الأستاذ : محمد داني

المقدمة التي وضعتها لإصدار الدكتور كمال يونس حول مسرحياته
لقد ظهر المسرح مع سوفوكليس من خلال مسرحيته التراجيدية( الضارعات)،ويوربيديس واسخيلوس، وأريستوفان. وكان المسرح مرتبطا بإله الخمر ديونيسوس، والابتهالات والقرابين، والطقوس الدينية.
والمسرح أبو الفنون كلها. وله نظمه الخاصة. بعضها نصي أدبي، والبعض الآخر تقني مادي. وقد عمل المسرح منذ نشأته على نقل التجارب الإنسانية، وقيمها ومواقفها، وجعلها غاية للتثقيف ، والتطهير، واللذة الفنية، والفرجوية l’opsis، والجمالية.
ويعتبر النص المسرحي جزءا من المسرح. إذ يجب أن يتوفر فيه البناء المسرحي، الذي هو عملية صياغة الفكرة في فعل أو حدث، يتضمن صراعا بين إرادتين أو أكثر( الشخصيات).
ويقول الدكتور حسن المنيعي في كتابه( ويبقى الإبداع)( منشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة، ط1، 2008، ص: 22)<< لقد تعددت التجارب ، وتنوعت، وذلك عبر إنجازات مسرحية رائعة. ارتكزت على نصوص من المسرح الغربي كطرتوف( موليير)( ولي الله للطيب العلج)، وليدي غوديفا لكارلو غولدوني( مولات الفندق- الطيب الصديقي)، واميدي ليونيسكو( مومو بو خرصة- الطيب الصديقي).
والعمل الذي نقدمه، هو عمل يسمى ب( نص الإعداد الدراماتورجي والإخراج)، خاصة في مسرحيتين منه. وهذا العمل القيم هو مسرحة Dramatisation قام بها الكاتب والأديب الدكتور كمال يونس ، حيث حول أشعار أمل دنقل( لقاء مع زرقاء اليمامة) و( قصة رفقي بدوي( القابض على الجمر)) إلى خطاب مسرحي محمل بدلالات كثيفة، تنفتح على مجالات أبعد من حدود الشعر والسرد. إنها عملية توظيف ، ووعي بمفردات وعناصر العمل المسرحي المادية المجسدة.
لقد سحب الدكتور كمال يونس النصين من إطارهما الشعري والسردي إلى مضمار الكتابة الركحية، وإخضاعهما لقانون ، وتقاليد الفضاء المسرحي.
إن هذه الكتابة الممسرحة ترفع من قيمة النصين كنص، وترقى بدراميتهما. لقد أخضعهما الدكتور كمال يونس إلى عمليتين هامتين: التكييف ، والتحويل.
ففي العملية الأولى، تحرر النصان من الشعرية، والسردية، وانفتحا على تعددية مشهدية.
وفي العملية الثانية، عمل الكاتب على خلخلة النصين الممسرحين لبناء تداوليات بصرية، تظهر في صيغ حوارية، وفعلية، وعلامات حسية بصرية. وهذا أعطى للنصين الممسرحين تنوعا وتعددا إرساليا. وتغير خطابهما من الشعري والسردي إلى المسرحي. ومن الفضاء النصي الساكن إلى الفضاء المشهدي المتحرك، فأعطاهما ذلك رموزا جديدة.
والكتاب يتضمن خمس مسرحيات هي:
1- مسرحية دليلة وشربات، إخراج محمد الشافعي، وتتكون من خمسة مشاهد..
2- مسرحية: لقاء مع زرقاء اليمامة، عن أشعار للشاعر المصري أمل دنقل. وتتكون من أربعة مشاهد.
3- مسرحية: القابض على الجمر. عن قصة رفقي بدوي. وتتكون من أربعة مشاهد.
4- مسرحية: ليلة القبض على شاعر الجندول، وهي توظيف لبعض اشعر محمود علي طه المهندس. وهي من فصل واحد.
5- مسرحية: شيكي والبحار الثلاثة. وهي مسرحية موجهة للأطفال ، بأسلوبها التربوي، وقيمها التربوية والأخلاقية التي يروم الدكتور كمال يونس أن يتشربها الأطفال لما فيها من تنمية لشخصيتهم ، وتغذية لقيمهم.
والمسرحيات كلها بلسان عامي ، دارجي سهل الفهم ، ماعدا مسرحية( لقاء مع زرقاء اليمامة) و( القابض على الجمر) فهما باللسان الفصيح و يهدف من ورائهما المتعة القرائية قبل الفرجوية.
إن الكتاب متعة مسرحية بالفعل، ونشكر الدكتور كمال على هذا الإصدار الذي سيغني المشهد المسرحي العربي..//..

شكرا على الموضوع القيم...