2015-06-24, 23:53
|
رقم المشاركة : 5 |
إحصائية
العضو | | | رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني | “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(5) صراعات الحب بين الرفاق والرفيقات – بشرى الشتواني
— 21 يونيو, 2015 تحذير: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة. (…) جاءت عطلة عيد الأضحى بسرعة لم أكن أتوقعها، خصوصا أنني كنت ما زلت منتشية بنجاح الأيام الثقافية، ومن استمرار التجاذب العاطفي مع رفيقي القيادي، سيما أنه هو الذي كان مكلفا بأغلب المهمات الصعبة للأيام الثقافية.. وهذا ماكان يزيد من إعجابي به وفخري بإعجابه بي وكأنني كنت أستمد إطالة قامتي من طول قامته. قبل أن أودع الرفاق كنت أتوقع أن يمدوني بكتاب لأقرأه كما فعلوا معي في عطلة عيد الفطر، لكنهم لم يفعلوا.. فكنت أنا مَن طلبت أي شيء لأقرأه، لأنهم علموني أن العيد الحقيقي هو عيد الثورة، لكن اهتمامهم بهذا العيد بدا لي غريبا.. الكل يستعد حتى إنهم لم يقولوا لي إن عيدنا هو يوم نجر مغتالي رفاقنا إلى مقصلة الشعب.. لم أهتم رغم استغرابي، كل ما كان يهمني هو أن أشتغل على نفسي كي أصير جميلة بمعايير الرفاق القاعديين، وأن أنجح في أن أكون مناضلة تقاتل في الساحة بدون تعب. أخدت ثلاثة كتب هي “ألف باء الشيوعية” و”البيان الشيوعي” و”مذكرات حول تحرر النساء” ل”ألكسندرا كلونتاين”.. ودعت رفيقي في محطة الحافلات وذهبت لبُدء مشوار التكوين والاستعداد للانتقال من فتاة قصيرة القامة متمردة، مع الكثير من الخوف، إلى قاعدية لا تخاف في قول كلام الثورة لومة لائم، كنت في كل جملة أقرأها، أزداد إصرارا على القبض على الجمر واندفاعا نحو طريق الثورة ظنا مني أنها قريبة. كان عيد الأضحى صبيحة يوم الاثنين، كلمني رفيقي ليعايدني، رغم أن عيد الثوار لم يكن هو عيد الأضحى، لكنني تقبلت معايدته بدون إبداء ملاحظات، المهم أنه وجد مبررا ليهاتفني.. تحدثنا على أساس أننا سنلتقي بعد أسبوع.. لكنني تلقيت مكالمة منه بعد يومين، صبيحة الاربعاء ليقول لي: “بغيت نشوفك”.. فرحت لدرجة أني قلت له: “نشوفك دابا”.. تركت كل طقوس العيد وخرجت لملاقاته، وأنا في طريقي إليه، قررت أن أعترف له بكل تلك المشاعر المتمردة وأن أحسم الأمر لصالحي، دون باقي المعجبات، وفعلا ذاك ما حصل، فبعد عناق طويل وأسئلة عن الحال والأحوال قلت له: – “أنا أحبك”.. هكذا دون مقدمات، وأضفت: “أريد أن ألتزم في علاقة معك ما رأيك؟”.. قال: – وأنا أحبك جدا ولكن أنتِ أكثر جرأة لذا أنتِ تستحقين أن تكوني رفيقة قاعدية” مستطردا: “الفرق بيني وبينك أنك تقدمية بالفطرة، وأنا ابن البادية ما زلت لم أتخلص من الرواسب البدوية”.. كان يخجل أن يناديني باسمي حتى حينما نكون وحدنا نتحدث بحب. لكن التزامه معي وصدق مشاعره جعلاني أستمر في المضي نحو بناء علاقة رفاقية مثالية. التحق الرفاق بعد عطلة العيد، كنت سعيدة بعلاقتي وبوضعي الجديد كرفيقة يُعول عليها نضاليا وتنظيميا. هكذا أحسست ساعتها ، لكن ما لم أفهمه هو التفاف بعض الرفاق الزائد حوليـ لم أفهم إلا بعد مكالمة من أحد الرفاق (هو الآن ميت كان اسمه اعراب وكان طيبا جدا) قال فيها إن الرفاق يريدونني في أمر ضروري.. قلتُ له أنني أوجد في قاعة الدرس بالمركز الأمريكي للغة الانجليزية ولا يمكنني الخروج. قال: “ضروري آ الرفيقة”.. استأذنت من الأستادة وغادرت. التحقت بهم في غرفة كانوا يكترونها لأفاجأ بوجود بعدد كبير من الرفاق منهم مَن لم أره من قبل. ماذا يجري؟ ولِمَ كل هذا؟ جلسوا يناقشون حسب مجموعات.. وبدأ يظهر لي أن كل مجموعة تدافع عن رأي حول الموقف من المرأة ومن العلاقة الرفاقية، لم أفهم بعد ما حصل.. سألت أحد الرفاق المُقربين كان أقرب لرفيقي الحبيب.. كان رفيقا من القياديين الذين يسكنون مع رفيقي الحبيب، هو أول مَن بارك علاقتنا عكس رفيقته التي كانت تحذرني منه وتقول لي إنه معقد ولن أرتاح معه.. في الحقيقة لم أكن أرتاح لها هي بالذات نظرا لكمِّ الحقد الذي كانت تكنه للكثير من الرفاق.. المهم أن الرفيق الذي سألته لم يجبني. تركني أرسم الكثير من علامات الاستفهام في خيالي.. رفيقي الحبيب كان يجلس في أقصى الغرفة محاطا بعدد من الرفاق وكأنه متهم حتى قبل إدانته.. فهمت حينها أنهم يناقشون علاقتنا، هل تجوز أم لا تحوز؟ كما كان أحد الرفاق، وهو بالمناسبة ذلك الرفيق الذي كان ينتشلني من توهاني وسط اللافتات قد تقدم بملتمس للرفاق ضمَّنه أنه الأحق برفقتي لأنه هو الذي استقدمني للتوجه وأول من ناقش معي وأن هذا يعطيه حق الارتباط بي، سانده في طرحه رفاق منطقة هوارة التي ينتمي إليها ثم التحق به رفاق محاميد الغزلان الذين كانوا يتحينون أي خطأ من رفيقي الحبيب.. لم يستمعوا إلي. انتظروا حتى أكملوا مرافعاتهم ثم أعطوني الكلمة، أنا التي كنت بالكاد انتهيت من قراءة كتاب “محاضرات حول تحرر النساء” قلت لهم: “أنا لست مِلكا للتوجه وعلاقتي إنسانية وهي لا تعنيكم” وخرجت. فهمت في اليوم الموالي من رفيقي الحبيب، الذي كان متذمرا، أنهم أنهوا لقاءهم بالتصويت حول مَن مع علاقتنا ومَن ضدها وأن التصويت انتهى ب”ضدها” بفارق صوت واحد، وأن هذا هو دور الديموقراطية.. صرخت في وجهه وكأنني أقول له أن قامتي صارت أطول من قامته، وذلك بقوة الحب وصدقه، وأنني أرفض ديمقراطيتهم تلك وأن قرارهم لا يعنيني وأن الساحة مِلك للطلبة والحب مِلك لي ولك.. قال لي: – “هل ستصمدين في وجوههم؟” قلت: – “نعم أنا قاعدية حقيقية”. احتضنني وبكينا طويلا ثم تعانقنا.. ونحن على ذلك الحال، جاء رفيقان ليوثقا تمردنا على قرارهم.. قالا لنا أحبا بعضكم و لا تباليا سينسى الجميع ذلك الاجتماع الغبي وستنتصران. كنا نستعد للامتحان سوية دون مشاكل، نتقاسم وجبة غدائي وبعض الدراهم وننتشي بحبنا المنتصر، لولا إزعاج إحدى الرفيقات التي كانت مغرمة هي الأخرى برفيقي، في حين أن باقي الرفاق كانوا مغرمين بها وبالتالي أدخلتنا في دوامة أخرى من جديد: مَن يحق بمن ومَن من حقه حبها؟ تم نقل موضوع “أحقية الحب” إلى المستوى السياسي، وتم حَبْكُ مؤامرات باسم السياسة ولصالح صراعات الحب… (يُتبع). | |
| |