2016-08-21, 10:29
|
رقم المشاركة : 3 |
إحصائية
العضو | | | رد: كيف يمكن إصلاح التعليم مع وجود لوبي الفساد ؟ | العصابة الشريرة وإصلاح التربية والتعليم عبد النبي أبوالعرب السبت 20 غشت 2016 برز السيد رئيس الحكومة وباقي وزراء حكومته مصدوما خلال الجلسة الشهرية الأخيرة لمجلس المستشارين، والتي خصصت لمناقشة إصلاح منظومة التربية والتعليم وهو يستمع للمداخلة "الهوميرية" للنائب البرلماني عن حزب الاستقلال عبد السلام اللبار، والذي تكلم فيها بكل صراحة، إن لم نقل بكل وقاحة، داخل قبة البرلمان عن الفساد الذي ينخر وزارة التربية الوطنية ويقضي على كل أمل في إصلاح هذا القطاع الذي يلتهم أكبر ميزانية عمومية بالمغرب. لا يمكن لمن سمع مداخلة السيد عبد السلام اللبار إلا أن يشد على رأسه لهول ما كشفه من فساد أصبح منظومة تخترق كل التعيينات والهيئات والقرارات. لقد تكلم هذا البرلماني الجريئ كلاما خطيرا، خطيرا جدا، حول لوبي محترف في الصفقات العمومية، متخصص في الانقضاض على المال العام، همه الوحيد هو المزيد من التحكم والتغلغل داخل منظومة الإدارة، لأجل السيطرة على كل دواليب القرار وروافد المال. ولا يمكن لأي وزير في هذا القطاع "يسلك راسو" إذا لم ينبطح أمام مصالح هذا اللوبي العتيد، الذي أفسد كل برامج الإصلاح الاستعجالية، الأول والثاني، والثالث لا محال أيضا ! لقد ظهر أن التربة فاسدة، وأنه لا أمل في انبعاث أي إصلاح ما دامت المنظومة المسئولة، كلها أو جلها، متورطة في نهب الملايير، منظومة وقعت ضحية "عصابة للمقاومة، عصابة شريرة تنهب أموال الشعب"، منظومة تحولت بوصلتها من الاهتمام بالنهوض بقطاع التربية والتعليم، وتنمية برامجه وبنياته، وتحقيق أهدافه ورسالته السامية، والنهوض بأوضاع التلميذ والمعلم فيه، لتهتم وتختص بالصفقات العمومية، بالمال والبيع والشراء في العتاد والاسمنت، في سمسرة ملعونة للنصب والاحتيال على المالية العمومية بالملايير. ماذا كان رد وزارة التربية الوطنية، "أمام هذه العصابة، التي لم تجد من يستأصل جذورها" حسب تعبير السيد اللبار ؟ يبدو أن الرسالة وصلت بقوة، وأن الضربة أثخنت في جسد هذه الوزارة المريضة، وزعزعت بنيانها ودوخت كوادرها وأدخلتهم في بئر متاهات فسادهم العميق. ويبدو أن الوزير بلمختار، الذي يفضل الاهتمام بملفات تافهة تترجم هوسه الفرنكفوني من مثيل استبدال "التربية الإسلامية بالتربية الدينية"، عوض مواجهة لوبيات الفساد التي أسقطت كل المشاريع الإصلاحية، لم يجد بدا (الوزير بلمختار) من الضرب بقوة على أيدي هذه العصابة الشريرة، التي تعمل بكل إصرار وعزيمة على إفشال أسمى مشاريع الإصلاح التي يجب أن ينخرط فيها المغرب بدون أي تأخير، مشاريع إصلاح التربية والتعليم، البوابة الوحيدة لبناء مستقبل أفضل لهذا البلد وأجياله. وعلى الرغم من فقدان أي أمل في الإصلاح ما دامت هذه العصابة متمكنة وخالدة في دهاليز هذه الوزارة، ما يدفع إلى ضرورة استئصال وبتر هذه الطغمة الفاسدة " Il faut procéder à une ABLATION"، وعلى الرغم من صعوبة تحديد رقعة هذا الفساد وتمييز كل عناصره، فإنه لا يمكن إلا نتفاءل أمام حجم الضربة القوية التي لحقت بهيكل هذا اللوبي الفاسد، حيث أقدمت وزارة بلمختار على إعفاء أكثر من 60 رئيس قسم أو مصلحة، و30 نائب إقليمي و4 مدراء أكاديميات، مع إرفاق هذه الإعفاءات بآثارها المالية. حيث يبدو أن هذه القرارات مست كل من ثبت ضلوعه في الإخلال بتطبيق المساطر القانونية، في تدبير كل ما يتصل بصفقات المخطط الاستعجالي لسنوات 2009/2012، حيث شملت العملية جميع المسئولين الذين وردت أسماؤهم في التسجيلات الهاتفية التي فجرت هذه الفضائح المدوية. الدروس والعبر التي يجب أن نستشفها من هذه الانتكاسة الأخلاقية والتربوية والمالية التي ضربت سيدة الوزارات كثيرة، وتظهر كم هي عملية الإصلاح معقدة، حيث افتضح أمام الجميع أن من يتكلف بالإصلاح والحكامة هو نفسه من يؤسس لمنظومة الفساد والنصب على التلاميذ والآباء والأساتذة والمجتمع، وعلى حقهم في تعليم سليم وكريم، من باب "حاميها حراميها"، أو كما قال السيد اللبار، لمن تشكوهم، "آ إلى كبيرهم الذي علمهم السحر" ؟ إننا نعود مجددا إلى نقطة الصفر والبداية لإصلاح هذا البلد، وهي إصلاح منظومة المسؤولية وتبعاتها. المشكل هو أن المسؤولية لا يتبعها الحزم اللازم، في الالتزام والاستقامة والشفافية والأخلاق العالية والقدوة الحسنة. المسؤولية اليوم باب مفتوح بلا حسيب ولا رقيب إلى الاغتناء الغير المشروع والامتيازات الفاسدة والمصالح المشبوهة. ولكن المسؤولية الفاسدة والإصلاح لا يجتمعان، وقد آن أن نعلم ونتأكد أنه عندما يكون المسئول فاسدا، فلا يمكن لأي إصلاح أن ينجح حتى لو نزل من السماء ! | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |