2014-05-19, 19:33
|
رقم المشاركة : 29 |
إحصائية
العضو | | | رد: ملف عن المخدرات وأنواعها وأشكالها ومخاطرها الصحية وطرق الوقاية منها | المخدرات في إطارها الدولي ظاهرة المخدرات في إطارها الدولي و الوطني – المبحث الثالث: المطلب الأول: المخدرات في إطارها الدولي
من كلومبيا، جمهورية الكوكايين، إلى باناما ودول أمريكا اللاتينية إلى الهلال الذهبي و المثلث الذهبي في آسيا تمتد أكبر وأخطر امبراطورية سرية في العالم يحكم فيها زعماء مافيا المخدرات وتسود فيها قوانين لا تعرف الرحمة. وقد تورط في التعامل معها رجال سياسة وقضاة و رجال بوليس في دول كبرى، ورؤساء حكومات، وشخصيات كبيرة و استطاعت أن تشتري دولا بأكملها، وهي تعيش على دماء ضحاياها المدمنين في معظم دول العالم (1) هدا هو حال المخدرات بالعالم فكيف دلك؟ إذا كانت الحروب قد قتلت الملايين من أبناء الكرة الأرضية في القرن العشرين، وغدا كانت الأمراض كالسرطان و الأوبئة كالايدز يهدد ملايين أخرى، فإن المخدرات ستكون الدمار الثالث الذي سيلحق بسكان هدا الكوكب. لقد قدرت ضحايا الحرب العالمية الأولى بحوالي 30 مليون شخص، وأنهت ثلاث امبراطوريات ودامت أربع سنوات و قدر ضحايا الحرب العالمية الثانية بـ 30 مليون شخص بالإضافة إلى عدة ملايين من أسرى الحروب حتى قيل أن عدد الضحايا بلغ 45 مليون إنسان، وما تزال الحروب بعد هاتين الحربين الكبيرتين تشتعل حتى بلغت 120 حربا صغيرة في خلال 40 سنة فقط. أما الدمار الثاني فقد تكفل به وباء الايدز الاسود، ففي تقدير ‘جوناتانمان’ مدير برنامج الايدز التابع لمنظمة الصحة العالمية يتراوح عدد حاملي قيروس اليدز في العالم بين 5 إلى 10 مليون حالة قابلة للزيادة بنحو 3 مليون حالة حتى عام 1996م. وتقوم تقارير المنظمة العالمية أن هنا 1465 دولة موبوءة. أن ألف طفل يولد سنويا مصابين بمشاكل صحية عقلية و نفسية.
ويأتي الدمار الثالث دمار المخدرات، و هو دمار كاسح كاسر يفوق خطورة الحروب ودمار الوباء الاسود لانه يغتال الارادة، فالعقل فالروح فالجسد، بترتيب حتمي، وهو يستهدف الصغار و الشباب و بدلك يغتال الحياة. وهو دمار ثالث، ومثلث لانه يرتبط بالسياسة و الجريمة و بنفود المال (2).
وادا كانت الحروب تنتهي بالسلام، و الاوبئة تنتهي بالعلاج، فإن دمار المخدرات يتضخم ويتوحش، كغول مفترس، كلما ازدادت ضحاياه، إنه واجبــــنا أن نجند إمكانياتنا لدفع هدا الخطــــر الشرس، بحكم أن المخدرات عدو لكل مظاهر الحياة الإنسانية و البشرية على وجه الأرض. وبالتالي قتاله **** وحرية اللهم فاشهد (3).
ولا يخفى على أحد أن المغرب و الأمة الإسلامية عموما مستهدفة دينيا و اقتصاديا كما كانت مستهدفة عسكريا وسياسيا و سلاح اليوم لم يعد سلاحا عسكريا يواجه بسلاح عسكري بل هو سلاح إدا أصاب فقد أصاب الأمة في مقتل دون فرصة للدفاع و تدمير العقول أخطر الأسلحة مجتمعة و أي مدمن يدمر عقله بإرادته يغتال المنحة الإلهية التي وهبها له الله سبحانه و تعالى (4 أن مشكلة المخدرات ليست مشكلة إقليمية، بل عالمية بكل المقاييس كما أن تجارتها تدر الملايين على الكارتيلات والمافيا العالمية. وخطورة المخدرات تكمن في أنها تستهدف الشباب و هدا ما أكد عليه الخبراء بأن أكثر من ثلثي المدمنين هم من الشباب وأن السن المثالية لتعاطي المخدرات هي بين 15 و 21 سنة. إن ظاهرة المخدرات لها أبعاد على مختلف الدول مهما كانت اقتصادياتها و مهما كان تواجدها فالكرة الأرضية تشهد اليوم و أكثر من أي وقت مضى”موجة” قوية لتعاطي المخدرات بين سكانها. وهو أمر لم يعرفه تاريخها الماضي، أن الخبراء يؤكدون بحجة العلم أن حربا شرسة، أفضع و أقوى من كل الحروب السابقة في التاريخ تشدها المخدرات بكل أصنافها و أنواعها على الإنسان في الأرض. يتبع | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |