2014-07-08, 12:10
|
رقم المشاركة : 11 |
إحصائية
العضو | | | رد: البكالوريا المهنية و تصريحات الداودي الجريئة: شاركونا النقاش |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة oujdi
حتى هؤلاء يستحقون أفضل الفرص لإنقاذ حياتهم
صحيح أن مستواهم ناقص في المواد المدرسة في الإعدادي
لكن كيف سيكون هذا المستوى لو اختاروا ''تكوينا مهنيا عمليا'' يروق لهم؟
حسب تجربتي الخاصة، سينجح الأمر في الكثير من الحالات
تستحضرني هنا حالة أخي الأصغر
أقسم ألا يعيد اجتياز البكالوريا بعد أن أخفق في المحاولة الأولى
كان توجهه أدبيا بعد أن حصل على نقط عادية في المستوى الثالث من الإعداد فتخوف من الشعب العلمية و اختار الشعبة الأدبية من أجل الحصول على البكالوريا
بعد رسوبه في أول امتحان له في البكالوريا (السنة 2 باك) تقدم إلى مركز للتكوين المهني، و تكون في شعبة electro-menager ، حصل على الدبلوم بميزة مشرفة جدا و محتلا المرتبة الأولى في دفعته في سنتي التكوين معا
كان له ميول تقني خلال سنوات الباك و قبل ذلك أيضا وذكاء خارق بحيث كان يصلح أي شيء ميكانيكي أو إلكتروني ... فوجد ضالته في الشعبة التي اخاترها في مركز التكوين
هو الآن و بعد تخرجه منذ عقد من الزمان أصبح يصلح أي شيء هههههه
من الآلات المنزلية إلى المحركات الميكانيكية و الأجهزة الإلكترونية مثل الحواسيب و شاشات البلازما و الهواتف الحساسة
وكذلك الكهرباء في عدة تخصصات و منها كهرباء البناء و له رخصة المكتب الوطني للكهرباء
لم يجد ما كان يبحث عنه فهرب من الاستغلال البشع للبعض و قصد أوروبا
لماذا حكيت لكم تجربة أخي؟؟؟
لأقول لكم أنه من فشل في قطاع التربية والتعليم ليس فاشلا بالضرورة
و قد يكون داخل هذا الشخص شخص آخر عبقري في تخصص ما يستهويه وأنا أقرأ حالة أخيك وفقه الله في مساره المهني والحياتي ،تذكرت قصة حكاها لنا أحد المفتشين لمادة الإجتماعيات وقد جاء عندنا ضيفا من مدينة أخرى يحاضرنا حول بيداغوجية الكفايات .
حكى لنا هذا الإطار الناجح أنه عندما كان أستاذا في مدينة الدار البيضاء كان بعض التلاميذ المشاغبين دائما حجر عثرة في تقديمه للتعلمات ،لا يملكون الرغبة في الدراسة ولا يملكون الأساس التعليمي الذي يمكنهم من متابعة دراستهم...كانوا يحصلون على الصفر أو النقطة الواحدة في كل مادة من المواد الدراسية حتى طردوا جميعا بعدما استوفوا سنواتهم المسموح بها وتجاوزوا سن الإستعطاف.
يقول السيد المفتش ...اتنقلت من البيضاء إلى شمال المغرب وأصبحت مفتشا ،وقبل سنة ذهبت للبيضاء مع بعض الأصدقاء في سياحة للمنطقة وبحثا عن بعض الخردات وقطع الغيار الخاصة بالسيارات المستعملة ،فنصحونا بالذهاب إلى درب غلاف .
يقول هذا الإطار ،ما إن بدأنا جولتنا في السوق حتى لمحت بعض التلاميذ الكسالى أصحاب الأصفار والفوضى ...ذكرني بعضهم وراحوا يعرفونني على أصدقائهم التجار .
سألت عن أحوالهم فوجدت العجب ...نعم ،أصبحوا تجارا لقطع الغيار من كل الأصناف :قطع غيار السيارات ،الحواسيب ،الهواتف الذكية وكل الأصناف ،أجهزة المطبخ...
والأغراب من ذلك أنهم يذهبون لأوربا ويشترون الأجهزة الجديدة ويفككونها حتى يتمكنوا من إدخالها دون مشاكل مع الجمارك ثم يعاودون تركيبها من جديد.
سألتهم :أين درستم هذه التقنيات ومن علمكم كل هذا ؟ فضحك أحدهم وأجابني :تعلمنا في مدرسة الحياة .
يقول لنا هذا الإطار: ساعتها فهمت أن الخلل لم يكن في هؤلاء التلاميذ الكسالى اللذين عجزوا عن متابعة الدراسة ،ولكن الخلل في مقرراتنا ومناهجنا وفي التوجيه المدرسي ...
لو أعطيت لهؤلاء التلاميذ الفرصة ليجدوا أنفسهم في تخصص يعجبهم لما أصبحوا عالة على التعليم ...
انتهى كلام المحاضر...
=====
أخي الوجدي ...
هذه القصة علمتني أنني بداية كل سنة أتعرف على هوايات التلاميذ والآفاق التي ينتظرونها ،لأجد في كل سنة أن التلاميذ الضعاف والمتعثرين هم في الحقيقة ضحايا النظام التعليمي البائس الذي لا يضع في الحسبان رغبة التلاميذ وإمكانياتهم ...ولا يدفع بهم لعالم الممارسة والتطبيق ...
لذلك أعتقد أن الباكلوريا المهنية هي الدرب الصحيح لتعليم يمزج بين الواقعية والتعلم والممارسة وطبعا ربطها بسوق الشغل .
لي عودة للموضوع | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |