الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات الأخبار والمستجدات التربوية > منتدى أخبار التربية والتعليم


منتدى أخبار التربية والتعليم خاص بالأخبار والمستجدات التربوية الوطنية والدولية،مذكرات و مراسيم الوزارة ،المقالات التربوية الصحفية ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2010-02-14, 22:41 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

افتراضي القراءة: ألف عام من التخلف، الجزء الثاني بودريس درهمان



القراءة: ألف عام من التخلف، الجزء الثاني

<

بودريس درهمان
الحوار المتمدن - العدد: 2918
الفـــــــــــارق المعرفي بين القارىء والمستمع


ينتج المتكلم العادي معدل 9000 كلمة/الساعة وهي نفس الكمية التي سوف تلتقطها أذن المستمع هذا إذا ما تطابقت كمية إنتاج الكلام بكمية التقاطه.أما القارىء المتوسط فيقرأ حوالي 27000 كلمة / الساعة ويمكن لهذا القارىء أن يحسن معدل كمية الكلمات المقروءة.مثلا مؤسسة Lectika  التي تنتمي لمعهد نكولا كبرنك والتي لديها فرعين بفرنسا :فرع بسانت إتيان وفرع بمدينة ليون تقترح على من يريد تطوير قدراته على القراءة تكوينا مدته خمسة أيام على إثره سوف يستطيع بلوغ القدرة على قراءة 250 صفحة خلال 45 دقيقة.هذا بالنسبة للمعاهد المختصة أما بالنسبة للمدارس العمومية والتي نحن جزء منها ستبقى مرهونة بمدى قدرت العاملين بها تقبل مفهوم التحول البيداغوجي أولا وعلى مدى قدرتهم كمدرسين وكمؤطرين تربويين على إيجاد أدوات وتقنيات تعمل على تسريع وتيرة القراءة والرقع من كمية الكلمات والصفحات المقروءة .
ما بين 9000 كلمة المسموعة خلال ساعة واحدة و 27000 كلمة مقروءة خلال نفس المدة، حصة زمنية مهمة يمكن اقتصادها. هده الحقيقة العلمية تدعونا جليا إلى التفكير في طرق تدريس تساعد على تطوير مهارات القراءة الصامتة والى تجاوز طرق التدريس التي ترتكز على المقاربات التواصلية.

الدراسات العلمية التجريبية لفعل القراءة

تعود أول دراسة تجريبية للحركات الفيزيولوجية لفعل القراءة إلى بداية القرن.Louis-EMILE JAVAL 1839- 1907 مهندس معادن وبعد ذلك دكتورا في الطب أشرف على تسيير مختبر لطب العيون بجامعة السر بون و قام بتدوين ملاحظاته نشرها في كتاب سنة 1905 تحت عنوان :
La physiologie de la lecture et de l’écriture, Paris,1978,Retz.
أعيد نشر هذا الكتاب سنة 1978، خلاصة الملاحظات هي أن حركة العين الأفقية خلال قراءة الأسطر ليست حركة أفقية مستمرة ولكن هي حركة أفقية متقطعة تتم عبر تقسيمات.تقوم العين بتقسيم السطر المقروء إلى عدة أجزاء، كل جزء يحتوي على حوالي 10 أحرف.الانتقال من جزء إلى جزء يتم بسرعة وبتوقف الرؤية لحظة. أثبتت هذه الدراسة أن عملية القراءة هي عملية متقطعة. تقوم العين قبل قيامها بالتوقف الذي يدوم حوالي ثلاثين جزء من الثانية، بالتركيز سبعة مرات على نقط محددة بواسطتها يتم تصوير الكلمة بداخل شبكة العين وإرسالها إلى المنطقة الدماغية المختصة .مجال الرؤية بالعين le champs de vision يتسع لحوالي سبعة إلى عشرة أحرف.
بعد Louis-Emile Javal ظهرت مختبرات تتوفر علىآلآت أكثر فعالية وأكثر دقة – كالكاميرات السريعة والدقيقة،الجهاز الإلكتروني الكاشف للعين L’électro-oculographique - هذه المختبرات أكدت مما لا يدع مجالا للشك بأن وحدة القراءة بالنسبة للعين ليست هي الحرف الواحد أو القافية la syllabe ولكن هي مجموعة من الحروف un super mot.الطريقة الاختبارية لإثبات هذا الاكتشاف قام بها فر انسوا ريشودو François Ri chaudeau حيث تم وضع قراء أمام عمودين من الكلمات. كل عمود يتكون على نفس عدد الأسطر. إلا أن أسطر العمود الأول تتشكل من كلمات قصيرة، كل كلمة تتكون من ثلاثة إلى خمسة أحرف. على عكس ذلك، العمود الثاني يتشكل من كلمات طويلة كل كلمة تتركب من عشرة أحرف. بعد ذلك تم قياس زمن القراءة فتأكد أن زمن القراءة بالنسبة للعمودين لا يختلف نهائيا وبالتالي تم استنتاج ما يلي: سرعة القراءة أو بطئها لا تتحدد وفق عدد أحرف الكلمات ولكن وفق عدد الكلمات نفسها.
تصوير الحركات الفيزيولوجية للعين بكاميرات دقيقة قام بها نفس الباحث الفرنسي أي فرانسواريشودو واستنتج أن الاختلاف بين القارىء السريع القارىء البطيء لا يكمن في عملية سرعة العين ولكن في عدد الكلمات التي تثبتها عين القارىء السريع وعين القارىء البطيء. عين القارىء البطيء تستوعب 9,59 علامة في كل عملية تثبيت ،أما عين القارىء السريع فتثبت خلال كل عملية تركيز 36,95 علامة.هذه الحقيقة توضح أن القارىء السريع يعالج كمية من المعلومات تساوي أربعة مرات ما تعالجه عين القارىء البطيء.
سرعة القراءة هي مكون من مكونات الفهم من يقرأ بسرعة أكثر يفهم أكثر لأن المعلومات التي يتم التقاطها بعدسة العين تستقر مباشرة في المنطقة الدماغية المختصة في عملية تحصين الذاكرة .
حدة البصر وسرعة القراءة
قد يعتقد البعض أن سرعة القراءة مرهونة بحدة البصر Acuité visuelle ألا أن هذا الاعتقاد يقول ريشودو يحتاج إلى تأكيدات اختبارية.يقول بهذا الصدد:» لم نستطع قط إثبات وجود علاقة مابين سرعة القراء والمسافات القصوى لاستيعاب هؤلاء القراء للعلامات المقروءة«1
من بين الأشخاص الذين تم اختبار سرعة قراءتهم، لاحظ ريشودو أن من غرائب الأمور، الشخص الذي أنجز أكبر سرعة للقراءة، هو الشخص الذي أبان عن أضعف حدة للبصر 32سم،في حين معدل حدة البصر عند باقي القراء الذين تم اختبارهم هو 107 سم.نفس الشيء بالنسبة لحروف الطباعة،شكلها وحجمها لا يؤثران على سرعة القراء الذين استأنسوا بهذه الأشكال والأحجام.الاعتقاد السائد هو كلما كانت الحروف كبيرة وعريضة كلما كانت القراءة سهلة وسريعة وهذا الاعتقاد يصدق فقط في الحالات المرضية الاستثنائية سواء لحدة البصر أو لاستيعاب أشكال وأحجام الحروف.يقول ريشودو:» تبدو سرعة القراءة غير متأثرة بطبيعة وشكل الحروف، يكفي فقط أن يكون القارىء قد تعود على هذه الحروف.«
سرعة القراءة لا تتأثر إلا أمام الحروف الأكثر صغرا، أما أمام حروف الطباعة المعهودة فأنها غير متأثرة تماما.مثلا حروف الطباعة من حجم 10 ﴿ 1,7مم﴾ وحروف الطباعة من حجم 18 ) 3 مم﴾ لا تحدث اختلافا بين القراء من حيث سرعة القراءة.
كتابة الأرقام
استعمال الرموز الرقمية لأول مرة في التاريخ يعود إلى حوالي 17000 سنة وهي عملية سابقة على الكتابة الهيروغليفية ( 5000 ) سنة وعلى الكتابة الأبجدية ( 3500)سنة. كتابة الأرقام بالأعداد الرقمية أو بالأحرف الأبجدية تسهل أو تصعب عملية القراءة.تصوروا كتابا مكتوب كله بالأرقام وليس بالأحرف الأبجدية، هذا الكتاب سيكون لا محالة صعب القراءة. صعوبة هذه القراءة تعود أساساالى استعمال شفرة طويلة long codage.طول الشفرة يقاس بعلاقة كمية المعلومات المقدمة مع عدد الرموز المستعملة، مثلا إذا ما أراد شخص ما إيصال معلومات محددة واستعمل أكبر عدد ممكن من الرموز فأن هذا التشفير يعتبر تشفيرا طويلا.
في مجال علم النفس، يعتبر التشفير Le codage أول عملية في صيرورة التذكر.أثناء هذه العملية يتم تحويل إشارة حسية : صوت،صورة ، رائحة، ذوق أو لمسة, إلى تمثل ذهني يستقر في الذاكرة . استقرار التمثل الذهني هو العملية الثانية من إنجاز فعل التذكر يصطلح عليه التخزين Le stockage.أما العملية الثالثة فهي عملية استخراج المعلومات المخزنة في الذاكرة وسط ملايين من المعلومات.

خلاصة ملاحظات ريشودو الإجمالية هي:
عين القارىء لا تصور السطور المكتوبة وفق منظور تجزيئي بمعنى قراءة الحرف أولا والتفعيلة ثانيا ثم الكلمة أخيرا
وحدة القراءة أي المقطع الذي تضبطه العين دفعة واحدة هو مقطع أكبر من الكلمة حوالي سبعة إلى عشرة أحرف
باستثناء حالات ضعف البصر الحادة، حالات ضعف البصر المعهود غير مؤثرة على سرعة القراءة
الاكتفاء بتلقين طرق القراءة الصائتة يعتبر ظاهرة متخلفة تعود إلى ألف سنة مضت.







: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=75235
    رد مع اقتباس
قديم 2010-02-14, 22:52 رقم المشاركة : 2
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

افتراضي رد: القراءة: ألف عام من التخلف، الجزء الثاني بودريس درهمان


القراءة: ألف عام من التخلف، الجزء الأول


بودريس درهمان


الكل يتساءل لماذا المدرسة الابتدائية لا تنتج نهائيا قراءا أو في أقصى الحالات لا تنتج إلا قراءا يقرؤون فقط ببطيء، والكل يتساءل كذلك هل البرامج المدرسية غايتها القصوى هي تعليم الأطفال القراءة والكتابة فقط أم غايتها إنتاج قراء ذوو مهارات متعددة وسريعة. تعريف القراءة يتعدد بتعدد المقاربات والمجالات و الغايات التي من أجلها يتم توظيف فعل القراءة.
قامت منظمة اليونسكو سنة 1951 بتعريف مفهوم القراءة كالتالي: ْالقراءة هي قدرة شخص ما على قراءة وكتابة وفهم عرض بسيط يرتبط بواقعه اليومي ْ. لكن في أواسط الستينات بدأ يطفو على السطح مفهوم جديد للقراءة وهو مفهوم القراءة الوظيفية.تم تحديد هذا المفهوم بصريح العبارة سنة 1978 كالتالي: ْ من الناحية الوظيفية يعتبر أميا كل من لا يستطيع توظيف القراءة والكتابة من أجل تنمية قدراته وقدرات الجماعة أو الأمة التي ينتمي إليها.حسب هذا التعريف أصبح تعلم القراءة رهانا رئيسيا يساهم في إدماج الأفراد من جهة ومن جهة أخرى يساهم في تطوير المجتمعات.لتحقيق هذه الغاية، لابد من وصف فعل القراءة أولا، والبحث في أشكال تطوير هذا الفعل ثانيا.
بعض الشروحات المستوحاة من نظريات متعددة بأمكانها مساعدتنا على مقاربة هذه الظاهرة المستعصية على الفهم . أولا صعوبة عملية القراءة تعود إلى تعدد المستويات التي تتداخل لكي تحقق فعل القراءة . حينما يقرأ الإنسان يقوم بجهد فزيولوجي وذهني يرتبطان بحركة العين و ضمنيا بجهد الجهاز السمعي والصوتي للقارىء من جهة ومن جهة أخرى بجهد الذاكرة من أجل بناء وتنظيم المعنى. هذا التداخل المتعدد لتحقيق فعل القراءة دفع François Richaudeau  إلى وضع ثلاث تصاميم لثلاث أنواع من القراءة ،وهاته التصاميم مستوحاة من التطور التاريخي لعملية التواصل من جهة ومن المسار الفزيولوجي لعملية القراءة هاته التصاميم تخص :
القراءة الصائتة
القراءة الصامتة
القراءة التمتمة



التطور التاريخي لعملية التواصل


تاريخيا قبل ظهور الكتابة كشكل من أشكال التواصل وكشكل من أشكال التبادل التجاري، كان التواصل الشفهي هو الشكل الوحيد للتواصل .الحبال الصوتية لإنسان ما تنتج ذبذبات أو تموجات صوتية تقوم أذن إنسان أخر بالتقاطها وتفكيك رموزها وبعد ذلك تحويلها إلى معنى وفق النظام التأويلي المتداول...بعد ظهور الكتابة أي منذ حوالي 5000 سنة وهو تاريخ ظهور الكتابة الهيروغليفية و 3500 سنة وهو تاريخ ظهور الكتابة الأبجدية - الكتابة التي نستعملها حاليا تعود إلى 3500 سنة - تحولت خطاطة التواصل وبدل أن تنتقل ذبذبات صوتية مباشرة من حبال صوتية إلى أذن ملتقطة أصبحت بأمكانها التنقل من ذاكرة اصطناعية التي هي محتوى رموز النص المكتوب عبر ذبذبات ضوئية تلتقطها العين وتحولها مباشرة إلى الحبال الصوتية التي تصرفها بدورها إلى ذبذبات صوتية داخلية والتي تستقر في النهاية في الذاكرة الفردية للقارىء.هذا التحول الذي حصل لعملية التواصل ساهم في أخراج الإنسان من تمثلات العشيرة التي كان يستهلك عوالمها التمثلية إلى فضاءات تأخذ أحجاما أكثر رحابة وأكثر شمولية.ساهم ظهور الكتابة في تمكين الإنسان من القدرة على إيصال صوته وأفكاره خارج نفوذ سلطة العشيرة.هذا التحول الذي حصل على مستوى أشكال التواصل سوف يتم تعميمه مع ظهور الكتاب وأشكال الكتابة وسوف يساهم لاحقا في تحويل العلاقات بين الأفراد والمجتمعات.التحول الآخر الذي حصل يخص الجهاز العصبي للكائنات الحية،وقد حصل هذا التحول منذ ملايين السنين.
يؤكد علماء المستحثات أن تاريخ ظهور الأوسترالوبتك الذي منه انحدر الإنسان الحالي يعود إلى 4,20 مليون سنة. وبما أن تاريخ ظهور وتطور الكائن البشري يتداخل مع تاريخ التطور البيولوجي للدماغ، فأن علماء الأجهزة العصبية للكائنات الحية يؤكدون بدورهم أن تاريخ ظهور دماغ الزواحف le cerveau reptilien يعود إلى 200 مليون سنة وخصائص هذا الدماغ تتلخص في الوظائف التالية:
الحفاظ على درجة حرارة الجسد وعلى الحياة
تنظيم المجال، المسكن على الخصوص
التعلم عن طريق التقليد
أما تاريخ ظهور دماغ الثدييات فيعود إلى حوالي 60 مليون سنة ويتميز بالوظائف التالية:
الانفعال والتعاطف
التكيف مع المحيط
الانتماء إلى جماعة
الذاكرة كواصل Mémoire relaie
أما الدماغ الجديد، ما يصطلح عليه Néocortex فهو حديث الظهور و يعود فقط إلى بضع ملايين من السنين . من بين وظائفه:
الاستكشاف، التأويل، التفحص
استعمال الحواس للتمييز
التفكير العقلاني
اتخاذ القرار
التخطيط
التذكر

بخصوص عملية التذكر وهي عملية محايثة لفعل القراءة، يميز علماء النفس بين خمسة أنواع من الذاكرات وهي كالتالي:

الذاكرة القصيرة Mémoire à court terme: وهي تذكر بضع معلومات بداخل وعاء الوعي تدوم بضعة دقائق، مثل تذكر أرقام الهاتف وبمجرد ما يتم استعمالها يتم نسيانها مباشرة.
الذاكرة ذات المدى الطويل Mémoire à long terme :وهي تذكر معلومات كثيفة خارج وعاء الوعي قد تدوم بضع ساعات أو بضعة أشهر أو بضعة سنين .
الذاكرة البناء Mémoire constructive : وهي خصوصية العملية التي تجعلنا نتذكر وفق نظامنا المعرفي والتداولي
الذاكرة الظاهرية Mémoire explicite: يتم تسميتها كذلك بالذاكرة الصريحة Mémoire déclarative وهي تهم المعلومات الشخصية كالاسم الشخصي ، العنوان الشخصي ، رقم البطاقة الوطنية، اسم المدينة ، الحي ، الأصدقاء الخ. هذه الذاكرة هي الذاكرة التي يتم افتقادها أثناء حالات الإصابة بمرض فقدان الذاكرة.
الذاكرة الضمنية Mémoire implicite: هي عملية التذكر التي تأتي كنتيجة للمهارات الاستيعابية الحركية منها والمعرفية. هذه الذاكرة لا تصاب بأي آذى أثناء الإصابة بمرض فقدان الذاكرة . المريض ينسى أسماء أطفاله لكن لا ينسى قدرته على الكلام.
تاريخ الكتاب تاريخ القراءة

الكتاب قبل أن يصل إلينا بالشكل الذي يوجد عليه الآن عرف تغيرا عبر التاريخ.كلمة Liber التي هي الجذر الذي اشتقت منه كلمة Livre تعني باللاتينية قشرة الأشجار وهذه الدلالة تحيلنا إلى أصل الكتاب.قبل القرن الأول الميلادي،كان يتم استعمال أوراق القصب التي تنبت بضفاف النيل ويتم تصديرها الىباقي أنحاء العالم .أوراق القصب المكتوبة والمدورة تنطوي على بعضها البعض وتشكل كتابا.يصطلح على هذا النوع من الكتاب: Le volumen.بعد هذا النوع من الكتاب وبالموازاة معه،تم الاهتداء بمنطقة آسيا الصغرى إلى الجلد كوسيلة للكتابة.هذا الجلد المدبوغ يليق للكتابة ومسح الكتابة لإعادة الكتابة مرة ثانية. تعايش هذا النمطين من الكتابة إلى حدود القرن الرابع الميلادي حيث أصبح الجلد المدبوغ الشكل السائد لصناعة الصفحة المكتوبة: Le parchemin . الصفحات المشدودة بعضها لبعض بخيط أصبحت هي الكتاب الجديد المعروف تحت أسم: codex Le.هذا الشكل الجديد هو أصل الكتاب الحالي.
تطور شكل الكتاب واكبه تطور الكتابة والقراءة.الكتابة،أثناء بداياتها الأولى كانت خالية من كل بياض ومن كل تنقيط أو فواصل.إنها كتلة واحدة مستمرة تعيد إنتاج شكل قراءتها.شكل القراءة الوحيد الذي كان سائدا هو القراءة الصائنة،وقد كان هذا جد طبيعي لغياب نظام للوقف.استمر ت هندسة تأثيث الصفحات المكتوبة، دون الاكتراث بجهد حركة العينين اللتان تصابان بالوهن من جراء كتلة المكتوب الغير مجزأة إلى وحدات،هذا الاستمرار دام قرون آمن الزمن ولم يحدث عليه أي تغيير إلى حدود نهاية الألفية الأولى حيث بدأت البياضات والفواصل في الظهور وساهم هذا التأثيث الجديد للصفحات في توظيف حركة العينين أكثر.رغم أن القراءة بالشفتين استمرت كما كانت عليه ألا أن هذه المرة أصبح الصوت غير مسموع،وأصبحت ترى شفتي القارىء تتحركان دون أن يصدر عنهما أي صوت.هذه الظاهرة الجديدة التي تخص عملية القراءة بالشفتين فقط دون أنتاج ذبذبات صوتية آتت بعد ألف عام من القراءة بصوت مسموع،مما دفع بالنقاد إلى الحكم على عملية القراءة الصائنة بتخلف عمره ألف عام،ألف عام والبشرية تقرأ بصوت مسموع دون أن تستطيع القراءة بالعينين فقط . من غرائب الأشياء نجد أن طرق التدريس بالمدارس الابتدائية تكتفي فقط بتلقين طرق القراءة الشفهية، بمعنى أنها تريد أن تعود إلى حالة من التخلف عمرها دام ألف سنة.بمجرد ما يستطيع التلميذ الطفل التمييز بين الحروف وقراءتها بشكل مسموع يعتبر المدرسون بأن الأهداف المتوخيات من القراءة قد تم تحقيقها.

أنواع القراءة

كما تمت الإشارة إلى ذلك، التحول التواصلي للكائن البشري نتج عنه نوعين من القراءة، فبالإضافة للقراءة الصائتة التي كانت سائدة ظهر نوعين من القراءة :القراءة التمتمة La lecture subvocalisée والقراءة الصامتة La lecture silencieuse.الأولى يتميز مسارها بالطول وبتعدد المسارات المتدخلة:
تدخل مسار إنتاج الكلام:الحبال الصوتية والحنجرة
تدخل مسار التقاط الكلام:العصب السمعي وجهاز الأذن
تدخل مسار التقاط وتفكيك الرموز:العصب البصري وشبكة العين

القراءة الصامتة تتميز بالسرعة وبالفعالية وتتميز بتوظيف مسار واحد فقط هو مسار التقاط وتفكيك الرموز.القراءة التمتمة Lecture subvocalisée ظهرت بفعل لجوء القراء إلى استعمال القراءة الصامتة والقراءة الصائتة على حد سواء وهي القراءة بالشفتين وهي النوع الأكثر تداولا بين التلاميذ بداخل المدارس العمومية.هذا النوع من القراءة يعتبر عائقا فعليا لعملية فهم النصوص ،لأن الشفتين توظفان كحصارين لسرعة القراءة من جهة ولفهم النصوص من جهة أخرى : ما دام الذهن مشغولا بإنتاج الصوت المسموع فأن المعنى ينبري ويحل محله جهد الأذن في التقاط الصوت.
القارىء البطيء هو القارىء الذي لا زال لم يستطع التخلص من تحريك شفتيه أثناء القراءة. القراءة الصامتة،أي القراءة بالعينين فقط ،تتميز بالفعالية وبوفرة المعلومات التي تقتبسها من النص المكتوب.المعلومات التي تلتقطها الأذن أثناء تقديم نشرة الأخبار مثلا اقل بكثير من المعلومات التي تلتقطها العين من الصفحة الأولى لجريدة ما ، القارىء المتمرس يستطيع خلال مدة إلقاء الأخبار الإطلاع على محتويات الجريدة بأكملها .
رغم كل أجابيات القراءة الصامتة التي تتعامل مع ما هو مكتوب ، فأن مارشال ماك لوهان Marshall MC Lu han ينتقد كل ماهو مكتوب تحت تبرير مفاده أن » الإنسان المتحضر ؟« أصبح يرزح تحت دكتاتورية جديدة ألا و هي دكتاتورية المكتوب . يقول ماك لوهان مع ظهور مطبعة Gutenberg أصبحت الإنسانية جمعاء مقحمة في عالم تحليلي، عقلاني تجزيئي ومجرد.. في حين القراءة الصائتة بصوت جوهري كانت تساعد على الأقل على توظيف مجموعة من الحواس .ويضيف مارشال ماك لوهان بأن النصوص المكتوبة وكل ما هو مكتوب بصفة عامة يساعد على تقوية النزعات الفردانية بداخل الثقافة الأبجدية.هذه الثقافة ساعدت في ما مضى على القضاء على النزعات القبلية حيث تم تحويل الأفراد والجماعات إلى أفراد » متحضرين؟ « بمعنى أفراد متساوون أمام القانون المكتوب.





    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 13:39 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd