2010-02-05, 11:09
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | يا عمر أبو صهيب لماذا نحب و نتبع منهج السلف ؟ | الحمد لله الذي زكى سبيل منهج السلف و جعله الأقوم و الصلاة و السلام على نبي الأمة الأكرم و على آله و صحبه و من كان على مثل ما كانوا عليه إلى يوم الدين الأعظم . و بعد قال عز من قائل : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) . فهذه الآية العظيمة , لتمثل أصلا عظيما من أصول معتقد أهل السنة و الجماعة , و فيها تحذير مخيف من مشاققة نبي الهدى صلى الله عليه و آله و سلم , و ذلك بمخالفته و عصيانه فيما أمر به و نهى عنه . قال الإمام الجليل بن كثير في تفسيره أي و من سلك غير طريق الشريعة التي جاء بها الرسول فصار في شق و الشرع في شق و ذلك عن عمد منه بعدما ظهر له الحق و تبين له و اتضح له ) و بعدما حذرنا الله تعالى من هذه المعصية الكبيرة , عطف عليها أمرا آخر مهم , و جعله ملازما للصفة الأولى , تأكيدا منه سبحانه على أن هناك أصلا آخر ينبغي معرفته لكل من سلم من المخالفة الأولى , و هو ضرورة لزوم اتباع منهج السلف الصالح من الصحابة و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين . قال العلامة المحدث الإمام الألباني رحمه الله : ( وهؤلاء السلف الصالح هم الذين حذّرنا ربنا عز وجل في القرآن الكريم من مخالفتهم ، ومن سلوك سبيل غير سبيلهم ، لقوله عز وجل (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) .. أنا لفتُّ نظر إخواننا في كثير من المناسبات إلى حكمة عطف ربنا عز وجل في قوله في الآية ( ويتبع غير سبيل المؤمنين ) على مشاققة الرسول عليه السلام ، ما الحكمة من ذلك ؟ مع أن الآية لو كانت بحذف هذه الجملة ، لو كانت كما يأتي : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً ) لكانت كافية في التحذير وتأنيب من يشاقق الرسول عليه السلام ، والحكم عليه بمصيره السيء ، لم تكن الآية هكذا ، وإنما أضافت إلى ذلك قوله عز وجل ( ويتبع غير سبيل المؤمنين ) هل هذا عبث ؟ حاشا لكلام الله عز وجل ، أي من سلك غير سبيل الصحابة الذين هم العصمة في تعبيرنا السابق ، وهم الجماعة التي شهد لهم رسول الله عليه السلام بأنها الفرقة الناجية ، ومن سلك سبيلهم ، هؤلاء هم الذين لا يجوز لمن أراد أن ينجو من العذاب يوم القيامة أن يخالف سبيلهم ، ولذلك قال الله تعالى : . (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) . و قد جاءت نصوص الشرع الحنيف , حافلة بتزكية السلف الصالح من الصحابة و التابعين , و نذكر بعضها لتكون ذخرا لكل سلفي متمسك بالهدي القويم الرشيد . قال جل و علا : (( و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه و أعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )) . و من أراد التبحر في معاني الآية العظيمة , فننصحه بكتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين للإمام الجليل ابن القيم الجوزية عليه رحمة رب العالمين رحمه الله فقد أجاد فيه و أفاد و ذلك عند ذكر أدلة الترجيح حول مسألة حجة قول الصحابي قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) رواه البخاري و مسلم و لهذا المفهوم السليم , كان الصحابة و التابعون لهم بإحسان , أحق الناس بالإتباع من غيرهم , و ذلك لصدقهم في إيمانهم , و نصرتهم لنبيهم و إخلاصهم في عبادتهم , فهم حراس العقيدة , و حماة الشريعة , العالمون العاملون بها صدقا و حقا , و لهذا اختارهم الله تعالى لنشر دينه و إعلاء كلمته , و تبليغ سنة نبيه صلى الله عليه و آله و سلم . قال النبي عليه الصلاة و السلام : (( تفترق أمتي على ثلاث و سبعين ملة , كلهم في النار , إلا واحدة )) قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : ما أنا عليه و أصحابي )) صحيح الترمدي فكل من اقتدى بالسلف الصالح , و سار على نهجهم في سائر العصور و الأزمان فقد غدا على المحجة البيضاء, و تمييز عن من يخالفون منهج السلف الصالحين و يتبعون غير سبيلهم , و لا يسع كل مسلم مؤمن بالله ربا و بمحمد نبيا و رسولا , إلا أن يفتخر بهذا الإنتساب و يحمد ربه الكريم عليه . فكل خير في اتباع من سلف و كل شر في ابتداع من خلف و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين . | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=71207 |
| |