات في نظرية الاستيعاب الخارجي" درس ووند قضايا عدة مرتبطة بفيزيولوجية الحواس. نشر بعد هاته المنوغرافية" دليل الفيزياء الطبية"، " "الفيزيولوجية البشرية". منهجية ووند تركز أكثر على الفيزيولوجية، على الحركات اللائرادية، على اللغة، وعلى الأشكال البدائية للإحساس والتعبير، ليصل بعد ذلك إلى الإرادة، التركيز والى المفاهيم العامة لاستيعاب المكان والزمان. كان حينما يحس على أن الفيزيولوجية وحدها عاجزة عن إعطاء الأجوبة على الظواهر المدروسة يلجأ إلى الأنتربولوجيا، الآتنوغرافيا، التاريخ، والإحصائيات. حلم ووند كان هو تحقيق علم السيكولوجية على شكل علم تفسيري. لقد بحث حتى في الفيزيولوجية العصبية وحاول إبداء تفسيرات حول الغموض الذي يلف وظائف النخاع الشوكي، المخ، المخيخ وغيره ليصل بعد ذلك إلى دراسة ظواهر كالإحساس، الاستيعاب الخ
|
: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=76187 |
|
|  |
فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ :
مسابقة استوقفتني آية
|
ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج
