توطئة :
الاستخارة ليست مجرد ركعتين ودعاء مخصوص كما قد يظن كثير من العوام ، بل كغيرها من العبادات لها شروط خاصة بها لإتقانها ، فهي عبادة اشتملت على كل معاني ومقتضيات العبودية، وقد تقدم بيان ذلك في الدرس الأول (( أهمية الاستخارة )) وغيرها من المقالات التي تلته ، فالعبادة التي تشتمل على كل ذلك بحاجة إلى إتقان حتى ينال العبد ثمارها . ورابط الدرس الأول متاح :
http://www.profvb.com/vb/t140093.html#post731422 أولا : أهداف الدرس 1) بيان أهمية معرفة شروط إتقان الاستخارة .
2) التهيئة النفسية والروحية والذهنية والسلوكية للراغبين في إتقان الاستخارة .
3) التمهيد للدروس والمقالات القادمة - بإذن الله – وغيرهما .
4) تحديد المعايير المناسبة للتقويم من خلال الأسئلة والإثراء .
ثانيا : تعريف الشرط لغة واصطلاحا 1) لغــــة ً:
إلزام شيء والتزامه( 1) ، وقيل : هو العلامة اللازمة( 2) وجمعه شروط وشرائط ، والحقيقة أن هذا نزاع لفظي أكثر منه نزاعا جوهريا ، وليس هنا مجال البسط .
2) اصطلاحا :
تعليق شيء بشيء بحيث إذا وجد الأول وجد الثاني ، ويكون خارجا عن ماهيته ، ويتوقف ثبوت الحكم عليه .
مثال :
الأصل أن الوضوء شرط للصلاة : أي أن الثاني ( الصلاة ) تعلق وثبت حكما بوجود الأول _ الوضـوء .
ويكون خارجا عن ماهيته مثل : الوضوء عمل خارج عن الصلاة ، وهذا هو جوهر الفرق بين الشرط والركن ، فالركن يكون داخل ماهية الشيء مثل الركوع في الصلاة .
وقد يطلق العلماء على الشرط ركن والعكس ،إطلاقاً مجازياً وذلك لعلاقته المشابهة لتوقف وجود الماهية على كل منهما ، فمثلا لا تصح الصلاة بدون وضوء ، والوضوء هو شرط لصحة الصلاة ، ولكنه عمل خارج عن الصلاة ، ولاتصح الصلاة بدون ركوع ، والركوع هـو عـمل داخل الصلاة .
ثالثا : تعريف الإتقان لغة واصطلاحا 1) لغة :
أَتْقَن الشيءَ: أَحْكَمَهُ، وإتْقانُه إحْكَامُهُ. والإِتْقان : الإِحكام للأشياء .
اصطلاحا :
معرفة الأدلة بعللها وضبط القواعد الكلية بجزئياتها ، وقيل معرفة الشيء بيقين (3 )،
رابعا : شروط إتقان الاستخارة الشرط الأول : اعتقاد إيماني (( أن يعتقد المستخير اعتقاد جازما بأن الله سوف ييسر له خير الأمرين )).
ومعرفة ومراقبة هذا الشرط مهم للغاية لإتقان الاستخارة ، وقد تم من سابق الحديث في أصول مكاشفة النفس لإتقان الاستخارة ، ومتاح على الرابط :
http://www.profvb.com/vb/t140325.html وإذا أختل هذه الشرط اختلت معه بقية الشروط ، وما يترتب عن ذلك مثل تمييز التيسير من الصرف .حيث أن التمييز مبني على الإلهام الإيماني والاجتهادي .. وسوف يأتي التفصيل بإذن الله في المقالات القادمة .
الشرط الثاني : صدق النية في طلب الخيرة .
بمقدار هذه النية تكون الثمار سلبا وإيجابا مع مراعاة الشروط الأخرى ، ولعل الله ييسر ذكر قصة مؤلمة جدا حصلت لرجل استخار استخار بنية التجربة بعد أن وصلت له الحجة ، فذاق وبال أمره ، ولازال إلى اليوم يذوق وبال أمره ، مع أن لها أكثر من خمسة عشر عاما .
وقد تم من سابق الحديث عن أنواع نيات المستخيرين ، وهي متاحة على الروابط التالية :
1 ) http://www.profvb.com/vb/t140329.html 2) http://www.profvb.com/vb/t140328.html 3) http://www.profvb.com/vb/t140331.html
4)
http://www.profvb.com/vb/t140330.html