منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   قسم إتقان الاستخارة (https://www.profvb.com/vb/f410.html)
-   -   شرح الشرط السادس لإتقان الاستخارة (الرضا ) . (https://www.profvb.com/vb/t141393.html)

الشيخ سند البيضاني 2014-04-11 06:52

شرح الشرط السادس لإتقان الاستخارة (الرضا ) .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل ((وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله )) ، والصلاة والسلام على نبيه القائل ((:(( إذا همّ _أراد_ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة...))، وعلى آله وصحبه أجمعين .


شرح الشرط السادس لإتقان الاستخارة (الرضا ) .



توطئة :
1) هذه المقالة السادسة لترسيخ ما جاء في الدرس الثاني : شروط إتقان الاستخارة ، والرابط متاح :
http://www.profvb.com/vb/t141179.html

2) الرضا من ثمار" 1" التوكل ولازم من لوازمه ويكون بعد انقضاء الأمر، أما إن كان قبله فهو تفويض أو عزم(2 ) على الرضا لا حقيقة الرضا"3". ومنزلة َمِنْ مَنَازِلِ "4" {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5].

3) المحتويات :
نظرا لطول شرح هذا الشرط ودقائقه ، تم تقسيمها إلى عدة أبواب ، ، وفي كل مرة يتم نشر ما ييسر الله من تلك الأبواب ، وما خاب من استخار . وهي كالتالي :

أولا : تعريف الرضا لغة واصطلاحا .
ثانيا : أنـواع الرضا .
ثالثا : حكمــــه .
رابعا : اجتماع الرضا مع التألم .
خامسا : الرضا متوقف على الصبر .
سادسا : الفرق بين الرضا والعزم على الرضا .
سابعا : الرضا والاستخارة .
ثامنا : علامات الرضا .


=== الهوامش ===
1) ينظر: (( مدارج السالكين )) : (( 2/122)) . ابن القيم .
2) ((أمراض القلوب وشفاؤها / ص 53)) لشيخ الإسلام ، ((شعب الإيمان 1/221) البيهقي.
3) وقد جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه ابن حبان في صحيحه وصححه الأرناؤوط والحاكم في مستدركه ((وأسألك الرضا بعد القضاء)) وكذلك حديث الاستخارة ((ثم أرضني به)).
4) (( مدارج السالكين / 2/169)) . الإما م ابن القيم
.

000000

البقية تتبع

الشيخ سند البيضاني 2014-04-11 06:55

أولا : تعريف الرضا لغة واصطلاحا
 
أولا : تعريف الرضا لغة واصطلاحا

**** لغةً ****
الرضا في اللغة: ضد السخط

1) جاء في : (( لسان العرب "5") .
الرضا : ضدُّ السَّخَطِ ، والسَّخَطُ مِنْ صِفَاتِ الْقَلْبِ ، وصفاتُ الأَفعال أَدْنى رُتبةً مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ ، وَقَدْ رَضِيَ يَرْضَى رِضاً ورُضاً ورِضْوَاناً ورُضْوَاناً .


2) وجاء في (( القاموس المحيط "6"
و(( رَضِيَ عنه ، وـ عليه يَرْضَى رِضاً ورِضْواناً، ويُضَمَّانِ، ومَرْضاةً: ضِدُّ سَخِطَ، فهو راضٍ من رُضاةٍ، ورَضِىٌّ من أرْضِياءَ ورُضاةٍ، وأرْضاهُ: أعْطاهُ ما يُرْضيهِ.واسْتَرْضاهُ وتَرَضَّاهُ: طَلَبَ رِضاهُ )) .

3) وجاء في (( مختار الصحاح "7" :
ر ض ا: (الرِّضْوَانُ) بِكَسْرِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا الرِّضَا وَ (الْمَرْضَاةُ) مِثْلُهُ. وَ (رَضِيتُ) الشَّيْءَ وَ (ارْتَضَيْتُهُ) فَهُوَ (مَرْضِيٌّ) وَ (مَرْضُوٌّ) أَيْضًا عَلَى الْأَصْلِ. وَ (رَضِيَ) عَنْهُ بِالْكَسْرِ (رِضًا) مَقْصُورٌ مَصْدَرٌ مَحْضٌ )) .

*** اصطلاحا ***

1) قَالَ الْجُنَيْد :
(( الرِّضَا ترك الِاخْتِيَار )) .
2) قَالَ الْحَارِث المحاسبى :
(( الرِّضَا سُكُون الْقلب تَحت جَرَيَان الحكم )) .
3) قَالَ ابْن عَطاء"8" :
(( الرِّضَا نظر الْقلب إِلَى قديم اخْتِيَار الله للْعَبد فَإِنَّهُ اخْتَار لَهُ الْأَفْضَل ))" " .
4) قال الجرجاني "9":
(( الرضا: سرور القلب بِمُرِّ القضاء )) .

الخلاصة :
الرضا سكون النفس إلى القضاء ، وقد تقدم تعريف السكينة .


= = = الهوامش = = =
5) (( 14/324)) ابن المنظور .
6) (( 1/1288)) الفيروز آبادي .
7) (( 1/124)) . محمد بن أبي بكر الرازي .
8) ينظر لتلك التعريفات في : (( التعرف لمذهب أهل التصوف /1/102)) (( المؤلف : أبو بكر الكلاباذي /ت380هـ )) ، (( مدارج السالكين /2/175)) (( المؤلف : ابن القيم الجوزية : ت 751هـ )) .
9 )( التعريفات / 1/111)) .

الشيخ سند البيضاني 2014-04-11 06:57

ثالثا : أنواع الرضا
 
ثانيا : أنـواع الرضـــــــا "10"

أ- الرضا بالطاعات .
ب- الرضا بالمصائب كالفقر والمرض.
ج- الرضا بالكفر والفسوق والعصيان .

ثالثا : حكمــــه
قال شيخ الإسلام ((قاعدة في المحبة /1/193))
((ولهذا لم يتنازع العلماء أن الرضا بما أمر الله به ورسوله واجب محبب لا يجوز كراهة ذلك وسخطه ، وأن محبة ذلك واجبة بحيث يبغض ما أبغضه الله ويسخط ما أسخطه الله من المحظور ويحب ما أحبه ويرضى ما رضيه الله من المأمور.
وإنما تنازعوا في الرضا بما يقدره الحق من الألم والمرض والفقر ، فقيل هو واجب وقيل هو مستحب وهو أرجح ، والقولان في أصحاب الإمام أحمد وغيرهم ، وأما الصبر على ذلك فلا نزاع أنه واجب )) .

وقال في : ((منهاج السنة النبوية /3/203)).
((وقال أكثر العلماء على أن الرضا بذلك – أي الفقر والمرض ونحو ذلك – مستحب وليس بواجب لأن الله أثنى على أهل الرضا بقوله : (( رِّضِي اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْه )) [ البينة :8] ، وإنما أوجب الصبر فإنه أمر به في غير آية ولم يأمر بالرضا ولكن أمر بالرضا بالمشروع)). أهـ


= = = الهوامش = ==
10) مجموع الفتاوى ((10/482)) ((10/682)) شيخ الإسلام


000000

الشيخ سند البيضاني 2014-04-11 07:01

رابعا : اجتماع الرضا مع التألم
 
رابعا : اجتماع الرضا مع التألم
قال الإمام ابن القيم (( مدارج السالكين :1/132)) .
((وَقَدْ أُشْكِلَ عَلَى بَعْضِ النَّاسِ اجْتِمَاعُ الرِّضَا مَعَ التَّأَلُّمِ، وَظَنَّ أَنَّهُمَا مُتَبَايِنَانِ، وَلَيْسَ كَمَا ظَنَّهُ، فَالْمَرِيضُ الشَّارِبُ لِلدَّوَاءِ الْكَرِيهِ مُتَأَلِّمٌ بِهِ رَاضٍ بِهِ ، وَالصَّائِمُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ مُتَأَلِّمٌ بِصَوْمِهِ رَاضٍ بِهِ، وَالْبَخِيلُ مُتَأَلِّمٌ بِإِخْرَاجِ زَكَاةِ مَالِهِ رَاضٍ بِهَا، فَالتَّأَلُّمُ كَمَا لَا يُنَافِي الصَّبْرَ لَا يُنَافِي الرِّضَا بِهِ.

وَهَذَا الْخِلَافُ بَيْنَهُمْ إِنَّمَا هُوَ فِي الرِّضَا بِقَضَائِهِ الْكَوْنِيِّ، وَأَمَّا الرِّضَا بِهِ رَبًّا وَإلَهًا، وَالرِّضَا بِأَمْرِهِ الدِّينِيِّ فَمُتَّفَقٌ عَلَى فَرْضِيَّتِه ِ، بَلْ لَا يَصِيرُ الْعَبْدُ مُسْلِمًا إِلَّا بِهَذَا الرِّضَا أَنْ يَرْضَى بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا. )) .


000000

الشيخ سند البيضاني 2014-04-11 07:04

خامسا : الرضا متوقف على الصبر
 
خامسا : الرضا متوقف على الصبر


يقول الإمام ابن القيم : (( مدارج السالكين /1/153)) .
((وَكَذَلِكَ الصَّبْرُ فَإِنَّهُ لَا يَنْفَكُّ عَنْهُ فِي مَقَامٍ مِنَ الْمَقَامَاتِ.وَإِنَّمَا هَذَا التَّرْتِيبُ تَرْتِيبُ الْمَشْرُوطِ الْمُتَوَقِّفِ عَلَى شَرْطِهِ الْمُصَاحِبِ لَهُ.وَمِثَالُ ذَلِكَ: أَنَّ الرِّضَا مُتَرَتِّبٌ عَلَى الصَّبْرِ لِتَوَقُّفِ الرِّضَا عَلَيْهِ، وَاسْتِحَالَةِ ثُبُوتِهِ بِدُونِهِ، فَإِذَا قِيلَ:
إِنَّ مَقَامَ الرِّضَا أَوْ حَالَهُ عَلَى الْخِلَافِ بَيْنَهُمْ هَلْ هُوَ مَقَامٌ أَوْ حَالٌ؟ بَعْدَ مَقَامِ الصَّبْرِ لَا يَعْنِي بِهِ أَنَّهُ يُفَارِقُ الصَّبْرَ وَيَنْتَقِلُ إِلَى الرِّضَا وَإِنَّمَا يَعْنِي أَنَّهُ لَا يَحْصُلُ لَهُ مَقَامُ الرِّضَا حَتَّى يَتَقَدَّمَ لَهُ قَبْلَهُ مَقَامُ الصَّبْرِ، فَافْهَمْ هَذَا التَّرْتِيبَ فِي مَقَامَاتِ الْعُبُودِيَّةِ )) .
وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْخَيْرَ كُلَّهُ فِي الرِّضَا، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَرْضَى وَإِلَّا فَاصْبِرْ.


000000


الساعة الآن 13:16

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd