الإنسجام!!
الإنسجام مع الذات..
الإنسجام مع الآخر..
الإنسجام مع الطبيعة..
نسمع كثيرا عن هذه الكلمة، ومنا من يفهمها في بساطتها..
و هناك من يفهمها في حمولتها الدلالية و الرمزية و المضمونية..
و هناك من يتمثلها في عمقها الإبستمولوجي المعرفي و الفلسفي..
و هناك من لا يأبه بها، ولا يلقى لها أدنى اهتمام..
الإنسجام مع الذات.. أتذكر قصيدة زجلية لزجال وشاعر مغربي كان عنوانها: "توحشت راسي"..
و في هذا العنوان الكثير من الدلالات.. فنحن و في زحمة الحياة المعاصرة و السريعة الوتيرة و المتلاحقة الأحداث..
لا نجلس مع أنفسنا.. لا نسمع لأنين أجسادنا.. لا نركن إلى حنين وجودنا.. لا نصغي لأصوات عقولنا.. بل نجري مهرولين في حياة لا تعترف سوى بلغة وحيدة.. و نتذكر هنا التعبير الرائع الوارد في أحد كتب "هاربرت ماركوز" بعنوان معبر عن وضعية إنسان الوقت الراهن: "الإنسان ذو البعد الواحد".. وهو بالفعل كذلك اليوم..
الإنسجام مع الآخر.. كيف و نحن نعيش حياة التشردم و اللاتواصل فيما بيننا.. فكيف إذن نصبو لتحقيق التواصل و الإنسجام مع الآخر المختلف عنا في كل شيئ: اللغة، الثقافة، التقاليد، العادات، الهوية..
فأي مشكلة بسيطة مع هذا الآخر المختلف.. تخلق لدينا شروخا في الذات، و هواجسا في النفس، و تشنجات في الفكر، و بلبلة حتى في أعمق المعتقدات...
الإنسجام مع الطبيعة و المحيط و البيئة.. أمر مستحيل أن نقول أن الإنسان العربي.. وأقولها بكل صراحة و جدية مادمنا في منتدى الجدية و النقاش الجاد..
نحن أبعد عن الإنسجام مع هذه الطبيعة المسكينة -أقول هذا الكلام و أنا عربي حتى النخاع- و دليلي على ذلك ما تعرفه حدائقنا من حالة مزرية، و أركان و زوايا الأحياء من روائح نتنة تفوح و تزكم الأنوف من "بول و قاذورات"، و شوارعنا التي تصلح لأن تكون "ملاعب للغولف" عند أول قطرات المطر..
و أتذكر رواية للكاتب المغربي "عبد الله العروي" بعنوان "الفريق" يستخلص فيها من خلال حضوره لمباراة في كرة القدم في إحدى الدول الأجنبية.. أن "روح الفريق" و اللعب الجماعي و التنظيم و النظام التام بين مجموعة اللاعبين هو سر تألق و قوة و نجاح الفريق... و كلامه هنا ينطبق على الدول و الشعوب.. و بعبارة ملخصة "الإنسجام" هو الكلمة المفتاح..
و في جملة واحدة يمكن القول:
"الإنسجام تعبير حضاري عن تحضر ووعي عميقين، و نتيجة لمجهودات جبارة من مختلف مكونات المجتمع"
- ما هو مفهوم الإنسجام بمختلف أنواعه؟
- و ماهي دلالات كلمة "الإنسجام" في ثقافتنا السائدة؟
- و ماهي المعوقات و العراقيل التي تجعلنا بعيدين عن أن نكون ذوات منسجمة؟
- ما هي أسباب اللاتواصل مع الآخر المختلف؟
- هل من تاثير عكسي للمحيط و للبيئة على سلوك الإنسان و مدى طبيعة تعامله
مع الذات و الآخر و محيطه؟
- ما هو في نظركم السر في تغييبنا لمعطى الإنسجام و التواصل في كل مناحي حياتنا المعاصرة..؟
نقاش ممتع و شيق ننتظره من جميع زوار منتدى النقاش و الحوار الهادف