2016-06-16, 16:47
|
رقم المشاركة : 2 |
إحصائية
العضو | | | رد: من هنا وهناك...طقوس رمضان في المدن المغربية | رمضان عند التطوانيين تتميز تطوان بقدرتها الحفاظ على الحضارة الأندلسية فيها، مع تكيفها المستمر مع الروافد الثقافية الواردة إليها، مما أثرى وميز تاريخها العريق. تاريخ مدينة تطوان ضارب في القدم ففي غرب موضع المدينة الحالي وجدت مدينة رومانية تسمى بتمودة. وجدت حفريات وآثار من مدينة تمودة يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد. دمرت تمودة حوالي عام 40 م على إثر أحداث ثورة إيديمون. واقيم حصن روماني ما زالت اسواره ظاهرة إلى الآن. أما اسم تطوان فهو اسم وموجود حسب المراجع منذ القرن الحادي عشر الميلادي. في أوائل القرن الرابع عشر وتحديدا عام 1307 م، أعيد بناء المدينة كقلعة محصنة يقال أن هدفه كان الانطلاق منها لتحرير مدينة سبتة. وفي خضم تلك الحروب دمر الملك الإسباني هنري الثالث المدينة عن آخرها سنة 1399 م. حيث يبدأ تاريخ المدينة الحديث منذ أواخر القرن الخامس عشر، عند سقوط غرناطة سنة 1492 على يد ملوك الكاثوليك فردناند وإيزابيل أي منذ أن بناها الغرناطي سيدي علي المنظري، وهو اسم أصبح رمزا ملازما لمدينة تطوان. خرج آلاف من المسلمين وكذلك اليهود من الأندلس ليستقروا في شمال المغرب عموما وعلى أنقاض مدينة تطوان، فعرفت هذه المدينة مرحلة مزدهرة من الإعمار والنمو في شتى الميادين فأصبحت مركزا لاستقبال الحضارة الأندلسية. تتميز كذلك مدينة تطوان بثقافتها العريقة وبأثيرها الثقافي الواضح المرتبط خصوصا بالجذور الأندلسية. ومن بين الخصوصيات التي تتميز بها المدينة هناك الطبخ المعروف بجودته وتنوعه (الباسطيلا التطوانية، الفقاص، إلخ) وخصوصيات مدنيتها تجعل منها مدينة ذاكرة المغرب المعاصر وتتميز الحياة الثقافية للمدينة بغناها سواء بمآثرها أو بفضاءاتها ذات الطابع الثقافي كالمكتبة العامة والمحفوظات والمتاحف والمراكز الدولية للغات (الفرنسي، الإسباني، الإنجليزي، الألماني، الهولندي، إلخ) والمكتبات والأرشيف الخاص (داود، بنونة، الطريس) والمعاهد الثقافية (المعهد الفرنسي، ومعهد سيرفانتيس ...) لرمضان طقوس خاصة بتطوان :
يفضل سكان تطوان عدم السقوط في المبالغة والاكتفاء بطبق «الحريرة» ترافقه أصناف البقلاوة باللوز و (الشباكية) والتمور، فيما يفضل البعض الآخر تناول الحليب و»الجبن» المحلي الذي تعشقه ساكنة هذه المنطقة الشمالية. وبالنسبة للقهوة التي يرافقها طبق السفوف وأصناف أخرى، فإنه يتعين الانتظار حتى فترة ما بعد العشاء، حيث يتم تقديمها حوالي منتصف الليل. وفي ما يخص الشاي المنعنع، فهو يقدم خلال زيارة الأقارب والأصدقاء أو الجيران، وهذا ما أوضحته هذه السيدة التطوانية القحة ذات الأربعين سنة، التي «لا تستسيغ» تلك الموائد المليئة التي تزخر بجميع أنواع العصير في مدن ومناطق أخرى من البلاد. وفي الواقع، فإن رمضان في هذه المدينة، التي تنهل ثقافتها من تلاقح عدد من الشعوب والأديان والثقافات، حيث أن الكثير من التأثيرات تميز أصالة تطوان وأسلوبها، يتميز بتدفق سكانها على بيوت الله. وتشكل المساجد مصدر فخر لساكنة «تطاوين»، ومن أبرزها الجامع الكبير الذي بناه السلطان المولى سليمان في القرن الثامن عشر، تنضاف إليها الزوايا «الريسونية» والحراقية» و»الكتانية» وغيرها، فضلا عن أماكن أخرى يقع معظمها داخل المدينة القديمة، والتي تدعو إلى الصلاة والتأمل. وهناك خصوصية أخرى لساكنة تطوان، تتمثل في أمسيات رمضان المنظمة من قبل الحضرة النسوية، وهي مجموعات من النساء تؤدي، من خلال طقوس تدخل في نطاق الثقافة الصوفية ابتهالات وأدعية في الثناء على الله ومدح رسوله سيدنا محمد. وفضلا عن طابعها الديني، تفتخر مدينة تطوان أيضا بموقعها الجغرافي بالقرب من البحر الأبيض المتوسط ومحطات الاستجمام التي تعد الأجمل في المغرب, مثل المضيق ومرتيل وكابو نيغرو والفنيدق، والتي تحج إليها ساكنة تطوان ونواحيها بعد صلاة التراويح، للاستفادة من طراوة نسائم البحر والجولات على طول السواحل الخلابة. وبالنسبة لأولئك الذين يمارسون رياضتهم المفضلة، مثل الركض أو مجرد المشي قبل الإفطار، فإن بإمكانهم الاختيار بين الشواطئ الرملية بكل من مرتيل والمضيق وكابو نيغرو والفنيدق.
ويمكن القول إن رمضان في الجزء الشمالي من المملكة يجمع بين التقوى والتأمل والحميمية ومتعة الحياة. عادات أهل تطوان في الصوم تحرص ساكنة مدينة تطوان خلال شهر الخير والبركات, على الجمع بين أجواء العبادة والترويح عن النفس, وتكريس الطقوس والعادات والتقاليد الدينية والاجتماعية الأصيلة المتوارثة والضاربة جذورها في التاريخ. فطقوس شهر الصيام والقيام في تطوان, وإن كانت لا تختلف كثيرا عن نظيرتها في باقي المدن المغربية سواء تعلق الأمر بعادات المأكل والمشرب والتردد على بيوت الله للصلاة والتقرب والاستغفار والاجتهاد في الطاعات والسعي إلى اغتنام الأوقات بقراءة القرآن الكريم, أو ما رافق هذا الشهر الفضيل من تقاليد السهر وارتياد المقاهي وبعض الفضاءات التجارية والثقافية, فإنها تتميز بخصوصيات تستلهم من معين فسيفساء الحضارة العربية الأندلسية الإسلامية. المائدة التطوانية لا تخلو كغيرها من الموائدالمغربية خلال وجبة الفطور من شوربة الحريرة هذه هي الحريرة ملكة المائدة المغربية أو شوربة السميدة _الحسوة_ والتي تكون مصحوبة عادة بالتمر وحلويات الشباكية والبيض وعصير الفواكه وأحيانا التين العادي أوالمجفف, وبعد مرور حوالي نصف ساعة يقدم الصائم على تناول كوب من الحليب والقهوى معبعض الحلويات والفطائر المتنوعة إضافة إلى ىمادة "السفوف" و التي تحرص السيدة التطوانية على إعدادها قبل حلول شهر الغفران وإغنائها بعدد من المنتوجات التي تنشط الدورة الدموية وتغذي الجسم. وعلى خلاف بعضع عادات بعض الأسر السائدة في عدد من المدن المغربية خاصة العتيقة منها, والتي تقدموجبة خفيفة للفطور لتتمكن من إتباعها مباشرة بوجبة العشاء, تفضل العائلات التطوانية تأخير وجبة العشاء إلى وقت متأخر, على أن تعقبها بعد ذلك وجبة السحور التي تكونعادة "مخففة". يتبع
| التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |