الانتماء للفدرالية الديموقراطية للشغل، اختيار للنضال الميداني الحر والشريف - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2015-05-27, 12:25

رقم المشاركة : 1

sahnoune

بروفســــــــور

إحصائية العضو

sahnoune غير متواجد حالياً

الانتماء للفدرالية الديموقراطية للشغل، اختيار للنضال الميداني الحر والشريف

عاصم منادي الإدريسي
يحاول منتسبوا بعض البوتيكات النقابية في الآونة الأخيرة النيل من سمعة الفدرالية الديموقراطية للشغل واتهامها بالانتهازية-بمعية المركزيات الأكثر تمثيلية- والتواطؤ ضد مصالح الموظفين والمأجورين، وهو هجوم (ضرب تحت الحزام) يأتي في سياق حملة تستهدف النيل من مصداقية العمل النقابي الفدرالي الجاد والمسؤول. ذلك الفعل الذي يمكن وصفه اليوم بالنموذجي مقارنة بالحالة التي كان عليها من قبل من جهة، وممارسات مجموعة من البوتيكات النقابية حاليا من جهة أخرى.
لذلك تجدنا مضطرين إلى توضيح مجموعة من الاتهامات وفضح أشكال التهريج والبهرجة الإعلامية التي يستغلها البعض للطعن في الفدرالية والتعريض بمناضليها وتخوينهم.
في المرحلة التي تسبق المؤتمر الفدرالي الرابع/الأخير، لا يمكن الجدال في أن الفعل النقابي عامة كان يعيش حالة من الركود والاحتضار بعد قبول المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية بحالة السلم الاجتماعي المفتوحة الأمد، واختيارها لهدنة غير مبررة أغضبت عموم الموظفين والمأجورين بسبب الوضعية المعيشية والحقوقية التي آلت إليها مصائرهم نتيجة للسياسات – التي اتبعتها الحكومة الحالية- المعادية لمصالحهم المنتهكة لحرياتهم وحقوقهم والساحقة لمكتسباتهم.
خلال هذه المرحلة كان القرار الفدرالي مختطفا بسبب اختيار الكاتب العام المخلوع “العزوزي” الانحياز إلى جانب القيادات المعمرة في الزعامة النقابية منذ عقود خلت، والحرص على استمرار زعامته للفدرالية لضمان استمرار استفادته وبطانته المحيطة به من الريع النقابي والامتيازات والتسهيلات التي يحصل عليها بصفته النقابية.
لكن وفاء الفدراليين لقرار التأسيس وعضوية الفدرالية الذي يتجلى في ديموقراطية المنظمة ووقوفهابجانب قضايا وهموم الموظفين سيدفعهم إلى محاسبة المكتب المركزي عن اختياراته وقراراته وسياساته. وأمام رفض هذا المكتب الخضوع للمحاسبة من طرف الأجهزة والهياكل النقابية التي تملك هذه الصلاحية بحكم القانون، وأمام الميول الاستبدادية للكاتب العام تم خلعه وطرده بمعية أعضاء مكتبه بعدما ثبتت في حقهم خروقات واختلالات مالية وتنظيمية نقابية.
بعد ذلك تم انتخاب مكتب فدرالي جديد أسندت قيادته إلى الرفيق عبد الحميد فاتيحي في المؤتمر الفدرالي الرابع الذي كان شعاره ” نحو تعاقد جديد، وفاء لمبادئ تأسيس المشروع الفدرالي”. وهو مؤتمر سيبقى حاضرا وراسخا في ذاكرة كل الفدراليين لأنه يمثل لحظة فاصلة بين وضعية المنظمة قبله ووضعيتها بعده.
فالفدرالية بعد هذا المؤتمر تخلصت من حمل/عبئ ثقيل بعد طردها لزمرة الريع والاستبداد والفساد التي كانت تعرقل كل المشاريع النضالية التي تقترحها القواعد انحيازا منها إلى جانب أرباب المال والاستبداد النقابي لتحقيق المصالح الخاصة والضيقة. هكذا استعاد الفدراليون قرارهم النقابي الحر، وعادوا مجددا لممارسة مسؤولياتهم التاريخية بالوقوف إلى جانب العمال والمأجورين والموظفين ونصرة القضايا العادلة والمشروعة لكل الفئات والقطاعات.
بناء على ما سبق لا بد من الوقوف عند المحاولات المشبوهة التي يحاول البعض من خلالها تسويد صحيفة منظمة الفدرالية الديموقراطية للشغل أمام الشغيلة والرأي العام المغربي على مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام المنحاز من أجل الاسترزاق لصالح نقابته المتهالكة.وهي محاولات دشنها الحزب الحاكم بتقليص وزيره في العدل لعدد مندوبي وممثلي قطاع العدل في اللجان المتساوية الأعضاء وتضييقه بطرق متنوعة على مناضلي النقابة الديموقراطية للعدل . ويتلقفها منتسبوا نقابات أخرى لاتهام الفدرالية بالتخاذل والتحزب وغيرها من الأحكام الجاهزة. لذلك لا بد من تقديم بعض التوضيحات في الملاحظات التالية :
1- من بين كل المركزيات النقابية يمكن للفدراليين أن يمونوا فخورين بديموقراطية هياكلهم وأجهزتهم النقابية. فبدءا بالمكتب المركزي مرورا بالمكاتب القطاعية الوطنية والاتحادات المحلية وانتهاء بالمكاتب الجهوية والإقليمية والمحلية تم تجديد مختلف التنظيمات والمكاتب بشكل يضمن لكل المنخرطين الاختيار والترشح والتعبير عن الرأي وشفافية التسيير والتنظيم. وهي عملية نست بعض التنظيمات كيفية تدبيرها والقيام بها بعدما عمرت قياداتها المركزية والوطنية والجهوية والإقليمية مراكز القيادة منذ عقود خلت.
2- قوة النقابة ترجع أساسا إلى ديموقراطيتها، تتيح الممارسة الديموقراطية للإطار احترام الحق في التعبير والتنوع في التحليلات والمقترحات والمقاربات، وهي ما يجعل السلطة الحقيقية للتنظيم بيد قواعده. أما غياب الديموقراطية فيخلق هوة شاسعة بين القيادة والقواعد، مما يدفع القيادة إلى الاحتماء بسلطة/قوة خارجية لضمان استمرارها في القيادة، وهو ما قطع معه الفدراليون عندما اختاروا التضحية بالاستبداد والزعامة لصالح ديموقراطية الفدرالية.
3- الاختيارات النضالية لنقابة الفدرالية الديموقراطية للشغل بعد المؤتمر الرابع كانت تعبيرا حقيقيا عن نبض الشارع المغربي وعموم الشغيلة في القطاعين العام والخاص، لقد شكل القرار الفدرالي بخوض الإضراب العام يوم 23 شتنبر نقطة تحول في الفعل النقابي داخل البلد، لأنه جعل الحكومة تراجع خطواتها الهجومية ضد مكتسبات الموظفين والمأجورين فيما خص موضوع “التقاعد” وأحرج المركزيات الأخرى النائمة أمام قواعدها وفرض عليها الانخراط في خطوات احتجاجية ضد حلفائها في الحكومة والباطرونا.
4-سيسجل التاريخ أن الفدرالية هي التي أوقفت حالة السلم الاجتماعي التي قبلت بها كل النقابات سواء الأكثر أو الأقل تمثيلية لسنوات، واختارت أن تواجه الهجوم الحكومي الشرس على حقوق ومكتسبات العمال والمأجورين والشغيلة المغربية بشكل عام، في وقت اختار فيه الجميع الانبطاح للحكومة ومباركة سياساتها وتنظيم احتحاجات داخل المقرات النقابية. لم تنفع تهديدات رئيس الحكومة ولا اقتطاعاته ولا استفسارات نواب وزرائه ومندوبيهم أمام عزم وصلابة مواقف الفدراليين.
5- الاختيارات النضالية للفدرالية الديموقراطية للشغل لم تكن أبدا مناسباتية، فلا أحد ينكر أن النقابة الوحيدة التي نزل مناضلوها للشوارع والميادين الوطنية والجهوية هذا الموسم كانت الفدرالية (نضالات قطاعات التعليم والعدل والجماعات المحلية والبريد…)، مما يدل على أن المعارك النقابية التي خاضتها الفدرالية الديموقراطية للشغل بعد مؤتمرها الرابع لم تكن تحركها المناسبات والمصالح الضيقة. بل كانت دفاعا عن مكتسبات وحقوق الموظفين.
في الفدرالية الديموقراطية للشغل لدينا اقتناع تام بأننا على الطريق الصحيح، وأن بوصلتنا تتجه نحو الغاية الأساسية التي وجدت لأجلها النقابة، وهي الدفاع عن مكتسبات وحريات وحقوق الشغيلة ضد الهجومات والاستهدافات التي تمس بها. وهي قناعة كافية لتجعلنا نناضل ونمانع لا لأجل تحقيق مصالح ضيقة وخاصة. بل لأننا نحقق الرضى الذاتي ونقوم بالواجب. ونحن متأكدون من أن قيامنا بواجباتنا ومسؤولياتنا تجاه زملائنا كاف ليقودنا نحو الأمام.
في مدرسة الفدرالية الديموقراطية للشغل نتعلم معنى النضال بوصفه ممارسة تطوعية تجسد معاني النبل والتضحية والاهتمام الودي بالأشخاص والإحساس بهمومهم وصعوباتهم والاستعداد لدعمهم على قدر المستطاع دون أن نرجو من وراء ذلك جزاء ولا شكورا. واليوم إن كنا ندخل انتخابات اللجن الثنائية فليس لرغبتنا في ربح الأصوات والمقترعين. بل لنحقق العتبة التي حددها المشرع من أجل أن نكون مخاطبا مسؤولا يتحمل مسؤولية الدفاع عن مصالح وهموم الجماهير وعموم الشغيلة.

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=807196


	للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :