التقسيم الجماعي الجديد: ما الجديد فيه؟ وما أسبابه؟ - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2010-01-22, 21:04

رقم المشاركة : 1

أشرف كانسي

بروفســــــــور

إحصائية العضو

أشرف كانسي غير متواجد حالياً

التقسيم الجماعي الجديد: ما الجديد فيه؟ وما أسبابه؟

كما هو معلوم، فقبل الانتخابات الجماعية الماضية تم إقرار تقسيم جماعي جديد همَ إحداث جماعات جديدة، وتحويل جماعات قروية إلى جماعات حضرية، وتغيير المجال الترابي لجماعات أخرى.
وقدمس هذا التغيير حدود المجال الترابي لجماعة أيت ملول، على حساب جماعة القليعة التي أصبحت بحكم الوضع الجديد جماعة حضرية. فكيف أنجزت هذه العملية؟ وما دواعي التغييرات الخاصة بأيت ملول تحديدا؟

خلال اجتماع تمهيدي عقد يوم 28-01-2008، بمقر عمالة إنزكان أيت ملول تحت رئاسة السيد عامل عمالة إنزكان أيت ملول بحضور السيد الكاتب العام للعمالة ورجال السلطة ورؤساء الجماعات التابعة للعمالة ومصالح خارجية مختصة، نوقشت المقترحات المطروحة للتقسيم الجماعي الجديد بالعمالة.
ويندرج الاجتماع ضمن سلسلة المشاورات مع رؤساء الجماعات في الموضوع، وذلك قبل وضع اللجنة التقنية الموسعة للعمالة مقترحها حول التصور النهائي لمشروع تعديل التقسيم الجماعي بالعمالة، وعرضه على أنظار المصالح المركزية المعنية.
وقد قام السيد ممثل الوكالة الحضرية بتقديم عرض شمل عدة محاور؛ أهمها على الخصوص معطيات حول الجماعات التابعة للعمالة، والمعايير المعتمدة في مشروع التقسيم، ومحتويات الملف، والمراحل التي عرفتها العملية. وأنهى عرضه ببحث التقسيم الجماعي الحالي، ومشروع التقسيم الجماعي المقبـل.
ومن أهم ما جاء به مشروع التقسيم الجماعي المقترح الارتقاء بالجماعة القروية للقليعة إلى جماعة حضرية، وضم المنطقة الغربية لهذه الأخيرة (أي الغابة المجاورة لتوهمو والمزار) بمساحة تقدر بحوالي 62 كلم2 للجماعة الحضرية لأيت ملول.
وقد أثار هذا المقترح حفيظة رئيس جماعة القليعة السيد العربي الكانسي الذي اعتبره حيفا بجماعة القليعة، وطالب باحترام المجال الترابي للجماعة وحدودها الطبيعية.
وعقب السيد العامل على تدخل رئيس جماعة القليعة بالاستغراب، خاصة وأن أغلب المساحة التي تم ضمها لبلدية أيت ملول عبارة عن منطقة محمية بنص قانوني لا يمكن لأي كان الاقتراب منها، ثم إن الغاية هي تمكيــن بلدية أيت ملول من التدخل لمحاربة زحف الرمال عن أحيائها السكنية المتضررة، ثم إن هذا الضم لا يشكل أي ضرر لجماعة القليعة لا من قريب ولا من بعيد.
وجاء تعقيب رئيس المجلس البلدي لأيت ملول مكملا لما جاء في تدخل السيد العامل، حيث أشار إلى أن جماعة أيت ملول هي الأصل وهي الجماعة الأم التي انبثقت عنها جماعة القليعة والجماعات الأخرى المجاورة، كما أن المقترح مشروع ويصحح الهفوات التي عرفها التقسيم السابق لسنة 1992. كما أن هناك حالة شاذة يعيشها حي المزار الذي يعرف ثنائية وتتقاسمه جماعة القليعة وبلدية أيت ملول في عدة مجالات اقتصادية وإدارية، مثل المقبرة والغابة. ومن جهة أخرى، يضيف رئيس بلدية أيت ملول، بأن هناك مشكل زحف الرمال، "حيث كاتبنا جماعة القليعة في الموضوع وطلبنا منها التدخل لتثبيت الرمال وحد زحفها على السكان لكن دون جدوى، لذلك فإن المعطيات التي اعتمدناها في مقترح التعديل منطقية وتتجاوب مع مخططنا التنموي والبيئي، علما أن مشروع الحزام الأخضر للبلدية، وهو بالمناسبة مشروع طموح في طور التنفيذ، تمت برمجته لهده الغاية، لمحاربة زحف الرمال وتحسين جودة المجال البيئي بالبلدية".
ويبلغ عدد السكان المعنيين بهذا التعديل ما يقارب 35 ألف نسمة (حسب تقديرات سنة 2007) من سكان قصبة الطاهر والمزار بالجماعة الحضرية لأيت ملول. ويهدف إلى:
• احترام الحدود الطبيعية للبلدية المتمثلة في: شمالا واد سوس، جنوبــا قبائل اشتوكة أيت باها، شرقا الطريق السريع وغربا المحمية الطبيعية والمحيط الأطلسي.
• الحد من زحف الرمال على السكان القاطنين بهده المنطقة.
• الفصل بين قبيلتي كسيمة واشتوكة أيت عميرة.
• ضم مقبرة المزار إلى النفوذ الترابي لبلدية أيت ملول.
• ضم الأراضي التابعة لسكان قبيلة كسيمة (المزار) إلى الجماعة الحضرية لأيت ملول التي كانت مند عقود طويلة جزءا لا يتجزأ من النفوذ الترابي لأيت ملول.
• اتخاذ الطريق الطبيعية التي تفصل بين قبيلتي (أيت عميرة وكسيمة) المتجهة نحو مركز (الراكن – Rokein)، مما يضمن تواجد المحمية الغابوية الطبيعية بالنفوذ الترابي لجماعة واحدة بدل تقاسمها بين جماعتين (أيت ملول والقليعة).

وإضافة إلى ذلك فإن هذه التعديلات ستؤدي إلى تقريب الإدارة من المواطنين، إذ أإن سكان المزار وقصبة الطاهر وتوهمو تابعون للنفوذ الترابي لبلدية أيت ملول في حين أن مقبرة المزار حيث يدفن سكان تلك الأحياء موتاهم تابعة للنفوذ الترابي للجماعة القروية للقليعة وكذا أملاكهم، مما يحد من تدخلات البلدية لفائدة السكان الدين يعانون من هذه الازدواجية، كما يعرقل جهود البلدية وجمعيات المجتمع المدني فيما يخص الحد من البناء العشوائي وزحف الرمال والتصحر. وضم المنطقة سينعكس أساسا على مساحة البلدية التي ستعرف اتساعا ملحوظا مما يستدعي تدخل المجلس البلدي فيما يخص التهيئة المجالية وإحداث التجهيزات الأساسية لفائدة الساكنة وسيوفر لمالية الجماعة مداخيل جديدة. ومن شأن ذلك أيضا إحداث متنفس للجماعة التي بدأ الرصيد العقاري بها يتلاشى نتيجة التطور العمراني الذي تعرفه المدينة. وستتوفر الجماعة مجددا على شاطئ وراء غابة كالبتوس المجاورة لحي المزار.

لكل هذه الاعتبارات السابقة، فقد وافقت العمالة مبدئيا على مقترح بلدية أيت ملول، في انتظار الموافقة النهائية من وزارة الداخلية، ولكن تم صرف النظرعن إلحاق المنطقة كلها بأيت ملول، ليتم في الأخير احتفاظ جماعة القليعة بالنصيب الأكبر من الغابة، ولم يتم سوى تمرير جزء بسيط منها إلى بلدية أيت ملول، وهو ما يمثل مقطعا صغير من المساحة الكلية، ولن يشمل سوى الطريق المارة بالغابة، وما يحاذيها من الجانبين، والتي ستتحمل بلدية أيت ملول مسوؤلية مصاريفها وكل ما يتعلق بها.
بقلم: إبراهيم أمغار

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=65940

التوقيع

" أن تنتظر مجرد الثناء على فعلك التطوعي، فتلك بداية الحس الإنتهازي ''
محمد الحيحي


	للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :