..ملامح تلميذة نشيطة ..ابتسامة بريئة ..استاذ ! هل يمكنني ان اطلعك على بعض رسوماتي ! اجبت ؛بكل فرح و لما لا ..و انا اتناول الملف و اتامل انجازاتها ...؛ دقة متناهية تقنيا و توظيف الوان زاهية ...

انه اول حوار مع تلميذة لازلت اتذكر حضورها المثير ..تلميذة تمدك طاقة و رغبة في الابداع ...و تعودت على تحيتها و اطلاعي على اعمالها الشخصية اضافة الانجاز المدرسي ...و ذات يوم ؛ وبعد ان تسلمت الملف ..قالت قلقة و كلماتها لا تكاد تسمع : الحصة القادمة ساتغيب ! سالتها : لماذا ؟! ردت بامتعاض : ساسافر الى الرپاط من اجل " الشيميو ". الشيميو ! ردت مبتسمة :اني مريضة بالسرطان ! نزل علي الجواب كالصاعقة و حتى اخفي صدمتي مما اصابها ،سارعت اتمالك نفسي و اقول لها : لكل داء دواء و انت لازلت طفلة و لست أي طفلة ...طفلة مبدعة و قوية ..ثم غادرت بشوشة كعادتها ..!
انها طفلة تملك مهارات هائلة ، واصرار غريب في تجاوز خصوصيات المرض ، .
بدأت اتعلم منها اشياء ..انها دقيقة من حيث تقديم و تنظيم انجازاتها ...بشكل مثير !
في احدى الحصص ، فوجئت باصرارها على حضوري لحفل اقامه زملائها التلاميذ بمناسبة عيد ميلادها ...كانت الحفلة لحظة رائعة و هي في اسعد اللحظات ..و اخذت لنا صورة تذكارية لن تنسى !!ودعت الحفل و مشاعري متداخلة ..في حالة من التيه و الشرود فالامر بالنسبة لي عظيم ..اني اقدر جهودها و مثابرتها كتلميذة و كانسان خلوق مشرق المحيا ..يمنحك الطاقة الاجابية رغم وضعه الصحي ..
حاولت القيام بما يجب نحوها ...على امل ان تستمر في العطاء و الحضور الجميل لكن المرض غيبها في المستشفى ، ثم للاپد خلال العطلة الصيفية !

لا اعتقد. انني استطيع نسيان هذه التلميذة التي ساپقى اكن لها كل التقدير و ادعو لها بالرحمة لانها علمتني عذوبة الاصرار و التحدي و هي تبنسم !


...ًعبدالرحمان