2014-05-24, 21:06
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | بلطجة برتبة وزير | بلطجة برتبة وزير إقبال إلهامي كاتبة و صحفية ليس وحده الوزير محمد الوفا من يجب أن يعتذر عما بدر عنه في البرلمان٬ ولكنها الحكومة مكتملة، لأن ما قاله يلزمها حتى لو فاه به عن غير قصد. وإذ يتعذر علي نقل ما قاله الوفا من كلام نابي وسوقي في قلب المؤسسة التشريعية، لكونه يخدش الحياء العام وينزل بنا إلى الدرك الأسفل الذي تجرنا إليه ملاسنات الأسئلة الشفهية٬ فلا أقل من استنكار ذلك الوصف القدحي الذي قذف به الوزير المحترم أحد برلمانيي حزب الاستقلال٬ وجعل وزيرات يخجلن من مجرد النظر في الوفا، لأنه «قلل الحيا» على الجميع نوابا ونائبات ووزراء ووزيرات. احتج حزب العدالة والتنمية الحاكم وما يزال على تدريج مناهج التدريس التي رمى بها نور الدين عيوش في بركة التعليم الآسنة، وأرسل رئيس الحكومة مذكرة إلى المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري للاحتجاج على سهرات القفطان والجريمة في قنوات القطب العمومي، ممتطيا صهوة الخطاب الأخلاقي، لكنه لم يجد في الكلمة النابية التي أطلقها وزير الحكامة، يا حسرة في قلب القبة التشريعية، ما يتطلب الرد، حتى أن الصورة التي ظهر بها الفريق النيابي للعدالة والتنمية، وهو يسعى للدفاع عن الوزير، كانت مثيرة للشفقة. فرئيس فريق العدالة والتنمية عبد الله بوانو، كذب كل النواب الذين سمعوا ما تلفظ به سعادة الوزير، وجعل وزيرتين تقفلان أذنيهما لعدم سماع المزيد، بالنظر إلى أن الكلمات كانت تغرف من قاموس «تحت السمطة». وما يثير الاستغراب أكثر هو هذا الجنوح الحكومي لغطس الرأس في الرمال، وتبني أسلوب النفي المتكرر الذي تحول إلى سياسة قائمة الذات مع كل سقطة تكشف عورة التحالف القائم. فحين تفجرت فضيحة «الشوكولاطة» في وجه وزير التكوين المهني عبد العظيم الكروج، سعت الحكومة بكل ما أوتيت من قوة لتسفيه الاتهامات الموجهة إلى الوزير الحركي، وخرج منها الكروج مثل الشعرة من العجين، بعدما أدى متأخرا فاتورة «الشوكولاطة» التي كانت دفعتها عنه الوزارة قبل أن يغادرها في اتجاه منصبه الجديد. وحين كادت أزمة دبلوماسية تنشب بين المغرب وإيطاليا بسبب تصريحات وزير حركي آخر هو محمد مبديع، بعدما اعتبر ضمنيا أن إدانة رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني استندت إلى معطيات خاطئة ترتبط بميلاد ابنة مدينته كريمة المحروق المعروفة بـ(روبي)، عمل رئيس الحكومة بمنطق كم من حاجة قضيناها بتركها. ولم يفطن إلى ترك ذلك المنطق إلا بعدما زار الملك الفقيه بنصالح، فوجه حزبه نيرانه باتجاه صدر الوزير مبديع، وكال له من الاتهامات ما يفترض أن تجعل زعيمه في الحزب امحند العنصر يراجع أوراقه داخل التحالف الحكومي. لكن كيف للعنصر أن يثور وقد أنقذه بنكيران من ورطة ترشح رفيقه في الحزب محمد حداد لمنصب الأمانة العامة للحركة الشعبية، في صفقة مثيرة تراجع بعدها حداد مباشرة عن ترشحه. ويبدو أن تدخل بنكيران بالخيط الأبيض بين العنصر وحداد، يهدد بتفجير التناقضات داخل الحزب، بعدما تسببت الصفقة في زوبعة أماطت اللثام عن جبهة رفض واسعة لهذا التدخل البنكيراني في شؤون حزب «السنبلة». لذلك سيلوذ العنصر إلى صمته الخالد بعدما أصبح رئيس الحكومة يقرر مكانه في الحزب. وهو ليس الصامت الوحيد٬ فسياسة معنا أو ضدنا فرضت على الجميع الانضباط تحت عباءة زعيم الحزب الحاكم، لئلا تطول الخارجين عن الطوع نيران حركة التوحيد والإصلاح أو الذراع النقابية لحزب رئيس الحكومة. الناطق الوحيد الذي لا يعاتبه أحد هو الوزير الاستقلالي المنشق محمد الوفا، لأن ثقة بنكيران فيه كاملة. لذلك لا خوف على مصيره حتى لو شتم جميع النواب والنائبات. فخلاصه بيد بنكيران وهذا الأخير لن يفرط في فم مشرع لا حدود لما ينطق به. ليست المشكلة في الكلمة النابية التي يتقاذفها الحشاشون، ولكن المصيبة في أن تصدر عن رجل تقلد مهام دبلوماسية وكان سفيرا يمثل الوجه الخارجي للدولة في ثلاث دول هي البرازيل والهند وإيران. لكن يبدو أن مخيلة الوفا ما تزال تعيش تحت تأثير اختلاط البهارات الهندية مع رقصات «الصامبا» وتمايل الملالي، مما نتج عنه وزير بالدرجة التي نتابعها اليوم. | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=744213 |
| |