منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - منتدى الفكر العربي:لماذا يميلُ العرب إلى تفسير إخفاقات الداخل بتآمر قوى خارجية؟

- منتدى النقاش والحوار الهادف (https://www.profvb.com/vb/f65.html)

منتدى الفكر العربي:لماذا يميلُ العرب إلى تفسير إخفاقات الداخل بتآمر قوى خارجية؟

منتدى الفكر العربي:لماذا يميلُ العرب إلى تفسير إخفاقات الداخل بتآمر قوى خارجية؟

http://s1.hespress.com/cache/thumbna..._285690772.jpg

هسبريس - هشام تسمارت

الجمعة 05 دجنبر 2014 - 08:50

عزوُ العرب كثيرًا من إخفاقاتهم ومآسيهم إلى قوًى تحوكُ المؤامرات ضدهم، استأثرَ بأكثر من تقدير سياسي وتاريخي، في جلسة نقاش، بمؤتمر الفكر العربي، بالصخيرات، حاولتْ فهم أسباب تمكن النظرية من “العقل العربي”.

الباحثُ القادم من قطر، عبد الحميد الأنصاري، يرى أن ثمة عاملا نفسيا يجعلُ المغلوب يميلُ إلى تسويغ انكساراته وإخفاقاته بمسببات خرافية في بعض الأحيان، حتى وإن كان العرب والمسلمُون قد تعرضوا، بالفعل، في مراحل تاريخية معينة لمؤامرات دبرها اليهود.

الأنصاري يرفضُ الحديث عن عقل عربي، كما لو كان المختص بنظرية المؤامرة، ويرى أن العقلية هي الأنسب بالأحرى، باعتبارها نتاج ثقافات محيطة بوعي الفرد؛ الذي لا يلجأ في بعض الأحيان إلى إقامة علل علمية يعزو بها الأمور إلى مسبباتها الحقيقية.

وحتى إن كان من المسلمات وجود صراعات يسعى معها كل طرف، في المضمار السياسي، إلى حفظ مصالحه، إلا أن الظاهرة كثيرا ما تنزع إلى المغالاة، وتفخيم الذات، حين تصير جماعة من الجماعات مهووسة بتصوير الآخرين كما لو كانوا غير ذوي شغل سوى حوك المؤامرات ضدها واستهدافها.

أما الديبلوماسي الأمريكي، علي الخضيري، الذي غالبا ما تتهم بلاده، بالوقوف وراء ويلات الشرق الأوسط، فقال إن نجاح الخطط الاستراتيجية أو فشلها، لدى بعض الدول، أقربُ إلى تفسير الوضع من نظرية المؤامرة.

الخضيري يسوق مثالا على تمظهرات نظرية “المؤامرة” بقول البعض إن واشنطن سلمت العراق لطهران عن تواطؤ، ليرد بأن ذكاء إيران بالأحرى، وتجييشها الميليشيات ومدها بالعتاد في العراق، كما فعل رئيس فيلق فيلق القدس في الحرس الإيراني، قاسم سليماني، هو الذي أفضى إلى ما باتت عليه المنطقة اليوم “ لقد صرفوا أموالا، ونحن كنا نطلب من العرب أن يقيموا الجسور مع العراق، ولا يتركوه فارغًا لأعدائهم”.

أما الأستاذ في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، سعيد زوين، فيوضح أن نظرية المؤامرة تغذت بصورة كبيرة بعد نشوء الدولة القطرية، سيما أن الدول التي رسمت حدودها بعد نيل الاستقلال، يصعب أن تجد اليوم اثنتين منهما، لا نزاع ترابيا بينهما.

يتبع

رد: منتدى الفكر العربي:لماذا يميلُ العرب إلى تفسير إخفاقات الداخل بتآمر قوى خارجية؟

ويشددُ الباحث المغربي على أن فك عقدة “نظرية المؤامرة” لا يمكن أن يتم دون تحقيق ثورات أربعة؛

أولها الثورة السياسية التي تكفل الانتقال من انسداد الأفق إلى الديمقراطية واحترام إرادة الشعب.

الثورة الثانية اقتصادية الطابع، يشرح زوين؛ وتنهض على التدبير العقلاني للموارد عوض استشراء الريع،

فيما ستكون الثورة الاجتماعية، في مقام ثالث، ناقلة لانتماء الفرد القبلي إلى تحقيق الانتماء للوطن، فيجري القطع مع مفهوم “ الرعية” لتحقيق المواطنة.

ورابعُ الثورات؛ بحسب زوين، في حقل الثقافة، لنقل الإنسان العربي من حالة التباكي على الماضي إلى حالة تفكير إبداع، على اعتبار أن أمما كثيرة تعرضت للاستعمار وجرى اضطهادها تمكنت من التقاط أنفاسها في وقت وجيز، كما يؤكدُ الأكاديمي اللبناني، مسعود الظاهر.

بيدَ أن الباحث مسعودًا يجد نظرية المؤامرة منطبقةً على فلسطين، التي تعمل إسرائيل مدعومة من قبل دول كبرى، على محوها، كما حصل مع شعوب كثيرة كالأرمن “ ما عدا ذلك يمكن الحديث عن صراعات وتفاعلات، أو وعود كاذبة كتلك التي قدمت للشريف حسين”.

ويستحضر الباحث غداة مقاربته “نظرية المؤامرة” معطى وجود 60 مليون أمي في العالم العربي، زيادة على خمسين مليون عاطل، فيما لا ينفك المثقفون يهاجرون ويهدرون إمكانيات البلاد، ويضعفون آمالها في التغيير “حالة الظلام لا تعني أن الناس لا يبصرون، والعرب، أيا كان وضعهم اليوم، لا تزال عندهم إمكانيات للخروج من الظلام”، يتفاءل مسعود.