2014-11-07, 15:49
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | سيرتقي مجتمعنا عندما... | سيرتقي مجتمعنا عندما... سنرقى و نرتقي و نعلوا قمم الرُقي عندما... تكتسي النقاطُ ثوب الحروف , و يُصبح الحذفُ وهماً من سطور الماضي , و يصيرُ المُبررُ فِعلاً غائباً لا يجوزُ تصريفه , و يتحول اللسانُ من شخصٍ منفصم الشخصية لإنسانٍ طيبَ الثرى , و تُغير العينُ مركز نظرتها لزاويتها اليُمنى , و يسيرُ العقلُ على قدمِ المسافات لا على أمتار الخُطوات , و تُطبع آثار المُستقبل على رِمال أرضِ الحاضر .. عندها سنرقى ولو لدرجةٍ واحدة في سُلم الرُقي. يُسائِلُ السُؤال نفسه حول مكانة علامة الاستفهام , ويسبِقُ التساؤل علامة تعجُبٍ بخصوص محور الموضوع ! الآمر واضح و إن كان غامِضاً عند البعض , فالآمر لا يتعدى محور النقاط الثلاث , نِقاطٌ وقفت كجدارٍ من حديد خلف محاولة عبورنا للجهة الأخرى من ذلك الطريق المُشرق ، وقفت عائقاً أمام كل التساؤلات التي تتمحور حول كيفية رُقي مجتمعنا كي يُجانب المُجتمعات الراقية الغربية . الفرق واضح و إن كانت المُقارنات لا تجوز ! دعونا من النفاق و لنتحدث بواقعية، الآمر كله لا يتعدى مسألة " ضميرٍ " و " تفكير "... لا شيء يوقِفُ مسارنا نحو الرُقي غيرهما،عقبتين صغيرتين في النظر كبيرتين في التطبيق. يكفينا إتخاد المُجتمع السنغافوري كمثالٍ يُفتخر به , مُجتمع فضل الإتحاد على الخوصصة , فارتقى بنفسه من القاع إلى القمة . ربما سأتجاوز التفاصيل لأن الكلمات لن تكفي لسرد ذلك التحول الذي نحلم برُؤية مثيلٍ له في بلادنا العربية. يُقال بأن الشجرة المُثمرة تُعطي آُكلها من طريقة الاهتمام بسقيها , فكلما كان الاهتمام بها أكثر كلما جادت لسيِدها بما تشتهيه أعيُنه , و من هنا تبدآُ أولى خطوات الارتقاء بالمُجتمع . سنصعد درجةً أولى في سُلم الرُقي عندما, يتحول المنهج الدراسي لمستوى يليقُ برغبة التلميذ بالغوص داخل أعماقه, حُباً و شغفاً لا بالإجبار و الكراهية , منهجٌ يُغير فكرة صاحبه بالنظر للمُستقبل المُشرق لا للمُستقبل المجهول... سنصعد درجةً ثانية عندما , يُصبحُ الضميرُ رجُلاً يمشي على قدمين لا على قدمٍ واحدة , فلا يخفى أن الإهمال و اللامبالاة أبرز أسباب التخلُف ، فعندما يتغاضى المُعلم و الأستاذ عن دورهما الأساسي في توعية أبناء و شباب المُستقبل , و يُصبح المال عند رجال الأعمال أهم من قيمة فلذة كبدهم , و يصيرُ همَّ رجال السُلطة يتجلى في كيفية ارتقاء مكانتهم على رُقيِّ أفراد مُجتمعهم ... فلا شيء يُبرر التخلف و التشتت و الانحطاط ! سنصعدُ درجة ثالثة عندما , تتغيرُ نظرة الفرد اتُجاه الآخرين ... فعامل النظافة إنسانٌ بلا قيمةٍ عند بعض الفئات بينما هو مُهندسٌ في اليابان . و الأستاذ مُجرد إنسانٍ ثرثار عند البعض بينما درجتهُ تفوقُ كل شيءٍ في ألمانيا . و الحِرَفيُ تراثٌ ذهبيٌ عندهم و إنسانٌ فقيرُ القيمة في نظرِ مجتمعنا ... و المظاهرُ وسيلةً للتعبير عندنا بينما هي شكلٌ لا يتعدى مِحور طبيعة الثيابِ عندهم , و لم يُخطئ من قال " تكلم حتى أراك " ! ربما كثرة التفاصيل قد تُؤدي بي لسردِ بحرٍ من الكلمات قد يغرقُ القارئُ بمُجرد التفكير بالغوص داخلها , الخلاصة واضحة وضوح الشمس في صحراءٍ قاحلة . نحتاجُ للتغيير , لمِلإِ فراغِ النقاط الثلاث , لإزالة مُصطلح " عندما " من قاموس الواقع , نحتاجُ فقط لتغيير أفكارنا و تحريك ضمائرنا , الحديثُ عني و عنك و عن كل إنسانٍ يتنفس هواء الحياة في هذا المُجتمع , صحيح أن البعض سيُوجه أصابع التغيير بدرجة أولى لأصحاب السُلط , لكن الأمر الواضح لأن التغيير يبدأ من الأسفل ثُم يعلوا شيئاً فشيئاً إلى أن يصل للقمة .
أُؤمنُ بالرُقي و أعلم أن الأمر ليس بالمُستحيل , فقط يكفي أن نتحد و نرسُم خارطةَ السير صوب جزيرة الإرتقاء , سنصل مهما كانت التحديات و الصعوبات ... و عندها سيرتقي مُجتمعنا و نُعلوا قِمم الرُقي . بقلم: بدر حلوي | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=785091 التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2014-11-07 في 15:58. |
| |