2013-08-13, 20:55
|
رقم المشاركة : 4 |
إحصائية
العضو | | | رد: المناهج التعليمية(النظام التعليمي والتربوي) ودورها في بناء الأمة | نؤكد النظريات التربوية الحديثة على اعتبار المتعلم محوراً العملية التعليمية وهي تؤكد على أن ما يسمعه الفرد قد ينساه بعد وقت قصير، أما ما يعمله فسيبقى في الذاكرة ويلاحظ كتغير في الشخصية لوقت طويل، وعلى هذا تقوم فلسفة كفلسفة جون ديوي "التعلم بالعمل" والتي تتجسد في منهج النشاط.
فللنشاط أو الخبرة أثر كبير على التعلم المتكامل للمتعلم، الا أن في مناهجنا لم يستثمر النشاط بالشكل أو النوع المطلوب وبقي التلقين هو الركن الأساسي في العملية التربوية , وهذا ما انعكس على واضعي المناهج التعليمية في كثير من البلدان العربية منذ عقود طويلة حيث تجاهلوا الكثير من طرائق التدريس الحديثة وأنواع التعلم السائدة في العالم , وحتى حين تطرح أفكار بصدد تغيير المناهج فان مناقشتها تتم في دائرة ضيقة لا تتعدى ما يمكن تسميته بالخبراء متناسين دور المجتمع في تقييم وتطوير المنهاج والرقابة عليه خاصة وان المنهج الحديث يقوم على أسس أربعة أهمها الأساس النفسي الذي نراعي من خلاله حاجات وقابليات وخبرات المتعلم ومطالب النمو لكل مرحلة يعيشها فملاحظاته هي ذات قيمة كبيرة لمعرفة ما يفضله وما يتناسب مع احتياجاته واستعداداته واهتماماته ومستواه وما هو خلاف ذلك وبناء على ملاحظاته طبعا يبنى المنهج بتنظيمه السيكولوجي.
ثم منفذو المنهج: وهم المعلمون الذين يعملون على التطبيق العملي لما تم تصميمه نظريا فهم وأثناء تطبيقهم للمنهاج يعون ويدركون العديد من الثغرات التي لم يكن ليدركها المصمم أثناء التصميم فعلى المعلم اذاً أن يقدم ملاحظاته لواضعي المنهاج على جميع عناصر المنهج بدءا بالأهداف وانتهاء بأدوات القياس واقتراح بدائل أو حلول أو إضافات كتغذية راجعه. ثم يأتي بعد ذلك دور المثقفين والمؤسسات التي تعنى بالجانبين التربوي والتعليمي فمجتمعنا وواقعنا التربوي يفرض علينا التعاون مع هذه المؤسسات التي تقوم بإعداد الدراسات والتقويمات المستمرة والتي تساعد في عمليات التغذية الراجعة الناجحة للوصول لمنهج يحقق الأهداف المتكاملة التي ستكون ثمرتها إنساناً قادراً على مواجهة المستقبل بتحدياته الكثيرة. وأخيرا آراء أولياء الأمور فهؤلاء ومن خلال متابعتهم لأبنائهم أهمية كبرى، فهم من يستطيع تحديد أو ملاحظة مشكلات التعلم التي يعانيها أبنائهم وتحديد ما إذا كان السبب أو أحد أسباب هذه المشكلات المنهج بأحد عناصره. وبما أن مناهجنا السارية المفعول الآن قد أعدت ضمن جدول زمني قصير نسبيا تحت ضغط التغيير الذي جعل بعضها مشوها لذا فقد حوت العديد من الملاحظات ونقاط الضعف خاصة في مواد التاريخ التي تم حذف الكثير منها واضافة القليل الذي لا يختلف كثيرا عما كان سائدا حيث لا زالت مواد التاريخ عبارة عن معارك وحروب متناسية ومتغافلة للتقدم الذي شهدته العالم. فعملية التغيير في المناهج الدراسية لدينا الآن أصبحت حاجة مجتمع وليس ضغط دولي كما هو موجود في بعض البلدان وخاصة في المنطقة العربية , نقول إن عملية التغيير هذه عليها ان تركز في واحدة من أهم جوانبها على تعزيز قيم المواطنة لدى الجيل الجديد و إن المدرسة التي تمنح التلميذ الوعي بالدور المنوط به وتشجعه على ممارسته بإشراكه في فرض صفاء الفكر والاعتناء بنظافة الهندام والمكان مثلا ورفض السرقة والغش والخمول ،والتشبع بثقافة السلم والعدالة الاجتماعية ونبذ العنف بمختلف أشكاله وفي التصدي بعزم للآفات والعيوب المتفشية في أوساط المتعلمين ، وكذا بتعويده التحلي بالمسؤولية والجد في تعلمه وبناء شخصيته ، والإسهام في ترقية بيئته ، ثم حقوق الغير وعدم خرقها أيا كان الخصم المحاور ، ومهما خالفه الرأي والعرق وحتى العقيدة ، دونما ازدراء به ولا استخفاف بثقافته وقدراته ، لا شك أنها بذلك تزرع في نفس المتعلم روح المواطنة الحقيقية وأسمى قيم السلوك المدني التي لن تتأخر عن التجلي في شعوره بالافتخار والاعتزاز بانتمائه إلى هذا الوسط الذي يعنى بحقوقه . من هنا نجد أهمية المنهج المدرسي في بلورة وصياغة مفاهيم الديمقراطية والتعددية واحترام الآخر وكافة الأمم في العالم تبدأ عملية بناء المجتمع من المدرسة . | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |