2014-05-31, 20:29
|
رقم المشاركة : 16 |
إحصائية
العضو | | | رد: هل أنت مستمع جيد للإشاعات؟ | آثار الشائعات على الأسرة فكم من أسر تفكَّكتْ مِن جرَّاء هذه الإشاعات، وكم مِن بيوت هدِّمت، وكم من أموال ضيِّعت، وأطفال شُرِّدت؛ كل ذلك مِن أجل إشاعة من مُنافقٍ أو كذَّاب، أخرج أبو داود والترمذيُّ وابن حبَّان في صحيحه، وقال الترمذي: "حديث صحيح"، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((ألا أُخبركم بأفضل مِن درجة الصيام والصلاة والصدقة؟)) قالوا: "بلى يا رسول الله"، قال: ((إصلاح ذات البَين؛ فإن إفساد ذات البين هي الحالقة))، وفي بعض الروايات قال: ((هي الحالِقة، لا أقول: تَحلِق الشَّعر؛ ولكن تَحلِق الدِّين)). ومِن تتبُّعِنا لحادثة الإفك نرى كيف أثَّرت الإشاعة على أفضل وأكرم أُسرة على وجه الأرض؛ فهذا هو النبي - صلى الله عليه وسلم - يَدخُل على عائشة - رضي الله عنها - ويقول لها: ((أما بعد؛ فإنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنتِ بريئةً فسيُبرِّئُكِ الله تعالى، وإن كنتِ ألممتِ بذنب، فاستغفِري الله - تعالى - وتوبي إليه؛ فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب، تاب الله عليه))، وهذا أبو بكر - رضي الله عنه - يَفيض الألم على لسانه، وهو الصابر المُحتسِب القوي على الألم، فيقول: "والله ما رُمينا بهذا في جاهلية، أَفنرضَى به في الإسلام؟"، وهي كلمة تَحمِل مِن المرارة ما تحمل، حتى إذا قالت له ابنته المريضة المُعذَّبة: أجبْ عني رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال في مرارة هامِدة: والله ما أدري ما أقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذه أم رومان - زوج الصدِّيق - رضي الله عنهما - وهي تتماسَك أمام ابنتِها المَفجوعة في كل شيء، فتقول لها: يا بُنيَّة، هوِّني على نفسك الشأن؛ فوالله لقلَّما كانت امرأة قطُّ وضيئةً عند رجل يُحبُّها ولها ضَرائر إلا أكثرْنَ عليها، فتقول لها عائشة: أجيبِي عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتقول كما قال زوجها من قبل: والله ما أدري ما أقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وها هو - صلى الله عليه وسلم - يَثقُل عليه العبْء وحدَه، فيَبعث إلى أسامة بن زيد؛ حِبِّه القريب إلى قلبِه، ويَبعث إلى عليِّ بن أبي طالب؛ ابن عمِّه وسنده؛ يَستشيرهما في خاصَّة أمرِه، هكذا وصل الحال بأكرم أسرة على وجه الأرض؛ جرَّاء هذه الإشاعات المُغرِضة، والافتراءات الكاذبة. | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |