2014-04-15, 18:08
|
رقم المشاركة : 5 |
إحصائية
العضو | | | رد: ظاهرة العزوف عن تعلم وتعليم فقه أعمال القلوب !! | برنامج عملي في تنمية غذاء الروح (للشيخ أحمد القطان) أحبابي في الله! التربية الروحية لها برنامج وهذا البرنامج إذا أنت لم تعمل به، لا تنتعش روحك ولا يزيد إيمانك، والإيمان يزيد وينقص -كما تعلمون - يزيد بالطاعات، وينقص بالمعاصي، وهذا البرنامج لغذاء الروح هو الآتي: قيام الليل
أولاً: قيـام الليل فتحرص أن تقوم الليل ولو بركعتين وأن تختم في الجوف الأخير من الليل بالوتر، ثم تستغفر الله إلى أن يؤذن أذان الفجر، ثم تذهب إلى المسجد تصلي مع الجماعة. وهذا الزاد الروحي وهو قيام الليل ولو ركعتين، والاستغفار في وقت السحر، كما يقول تعالى: كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات:17-18] أعظم زاد روحي في تحمل مشاكل الحياة والمجتمع والدعوة وال**** إلى آخره.
قال تعالى: وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ [هود:14-15] انظر الصبر الآن انفجر بعد الغذاء الروحي، وإلا ما كان هناك صبر، فلن يصبر الإنسان عندما يذهب في سيارته يشتغل فيحصل خمسة أو ستة دنانير، يشتري بها خبزاً أو يقضي ديناً أو يشتري بها علاجاً، لكن من الذي يصبر؟ عندما يصلي في الليل ركعتين يعرف أن هذا رزقه من الله، والله يبارك له فيه، فهو راضٍ وقانع ومرتاح، وغيره قد يملك الملايين وليس براضٍ ولا مقتنع ولا مرتاح. فلهذا قال: وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ [هود:14-116] انظر حياة المترفين تدمير وإجرام، وحياة الصالحين نجاة وحياة: وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ * وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ [هود:116-117]. تدبر آيات القرآن الكريم
ثانياً: تـدبر القـرآن، أن يكون لك ورد قرآني في الصباح والمساء، تتدبر، وتتفكر في آيات الله: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد:24]. إذاً تدبر القرآن يفتح أقفال القلوب، ويجعل القلوب محراباً إيمانياً يشرق بالنور الرباني من خلال كلام الله وتدبره.ثالثاً: لزوم ذكر الله من تسبيح وتهليل، وتكبير: فلا يفتر لسانك، فتجعل لك أذكار صباح ومساء وهي موجودة في كتيبات مطبوعة، احذر أن تفوت منها ورداً واحداً، فهي حمايتك من الشيطان، ومن شرور النفس، ومن سيئات الأعمال، ومن السحر ومن الجن، ومن كل شيء تحفظك بإذن الله. والنبي صلى الله عليه وسلم ما كان يقولها عبثاً: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:3-4].
زيارة القبور
رابعاً: زيـارة المقـابر تغذي الروح. أما رأيت المترفين يغضبون عندما يرون اللوحة مكتوب عليها: إلى المقبرة؟! الإعلان الذي هو موجود على طريق المقبرة، كلما مروا عليه بالسيارات الفاخرة اقشعر بدن أحدهم؛ لأن المقبرة تذكره بالموت، وهو لا يريد أن يموت: الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ [الهمزة:2-3] لا يريد أن يموت، لكن لا يدري أن موتته هذه لا تكون موتة طبيعية مثل موت المؤمنين، موته سقوط من مكان عال إلى أسفل سافلين، كما قال الله سبحانه وتعالى: وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى [الليل:11]. قال صلى الله عليه وسلم: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإنها تذكركم الآخرة). صيام التطوع
خامساً: الصيـام صيام النوافل: الإثنين والخميس، الأيام البيض ( الثالث عشر، الرابع عشر، والخامس عشر من الشهر الهجري) وصيام يوم عاشوراء، ويوم عرفة لغير الحاج، وست من شوال وإلى آخره. تذكر الموت
سادساً: تذكـر الموت والرسول صلى الله عليه وسلم لا يسميه الموت، وإنما يعطيه صفة الزلزال، قال: (أكثروا من ذكر هازم اللذات) هازم: زلزال، هذه الغرفة لو يعرف أحد أنها تهتز هل سيجلس فيها أحد؟ الكل يخرجون إلى الشارع، عندما يأتيها الزلزال، لهذا تذكر هاذم اللذات، إذاً مهما كانت اللذات حلوة وشهية، لذات الطعام والكساء والمال والزوجة، فإن وراءها من يريد أن يهدمها، وأنت فيها، فعندما تتذكر هذا الهاذم، تتعامل مع هذه اللذات تعامل الحذر اليقظ المنتبه الذي لا يعبدها من دون الله، إنما يتخذها وسيلة إلى الله وليست غاية، أما الذي يتخذها غاية فله التعاسة والنكاسة: (تعس عبد الدينار! تعس عبد الدرهم! تعس عبد القطيفة! تعس عبد الخميصة! تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش). سابعاً: تذكر مشاهد يوم القيامة، البعث، النشور، الحساب، الصراط، الميزان، الصحف، الحوض، عرش الرب، هذه الأمور كلها تتذكرها تشرق نفسك، وتتأهب لهذا اللقاء العظيم، والله سبحانه وتعالى ذكره في كتابه العظيم وبينه وفصله. صلة وزيارة الأرحام
ثامناً: تحرص على صلة الأرحام. صلة الرحم، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا أردت أن يلين قلبك) ولين القلب لا يكون إلا بالتربية الروحية لا أن يكون قاطعاً ويكون جباراً؛ متجبر على أمه وعلى أخيه وجاره هذا أعوذ بالله منه! اسمع ماذا قال الله: وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ [إبراهيم:15] له الخيبة، لماذا؟ لأنه جبار عنيد: مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ [إبراهيم:16-17] نسأل الله العافية. الحرص على لزوم صلاة الجماعة
تاسعاً: الحـرص على لزوم صلاة الجماعة في المسجد: بل الحفاظ على الصلاة كفريضة، فالله سبحانه وتعالى كتبها على العباد لغذاء أرواحهم، وأنت عليك أن تتوهم أنك مقطوع الصلة بالله، كيف ستكون حياتك؟ اليهود عندما انقطعت صلتهم بالله ماذا فعل الله بهم؟قال: كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ [البقرة:65] فحياة الخنازير والقردة هي خالية تماماً من القضية الروحية التي نتحدث عنها: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً [مريم:59] وإذا سألك تارك الصلاة عندما تقول له: إذا لم تصل فأنت في النار، فإذا قال لك: ما دليلك على أن تارك الصلاة في النار، فقل له: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ [المدثر:38-42] أول جريمة يعترفون بها لخطورتها؛ لأنه عندما ترتب الجرائم والقاضي يتكلم، أول ما يتكلم عن أكبر جريمة: قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ [المدثر:43].فهي أعظم جريمة: وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ [المدثر:44] لا أخلاق ولا عبادة أهملنا الجميع. الحفاظ على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
عاشراً: أن تكون آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ملتزماً مع جماعة الدعوة إلى الله في مركز جمعية الإصلاح، فإنه غذاءٌ للروح، لأنهم لا يأمرونك إلا بخير إما صيام، أو إفطار جماعي، أو ندوة، أو سمر ثقافي، أو محاضرة، أو درس، أو قيام ليل، أو قراءة كتاب، أو عمرة، أو حج.. إلى آخره، فلزومك مع هؤلاء آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر داعياً إلى الله فيه الفلاح والزاد الروحي، قال تعالى:وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران:104].
نسأل الله أن يجعلنا من المفلحين، اللهم زدنا ولا تنقصنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وامنحنا ولا تمتحنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وصلنا ولا تقطعنا.اللهم إنا نسألك حسن الاعتقاد، وإخلاص النية، وصلاح العمل، ونور اليقين، وحلاوة الإيمان، وبرد الرضا، وأنس الذكر، وحياة الروح، وبركة الدعوة، وإجابة الدعاء: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ [الأنفال:24]
اللهم إنا نستجيب لك ولرسولك، لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الشيخ أحمد القطان | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |