2017-06-02, 10:02
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | الخشوع في الصيام | الخشوع في الصيام إخوتي...أخواتي آل الأستاذ الكرام ما أجمل الحياة عندما تكون مع الله ,,,
وما أجمل الحياة عندما تكون الروح متصلة بالله ,,,
والقلب يشعر بعظمة الله ويحس بتقصيره وذله وخشوعه
لجبار السماوات والارض إنها والله اللذة التي لا تعادلها لذة في هذه الحياة يعيشها ذلك الجسد الذي علق قلبه بالله جل وعلا . هذه اللذة تحملكِ فوق السحاب لأنكِ بمعية مالك الملك
في كل أمور حياتك
في كل صغيرة وكبيرة
وفي كل عادة وعبادة
و هذا الشعور يملأ القلب ذلا وانكسارا وخشوعا له .. فحاجة الإنسان إلى هذا الخشوع والانكسار لله هي حاجته إلى تغذية قلبه لأن القلوب إنما تتغذى بالخشوع والإقبال على الله والأنس بقربه تعالى .
وكلما كان الإنسان أعلى منزلة في الإيمان
كلما كان أكثر خشوعاً
و قربا إلى الله وتأثراً بعباداته ومناجاته . فما معنى الخشوع ؟؟ وهل الخشوع يقتصر على الصلاة من دون العبادات الأخرى ؟؟؟؟
الخشوع لغة هو الخضوع والتذلل والسكون .
أما الخشوع اصطلاحا فكثرت معانيه وأكثر ما أعجبني في تعريفه
قول الجنيد عندما سئل عن معنى الخشوع : "هو تذلل القلوب لعلام الغيوب "
فجعل النبي عليه الصلاة والسلام القلب
هو الأساس لصلاح الجسد وفساده...
فالقلب هو منبع الخير والشر .
كما في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله،
وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) .
فالخشوع يكون أولاً بالقلب ثم بالجوارح إلا أن الخشوع غيرمختص بالصلاة ،بل الخشوع في كل عبادة لله تعالى إذ لابد فيها من هذا الخشوع لأنه روحها ،،
أما إذا خلت العبادة من هذا الخشوع كانت روتيناً يفعله الإنسان ،،، إذا...كما أن في الصلاة خشوعا يمنحك لذة المناجاة والتفكر في القراءة كذلك فإن في الحج خشوعا يخفق به قلبك عندما تستشعر
عظمة البيت وأنت تطوف به وتتأمل معاني الوقوف بعرفات والسعي ورمي الجمرات . وكذلك عند وضع الصدقة في يد الفقير ينتابك شعور إيماني ولذة تطغى على ما في القلب من شح وحب للمال. ويتحقق الخشوع عند التوبة والاستغفار عندما تستغفر من ذنوبك وأنت نادم على ما مضى من الزلل والخطايا . وإذا قرأت القرآن متدبرًا لما فيه فإنك ستجد ذلك الخشوع الذي يقشعر له بدنك وتدمع منه عينك ويتلذذ بتلاوته لسانك وينشرح صدرك. والصيام - كباقي العبادات - له خشوع ينسيك الظمأ والجوع ويسمو بروحك نحو الإيمان والكمال . ولا يمكنك الخشوع في صومك والتلذذ بساعات الصيام ما لم تصن جوارحك عن الحرام : فعين الصائم الخاشع أصابها الذبول فلا تمتد إلى الحرام .
والأذن منه لا تأنس إلا بسماع القرآن والذكر وأصوات المآذن تضج بالتكبير.
وهكذا .. تعيش الجوارح بكل ذراتها حقيقة الصوم وتجني ثمراته.
وتتأدب بأحكامه وآدابه . فالصوم مدرسة إيمانية تربوية يتعلم فيها المسلم حقيقة الإيمان والتقوى . قال الله سبحانه وتعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [سورة البقرة ] .
وإذا كان الخشوع يشمل العبادة من أولها إلى آخرها والصيام يبدأ من الفجر إلى غروب الشمس ، فينبغي أن تخشع في صيامك خلال هذه المدة وتستحضر معاني مرتبة الإحسان بأن : " تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ". كذلك يمتد الخشوع في قيام رمضان وتحري السحور والاجتهاد في الدعاء في جوف الليل فهذه كلها من ثمرات الصيام الحقيقي الطاهر من الزور واللغو والفجور . والصيام إن خلا من الخشوع وحفظ الجوارح عما حرم الله فإن صاحبه لن يجني منه سوى الجوع والعطش ، وهذا ما حذر منه نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله : " مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ " رواه البخاري. وختامًا : من خشع في صيامه وصان جوارحه سيتمنى العمر كله رمضان، وسينادى عليه -بإذن الله - من باب الريان. فاحفظ صيامك تنل ثمراته ويرضى الله عنك . اللهم أعنا على الصيام والقيام وغض البصر وحفظ اللسان.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . د. عبد الحميد المحيمد | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=932807 التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |