2014-11-25, 10:37
|
رقم المشاركة : 2 |
إحصائية
العضو | | | رد: هذه نظرات شباب لانتخابات "25 نونبر" في ذكراها الثالثة | ماذا تبقى من الخريطة السياسة التي رُسمت يوم "25 نونبر"؟ هسبريس ـ أيوب الريمي الثلاثاء 25 نونبر 2014 - 11:00 انتخابات 25 نونبر 2011 كانت أول محطة تشريعية نيابيّة تتم في ظل دستور فاتح يوليوز من العام ذاته، موصلة لأول مرة في تاريخ المغرب حزبا ذي مرجعية إسلامية إلى رئاسة الحكومة، بالرغم من كون المصوتين يختارون، عمليا، ممثليهم بالغرفة الأولى بالبرلمان.. فقط. اليوم تكتمل السنوية الثالثة لهذا الموعد الذي حرص العديدون على وصفه بـ "المحطة الانتخابية الأكثر نزاهة في مسار المغرب".. والأعوام الثلاث المنقضية على آخر توجّه للمغاربة صوب صناديق التصويت مرت مليئة بالتغيرات السياسية التي كادت، في وقت من الأوقات، أن تعصف بحكومة العدالة التنمية، وتحول الحلفاء إلى خصوم.. ليكون التساؤل المفصلي عمّا تبقى من المشهد السياسي الذي أفرزته، حقا، انتخابات 25 نونبر 2011.
أصدقاء الأمس ـ أعداء اليوم كثيرون هم أولئك الذين يتذكرون مشهد وزير الداخلية وقتها، الطيب الشرقاوي، وهو يتلو النتائج النهائية لانتخابات 25 نونبر 2011، والتي كشف من خلالها عن نيل حزب العدالة والتنمية صدارة المشهد السياسي المغربي بـ 107 من المقاعد المثبّتة بأرضية مقر الغرفة التشريعية الأولى، متبوعا بحزب الإستقلال ذو الـ68 مقعدا، في حين حل التجمع الوطني للأحرار في المرتبة الثالثة بـ 52 من المقاعد، وحزب الأصالة والمعاصرة، الذي لم يكن قد مضى على تأسيسه سوى سنتين أنذاك، ونجح في حصد 47 مقعدا. كلف الملك محمد السادس عبد الإله بن كيران بتشكيل حكومة، ليبدأ الأخير مفاوضات أفرزت أغلبية نيابية لتحالف الـPJD وحزب الإستقلال، زيادة على التقدميين والحركيّين، في حين قرر حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية التمترس في صفوف المعارضة إلى جانب التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة. هذا المشهد السياسي، وإن كان نتيجة لتوزيع القوة من قبل المغاربة الذين صوّتوا يوم 25 نونبر، لم يعمر طويلا.. حيث قرر الأمين العام لحزب الإستقلال الانسحاب من الحكومة والانطلاق ضمن معركة لا راحة فيها ضمن مواجهة حزب العدالة والتنمية والموالين له، وذلك بعد أن كان حزب عباس الفاسي أكبر حليف لبنكيران. المشهد السياسي انقلب أيضا بتحول حزب التجمع الوطني للأحرار إلى أكبر حليف لحزب العدالة والتنمية، وذلك بعد أن شبع رئيس الحكومة من عبارات "مَا فْيْدُّوش" التي كان يوجهها لصلاح الدين مزوار وهو يسمّيه من على منصات الخطابة والكلام. الـ PJD وشرعنة الـ PAM تغييرات المشهد السياسي المرسوم ما بعد انتخابات 25 نونبر لم تمس بعض النتائح الثابتة التي أفرزتها ذات المحطة الانتخابية وفق ما يراه ميلود بلقاضي، أستاذ العلوم السياسية، وهو يحددها في "نجاح حزب العدالة والتنمية ضمن الانتقال من المعارضة إلى الأغلبية، وكذا شرعنة حزب الأصالة والمعاصرة الذي لم يبقى حزبا لصديق الملك. ويرى المحلل السياسي المغربي بأنه هذه الإستحقاقات الانتخابية غيرت من هندسة الخريطة الانتخابية المغربية ذلك أنه لأول مرة في تاريخ المغرب يستطيع حزب إسلامي أن يحصد 107 مقعدا في البرلمان، كما أن هذه المقاعد ثم حصد أغلبها في المدن والحواضر "أي أن حزب العدالة والتنمية استطاع اختراق المدن التي كانت بعض الأحزاب التي تدعي التقدمية والديمقراطية أنها مجال نفوذها"، في المقابل يلاحظ بلقاضي أن أحزابا كانت دائما تعتمد على المدن في المعركة الانتخابية مثل حزب الإتحاد الإشتراكي وحزب الإستقلال "أصبحت تلجأ إلى القرى حيث يبسط الأعيان نفوذهم وهذا تطور مهم" يقول بلقاضي. ومن بين التغييرات التي جاءت بها استحقاقات 25 نونبر وكرستها السنوات الثلاث الماضية، هي "شرعنة حزب الأصالة والمعاصرة الذي لم يعد حزب صديق الملك بل أصبح حزبا عاديا وحقق نتيجة عادية" وفق رؤية بلقاضي الذي استطرد بأن احتلال حزب الأصالة والمعاصرة للمركز الرابع في انتخابات 25 نونبر "أظهر على أن هذا الحزب أصبح حزبا عاديا وليس حزب الملك وهو ما ظهر أيضا خلال السنوات الثلاث الماضية"، وبالتالي فإن استحقاقات 25 نونبر أظهرت قدرة حزب العدالة والتنمية على بسط نفوذها في العديد من المدن المغربية الكبرى، كما أنها نزعت عن الأصالة والمعاصرة جبة حزب صديق الملك. نخبة أخلفت الموعد من بين المسائل ما جعل استحقاقات 25 نونبر محطة غير عادية في التاريخ السياسي المغربي، كونها جاءت في سياق "الربيع العربي" وما عرفته شوارع العديد من العواصم بالمنطقة من سيادة لأصوات الشباب المطالب بالحرية والديمقراطية، وهو ما جعل الكثير من المغاربة يعلقون الكثير من الآمال على هذه الانتخابات وفي قدرتها على أن تكون بوابة نحو الديمقراطية ونحو ممارسة سياسية أكثر نضجا ومسؤولية، غير أنه بعد مرور ثلاث سنوات "هناك حالة من الإحباط العام لدى المواطنين والسبب هو أن النخبة السياسية لك تكن في مستوى اللحظة التاريخية بل بقيت حبيسة صراعات سياسية ضيقة" يقول المحلل السياسي خالد البكاري في تقييمه لمستوى الممارسة السياسية خلال السنوات الثلاث الماضية. وأكد خالد البكاري على أن المواطن المغربي "فقد الثقة في العمل السياسي بسبب الممارسات والخطاب السياسي للأحزاب السياسية طيلة السنوات الثلاث الماضية حيث أن مشكل الديمقراطية الذي يعتبر مطلب المواطن المغربي لم يكن أبدا هما للنخبة السياسية المغربية"، ذلك أن هذه السنوات كانت سنوات المعارك اللفظية بامتياز بين مختلف الفرقاء السياسيين وبلغت أوجها بمسيرة الحمير الشهيرة، ويستطرد البكاري في تقييمه لما قدمته النخبة السياسية خلال ثلاث سنوات مؤكدا على أن هذه النخبة "أحبطت المواطن ذلك أن الدستور ومقتضياته كانت متقدمة على الأحزاب السياسية التي لم تستطع لحدود الآن تأويله تأويلا ديمقراطيا". ولم يفت خالد البكاري أن يؤكد على أن نجاح حزب العدالة والتنمية في البقاء في رئاسة الحكومة "هو إنجاز مهم بالنسبة للحزب" خصوصا في ظل المتغيرات التي يعرفها الوطن العربي وما حصل للإسلاميين في العديد من الدول العربية. | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |