2014-07-20, 22:54
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | دور التربية الصحية في تربية الأولاد: | بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات. أيها الأخوة الكرام، مع الدرس الثامن من دروس تربية الأولاد في الإسلام وننتقل اليوم إلى التربية الجسمية، أو التربية الصحية. دور التربية الصحية في تربية الأولاد: بادئ ذي بدء: الإنسان عقل يدرك، وقلب يحب، وجسم يتحرك، غذاء العقل العلم، وغذاء القلب الحب، وغذاء الجسم الطعام والشراب.
إذاً هناك جانب عقلي، وجانب نفسي، وجانب مادي، وما لم تلبَ حاجات العقل والقلب والجسم معاً عندئذٍ يتطرف الإنسان، أما إذا لبى حاجات عقله، وحاجات قلبه، وحاجات جسمه تفوق، وفرق كبير بين التطرف وبين التفوق.
إذاً للتربية الجسمية جانب كبير من تربية الأولاد، أو للتربية الصحية جانب كبير من تربية الأولاد، لا بد من مقدمة أضع بين أيديكم حقائق مثيرة حول وجود وعي صحي في أمة، أو انخفاض هذا الوعي الصحي في أمة أخرى، لنأخذ على ذلك مثالين:
مرض السكر مرض شائع، في بلد من بلاد المسلمين، وفي عاصمة من عواصم المسلمين، في خمسمئة و خمسين ألف مريض بالسكر، هذا المرض أيها الأخوة، يمكن أن تتعايش معه عن طريق ضبط الغذاء، وضبط الوزن، وضبط التحاليل بشكل مستمر، ولا يؤثر في حياتك إطلاقاً، الآن هذا المرض أحياناً يتفاقم ويؤدي إلى شلل، أو فقد بصر، أو فشل كلوي أو أشياء أخرى، هناك بلاد تتمتع بوعي صحي أربعة بالمئة من مرضى السكر يتطور مرضهم إلى شلل، أو إلى فشل، أو إلى فقد بصر، أو إلى خثرة دماغية.
في بلاد لا تتمتع بالوعي صحي 72% من هؤلاء المرضى مرضهم يتطور إما إلى شلل، أو خثرة في الدماغ، أو إلى فشل كلوي، كم هي المسافة بين أمة تتمتع بوعي صحي، وبين أمة تفتقد هذا الوعي الصحي. على كل إنسان أن يعتني بجسمه لأنه قوام عمله: لذلك أقول لكم: الإسلام هو الحياة، يجب أن تعتني بعقلك، وأن تغذيه بالعلم الصحيح، وينبغي أن تعتني بقلبك، وينبغي أن يُحبَ ما ينبغي أن يُحب، وهو الله جل جلاله، وينبغي أن تعتني بجسمك لأنه قوام عملك، غلافك، وعاؤك، أداتك، هذه الحقيقة الأولى 72% يتطور مرضهم إلى فشل كلوي، أو إلى شلل، أو إلى فقد بصر، 4% في بلد يتمتع بوعي صحي يتطور المرض إلى هذه المضاعفات.
مرض آخر يصيب الدم، اسمه التليسما، الإنسان إما أنه يحمل هذا المرض أو لا يحمل، فإذا كان يحمل وتزوج امرأة لا تحمل هذا المرض يعيش حياة سليمة رائعة لا شيء فيها، أما إذا كان إنسان يحمل هذا المرض، وتزوج امرأة تحمل هذا المرض بحسب العلم الطبي حتماً عنده ابن مصاب بهذا المرض، وابنان يحملان هذا المرض، وابن لا يحمل هذا المرض، ما معنى ابن مصاب بهذا المرض ؟ يعني يحتاج إلى تبديل دم كل أسبوعين، كلفة معالجة الابن المصاب بهذا المرض أربعمئة ألف كل سنة، إذا عاش عشرين سنة شيء فوق طاقة الآباء الأغنياء، فضلاً عن أن هذا المرض يسبب شقاء في الأسرة.
الآن اسمعوا: بلد من بلاد المسلمين تعداده 20 مليوناً، هناك ألفا حالة مرضية وبلد آخر يتمتع بوعي صحي سكانه 70 مليوناً، في أربع حالات بسبعين مليوناً، وألفي حالة بعشرين مليوناً، معنى ذلك أن كلفة تبديل الدم بهذا البلد المتخلف صحياً يكلف مبالغ تفوق ألوف الملايين، هذه المبالغ لو أنفقت لإنشاء المدارس، والمستشفيات، والمعاهد والجامعات، والطرقات لكنا بحال آخر، أنا أقدم لكم أرقام دقيقة، الوعي الصحي مهم جداً.
هناك بلاد وعيها الصحي متخلف تستورد 8 أضعاف من الأدوية ما يستورده بلد يتمتع بوعي صحي، أنا أرى أن من مهمة الدعاة تخصيص دروس كاملة للشؤون الصحية لأن صحتك قوام حياتك. | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=761689 |
| |