منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   القران الكريم (https://www.profvb.com/vb/f40.html)
-   -   في رحاب آية :سلسلة متجددة (https://www.profvb.com/vb/t163353.html)

صانعة النهضة 2015-10-29 08:26

في رحاب آية :سلسلة متجددة
 
في رحاب آية :سلسلة متجددة


http://www.txt-txt.biz/txt/wh_16909215.gif


في رحاب الآية الكريمة:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}

ينبهنا الله تعالى على كمال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ورفعة درجته، وعلو منزلته عندالله تعالى وعند خلقه، وانَّه سبحانه رفع ذكره . فيقول:
{إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}

http://www.7lwthom.net/up/do.php?img=26733


{ إِنَّ اللَّهَ } تعالى
{ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ } عليه، أي: يثني اللّه عليه بين الملائكة، وفي الملأ الأعلى، لمحبته تعالى له، وتثني عليه الملائكة المقربون، ويدعون له ويتضرعون.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } اقتداء باللّه وملائكته، وجزاء له على بعض حقوقه عليكم، وتكميلاً لإيمانكم، وتعظيمًا له صلى اللّه عليه وسلم، ومحبة وإكرامًا، وزيادة في حسناتكم، وتكفيرًا من سيئاتكم


*وأفضل هيئات الصلاة عليه عليه الصلاة والسلام، ما علم به أصحابه:
"اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد"

وهذا الأمر بالصلاة والسلام عليه مشروع في جميع الأوقات، وأوجبه كثير من العلماء في الصلاة.وهذا فيه تنبيه على كمال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ورفعة درجته، وعلو منزلته عند اللّه وعند خلقه، ورفع ذكره.


http://www.7lwthom.net/up/do.php?img=26733

الأحاديث المشتهرة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم


الحديث الاول:

{جاء من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم -يقول إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنَّة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة }رواه مسلم (384).


الحديث الثاني:

{جاء من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحطت عنه عشر خطيئات ورفعت له عشر درجات.}الألباني في صحيح النسائي (1230).

الحديث الثالث:

عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -أكثروا علي من الصلاة في كل يوم جمعة فإن صلاة أمتي تعرض علي في كل يوم جمعة فمن كان أكثرهم علي صلاة كان أقربهم مني منزلة}
و قال المنذرى في الترغيب والترهيب (2487): رواه البيهقي بإسناد حسن إلا أن مكحولا قيل لم يسمع من أبى أمامة رضي الله عنه. وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (11/ 167) لا بأس بسنده وحسن إسناده الدمياطي في المتجر الرابح (1420).


الحديث الرابع

عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -قال أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة - قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب - فالحديث حسن بمجموعه والله أعلم.


http://www.7lwthom.net/up/do.php?img=26733











صانعة النهضة 2015-10-29 10:07

رد: في رحاب آية :سلسلة متجددة
 

في رحاب آية :سلسلة متجددة


http://www.txt-txt.biz/txt/wh_16909215.gif


في رحاب قوله تعالى:"إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا"


http://www.7lwthom.net/up/do.php?img=26733

لم يمر على السنة الهجرية سوى أيام قلائل ،وقد تذكرها آية نصرة الله لرسوله الكريم هووصحبه أبي بكر الصديق في غار ثور

كما قال الله تعالي ( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم ( 40 ) ) .


http://www.7lwthom.net/up/do.php?img=26733

يقول تعالى : ( إلا تنصروه ) أي : تنصروا رسوله ، فإن الله ناصره ومؤيده وكافيه وحافظه ،
كما تولى نصره ( إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين )

[ إذ هما في الغار ] ) أي : عام الهجرة ،
لما هم المشركون بقتله أو حبسه أو نفيه ، فخرج منهم هاربا صحبة صديقه وصاحبه أبي بكر بن أبي قحافة ، فلجأ إلى غار ثور ثلاثة أيام ليرجع الطلب الذين خرجوا في آثارهم ، ثم يسيرا نحو المدينة ، فجعل أبو بكر - رضي الله عنه - يجزع أن يطلع عليهم أحد ، فيخلص إلى الرسول - عليه السلام - منهم أذى ، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يسكنه ويثبته ويقول : يا أبا بكر ، ما ظنك باثنين الله ثالثهما ،

كما قال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا همام ، أنبأنا ثابت ، عن أنس أن أبا بكر حدثه قال : قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن في الغار : لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه . قال : فقال : يا أبا بكر ، ما ظنك باثنين الله ثالثهما . أخرجاه في الصحيحين .


http://www.7lwthom.net/up/do.php?img=26733

ولهذا قال تعالى : ( فأنزل الله سكينته عليه ) أي : تأييده ونصره عليه ، أي : على الرسول في أشهر القولين : وقيل : على أبي بكر ، وروي عن ابن عباس وغيره ، قالوا : لأن الرسول لم تزل معه سكينة ، وهذا لا ينافي تجدد سكينة خاصة بتلك الحال ؛

ولهذا قال : ( وأيده بجنود لم تروها ) أي الملائكة ، ( وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا )

قال ابن عباس : يعني ( كلمة الذين كفروا ) الشرك و ( كلمة الله ) هي : لا إله إلا الله .

وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال : سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يقاتل شجاعة ، ويقاتل حمية ، ويقاتل رياء ، أي ذلك في سبيل الله ؟ فقال : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله .

وقوله : ( والله عزيز ) أي : في انتقامه وانتصاره ، منيع الجناب ، لا يضام من لاذ ببابه ،
واحتمى بالتمسك بخطابه ، ( حكيم ) في أقواله وأفعاله .

تفسير بن كثير


صانعة النهضة 2015-11-01 11:13

رد: في رحاب آية :سلسلة متجددة
 
في رحاب قوله تعالى "ولا تبخسوا الناس أشياءهم"


http://www.profvb.com/vb/data:image/...oCiiigKKKKD//Z
http://www.alawfa.com/AyatImages/26_183.gif


هذه آية عظيمة القدر في كتاب الله - عز وجل -حيث إنها تسهم إسهاماً كبيراً في تشكيل رؤية المسلم إلى أشياء كثيرة في عالم الأحياء وترتب على عدم الاهتداء بهدي هذه الآية كثير من الخلل في حياتنا المعاصرة .
وما اخترناه ليكون عنوانا لهذه المقالة جزء من آية هي قول شعيب عليه السلام لقومه

[ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُوا الكَيْلَ والْمِيزَانَ ولا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ ولا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ
إصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ]
[ الأعراف : 85] .

وسياق الآية وإن كان يدل في ظاهره على أن المقصود المباشر بـ (أشياءهم) هنا ما يتبادله الناس في معاملات هم من المتاع ، إلا أن ما يملكه الناس ويتمتعون به من أخلاق وأفكار وتاريخ ... أولى بإقامة العدل وإنزاله في منازله من غير وكس ولا بخس ولا شطط لما يترتب على الإخلال بذلك من الحقد والقطيعة والفرقة وذهاب الريح ...
ولما كانت أصول دعوات الأنبياء - عليهم السلام - واحدة فإن الأمر بإقامة الموازين والحكم بالعدل والإنصاف ظل الوصية الخالدة التي يوجهها كل نبي إلى قومه ؛ لأنه بالعدل قامت السماوات والأرض ... وقد أوصى الله تعالى رسوله محمداً -صلى الله عليه وسلم- أن يعلن لأمته أمر الله له بإقامة العدل فيها ، فقال : [ وقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ] [الشورى : 15] .
وأوصى المؤمنين بإقامة العدل مع الناس كافة حتى الأعداء الذين يبغضونهم ويحاربونهم ، فقال تعالى : [ يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ولا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى واتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ] [المائدة : 8] .

وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يقوم لله بالشهادة فيعطي كل ذي حق حقه ، وفي سيرته العطرة مئات الشواهد التي تفيد التزامه المطلق بإنزال الناس منازلهم ، وذكر محاسنهم وميزاتهم ، مهما كان انتماؤهم وحيث كان موقعهم فهذا هو يقول : « أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد : ألا كل شيء ما خلا الله باطل » .
مع أن لبيد وقتها كان كافراً [1]، وكان بإمكانه عليه الصلاة والسلام أن يثني على شعر بعض أصحابه المملوء حكمة وهدى بدافع حصر الخير فيهم ، ولكن الالتزام بالحق والإنصاف وعدم بخس أحد حقه يأبى ذلك فأثنى على كلام رجل كافر .

ومن الجدير بالذكر هنا أن عثمان بن مظعون رضي الله عنه سمع لبيداً ينشد البيت فلما قال : ألا كل شيء ماخلا الله باطل قال له عثمان : صدقت ، فلما قال : وكل نعيم لا محالة زائل قال له عثمان : كذبت نعيم الجنة ليس بزائل .
وإن المرء ليعجب لهذا الإنصاف أيضاً من عثمان المقتبس من مدرسة النبوة حيث أثنى في النصف الأول على لبيد ، ويكذبه في النصف الثاني ! ! .
وجاء المسلمون بسفانة بنت حاتم الطائي في السبي ، فذكرت لرسول -صلى الله عليه وسلم- من أخلاق أبيها ونبله فقال لها : « يا جارية هذه صفة المؤمنين حقاً لو كان أبوك مؤمناً لترحمنا عليه ، خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق والله تعالى يحب مكارم الأخلاق » [2]

لقد وقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من حاتم الموقف الذي تمليه شريعته الغراء التي جاء بها فأثنى عليه وأطلق سراح ابنته وأكرمها ولكنه لم يترحم عليه لعدم إيمانه لتهتدي الأمة بهذا الهدي النبوي العظيم ! ! .

ونبه -صلى الله عليه وسلم- النساء على ما يجري على ألسنتهن من انتقاص أزواجهن وجحد معروفهم عند أدنى خلاف فقال : « أريتُ النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن ، قيل : أيكفرن بالله ؟ قال : يكفرن العشير ، ويكفرن الإحسان ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت : ما رأيت منك خيرا قط » [3] .
وإن هذا الحديث يبرز قضية العدل إبرازاً يقل نظيره حيث جعل عليه الصلاة والسلام جحوده سبباً كبيراً لكثرة وجود النساء في النار ، وكأن كفران العشير يحدث في الحياة الزوجية من الشروخ والندوب ما يوازي الجرائم الاجتماعية الكبرى .
وعلى هذا المنوال نسج الصحب الكرام رضوان الله عليهم حين إصدار الأحكام على الخصوم فضلاً عن الإخوة والرفاق ، فقد قاتل علي رضي الله عنه الخوارج وقاتلوه ثم قتلوه ، ولما سئل من قبل بعض الناس عنهم أمشركون هم ؟ قال : من الشرك فروا ، فقالوا : أفمنافقون ؟ قال : إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً - أي هؤلاء يذكرون الله كثيراً - قيل : فما هم يا أمير ألمؤمنين ؟ قال : إخواننا بغوا علينا فقاتلناهم ببغيهم علينا ! ! [4] .
فهل بعض إنصاف أبي الحسن من إنصاف ؟ وهل هنالك كلام يقوله شاهر سيف أرق من هذا الكلام ؟ ! .

وظل روح العدل والإنصاف سارياً في الأمة قروناً عديدة ، وتجلى ذلك بشكل واضح جداً في القواعد التي صاغها المحدثون في الجرح والتعديل حيث وضحوا الجوانب المختلفة لشخصية الراوي ، وحكموا على كل زاوية على حدة ، ثم انتهوا إلى حكم عام حوله ، وصار عندهم من الظواهر المألوفة أن يطلب أحدهم الدعاء من رجل فإذا جاءه حديث عن طريقه حكم على الحديث بالضعف لأن طلب الدعاء مبني على اعتقاد الصلاح ، أما قبوله روايته فيعتمد على شيء آخر كضبط الراوي وعلمه ونباهته ، وغير ذلك ...

ولكن تراجعت هذه الرؤية الموضوعية الفذة فيما تراجع من الجوانب المختلفة من حياة المسلمين وصار المنصفون الذين يجردون الشهادة لله ، ويضعون الأمور في مواضعها دون بخس أو تزيد من القلة الذين يشار إليهم بالبنان ، ولنذكر بعض النماذج التي ضربت بجذورها في حياة المسلمين اليوم ، وصارت تشكّل ظاهرة مرضية مزمنة ، وذلك نتيجة التطفيف في المكاييل وبخس الناس أشياءهم :

1- يقوم شاعر ماجن أو ملحد بنظم قصيدة عصماء تتوفر فيها كل العناصر الفنية المجمع عليها ، فيتصدى لنقده بعض أهل الخير ، فيسقطه ويشنع عليه غاضاً الطرف عن كل إبداعه الفني ، وما ذاك إلا لأن اتجاه ذلك الشاعر لا يروقه فاتخذ منه موقفاً ثابتاً ، حتى لو كان مضمون تلك القصيدة لا يمس أصولنا الاعتقادية ، ولا مسلماتنا المذهبية .
والواجب في مثل هذا أن يثنى على جوانب الإبداع في القصيدة ، وينتقد المضمون إن كان فاسداً نقداً أصولياً هادئاً عفيفاً .

ومن الواجب كذلك أن يفرق بين إنتاج الرجل الواحد فيثنى على الصالح منه وينتقد ما فيه دخن ، يقدم أحد الكتاب أو الشعراء خدمة جلى للمسلمين في كتاب أو قصيدة ويتعثر في كتاب أو كتب أخرى فيعطى حقه في كل منها دون بخس أو شطط ، وحين يكون النقد أو الخلاف في وجهات النظر على هذا المنهاج يكون إمكان الإصلاح أقوى ، ونكون أقرب من الصواب ، وأقرب للتقوى .
والرؤية التي يشكلها الإسلام لدى المسلم السوي في مثل هذا أن يشجع الأعمال الإيجابية ، ويثني عليها ، ويكون عوناً فيها ، فإذا رأى خللا نبه عليه ، وحذر منه وقام بالبلاغ المبين ، ولو جرى مثل هذا في المجتمع لساد الانطباع بالإنصاف لدى الفريقين ومَن بينهما من الناس ولأدى ذلك إلى تفتيت كتل المتشنجين والمتحاربين الذين لا يرون لغيرهم فضلا ، ولا يظنون فيمن خالفهم إلا سوءا .

2 - يتآخى بعض أهل الخير في الله ويسعون جهدهم لخدمة هذا الدين وأهله صفاً واحداً ، ثم تحدث اجتهادات أو أخطاء تؤدي إلى تباين وجهات النظر ، فتنشأ في الصف الواحد تيارات ومدارس ، وقد يتطور الأمر فيجد بعضهم الاستمرار مستحيلا مما يجعله يقعد أو ينحو منحى آخر يجده أجدى وأنفع .

وسرعان ما يختلف اتجاه الرياح ، فيصبح الأخ الناصح أو القائد المحنك أو الصادق المخلص جباناً ، أو بخيلاً أو صاحب مصالح بل قد يصبح عميلاً أو منافقاً ... إلى آخر ما يجود به قاموس (عمى الألوان ) من الأوصاف الشنيعة والاتهامات
المقذعة ، ويصبح اللقاء بين الحميمين العدوين ضربا من المستحيل مع أن نظرة متأنية منصفة في ساعة إنابة لله جل وعز كفيلة بتبديد الغيوم وإذابة الثلوج . وإنما يحدث مثل هذا لخلل في التربية الاجتماعية وأسلوب التلقي وغياب المناهج والمعايير الدقيقة التي يتحاكم إليها المتنازعون ، وما غابت المناهج النيرة إلا كان البديل هو الاتهام وسوء الظن وطمس الحقوق .

3-قد يحدث أن يسوق الله طالب علم إلى أحد المدرسين فيأخذ عنه بعض ما عنده من العلم في بعض الفنون ، ويشعر الطالب في بعض الأحيان أن ما عند هذا الشيخ في تخصص ما لا ينقع الغلة ، ولا يروي الصادي فيتجه إلى شيخ آخر يلتمس ما عنده ، وهنا يشعر الأستاذ الأول أن ما فعله هذا الطالب فيه نوع من إساءة الأدب وعدم الوفاء بل قد يشعر أن هذا الطالب يوحي بأن ما عند الشيخ في هذا الفن ضئيل الفائدة وحينئذ يبدأ تقطيب الوجه ، والتصريح والتلميح والإشادة بأقران ذلك الطالب الذين يمثلون الأدب والوفاء والعبقرية ، ثم تكون الجفوة والقطيعة .

ونحن الآن في زمان ترك فيه الحلاق الحجامة ، وقلع الأضراس ، وترك فيه الطبيب الفلك والحساب بل إن إحاطة المرء بكل فن من الفنون صار متعذراً نظراً للتراكم الثقافي العظيم ، والانفجار الهائل في المعلومات .
وهذا الداء قديم عندنا ، وما لم تحرر النيات لله تعالى فستقطع رحم العلم ، ويحل الجفاء موضع الدعاء ، والإزورار موضع التزاور . وكم تختلف الصورة لو أن هذا الأستاذ أرشد تلاميذه إلى أولى الاختصاص ليفيدوا منهم إذا لقارضه الثناء الأستاذ الآخر ولاتصلت الأنساب العلمية وأثريت الحياة الثقافية ، وقبل هذا وذاك حصول الالتزام بمنهج لله تعالى الذي لا يرضى لعباده التباغض والتحاسد وبخس الحقوق ...
والخلاصة أن هذه الآية الكريمة مما عطل به العمل عند كثير من المسلمين ، ونشأ عن هذا التعطيل مرض اسمه : (عمى الألوان) ولكنه في البصيرة دون البصر ، فأطفئت ألوان كثيرة لا تكاد تحصى كانت تتوهج بين الأبيض والأسود ، وكثر النمط الذي يقرظ ب : (وحيد دهره وفريد عصره) والنمط الذي يقول فيه (الرجال)
ما رأينا منه خيرا قط ...




(1) فتح الباري 7/1530 .

(2) البداية والنهاية 2/198 .

(3) صحيح البخاري 1/24 .

(4) البداية والنهاية 7/300 .

المصدر: مجلة البيان - (19 / 9) د . عبد الكريم بكار

صانعة النهضة 2015-11-01 18:36

رد: في رحاب آية :سلسلة متجددة
 
في رحاب قوله تعالى"خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ"

يقول الله تعالى :
" خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ "
[الأعراف :199]

من تفسير العلامة السعدي رحمه الله :

"
هذه الآية جامعة لحسن الخلق مع الناس، وما ينبغي في معاملتهم، فالذي ينبغي أن يعامل به الناس، أن يأخذ العفو، أي: ما سمحت به أنفسهم، وما سهل عليهم من الأعمال والأخلاق، فلا يكلفهم ما لا تسمح به طبائعهم، بل يشكر من كل أحد ما قابله به، من قول وفعل جميل أو ما هو دون ذلك، ويتجاوز عن تقصيرهم ويغض طرفه عن نقصهم، ولا يتكبر على الصغير لصغره، ولا ناقص العقل لنقصه، ولا الفقير لفقره، بل يعامل الجميع باللطف والمقابلة بما تقتضيه الحال وتنشرح له صدورهم.
وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ أي: بكل قول حسن وفعل جميل، وخلق كامل للقريب والبعيد، فاجعل ما يأتي إلى الناس منك، إما تعليم علم، أو حث على خير، من صلة رحم، أو بِرِّ والدين، أو إصلاح بين الناس، أو نصيحة نافعة، أو رأي مصيب، أو معاونة على بر وتقوى، أو زجر عن قبيح، أو إرشاد إلى تحصيل مصلحة دينية أو دنيوية، ولما كان لا بد من أذية الجاهل، أمر اللّه تعالى أن يقابل الجاهل بالإعراض عنه وعدم مقابلته بجهله، فمن آذاك بقوله أو فعله لا تؤذه، ومن حرمك لا تحرمه، ومن قطعك فَصِلْهُ، ومن ظلمك فاعدل فيه.
"أ.ه


أكثر ما استوقفني في التفسير هذه العبارة: (
فلا يكلفهم ما لا تسمح به طبائعهم
)
أسأل الله أن يرزقنا حسن الخلق ويُزكِّي نفوسنا !
سبحان الله فأغلب مشكلاتنا مع من حولنا هي أننا نطلب منهم أن يعاملونا كما نحب..
وكلا الطرفين (نحن و هم ) نظل في حالة إنتظار أيُّنا يبدأ ويغيِّر طبعه ليوائم ما تطبع عليه هو... لكن هنا... أين التواصل ؟...بل كيف سيكون التواصل إذن ؟


وأتذكر أني عندما سمعت التفسير قالت المعلمة ما معناه:
"
في ناس طباعها فعلا جافة...هي لا تتعمد أن تكون جافة لكن هي طبعها كده فعامليها على قدر طبعها ده ...ولا تردي الجفاف بجفاف أو تتضايقي أنها بتتعامل بجفاف.
خذي العفو واشكري لها إحسانها في الجوانب الآخرى
. "

وهناك تعبير قرأته و أعجبني.. عن خاطرة حول نفس الموضوع:
"
كما تأخذ اليسير من الناس ولا تكلفهم فوق طبائعهم خذ أيضا الفريد منهم وحمله فوق طبعك !!
"
( وهذا المعنى لا علاقة له بالتفسير لكن نخرج منه بمعنى جميل حقا)
أن نأخذ من أخلاق الناس الأخلاق الحميدة ونتأسى بها..
مثلا احتككت بشخص ما ورأيت من جميل خلقه وطباعه.. لكن أكثر ما جذبك فيه خلق معين كخلق"التغافل" مثلا
قال الإمام أحمد بن حنبل "
تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل
" وهو تكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور .
والحسن البصري يقول: "
ما زال التغافل من فعل الكرام
"..

و آخر لمست فيه أنه متسامح سليم القلب والسريرة يقبل العذر بسهولة و بلا غضاضة
قال تعالى :"
وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
"

فلما لا تكون أنت أيضا متغافلا متسامحا ؟
لماذا لا تجمع من كل بستان زهرة؟...تأخذ من هذا حلمه ومن هذا ورعه ومن هذا تغافله ..وهكذا.


المشاركة التالية.. من درر الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله في تحقيق معنى الخلق.....




يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!

صانعة النهضة 2015-11-12 09:25

رد: في رحاب آية :سلسلة متجددة
 
في رحاب الآية 37من سورة الأنبياء ﴿ خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴾






• في قولهِ تعالى: ﴿ خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴾ [الأنبياء: 37] تأديبٌ للكافر في معاملته مع الله أن لا يستعجل نزولَ الوعيد.

وقد يأخذ المسلمُ من ذلك درسًا وهو أن لا يضجر إذا تأخر حصولُ مغنم أو دفعُ مغرم، ولعله إذا صبرَ رأى آياتٍ من صنع الله تفهِّمُهُ سرَّ القدر في التأخير.
♦ ♦ ♦

• إذا دعوتَ الله وأنت مضطرٌّ ولم تجدْ أثرَ استجابة فاتّهمْ نفسك، ولا تتّهمْ ربَّك، وانظرْ ما الذي منعَ من الاستجابة.
♦ ♦ ♦

• التسبيحُ يكشِفُ ضيقَ الصدر.
والدليلُ ما جاء في آخر سورة الحجر من الذكر.
♦ ♦ ♦

• أنتَ في عالمِ امتحانٍ واختبارٍ وغيبٍ فلا تطلب الخوارق.
(واقرأ إنْ شئتَ الآية (21) من سورة الفرقان، والآية (50) من العنكبوت، وغيرهما ممّا يشبههما).
♦ ♦ ♦

• ينبغي التفريق بين الوعود الخاصة والوعود العامة في القرآن الكريم، ومن ذلك قول الله تعالى على لسان موسى: (والعاقبة للمتقين) فهل هو وعد خاص أو عام؟


الظاهر أنه هنا وعدٌ خاص.
♦ ♦ ♦

• حين تَقرأ القرآنَ حاولْ أنْ تنتقل إلى لحظةِ القول أو الحدَث، أو لحظةِ النزول.
♦ ♦ ♦

• لا تتحدَّثْ عن نفسك فقط، وتعلَّمْ من القرآن تنويع الأحاديث.
إنَّ الله - وهو الخالق العظيم والرازق الكريم - تَحدَّثَ عن غيرهِ سبحانه في مواضعَ كثيرة جدًا.








الساعة الآن 15:54

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd