2009-05-15, 12:15
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | نامت الذاكرة فهل يصحو العقل | على هامش انتخاب ممثلين في اللجن الثنائية
مرت دورة كلمح البصر دون أن تجعل الكثير منا يتساءل عن المنجز والمتبقى والمتغافل عنه . مع كل دورة منذ بداية تجربة المغرب الديموقراطية والمغربي يفكر ككائن سياسي بطبعه ،ويتساءل : إلى أين تسير التجربة ؟ ناقما على جوانبها السلبية معتزا في حالات قليلة بما تحقق منها . لكن الأسرة التعليمية بما تملكه من وعي وحس متميزين لها تحليلها الخاص وتقديرها للأمور ، انطلاقا من موقعها "كطبفة عاملة " أو شريحة تشتغل بقوتها العقلية ، فهي ما فتئت تساهم في التخطيط لمصيرها منذ المرحلة الاستعمارية والنضال الوطني من أجل الاستقلال ، غير أن تداول الأيام وتبدل الظروق جعلها تغير تصوراتها في إطار نوع من التكتلات والتحالفات المرتبطة بمصالحها وتقديرها للمؤهل للدفاع عن هذه المصالح .
عرفت الساحة التعليمية تطورا في التنظيم النقابي بشكل يؤشر على نمطين من الوعي إن لم يكن أكثر : وعي نوعي ظل يسائل الأداة النقابية ويبحث عن البدائل الممكنة برغبة تجاوز مختلف المعيقات التي خلقت انحسارا في الأداء ، دون أن يكون هذا الوعي قادرا على تجاوز الشكل القائم والأداة المعتمدة لذلك الشكل ، وقد نتج عن هذا الوعي هروب من ساحة النضال وترك المجال فارغا مع ما رافق ذلك من غموض واضطراب في الممارسة النضالية والسعي للمطالب التي شكلت على الدوام مبرر وجودها . ووعي ظل يحتفظ بالشكل والأداة ،غير منتبه للتغيرات الكونية والمحلية ،مجترا كل تركة الماضي بكبواتها ونهوضها ،متحملا كل النماذج السلبية التي كثيرا ما استغلت الوضع للسطو على المسئوليات ،دون أن تحقق أنجازات تذكر ، ونوع ثالث ظل مترددا لا يحضر إلا كرقم انتخابي يغير الكفة وقد يحل المعادلة سلبيا .
إن التجربة الجديدة التي سننخرط فيها يوم 15 ماي 2009 ستكون في اعتقادي حاسمة ، باعتبار أنها تأتي في ظل وضع نقابي اتسم بالتشردم بسبب الحرية المخدومة التي انتجت كائنات لا تعرف إلا الانتهازية كسلوك في تعاملها مع كثير من الملفات النقابية فالحة في انتاج خطاب التيئيس والتعويم وخلق مناخ تختلط فيه الأوراق ليقال كل النقابات سواشية فلا معنى للاختيار ، والحال أن هذا التصور يريد المزيد من تمييع الساحة النقابية ودفع الأسرة التعليمية إلى التغاضي عن طرح الأسئلة الحيوية التي ينبغي أن تنصب على النقابة ومشروعها الذي يشكل مبرر وجوده ، أو بمعنى أخر مساءلة منظور النقابة للمدرسة الوطنية عمومية كانت أو خاصة ،ومستوى انسجامها مع هذا التصور الذي تعرضه . إذ لا يخلو اليوم منتدى من المنتديات أو لقاء من اللقاءات أو تجمع يضم عاملين في قطاع التعليم إلا و تردد فيه عبارات إن النقابات هي التي أوصلت التعليم إلى ما هو فيه اليوم من سلبيات ، وقد يكون في الأمر حق يراد به باطل ، فالنقابات ناضلت من أجل واقع تعليمي تحفظ فيه كرامة المعلم ، لكن تراعى فيه مصلحة التلميذ . غير أن ظروف المجتمع الاقتصادية وانعكاساتها على عموم المواطنين بمن فيهم أسرة التعليم جعلت البعض يقسو على ذاته ليتنكر لما راكمته النقابات من منجزات ،تكون النتيجة ما حل بنا من التشتت والتفرقة ونصبح عاجزين عن صيانة ما تحقق فباالأحرى المطالبة الجديد .
إن القوة في الوحدة ، وحيث أن هناك من يعمل ضد القيم التي صنعها المدرسون عبر التاريخ ، ومن يكرس التفرقة من خلال الاهتمام الفئوي والنظر إلى فئات من العاملين في التعليم بشكل منعزل عن باقي أفراد المجتمع ليقول إنهم حلوا مشاكلهم أو اغتنوا وهذا زيف طبعا وهراء ، فينبغي تقديم درس في المشاركة الانتخابية في اختيار من هو مؤهل فكرا وممارسة وسلوكا لينوب عن الأسرة التعليمية ، بعيدا عن الر غبة في احتلال موقع في ساحة المجتمع والحياة السياسية اعتمادا على شريحة اجتماعية يفترض أن تكون حامية القيم .
ينبغي أن تنهض عقول رجال ونساء التعليم ، إذا نامت ذاكراتهم ونسوا أن من دافع عن مصالح المجتمع إيام الجمر مستعد للدفاع في زمن تكالبت فيه على القطاع فئات لا ترى غير مصلحتها وتعمى عن المطالب الحقيقية التي لا يمكن أن يصلح حال الأمة بأسرها إلا إذا صلحت فهل نحن على موعد مع التاريخ أم سننتظر دورة ودورات نتمنى خلاف ذلك على كل حال | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=2226 |
| |