منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   الفكر و التاريخ و الحضارة (https://www.profvb.com/vb/f194.html)
-   -   ملف عن مدينة سبتة المسلمة: أقدم احتلال في التاريخ! (https://www.profvb.com/vb/t178248.html)

صانعة النهضة 2018-01-28 21:11

رد: ملف عن مدينة سبتة المسلمة: أقدم احتلال في التاريخ!
 
فإذا كانت مدينة سبتة قد اختارت لنفسها أميرا فقيها عالما فإن هذا الأمير قد اختار لنفسه كاتبا يعد في عصره من أبرع الكتاب وأحسنهم وأرفعهم درجة وهو شخصية مثالية، أندلسي الولادة حيث ولد بأشبيليا ثم مغربية سبتة الإقامة حيث قضى بها أربعين سنة. يوتي لإقامته بها أمدا كان يعطى دروسا في الحديث بالزيتونة.


وبعد ذلك انتقل إلى قضاء الحج فمات بالمدينة المنورة. هذا الكاتب هو خلف بن عبد العزيز الغافقي الفحتوى،،هذا الرجل جاء بت الزمان في حين كان الزمان قد التفت عن مدينة اشبيلية ذلك أنه ولد وعاش باشبيلية أمدا لكنه لم يجد من حظ الإقامة بها شيئا نظرا لأنه اضطر لمغادرة بلده لما كان يتهددها من عوامل الاستبداد وقد تتبعنا ترجمته ووجداناها ذات علانية القوم فهو تلميذ لابن جابر فهو تلميذ لعلية لدرجة رفيعة إليه بارزة في الثقافة، ثم انتقاله إلى مدينة سبتة وجد فيها الأمير حاجته لأنه يجمع بين عوامل ثلاثة : الأدب ويضيف إليه معرفة واسعة في الحديث فهو من كبار المحدثين في عصره ويضيف إلى ذلك جانب معرفته باللغة والفقه.



ولعل كثيرا من هذه الحقائق لم تأت لنا إلا بمعرفة أساها فهو قد جمع في هذه الرسائل التي قد تكون وحيدة ذلك العصر ولذلك يمكن أن يعتبر أستاذ للسان الدين ابن الخطيب كان يسميه تقية الكتاب فإذا كانت هذه الثقافة الواسعة قد التقت مع نظر سديد وحسن تدبير في السياسة فإن هذا الالتقاء هو الذي جعل الاختيار مرضيا ومقبولا ومرضى النتائج، فكان الاختيار من طرف أبي القاسم العدمي لكل هذه العوامل، ويبدو أن هذا الكاتب أقام على ديوان الإنشاء أمدا لا يقل عن 35 سنة تقريبا حيث أنه وجدنا من هذه الرسائل رسالة يمكن أن نؤرخها بسنة 647 وأخرى يمكن أن تؤرخها 688 وهي مرحلة جمعت بين ثلاثة من أمراء البيت وهم أبي القاسم وأبو حاتم وأبو طاب



ولكن هذه الرسائل نجدها في الحقيقة تقدم لنا نوعين من الأهمية، هناك الأهمية اللغوية الأدبية التي ليس الآن موضوع دراستها ولا من شأننا أن نتحدث عنها وإنما نتعرض لها تعرضا بسيطا عندما نشير إلى أن هذه الرسائل يمكن أن تعتبر من أهم ما كان يعتمده القنقشندي في صبح الأعشى فإن الدرجة التي يتباهى القنقشندي في درجة رفيعة من الكتاب لا يمكن في الحقيقة أن تصل إلى درجة أبي القاسم في رسالته هذه أما القيمة التاريخية فإنه يمكن أن نجعلها تتناول جهات متعددة فهي تفيدنا من ناحية أولى بأن هذه الرسائل قد كتبت في ثلاثة عهود تاريخية سياسية،


فقد كتب بعضها في عهد كانت فيه مدينة سبتة تنضوى تحت لواء الموحدين، وبدراسة هذه الرسائل استطعنا أن نحدد هذا الزمن فهي قد أبندات من سنة إلى665، ثم هناك مرحلة أو عصر ثاني هو عصر استقلال سبتة عن السلطة الموحدية والمرينية استقل فيها المدينة واستقل فيها أبو القاسم بإمارته وهذه المرحلة يمكن بدراسة هذه الرسائل أن نجدها تتراوح بين 665و 673 ثم تأتي بعد ذلك مرحلة الانضواء تحت الدولة المرينية وتبدأ من سنة 673، عدد هذه الرسائل هو عدد قليل وهو 11 رسالة فقط يمكن أن نضيف إليها رسالتين قد وجدتا، أعتقد رغم أن المصدر لم يذكره الكاتب هو بنفسه لأن هذه الرسائل قد كتبت في ذلك العصر وكتبت بنفس ذلك المستوى إلا أنها وقعت فيها أخحاء.



يتبع



الساعة الآن 03:55

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd