2010-02-03, 23:10
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | قصيدة للشنفرى. | أَقيمـوا بَنـي أُمّـي صُـدورَ مَطِيَّكُـم ------ فَإِنّـي إِلـى قَـومٍ سِـواكُـم لَأَمَـيـلُ
فَقَـد حُمَّـت الحاجـاتُ واللَيـلُ مُقمِـرٌ ------- وَشُـدَّت لِطِيّـاتٍ مَطـايـا وَأَرُحــلُ
وَفي الأَرضِ مَنأى لِلكَريـمِ عَـنِ الأَذى -------- وَفيهـا لِمَـن خـافَ القِلـى مُتَـعَـزَّلُ
لَعَمرُكَ ما في الأَرضِ ضيقٌ عَلى اِمرئٍ -------- سَرى راغِبـاً أَو راهِبـاً وَهـوَ يَعقِـلُ
وَلـي دونَكُـم أَهلَـونَ سيـدٌ عَمَـلَّـسٌ -------- وَأَرقَـطُ زُهلـولٌ وَعَـرفـاءُ جَـيـأَلُ
هُمُ الرَهـطُ لا مُستَـودَعُ السِـرَّ ذائِـعٌ --------- لَدَيهِـم وَلا الجانـي بِمـا جَـرَّ يُخـذَلُ
وَكُـلٌّ أَبِـيٌّ بـاسِـلٌ غَـيـرَ أَنـنَّـي --------- إِذا عَرَضَـت أُولـى الطَرائِـدِ أَبسَـلُ
وَإِن مُدَّتِ الأَيدي إِلى الـزادِ لَـم أَكـنُ ---------- بِأَعجَلِهِـم إِذ أَجشَـعُ الـقَـومِ أَعـجَـلُ
وَمـا ذاكَ إِلاّ بَسطَـةٌ عَــن تَفَـضُّـلٍ --------- عَلَيهِـم وَكـانَ الأَفضَـلَ المُتَفَـضَّـلُ
وَلي صاحِبٌ مـن دونِهـم لا يَخوننـي ---------- إِذا التبـسَـت كـفِّـي بِــهِ يَتَـأكّـلُ
وَإِنّي كَفانِـي فَقـدُ مَـن لَيـسَ جازِيـاً ----------- بِحُسنـى وَلا فــي قُـربٍـه مُتَعَـلَّـلُ
ثَـلاثَـةُ أَصـحـابٍ فُــؤادٌ مُشَـيَّـعٌ ----------- وَأَبيَـضُ إِصليـتٌ وَصَفـراءُ عَيطَـلُ
هَتـوفٌ مِـنَ المُلـسِ المُتـونِ يَزينُهـا ------------ رَصائِـعُ قَـد نيطَـت إلَيهـا وَمِحمَـلُ
إِذا زَلَّ عَنهـا السَهـمُ حَنَّـت كَأَنَّـهـا ---------- مُــرَزَّأَةٌ عَجـلـى تُــرِنُّ وَتُـعـوِلُ
وَأَغـدو خميـصَ البَطـنِ لا يَستَفِزُّنـي ------------ إِلـى الـزاد حِـرصٌ أَو فُـؤادٌ مُوَكّـلُ
وَلَسـتُ بِمِهيـافٍ يُعَـشّـي سَـوامَـهُ ------------ مُجَـدَّعَـةً سُقبانَـهـا وَهــيَ بُـهَّـلُ
وَلا جَبـأَ أَكـهـى مُــرِبٍّ بِعِـرسِـهِ ------------- يُطالِعُهـا فـي شَأنِـهِ كَـيـفَ يَفـعَـلُ
وَلا خَــرِقٍ هَـيـقٍ كَــأَنَّ فُــؤادَهُ -------------- يَظَـلُّ بِـهِ المُكَّـاءُ يَعـلـو وَيَسـفِـلُ
وَلا خـالِــفٍ دارِيَّـــةٍ مُـتَـغَـزَّلٍ ------------- يَــروحُ وَيَـغـدو داهِـنـاً يَتَكَـحَّـلُ
وَلَسـتُ بِـعَـلٍّ شَــرُّهُ دونَ خَـيـرِهِ ------------ أَلَـفَّ إِذا مـا رُعتَـهُ اِهتـاجَ أَعــزَلُ
وَلَسـتُ بِمِحيـارِ الظَـلامِ إِذا اِنتَحَـت ----------- هُدى الهَوجِل العِسّيـفِ يَهمـاءُ هَوجَـلُ
إِذا الأَمَعـزُ الصُـوّانُ لاقـى مَناسِمـي ------------ تَطـايَـرَ مِـنـهُ قــادِحٌ وَمُـفَـلَّـلُ
أَديـمُ مِطـالَ الجـوعِ حَتّـى أُميـتَـهُ ------------- وَأَضرِبُ عَنـهُ الذِكـرَ صَفحـاً فَأَذهَـلُ
وَأَستَفُّ تُربَ الأَرضِ كَيـلا يَـرى لَـهُ ------------ عَلَـيَّ مِـنَ الطَـولِ اِمُـرؤ مُتَـطَـوَّلُ
وَلَولا اجتِنابُ الذَأم لَـم يُلـفَ مَشـرَبٌ ------------- يُـعـاشُ بِــهِ إِلّا لَــدَيَّ وَمَـأكَــلُ
وَلَكِـنَّ نَفسـاً مُـرَّةً لا تُقـيـمُ بــي ------------ عَلـى الــذَأمِ إِلّا رَيثـمـا أَتَـحَـوَّلُ
وَاَطوي عَلى الخُمصِ الحَوايا كَما اِنطَوَت ------------ خُيـوطَـةُ مــارِيٍّ تُـغـارُ وَتُفـتَـلُ
وَأَغدو عَلى القوتِ الزَهيـدِ كَمـا غَـدَا -------------- أَزَلُّ تَـهـاداهُ التَـنـائِـفُ أَطـحَــلُ
غَـدا طاوِيـاً يُعـارِضُ الريـحَ هافِيـاً ------------- يَخـوتُ بِأَذنـابِ الشِعـابِ وَيَعـسَـلُ
فَلَمّـا لَـواهُ القـوتُ مِـن حَيـثُ أَمَّـهُ -------------- دَعــا فَأَجابَـتـهُ نَظـائِـرُ نُـحَّــلُ
مُهَلـهَـةٌ شِـيـبُ الـوُجـوهِ كَأَنَّـهـا ------------ قِــداحٌ بِكَـفَّـي يـاسِـرٍ تَتَقَـلـقَـلُ
أَو الخَشـرَمُ المَبعـوثُ حَثحَـثَ دَبـرَهُ -------------- مَحابيـضُ أَرداهُـنَّ ســامٍ مُعَـسَّـلُ
مُهَـرَّتَـهٌ فــوهٌ كَــأَنَّ شُـدوقَـهـا -------------- شُقـوقُ العِصِـيَّ كَالِـحـاتٌ وَبُـسـلُ
فَضَـجَّ وَضَجَّـت بِالـبَـراح كَأَنَّـهـا ------------ وَإِيّـاه نـوحٌ فَــوقَ عَلـيـاءَ ثُـكَّـلُ
وَأَغضى وَأَغضَت وَاِتَّسى وَاِتَّسَـت بِـهِ ------------- مَراميـلُ عَزّاهـا وَعَـزَّتـهُ مُـرمِـلُ
شَكا وَشَكَت ثُمَّ اِرعَوى بَعـدُ وَاِرعَـوَت ------------ وَلَلصَّبرُ إِن لَـم يَنفَـع الشَكـوُ أَجمَـلُ
وَفـاءَ وَفــاءَت بــادِراتٌ وَكُلُّـهَـا ------------ عَلـى نَكَـظٍ مِمّـا يُكـاتِـمُ مُجـمِـلُ
وَتَشرِبُ أَسآرِيَ القَطـا الكُـدرُ بَعدَمـا ------------ سَـرَت قَرَبـاً أَحنـاؤُهـا تَتَصَلـصَـلُ
هَمَمـتُ وَهَمَّـت وَاِبتَدَرنـا وَأَسـدَلَـت ------------ وَشَـمَّـرَ مِـنّـي فــارِطٌ مُتَمَـهَّـلُ
فَوَلَّيـتُ عَنهـا وَهَـي تَكبـو لِعَـقـرِهِ -------------- يُباشِـرُهُ مِنـهـا ذُقــونٌ وَحَـوصَـلُ
كَـأَنَ وَغـاهـا حَجرَتَـيـهِ وَحَـولَـهُ ------------- أَضاميـمُ مِـن سِفـرِ القَبائِـلِ نُــزَّلُ
تَوافَيـنَ مِـن شَتّـى إِلَيـهِ فَضَمَّـهـا ------------ كَمـا ضَـمَّ أَذوادَ الأَصاريـمِ مَنـهَـلُ
فَعَبَّـت غِشاشـاً ثُـمَّ مَــرَّت كَأَنَّـهـا ------------ مَعَ الصُبحِ رَكبٌ مِـن أُحاضَـةَ مُجفِـلُ
وَآلَـفَ وَجـهَ الأَرضِ عِنـدَ افتِراشِهـا ------------- بِـأَهـدَأ تُنبـيـهِ سَنـاسِـنُ قُـحَّــلُ
وَأَعـدِلُ مَنحوضـاً كَـأَنَّ فُصـوصَـهُ --------------- كِعـابٌ دَحاهـا لاعِـبٌ فَهـيَ مُـثَّـلُ
فَـإِن تَبتَئِـس بِالشَنفَـرى أُمُّ قَسـطَـلٍ ------------- لَما اِغتَبَطَـت بِالشَنفَـرى قَبـلُ أَطـوَلُ
طَريـدُ جِنـايـاتٍ تَيـاسَـرنَ لَحـمَـهُ -------------- عَقـيـرَتُـهُ لأَيَّـهــا حُــــمَّ أَوَّلُ
تَنـامُ إِذا مـا نـامَ يَقـظـى عُيونُـهـا -------------- حِثـاثـاً إِلــى مَكـروهِـهِ تَتَغَلـغَـلُ
وَإِلـفُ هُمـومٍ مـا تَــزالُ تَـعـودُهُ --------------- عِيـاداً كَحُمّـى الرَبـعِ أَو هِـيَ أَثقَـلُ
إِذا وَرَدت أَصدَرتُـهـا ثُــمَّ إِنَّـهــا ---------------- تَثوبُ فَتَأتـي مِـن تُحَيـتٍ وَمِـن عَـلُ
فَإِمّـا تَرَينـي كَاِبنَـةِ الرَمـلِ ضاحِيـاً --------------- عَـلـى رِقَّــةٍ أَحـفـى وَلا أَتَنَـعَّـلُ
فَإِنّـي لَمَولـى الصَبـرِ أَجتـابُ بَـزَّهُ ----------- عَلى مِثلِ قَلبِ السِمـعِ وَالحَـزمَ أَفعَـلُ
وَأُعـدِمُ أَحيـانـاً وَأَغـنـى وَإِنَّـمـا -------------- يَنـالُ الغِنـى ذو البُـعَـدةِ المُتَـبَـذَّلُ
فَـلا جَـزعٌ مِــن خَـلَّـةٍ مُتَكَـثَّـفٌ ------------- وَلا مَـرحٌ تَـحـتَ الغِـنـى أَتَخَـيَّـلُ
وَلا تَزدَهـي الأَجهـالُ حِلمـي وَلا أَرى ------------- سِـؤولاً بِأعقـابِ الأَقـاويـلِ أَنـمُـلُ
وَلَيلَةِ نَحـسٍ يَصطَلِـيَ القَـوسَ رَبُّهـا ------------- وَأَقطُـعَـهُ الـلاتـي بِـهـا يَتَنَـبَّـلُ
دَعَستُ عَلى غَطشٍ وَبَغـشٍ وَصُحبَتـي ------------- سُعـارٌ وَإِرزيـزٌ وَوَجــرٌ وَأَفـكُـلُ
فَأَيَّمـتُ نِسـوانـاً وَأَيتَـمـتُ آلَــدَةً ------------- وَعُـدتُ كَمـا أَبـدَأتُ وَاللَيـلُ أَلـيَـلُ
وَأَصبَـحَ عنـي بِالغُمَيصـاءِ جالِـسـاً ------------ فَريقـانِ مَـسـؤولٌ وَآخَــرُ يَـسـأَلُ
فَقالـوا لَقَـد هَـرَّت بِلَـيـلٍ كِلابُـنَـا ------------ فَقُلنـا أَذِئُـبٌ عَـسَّ أَم عَـسَّ فُرغُـلُ
فَلَـم تَـكُ إِلّا نَـبـأَةً ثُــمَّ هَـوَّمَـت ------------ فَقُلنـا قَطـاةٌ ريـعَ أَم رِيَـعَ أَجــدَلُ
فَـإِن يَـكُ مِـن جِـنٍّ لَأَبَـرحُ طارِقـاً ------------- وَإِن يَـكُ أُنسـاً ماكَهـا الأُنـسُ تَفعَـلُ
وَيَـومٍ مِـنَ الشِعـرى يَـذوبُ لَوابُـهُ ------------ أَفاعيـهِ فــي رَمضـائِـهِ تَتَمَلـمَـلُ
نَصَبـتُ لَـهُ وَجهـي وَلا كِـنَّ دونَـهُ -------------- وَلا سِتـرَ إِلّا الأَتُحَـمِـيَ المُرَعـبَـلُ
وَضافٍ إِذا هَبَّـت لَـهُ الريـحُ طَيَّـرَت ------------- لَبائِـدَ عَـن أَعطافِـهِ مــا تَـرَجَّـلُ
بَعيـدٌ بِمَـسَّ الدُهـنِ وَالفَلـيُ عَـهـدُهُ -------------- لَهُ عَبَسٌ عـافٍ مِـنَ الغِسـلِ مُحـوِلُ
وَخَرقٍ كَضَهـرِ التِـرسِ قَفـرٍ قَطَعتُـهُ -------------- بِعامِلَتَيـنِ ظَـهـرُهُ لَـيـسَ يُعـمَـلُ
وَأَلحَـقـتُ أولاهُ بِـأُخـراهُ مـوفِـيـاً --------------- عَلـى قُنَّـةٍ أُقعـي مِــراراً وَأَمـثِـلُ
تَرودُ الأَراوِيَ الصُحـمُ حَولِـي كَأَنَّهـا -------------- عَـذارى عَلَيهـنَّ الـمُـلاءُ المُـذَيَّـلُ
وَيَركُـدنَ بالآصـالِ حَولِـي كَأَنَّـنـي --------------- مِنَ العُصم أَدفى يَنتَحـي الكَيـحَ أَعقَـلُ | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=70586 التوقيع | | |
| |