الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات الثقافة والآداب والعلوم > منتدى الثقافة والفنون والعلوم الإنسانية > التراث الأصيل


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2016-06-10, 11:13 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

a2 من هنا وهناك...طقوس رمضان في المدن المغربية



من هنا وهناك ...طقوس رمضان في المدن المغربية




إخوتي أخواتي آل الأستاذ ...لاشك أن الأجواء الرمضانية في المغرب تختلف من منطقة إلى أخرى ،من هنا راودتني فكرة التعرف على حضارة كل منطقة (مدينة) بطقوسها المتنوعة والمختلفة ، ما يجعل التنوع يعطي الميزة الأجمل لهذه الطقوس .

من هنا ارتأيت لفضولي وحب استطلاعي أن أبحث وأجمع المعلومات عن بعض المدن المغربية وخصوصا العريقة ذات حضارة ضاربة في عمق التاريخ .

وهذه دعوة لكل الإخوة والأخوات أن يسهموا في هذا الموضوع بإثبات طقوس مدنهم القديمة التي بدأت في الإندثار والأفول أو التي ما تزال تجذب الناس خلال شهر رمضان .

فلا تحرمونا جميل مشاركاتكم ...
صانعة النهضة/








رمضان في المغرب " عواشر مبروكة "

بمجرّد أن يتأكّد دخول الشهر حتى تنطلق ألسنة أهل المغرب بالتهنئات قائلين : ( عواشر مبروكة )
والعبارة تقال بالعامية المغربية، وتعني (أيام مباركة) مع دخول شهر الصوم بعواشره الثلاثة

عشر الرحمة، وعشر المغفرة، وعشر العتق من النار.


الاستعداد لشهر رمضان ..عند كل المغاربة





يبدأ المغاربة الاستعداد لشهر رمضان المبارك قبل قدومه بأيام عديدة
إذ يحظى بمكانة خاصة لدى الجميع ، فيستعدون له على حد سواء
عائلات غنية و فقيرة فتنشط الأسواق ويغدو الليل كالنهار كله
حركة وحياة في أجواء من المشاعر الدينية العميقة








وشهر رمضان فرصة هامة على المستوى الإجتماعي إذ تستعيد العلاقات العائلية المغربية في رمضان الدفء الذي سرقته منها حياة المدن الصاخبة .

هكذا يعتبرالمغاربة أن رمضان هو شهر" اللمة" مع العائلة بدرجة
أولى إذ يمثل فرصة نادرة للمّ شمل أفراد الأسرة حول مائدة واحدة بعد أن فرقها
نمط الحياة العصرية طوال السنة.







وجرت العادة على أن يفطر المغاربة على التمر والحليب أو عصير ثم يؤدون صلاة المغرب



ليعودوا بعد ذلك إلى مائدة الإفطار التي تتميز بنكهة خاصة في رمضان
حيث يتم إعداد أطباق رائعة من أشهر الأكلات المغربية الخاصة بالشهر الكريم..وفي مقدمتها الحريرة والشباكية






و للحلوى الرمضانية حضورٌ مهم في المائدة المغربية ..

الشباكية





البطبوط الصغير



البغرير




طبعا عند الانتهاء من مائدة الإفطار.. يحلو للكثير منهم تقديم أكواب الشاي الأخضر المنعنع والقهوة سواء بالحليب او المطحونة خصيصا للشهر الكريم..مع انوع مشكلة من الحلوى.





التواجد الرمضاني داخل المساجد


ويستوقفنا التواجد الرمضاني الكثيف داخل المساجد ، حيث تمتليء المساجد بالمصلين لا سيما صلاة التراويح وصلاة الجمعة ، إلى حدٍّ تكتظ الشوارع القريبة من المساجد بصفوف المصلين مما يشعرك بالارتباط الوثيق بين هذا الشعب وبين دينه وتمسّكه بقيمه ومبادئه .







ليالي رمضان عند المغاربة

ليالي رمضان عند المغاربة تتحول إلى نهار فبعد أداء صلاة العشاء ومن ثمَّ أداء صلاة التراويح ، يسارع الناس إلى الاجتماع والالتقاء لتبادل أطراف الحديث .
وهنا يبرز الشاي المغربي كأهم عنصر من العناصر التقليدية المتوارثة

النفار أو الطبال




إن شخصية ( الطبّال ) أو ( الدقاق ) لا تزال ذات
حضور وقبول ، فعلى الرغم من وسائل الايقاظ الحديثة فإن ذلك لم ينل من مكانة تلك
الشخصية حيث لا زالت حاضرة في كل حيّ




النفار


بعد صلاة الفجر


وبعد صلاة الفجر يبقى بعض الناس في المساجد لقراءة القرآن وتلاوة الأذكار الصباحية بينما يختار البعض الآخر أن يجلس مع أصحابه في أحاديث شيّقة لا تنتهي إلا عند طلوع الشمس عندها يذهب الجميع للخلود إلى النوم بعد طول السهر والتعب ..
وتستمر هذه العادة الى نهاية الشهر الكريم ..






هذه إخوتي بعض الأجواء الرمضانية في بعض المدن والقرى المغربية ،

فما هي تقاليد هذا الشهر المبارك عندكم في مدنكم أو قراكم؟
أتمنى مشاركتكم وأنتظر تفاعلكم الجميل ...

كل التقدير:
صانعة النهضة /


وأبدأ الحديث عن طقوس رمضان من مدينتي ...
فكونوا على الموعد














: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=831064
التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2016-06-16 في 16:18.
    رد مع اقتباس
قديم 2016-06-16, 16:47 رقم المشاركة : 2
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: من هنا وهناك...طقوس رمضان في المدن المغربية



رمضان عند التطوانيين


تتميز تطوان بقدرتها الحفاظ على الحضارة الأندلسية فيها، مع تكيفها المستمر مع الروافد الثقافية الواردة إليها، مما أثرى وميز تاريخها العريق.












تاريخ مدينة تطوان ضارب في القدم ففي غرب موضع المدينة الحالي وجدت مدينة رومانية تسمى بتمودة.



وجدت حفريات وآثار من مدينة تمودة يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد.



دمرت تمودة حوالي عام 40 م على إثر أحداث ثورة إيديمون. واقيم حصن روماني ما زالت اسواره ظاهرة إلى الآن. أما اسم تطوان فهو اسم وموجود حسب المراجع منذ القرن الحادي عشر الميلادي.



في أوائل القرن الرابع عشر وتحديدا عام 1307 م، أعيد بناء المدينة كقلعة محصنة يقال أن هدفه كان الانطلاق منها لتحرير مدينة سبتة. وفي خضم تلك الحروب دمر الملك الإسباني هنري الثالث المدينة عن آخرها سنة 1399 م.


حيث يبدأ تاريخ المدينة الحديث منذ أواخر القرن الخامس عشر، عند سقوط غرناطة سنة 1492 على يد ملوك الكاثوليك فردناند وإيزابيل أي منذ أن بناها الغرناطي سيدي علي المنظري، وهو اسم أصبح رمزا ملازما لمدينة تطوان.



خرج آلاف من المسلمين وكذلك اليهود من الأندلس ليستقروا في شمال المغرب عموما وعلى أنقاض مدينة تطوان، فعرفت هذه المدينة مرحلة مزدهرة من الإعمار والنمو في شتى الميادين فأصبحت مركزا لاستقبال الحضارة الأندلسية.

تتميز كذلك مدينة تطوان بثقافتها العريقة وبأثيرها الثقافي الواضح المرتبط خصوصا بالجذور الأندلسية. ومن بين الخصوصيات التي تتميز بها المدينة هناك الطبخ المعروف بجودته وتنوعه (الباسطيلا التطوانية، الفقاص، إلخ) وخصوصيات مدنيتها تجعل منها مدينة ذاكرة المغرب المعاصر


وتتميز الحياة الثقافية للمدينة بغناها سواء بمآثرها أو بفضاءاتها ذات الطابع الثقافي كالمكتبة العامة والمحفوظات والمتاحف والمراكز الدولية للغات (الفرنسي، الإسباني، الإنجليزي، الألماني، الهولندي، إلخ) والمكتبات والأرشيف الخاص (داود، بنونة، الطريس) والمعاهد الثقافية (المعهد الفرنسي، ومعهد سيرفانتيس ...)


لرمضان طقوس خاصة بتطوان :


يفضل سكان تطوان عدم السقوط في المبالغة والاكتفاء بطبق «الحريرة» ترافقه أصناف البقلاوة باللوز و (الشباكية) والتمور، فيما يفضل البعض الآخر تناول الحليب و»الجبن» المحلي الذي تعشقه ساكنة هذه المنطقة الشمالية.










وبالنسبة للقهوة التي يرافقها طبق السفوف وأصناف أخرى، فإنه يتعين الانتظار حتى فترة ما بعد العشاء، حيث يتم تقديمها حوالي منتصف الليل.



وفي ما يخص الشاي المنعنع، فهو يقدم خلال زيارة الأقارب والأصدقاء أو الجيران، وهذا ما أوضحته هذه السيدة التطوانية القحة ذات الأربعين سنة، التي «لا تستسيغ» تلك الموائد المليئة التي تزخر بجميع أنواع العصير في مدن ومناطق أخرى من البلاد.





وفي الواقع، فإن رمضان في هذه المدينة، التي تنهل ثقافتها من تلاقح عدد من الشعوب والأديان والثقافات، حيث أن الكثير من التأثيرات تميز أصالة تطوان وأسلوبها، يتميز بتدفق سكانها على بيوت الله.



وتشكل المساجد مصدر فخر لساكنة «تطاوين»، ومن أبرزها الجامع الكبير الذي بناه السلطان المولى سليمان في القرن الثامن عشر، تنضاف إليها الزوايا «الريسونية» والحراقية» و»الكتانية» وغيرها، فضلا عن أماكن أخرى يقع معظمها داخل المدينة القديمة، والتي تدعو إلى الصلاة والتأمل.



وهناك خصوصية أخرى لساكنة تطوان، تتمثل في أمسيات رمضان المنظمة من قبل الحضرة النسوية، وهي مجموعات من النساء تؤدي، من خلال طقوس تدخل في نطاق الثقافة الصوفية ابتهالات وأدعية في الثناء على الله ومدح رسوله سيدنا محمد.







وفضلا عن طابعها الديني، تفتخر مدينة تطوان أيضا بموقعها الجغرافي بالقرب من البحر الأبيض المتوسط ومحطات الاستجمام التي تعد الأجمل في المغرب, مثل المضيق ومرتيل وكابو نيغرو والفنيدق، والتي تحج إليها ساكنة تطوان ونواحيها بعد صلاة التراويح، للاستفادة من طراوة نسائم البحر والجولات على طول السواحل الخلابة.





وبالنسبة لأولئك الذين يمارسون رياضتهم المفضلة، مثل الركض أو مجرد المشي قبل الإفطار، فإن بإمكانهم الاختيار بين الشواطئ الرملية بكل من مرتيل والمضيق وكابو نيغرو والفنيدق.
ويمكن القول إن رمضان في الجزء الشمالي من المملكة يجمع بين التقوى والتأمل والحميمية ومتعة الحياة.







عادات أهل تطوان في الصوم






تحرص ساكنة مدينة تطوان خلال شهر الخير والبركات, على الجمع بين أجواء العبادة والترويح عن النفس, وتكريس الطقوس والعادات والتقاليد الدينية والاجتماعية الأصيلة المتوارثة والضاربة جذورها في التاريخ.





فطقوس شهر الصيام والقيام في تطوان, وإن كانت لا تختلف كثيرا عن نظيرتها في باقي المدن المغربية سواء تعلق الأمر بعادات المأكل والمشرب والتردد على بيوت الله للصلاة والتقرب والاستغفار والاجتهاد في الطاعات والسعي إلى اغتنام الأوقات بقراءة القرآن الكريم, أو ما رافق هذا الشهر الفضيل من تقاليد السهر وارتياد المقاهي وبعض الفضاءات التجارية والثقافية, فإنها تتميز بخصوصيات تستلهم من معين فسيفساء الحضارة العربية الأندلسية الإسلامية.



المائدة التطوانية لا تخلو كغيرها من الموائدالمغربية خلال وجبة الفطور من شوربة الحريرة




هذه هي الحريرة ملكة المائدة المغربية



أو شوربة السميدة _الحسوة_



والتي تكون مصحوبة عادة بالتمر وحلويات الشباكية والبيض وعصير الفواكه وأحيانا التين العادي أوالمجفف, وبعد مرور حوالي نصف ساعة يقدم الصائم على تناول كوب من الحليب والقهوى معبعض الحلويات والفطائر المتنوعة
إضافة إلى ىمادة "السفوف" و التي تحرص السيدة التطوانية على إعدادها قبل حلول شهر الغفران وإغنائها بعدد من المنتوجات التي تنشط الدورة الدموية وتغذي الجسم.




وعلى خلاف بعضع عادات بعض الأسر السائدة في عدد من المدن المغربية خاصة العتيقة منها, والتي تقدموجبة خفيفة للفطور لتتمكن من إتباعها مباشرة بوجبة العشاء, تفضل العائلات التطوانية تأخير وجبة العشاء إلى وقت متأخر, على أن تعقبها بعد ذلك وجبة السحور التي تكونعادة "مخففة".



يتبع







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2016-06-16, 17:00 رقم المشاركة : 3
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: من هنا وهناك...طقوس رمضان في المدن المغربية


عادات أهل تطوان في شهر رمضان الكريم




لشهر رمضان المبارك في نفوس المغاربة عامة والتطوانيين خاصة مكانة كبرى لا يشغلها سواه من شهور السنة أوالمناسبات والأعياد الدينية، إذ رغم قرب المغرب من أوروبا ، فإن المغاربة يظلون أكثر تشبثا بتقاليدهم وعاداتهم الدينية التي ترسخت عبر القرون منذ أن دخل الإسلام المغرب .


يبدأ استعداد المغاربة لاستقبال شهر الصوم في وقت مبكر، ويستعدون له بالصيام في شهرشعبان الذي يبشرهم بهلال رمضان،





الإستعداد لشهر رمضان بتطوان


إلى عهد غير بعيد، أي في أواسط القرن العشرين، كانت تطوان ما زالت محافظة على كثير من المظاهر التي تميزها كمدينة ذات طابع خاص، من حيث عاداتها وتقاليدها وطقوسها في مختلف المناسبات والمواسم والأعياد الدينية بوجه خاص، ومن ذلك عاداتها وطقوسها في شهر رمضان المعظم.


فقبل دخول هذا الشهر الكريم، أي في شهر شعبان، كانت نظارة الأحباس تعمل على تبييض المساجد بالجير، ثم تغسلها وتمسح أبوابها وتنظف حصرها أو تضع بها حصرا جديدة. وقديما، أي قبل إدخال الكهرباء لمساجد تطوان، كان المؤذنون يعملون على تنظيف الثريات والمصابيح والزيادة في عددها وتجديد مائها وزيتها في شهر شعبان أيضا، أما بعد دخول الكهرباء، فقد أصبحوا يعتنون بزيادة عددها وقوة نورها بمناسبة رمضان، ولم يكن من عادة التطوانيين إنارة الصوامع، لا في رمضان ولا في غيره، والصومعة الوحيدة التي كان النور يضاء في أعلاها هي صومعة الجامع الكبير، فقد كان في أعلاها مصباح كهربائي كبير يضاء عند آذان العشاء والصبح، ليراه مؤذنو بقية المساجد فيؤذنوا، لأن العادة أنه لا يؤذن أي مؤذن في أي مسجد إلا إذا رأوا علامة دخول الوقت في أعلى صومعة الجامع الكبير، وهذه العلامة عبارة عن قطعة ثوب أبيض في النهار، أما في الليل فيستعاض عنها بالمصباح الكهربائي، الذي بقوة نوره يرى من مسافة بعيدة.


وفي شهر شعبان أيضا يبحث الناظر العام ونظار الزوايا الخاصة عن المشفعين والمورقين والمدرسين والغياطين والنفارين، فإذا حل رمضان انصرف كل واحد من المذكورين إلى عمله".


وأنه من عادة أهل تطوان أن يكون لهم ، إلى جانب الغياط والنفار، "دقاق"، أي شخص يتولى الدق على أبواب المنازل قبل السحور، حتى يستيقظ الناس لتناول سحورهم قبل وصول وقت الإمساك.


وكانت العادة أن يصعد بعض العدول وغيرهم إلى أعلى صومعة الجامع الكبير في مساء اليوم التاسع والعشرين من شعبان، ليترقبوا ظهور الهلال. وكان من عادة نساء العامة، أنهن يطلعن لسطوح دورهن لترقب الهلال أيضا، فإذا رأينه أطلقن العنان لحناجيرهن بالزغاريد.


ثم إذا ثبت الشهر لدى القاضي، إما بالرؤية العامة وإما بشهادة عدلين، صدر الإذن بأن يطلقوا عيارين اثنين من المدافع الموضوعة في القصبة الكبرى التي تشرف على المدينة، فيعرف القريب والبعيد من ذلك أن شهر رمضان قد دخل، فيستعدون لما يتطلب من الواجبات والعادات التي تبتدئ من الليلة الأولى من رمضان. والإعلام بإطلاق المدافع، كان يستفيد منه حتى سكان المداشر والبساتين البعيدة من المدينة.


أما أثناء أيام شهر رمضان، فقد كان من العادة في تطوان أن يضرب المدفع طلقة واحدة عند أذان المغرب، وكذا عند إعلان الإمساك عن الأكل قبل الفجر، أما في ليلة السابع والعشرين من هذا الشهر المبارك فكان المدفع يضرب إحدى وعشرين طلقة، ابتهاجا بليلة القدر المباركة".


وما أن يدخل شهر رمضان حتى تنطلق الألسنة بالدعاء إلى الله لكي يجعل الشهرالكريم بداية الخير ونقلة في حياة المرء، فتجد الناس يتبادلون الأدعية والتبريكات فيما بينهم فرحين برمضان الكريم الذي يغير حياتهم رأسا على عقب، وتعود فضيلة صلة الرحم لتطرق أبواب البيوت، وتفتح القلوب للآخرين بمحبة غير معهودة في الشهور الأخرىمن السنة، حيث يتبادل الناس الزيارات في الأسبوع الأول من رمضان، حاملين لبعضهم البعض أطيب الأماني في شهر الإيمان والرحمة.








الجانب الديني والتعبدي بتطوان




إن أهم العادات بمساجد تطوان في رمضان ثلاثة أشياء:


التشفيع والتوريق والتدريس.



فالتشفيع هو صلاة التراويح جماعة عقب صلاة العشاء، وكانت العادة في الغالب أن يختار للتشفيع أصحاب الأصوات الحسان، وكثيرا ما يكون المشفعون من الشبان. فيصلي الإمام الراتب صلاة العشاء بالناس، وبعد قراءة المسبحات أو غيرها سرا، أي بعد التسليم من صلاة العشاء بنحو ثلاث دقائق، يتحرك الإمام من محرابه، فيقول المؤذن بصوت عال: «لا إله إلا الله»، وقد يزيد قوله: «وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير»، فيكون ذلك إعلاما بخروج الإمام من المحراب ودخول المشفع إليه، فيقوم الناس، ويكبر المشفع لصلاة التراويح، فيقرأ الفاتحة ثم يبتدئ السلكة، فيقرأ في الغالب ثمن الحزب الأول من القرآن في الركعة الأولى، والثمن الثاني في الركعة الثانية، بنغمات مختارة يجيد بعضهم فيها إجادة تامة، ثم يستمر كذلك حتى يكمل صلاة عشر ركعات في خمس تسليمات، وكثير من الناس يكتفون بصلاة ركعتين أو أربع، فلا يبقى مع المشفع في بعض المساجد إلا المؤذن وعدد قليل من الناس، ثم إذا انتهى المشفع، استقبل الناس جالسا، فيشرع المؤذن والناس معه في قراءة الدعوة الخاصة بهذه الحالة، وهي هذه:



«الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق، اللهم لك الحمد، اللهم لك الحمد، اللهم لك الحمد، ربنا تقبل منا الصلاة والصيام واحشرنا في زمرة خير الأنام»، يكررون ذلك بصوت واحد ثلاث مرات، ثم يبسطون أكفهم عند قراءة الثالثة منها، ثم يسكتون للدعاء سرا، فيدعو المؤذن جهرا بالدعاء المعتاد الذي يقوله عادة عقب جميع الصلوات، فإذا قال: والحمد لله رب العالمين، مسح الإمام وجهه، ثم يصلي الجميع على النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، ثم يذهب كل واحد لحال سبيله، فتطفأ الأنوار وتغلق المساجد، ولا يعود الناس إليها إلا قبل الصبح بنحو ساعة، فيشرع المشفع في الصلاة أيضا كما تقدم في تراويح العشاء، فإذا سلم التسليمة الخامسة قال: «الشفع والوتر يرحمكم الله»، فيردد المؤذن ذلك بصوت مرتفع ليسمعه الناس، ثم يصلي المشفع الشفع بسورتي «سبح» و«الكافرون»، ثم الوتر بالإخلاص والمعوذتين، ثم يدعو الناس بالدعاء السابق، وبذلك ينتهي التشفيع.



وكانت العادة أن يفتح المشفع سلكة في أول الليل وأخرى في آخره، ويقرأ ثمن حزب في كل ركعة، أي حزبا وربعا بعد العشاء، ومثل ذلك قبل الصبح، إلى أن تنتهي السلكتان معا في آخر رمضان.



وبعد ذلك تقاصرت همم بعضهم وصاروا يقتصرون على سلكة واحدة، يقرأون حزبا منها بعد العشاء وحزبا آخر قبل الصبح.



وكان من العادة في التشفيع إحياء الليالي الوترية من العشر الأواخر من الشهر الكريم، والإحياء هو عدم الاقتصار على خمس تسليمات، بل يصلي المشفع الرسمي في الغالب ركعتين، ثم يسلم، فيتقدم إلى المحراب غيره ويصلي ركعتين أو أربعا، ثم يتقدم غيره، وهكذا حتى ينتهي القدر الذي يحدد لتلك الليلة من القرآن، وهذا القدر يختلف باختلاف المساجد والمشفعين، فقد كان بعضهم يستمر في صلاة التراويح ليلة الإحياء حتى يتم قراءة عشرة أحزاب، وربما قرأ في بعض الركعات ربع حزب أو نصفه، وبعضهم يحدد لليلة الإحياء خمسة أحزاب. وقد أصبح المشفعون بعد ذلك يكتفون بحزبين، فإذا كانت ليلة السابع والعشرين، فإنهم يقرأون فيها من القرآن ويصلون فيها من الركعات أكثر من بقية ليالي رمضان.
ويستمر التشفيع من عشاء الليلة الأولى من رمضان كما قلنا، وينتهي عقب صلاة العشاء من الليلة التي يظهر فيها هلال العيد.



ولم يكن من عادة النساء أن يتوجهن إلى المساجد للتشفيع، حيث كن يصلين في بيوتهن، أما في أيامنا هذه، فإن النساء قد أقبلن على الصلاة في المساجد بطريقة كبيرة جدا.
أما عن التوريق والتدريس في هذا الشهر، فإنه كان من عادة تطوان كما ذكرنا إطلاق مدفع واحد عند الغروب، إعلاما للناس بحلول وقت الإفطار، وإطلاق مدفع آخر قبل الصبح بنصف ساعة –أي بثلاثين دقيقة- إعلاما لهم بالإمساك، أي بانتهاء وقت الأكل، وكان العامة إذا سمعوا مدفع آخر الليل لا يأكلون بعده ولا يشربون. والعادة في جل مساجد تطوان أن ينتهي المشفع من التراويح ويصلي الشفع والوتر عند إطلاق المدفع، فيأتي المورق أو المدرس، فيشرع في وعظه أو تدريسه، إلى أن يطلع الفجر، فيصلي الناس الصبح خلف الإمام ثم ينصرفون.



والمورق في اصطلاح الناس هو الواعظ، أي الشخص الذي يجلس على كرسي الوعظ، ويجلس الناس أمامه أو حوله، فيسرد عليهم أحد الكتب الوعظية مثل «الترغيب والترهيب» للمنذري أو «الروض الفائح» للحريفيشي.



والعادة أن هذا المورق يسرد كتابه بنغمة مختارة يجتهد في أن يجيدها بكل ما في إمكانه، والغالب أنه يبتدئ قراءته بعبارات معلومة، ثم يستمر في قراءة كتاب وعظه، فإذا طلع الفجر وأذن المؤذن، طوى كتابه وقرأ والناس معه صلاة معلومة ايضا، ثم يرفعون أيديهم بالدعاء سرا، ويختمون بمسح الوجوه بأكفهم، ثم يقومون لصلاة الفجر والصبح.



وكانت العادة أن هذا التوريق وحده هو الشائع في جميع المساجد والزوايا، ثم استعيض عنه بالتدريس، حيث أصبح المدرس يلقي درسا في السيرة أو في الحديث النبويين.



ومعلوم أنه من عادة الناس في هذا الشهر، أن يكثروا من قراءة القرآن الكريم، رجالا ونساء، حيث إنهم يحرصون على استكمال سلكة كاملة على الأقل في هذا الشهر الكريم، وهناك من يختم عدة سلكات".



عادة التطوانيين داخل بيوتهم في رمضان


أن النساء كن يتهيأن لاستقبال شهر رمضان المبارك، بتنظيف جميع أركان البيت، كما يهيئن أنواع الحلويات الخاصة بهذا الشهر، ويتهيأن لصلة الرحم مع الأقارب والجيران والأحباب، وخاصة كبار السن منهم.


أما في المأكل والمشرب، فإن من عادة التطوانيين أن يعجلوا بالإفطار بعد سماع المؤذن لصلاة المغرب، أو بعد سماع المدفع المعلن عن ذلك، حيث كان الناس وما زالوا يفطرون على تناول بعض التمرات مع جرعة ماء، لكي يتوجهوا مباشرة لصلاة المغرب، ثم تناول ما يعرف بالشوربة، المصحوبة بالحلويات المعروفة بهذه المدينة، كالبقلاوة والمسمنة والكويلش والبويوات ... الخ.



ثم يتناولون طعام العشاء مباشرة بعد ذلك، حيث يتكون هذا العشاء من أطباق للسلطة، مع الطبق الرئيسي الذي يشتمل في الغالب على لحم أو دجاج أو سمك، مع العناية بطاجين السمك الصغير (الشطون أو الشرال أو الشنكيطي)،الذي يتفنن التطوانيون في إعداده بطريقة شهية، يتبع كل ذلك بأنواع الفواكه التي تكون موجودة حسب الموسم.



وهناك من يتناول الشاي أو القهوة المصحوبة بالغريبة أو الطابع أو غيره بعد كل ذلك.


ولم يكن من عادة أهل تطوان أبدا أن يتأخروا في تناول طعام عشائهم إلى ما بعد صلاة العشاء.


أما طعام السحور، فإن الناس يتفاوتون في إعداده حسب استعدادهم وتقبل معداتهم للأكل، فهناك من يعد أطباق الأكل الدسم، من لحم أو غيره، وهناك – وهذا هو الأمر الغالب عند معظم الأسر التطوانية – من يتناول الحليب والقهوة مع الأطعمة الجافة الخالية من الإدام، كخبز المقلاة والرغائف والبغرير وغيرها مما لا يثقل على المعدة، كما أنه من العادة أن يعد الناس أطباق الكسكس المبخر المسمن والمرشوش بماء الزهر، والذي يؤكل مصحوبا بالسكر والحليب".




ليلة القدر بتطوان

أما عن طريقة إحياء ليلة القدر فهذه الليلة تكتسي في تطوان صبغة خاصة كما هو الحال عند جميع المسلمين، وقد كانت المرأة التطوانية – وما زالت – تعتني بزي زوجها وأبنائها في هذه الليلة المباركة، فتعد الثياب وتبخرها بالعود وترشها بماء الزهر، كما تعتني بتبخير أركان منزلها وتعطيرها، مع إعداد عشاء خاص احتفالا بهذه الليلة المباركة، ويذهب الناس إلى المساجد لكي يحيوا الليلة بالطريقة التي تحدثنا عنها سابقا،



بل إن الشخص الواحد يحرص على أن يصلي في عدة مساجد، فيصلي هنا ركعتين أو أربعا، وهناك مثل ذلك، إلى أن يمر بمعظم المساجد.



وكم يعتني أهل تطوان بتعويد الأطفال الصغار على الصوم في هذه الليلة المباركة، تدريبا لهم على هذه العبادة مستقبلا. علما بأن الفتيات الصغيرات اللاتي يصمن لأول مرة في هذه الليلة، يكن محط عناية خاصة، إذ يتم تزيينهن بزينة الشدة التطوانية المعروفة.



ولعل من أبرز عادات تطوان مما يدل على التكافل الاجتماعي والعناية بالعمل الخيري الخفي في هذا الشهر العظيم، ما تعقده بعض الشريفات من تجمع للاحتفاء بحفل صيام الفتيات الصغيرات في بيتها، مما يكون مناسبة لأن تتقبل فيه من الهدايا والهبات المالية ما تتعاون به على مصاريفها من طرف سيدات المجتمع اللاتي يغدقن عليها تلك الصدقات.



تطوان بين الأمس واليوم


أما عن محافظة أهل تطوان على تقاليدهم في هذا المجال أو في غيره، وتشبثهم بما كان يميزهم من خصوصيات مستلهمة عموما من معين الحضارة الأندلسية الإسلامية، فيمكن أن أسجل بكل تأكيد أن تطوان اليوم ليست هي تطوان الأمس، وأن أبناء تطوان وسكانها المعدودين الذين كانوا محصورين بين جدران المدينة العتيقة وأحيائها المعروفة في القديم، ليسوا هم سكانها الذين قصدوها مؤخرا، فأصبحوا متفرقين اليوم عبر أحيائها الجديدة ومناطقها المتجددة التي اتسعت وتناثرت شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، حتى تضاعف حجم المدينة مرات عديدة.
ولذلك، فإننا عندما نتحدث عن عادات وتقاليد "لتطوانيين"، ينبغي أن نحدد المصطلح، وأن نوضح الفرق بين "التطوانيين" وبين "سكان تطوان"، الذين حملوا معهم – وهذا أمر طبيعي – عاداتهم وتقاليدهم وأعرافهم التي تتميز بخصائص قد يكون فيها اتفاق مع عادات أهل تطوان، وقد يكون فيها اختلاف كبير أو صغير عن ذلك. ومن هذا المنطلق أقول، إن الأسر التطوانية الأصيلة، ما زالت إلى الآن تحاول أن تتشبث بأصولها، وأن تحافظ على أصالتها، وأن تبرهن على شخصيتها التي اكتسبتها بما عاشته من خلال احتكاكها بحضارات تعتز بها، من أصول مغربية أو أندلسية أو جزائرية.



فطقوس شهر الصيام والقيام في تطوان, وإن كانت لا تختلف كثيرا عن نظيرتها في باقي المدن المغربية سواء تعلق الأمر بعادات المأكل والمشرب والتردد على بيوت الله للصلاة والتقرب والاستغفار والاجتهاد في الطاعات والسعي إلى اغتنام الأوقات بقراءة القرآن الكريم أو ما رافق هذا الشهر الفضيل من تقاليد السهر وارتياد المقاهي وبعض الفضاءات التجارية والثقافية فإنها تتميز بخصوصيات تستلهم من معين فسيفساء الحضارة العربية الأندلسية الإسلامية.















هذه مؤكولات تطوانية في رمضان بدأت تسير نحو الأفول






التسحر بطبق "الكسكس المبخر المسمن والمرشوش بماء الزهر" وتناول وجبة الفطور بالباكور (التين الطري) من بين العادات الرمضانية التطوانية الاصيلة، التي بدأت في الأفول لأسباب ترتبط بتغير عادات الأكل لدى الأسر وبروز مواد استهلاكية أخرى فرضها منطق السوق.


فقد كان من عادة الأسر التطوانية عند وجبة فطور رمضان أن "تؤثث" مائدتها بالضرورة بالتين الطري بشتى أنواعه (الباكور ) و(الغدان) و(اليحمدي ) و(المساري) و(القوطي ) و(الحرشي) و(الباغي) و(الحمامي)، الذي كانت حقول ضواحي تطوان مثقلة به قبل أن تتوارى هذه الحقول الى الوراء لتترك مكانها للعمارات ودور السكن والمعامل.


وليس من باب الصدفة أن يقبل أهل تطوان وضواحيها خلال وجبة الفطور على فاكهة التين، بل إن الامر يرتبط بقدرة هذه الفاكهة المتوسطية على تسهيل الهضم بعد يوم الصيام وغناها بكل الفيتامينات والبروتينات التي يحتاجها الصائم لاستعادة نشاطه وحيويته، وهي على عكس حلويات مائدة الافطار لا تثقل معدة الصائم الذي يحتاج الى توازن خاص في مأكله حتى يمر شهر رمضان في ظروف صحية مناسبة.




كما أن هذه الفاكهة تميزت في وقت ما بثمنها البخس والمناسب لكل الاسر على اختلاف مستواها المادي وكذا تواجدها الكبير في كل أسواق المدينة، خاصة منها المتواجدة في أطراف تطوان، التي يقبل عليها سكان المدينة للتسوق وأهل البوادي المجاورة لتصريف منتوجاتهم، قبل ان تتوارى هذه الفاكهة الى الوراء وتصبح من الفواكه الباهظة الثمن التي لا يقوى على شرائها محدودو الدخل والاسر الفقيرة.


كما أنه وأمام قلة حقول أشجار التين وجنوح فلاحي المنطقة الى زراعات أخرى قد تدر عليهم أرباحا كثيرة دون بذل جهد كبير، أضحت هذه الفاكهة تستورد من مناطق أخرى من المغرب، وهو ما كان السبب في غلاء ثمنها وبالتالي تخلى أهل تطوان عن عادة اقتنائها بكثافة أمام تغير مكونات مائدة الاسر التطوانية.


وكما لم تستطع فاكهة التين مواجهة تغير العادات، فإن عادة التسحر بطبق الكسكس المبخر المسمن والمرشوش بماء الزهر لقيت نفس المصير ولم يعد الحديث عنها الا نادرا جدا، حتى أن القليل من ساكنة تطوان من يعرف عن هذه العادة شيئا أو يتذكرها.


وبتحليل علمي بسيط، فإن طبق الكسكس المبخر المسمن والمرشوش بماء الزهر، الأندلسي الأصل، هو وجبة خفيفة لكنها تتكون من مواد تساعد الصائم على قضاء يومه بشكل عادي وتحتوي على بروتينات بطيئة الهضم عالية الفائدة.
كما أن هذا الطبق يلائم الصائم ولا يتسبب في مضاعفات أو ثقل على المعدة، إضافة الى كونه يترك رائحة زكية في فم الصائم، الذي يتوجه عادة بعد وجبة السحور الى المسجد لأداء صلاة التراويح وصلاة الفجر، وكذلك يبقى عليه حال الصائم لوقت الطويل.


كما أن ماء الزهر الذي يحتوي عليه الطبق هو مادة منعشة يمكن للصائم أن يواجه بها حرارة الطقس وارتفاع درجات الحرارة كما يكون عليه شهر رمضان حين تزامنه مع فصل الصيف.


وميزة هذا الطبق أيضا أن مكوناته رخيصة وفي متناول كل الأسر، كما أن هذه المكونات هي من صنع النساء أنفسهن، سواء تعلق الأمر بالكسكس أو السمن المنزلي المستخرج من حليب الغنم أو البقر وكذا ماء الزهر، الذي كانت تعده نساء تطوان خلال فترة إزهار شجر الليمون والبرتقال والليمون البري (اللرانج)،و هو الماء الذي يضفي نكهة خاصة على الاطعمة وفي نفس الوقت يساعد الجهاز الهضمي على العمل المتوازن خلال شهر الصيام.


واذا كانت عادات الأكل تتغير عند أهل تطوان وضواحيها بحكم الاحتكاك المجتمعي وتطور وتغير أنماط الاستهلاك، فغالبا

ما يكون هذا التغيير ليس نحو الأفضل، وإنما نحو عادات قد تثقل كاهل الأسر كما تثقل المعدة وتمحو تقاليد جميلة ميزت المغاربة عامة عن شعوب كثيرة.

























التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2016-06-17, 17:30 رقم المشاركة : 4
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: من هنا وهناك...طقوس رمضان في المدن المغربية


رمضان بمدينة طنجة




رمضان في طنجة يختلف قليلا عن رمضان باقي الحواضر الساحلية أو الداخلية، لأنها تستمد تقاليده وطقوسه من روحانية الشرق الممتزجة بمادية الغرب، التي توارثها السكان عبر تاريخ المدينة المتنوع والمختلف، إلا أنها تبقى في العمق محافظة على التقاليد الرمضانية المغربية.

قبل أن يأتي رمضان إلى طنجة، تسبقه عادة روائح طيبة تنبعث من نوافذ المنازل سواء في المناطق الراقية أو الشعبية، فجل نساء المدينة يسهرن، قبل دخول هذا الشهر المبارك، على تحضير أطباق من الحلويات المختلفة، لأن رمضان لا يحلو في أعينهن إلا إذا امتلأت مائدة الإفطار بما صنعت أيديهن، خصوصا في الأحياء الشعبية والمدينة القديمة، التي تتجاور فيها أبواب المنازل، حتى أن الناس يتبادلون الحديث من نوافذ تكاد تكون متلاصقة مع بعضها في كثير من الأزقة.


كما أن الكثير من المساجد العتيقة، التي تزخر بها المدينة ويرجع تاريخ بنائها إلى عدة قرون خلت، تعرف هي الأخرى استعدادات قبلية حتى تكون جاهزة لاستقبال المصلين، رغم أن الإقبال الكبير تحظى به المساجد الكبيرة في المدينة، التي يؤمها الناس من كل المناطق البعيدة، رغبة منهم في الاستمتاع أولا بالتجوال والمشي لمسافات طويلة، وثانيا لأداء الفرائض في مسجد كبير وفسيح، وهو ما يجعل أحيانا العثور على مكان داخلها عسيرا.


ليالي رمضان عند «الطنجاويين» تتحول إلى نهار، فبعد الإفطار وأداء صلاتي العشاء والتراويح، يسارع الناس إلى الخروج إلى المقاهي والفضاءات العمومية للالتقاء وتبادل أطراف الحديث، وهي عادة من العادات التقليدية المتوارثة، التي تتميز بها المدينة عن غيرها منذ عهد الاستعمار، حين كان سكانها يشتهرون بحبهم للسهر والجلوس في المقاهي والمطاعم إلى ساعة متأخرة من الليل، لأن ذلك مرتبط بعادات وتقاليد اكتسبوها من خلال معاشرتهم لأجناس مختلفة تعرف بافتتانها وعشقها للحياة، وهو ما تحاول السلطات حاليا تكريسه من خلال مهرجانات متتالية وسهرات غنائية ليلية تقام طيلة السنة وعند كل موسم صيف.





شوارع طنجة الرئيسية، بما فيها "البولفار" و"الكورنيش"، تحتفظ هي الأخرى بجاذبيتها المعتادة خلال الشهر الفضيل، لتستقطب عددا كبيرا من عشاق السهر الرمضاني، الذين يتوزعون بين التجوال على جانب البحر، أو الجلوس على أرصفة المقاهي والمطاعم، أو تتبع بعض السهرات الموسيقية التي تقدمها، هنا وهناك، بعض المقاهي والفنادق، وتستمر حتى حلول الفجر.





إن الكورنيش يستهوي الكثير لما يشهد من حيوية وحركة دؤوبة طيلة ليالي رمضان، أما المشي على الممر المحاد للشاطئ البلدي فهو يعطيك انتعاشة ممزوجة بنسمات البحر، ويخول لك الاستمتاع بمنظر الميناء وهو يستمد رونقه من امتداد مياه مضيق جبل طارق، حيث تظهر مدن إسبانيا على بعد أميال معدودة.




طقوس مختلفة تعيشها الأحياء القديمة بالمدينة، ففي عدد من هذه الأحياء، مثل القصبة ودار البارود ومرشان والسقاية، مازال يجتمع الكثير من هواة الموسيقى العتيقة ويمضون جزءا كبيرا من الليل في عزف مقطوعات من الموسيقى الأندلسية المغربية أو الطرب العربي الأصيل، بينما يحضر مدعوون من الأصدقاء ومن المولعين بهذه السهرات التي تمتد طويلا إلى ساعة متأخرة من الليل.





فهذه الظاهرة لا تعتبر جديدة على المدينة، بل تمتد إلى عقود طويلة خلت، لكنها صارت مهددة بالانقراض في السنوات الأخيرة، نظرا للتوسع الكبير والهجرة المكثفة التي تعرفها المدينة من مدن وقرى مغربية عديدة، جعلت الكثير من مظاهرها التقليدية العتيقة بشكل ملحوظ.

رمضان شهر التآزر وفعل الخير بطنجة



رمضان، شهر التآزر والروحانية كانت أجواء رمضان في الماضي تنطلق ابتداء من العشر الأواخر لشهر شعبان حيث تكثر حلقات الذكر وتعم الروحانية جوانب الأحياء الشعبية، ويقبل الناس على الاستعداد لهذا الشهر الفضيل بتآزر وتضامن تغيب معهما الأسوار ليصبح الجيران كعائلة كبيرة.
في هذا الصدد، أكد الباحث في التراث ورئيس جمعية تداول الثقافية السيد أحمد الفتوح أن ««شهر رمضان كان شهر التآزر بامتياز، ينشط فيه فعل الخير وتتقارب فيه الأرحام،ويتضامن فيه الجيران ويتبادلون الطعام».
فبروح المشاطرة والتضامن، يكثر المحسنون من إقامة موائد الرحمان للمعوزين من الصائمين،كما تنشط الجمعيات خلال هذا الشهر لتوزيع المعونات من المواد الغذائية الأساسية على الأسرالفقيرة بمجموعة من الأحياء.



مائدة الإفطار في طنجة

مائدة الإفطار بمدينة طنجة لا تختلف عن باقي موائد جهات المملكة، تكثر فيها السوائل والحلويات وأنواع الأرغفة التي تسهر على تحضيرها ربات البيوت سويعات قبل أذان المغرب, كما تقل فيها المأكولات الدسمة والكثيرة الدهن.




ودأب أهل طنجة على شرب الحريرة ببهاراتها القوية وأعشابها المغذية كأول وجبة خلال الإفطار، تليها بعض أنواع العصير والحلويات، لتختتم الوجبة بكأس قهوة ساخن يشربه الصائم المفطر على مهل.




رمضان يحيي عادات موسمية من بين العادات التي دأب عليها سكان طنجة مع كل رمضان, يحرص العديد على إكمال مائدة الإفطار بشرب كأس أو كأسين من الماء الطبيعي الذي يسيل من عيون الجبل الكبير، ويقول أحد الباعة إن لهذا الماء القدرة على فتح الشهية إذا تناوله الصائم قبل البدء في وجبة الإفطار، كما يساعد على الهضم إن عب بضع جرعات منه بعد الأكل.
ويؤكد البائع على أن زبائنه دائمون ويترددون عليه كل رمضان وهم ممن اعتادوا شرب هذا الماء، الذي يجلب من العيون القليلة المتبقية بغابات الجبل الكبير، قبل أن تنقع فيه بعض الأعشاب لتضفي عليه طعما أصيلا.

تعود أهل طنجة على تناول أطباق السمك المشوي أو المطهي على شكل طاجين يسمى لدى أهل الشمال ب «التاغرة» غير أنه يبدو أن هذه العادة ذاهبة إلى زوال بسبب ارتفاع ثمن السمك في مدينة لها واجهتان بحريتان.

فأسعار السمك ترتفع خلال شهر رمضان لتلامس الضعف، خصوصا ثمن بعض الأنواع الأكثر استهلاكا كالسردين والأنشوبة (الشطون) التي يناهز ثمنها حاليا الثلاثين درهما، ما دفع بالأسر إلى التخلي عن هذه العادة.


في هذا الشهر الأبرك يفضل فئة من الشباب القيام بالأنشطة الرياضية ، إذ تكثر دوريات الأحياء في رياضة كرة القدم، بينما يؤثر آخرون ممارسة المشي أو الجري قبيل المغيب بكورنيش المدينة, أو بالطريق البحري الجديد, أو في منتزه غابة الرميلات.

وحين يتزامن الشهر الأبرك مع فصل الصيف، يلجأ مجموعة من الأشخاص إلى البحر هربا من حر ورمضاء الشمس ولتزجية سويعات من الوقت قبل المغرب، فحتى الصيام لم يمنع البعض من السباحة بالشواطئ القريبة، بينما يفضل آخرون صيد الأسماك في بعض السواحل الصخرية.

في طنجة، تلتقي روحانية الشرق في المساجد بفن الحياة داخل البيوت، فمعظم سكان المدينة يقلون من حركتهم نهارا لتستعيد طنجة شيئا من هدوئها الأسطوري، لكن بين الأسوار تنشط ربات البيوت في تحضير مائدة الافطار، وفي الليل تعود الحياة من جديد إلى شوارع طنجة وتدب فيها الحركة







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2016-06-17, 17:32 رقم المشاركة : 5
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: من هنا وهناك...طقوس رمضان في المدن المغربية




يبدو أن موائد الإفطار الكثيرة والمتفرقة على طول كورنيش مرقالة بمدينة طنجة، استفزت مخيّلة بعض الشباب الطنجاوي، فقرروا تنظيم أطول مائدة إفطار بالمدينة، وربما بالمغرب كله.

وقد بدا كورنيش مرقالة مساء الاثنين كأنه حفل كبير اجتمع فيه عدد من أهل طنجة الذين راقتهم الفكرة.. منهم من أتى بمائدة إفطاره، ومنهم من قرروا توحيد الجهد والاستعانة بممون حفلات للمّ شملهم في موائد مشتركة طويلة.














التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 07:45 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd