منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى الأنشطة التربوية (https://www.profvb.com/vb/f137.html)
-   -   فك الحصار عن المهدي المنجرة (https://www.profvb.com/vb/t138652.html)

صانعة النهضة 2014-03-13 16:45

رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة
 



إن العلاقة التي طبعت علاقة هذا المفكر المستقل بالسلطة السياسية في بلاده ولئن كانت تقوم على الحذر والحيطة حينا والتنافر والصدام أحيانا أخرى نظرا لتثبثه بأفكاره وعدم تقديمه للتنازلات المطلوبة فإنها تنكشف عن لحظات قليلة يسود فيها الحوار خاصة مع الملك الحسن الثاني ومنها ما يتعلق باللقاء الذي تعرض إلى تأسيس رابطة لحقوق الإنسان بالمغرب بعد فترة طويلة من تصلب الحكومة في القبول بمعالجة ملف الحريات وحقوق الإنسان ‘

في سنة 1989 جاء ممثلون عن ثلاثة أحزاب (الإتحاد الإشتراكي، التقدم الإشتراكية، منظمة العمل الشعبي) إلى مكتبي وطلبوا مساعدتي لتجميع عدد من الأشخاص من مختلف الإتجاهات لتأسيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان بإعتباري شخصا مستقــــــلا ولدي علاقات طيبة مع الجميع . تقدمنا بطلب ترخيص للمنظمة .
كان معنا إدريس البصري وأحمد عصمان وعبدة ربه بأنني سألتقي مع الملك في قصر إفران وإمتد الحديث بيننا في عدة موضوعات إلى أن توجه الملك بالسؤال عن مبررات تأسيس منظمة لحقوق الإنسان فأجبته بالقول: ‘إن أي تفحص سريع للائحة أعضاء المركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا يكشف عن عدد كبير من المغاربة العاملين بهذا المركز وهو مايسمى ظاهرة هجرة الأدمغة .
لقد قمنا ياجلالة الملك بدراسات وأنا شخصيا تابعت تجربة خوان كارلوس في إسبانيا حيث إستدعى جميع العقول المهاجرة للدخول إلى إسبانيا. إن جميع الدراسات حول هجرة الأدمغة ترجع الأمر لسببين رئيسيين: الأمر الأول هو

غياب إمكانيات ووسائل البحث العلمي في الدول التي يهاجر أهلها إلى الخارج و السبب الثاني هو الحرية .فالباحثون أول شئ يطلبونه هو الحرية .و أضفت:أنت تعرف بإجلالة الملك أن أهل فاس كلهم خرجوا إلى الشارع زمن الاستعمار يوم دخل عسكري فرنسي إلى جامع القرويين خرجوا دفاعا عن حرمة الجامعة …

لهذا أنا أدافع اليوم عن حقوق الإنسان .فأجاب الملك ونحن في القصر وبحضور كل الحكومة وقال بالفرنسية :
Manjra ma donn’ une mauvaise conscience : المنجرة أعطاني الاحـاس بتأنيب الضمير وسأضع كل أمكانياتي في البحث العلمي في الميزانية المقبلة …’(6)

يتبع

صانعة النهضة 2014-03-13 16:47

رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة
 
(5)م.ن ص :255
(6)م،ن، ص:254

لقد إستحضر المنجرة في هذا السياق بعض اللحظات القاسية التي عاشها في بلده المغرب لا سيما ما يتعلق منها بمحاصرته ومنعه من إيصال أفكاره إلى الطبقة المتعلمة وعموم الناس في المجتمع المغربي، علاوة على منعه من إلقاء المحاضرات في الملتقيات والمنتديات: ‘احتجاجي سنة 1999 عن منع محاضرتي في فاس وسفري إلى اليابان كان بسبب اقتناعي بان وظيفة الأستاذ مزدوجة: وظيفة معرفية وعلمية ووظيفة أخلاقية من خلال المواقف والدفاع عن القضايا العادلة.

عشت في الولايات المتحدة الأمريكية على عهد ماكرثي وقوانينه المتعصبة، وشهدت كيف كان أساتذة الجامعة يدفعون طلبتهم للاحتجاج في الشارع ومناهضة قوانين ماكرثي. فكان تقييم أداء الأستاذ نابعا من درجة انسجامه بين ما يدعو له من أفكار وما يتبناه من مواقف علمية وشخصية (7).

ويتحدث المنجرة عن واقعة أخرى من وقائع المنع السياسي التي تعرض لها في بلده اذ وقع منعه مرات عديدة من إلقاء المحاضرات ومنها ما جد في سنة 2003 حيث لم يسمح له بتقديم مداخلات حول إشكالية الإستعمار الجديد (neo-colinlisme )في مكناس وعين لوح وإبن سليمان والدار البيضاء :’في كل هذه الأنشطة كنت ألبي دعوة جمعيات ثقاقية أو دعوات طلابية أو منتديات علمية لباحثين في الكليات وفي دور الشباب .لا أقبل أية دعوة لنشاط حكومي أو رسمي …

أنا اتحدث حول موضوع علمي . ولست بصدد الدعاية لبرنامج إنتخابي أو سياسي، ولا أتوفر على شركة أو وضعية أو بنك ربما قد تتضرر من إتفاق المتبادل الحر.موضوعي كان حول أفاق الإستعمار الجديد، وإهتمامي بالموضوع يرجع إلى أربعة عقود ودخلت بسببه السجن بسبب نضالي ضد الإستعمار القديم وعمري 15 سنة. وأنا اليوم أمنع لأنني أتحدث علنا عن الإستعمار الجديد. وأنا مستعد غدا للموت من أجل محاربة هذا الإستعمار في الداخل والخارج’(8)


مذكرات وشهادات سياسية:

والقارئ للورقات المقتضبة التي تؤرخ لبعض الأحداث التي عاشها هذا المفكر الاستثنائي في حياته الزاخرة بالبحث العلمي والكتابات الفكرية والنضال السياسي والثفافي المستمر يقف عند بعض الوقائع التي يستحضرها بوفاء وحميمية لبعض الأشخاص الذين عرفهم عن قرب وتأثر بمواقفهم ونزاهتـــــهم وتضحياتهم من أجل مبادئ وقيم الحرية والعدالة والكرامة . من ذلك استحضاره للحظة تعرفه على الدكتور المهدي بن عبود في نوفمبر 1951 في ميناء نيويورك عندما سافر إلى الولايات المتحدة

يتبع

صانعة النهضة 2014-03-13 16:50

رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة
 

(7)م.ن.ص :252
(8) م.ن.ص 248

الأمريكية لشغل مهمة مدير مكتب *تحريرالمغرب* لدى الحكومة الأمريكية وهيئة الأمم المتحدة (9) وكذلك تعرفه على المناضل المغربي محمد السعداني في بريطانيا سنة 1954 حينما إلتحق بالجامعة للدراسات العليا في لندن: ‘عرفت سي محمد في أنجلترا عام 1954 في مدرسة لندن للاقتصاد التي سجل فيها بعيد تسجيلي لمتابعة دراسته برسم السلك الثالث.

فلما فرغ من هذه المدرسة قصد أكسفورد Oxford
فحصل منها على شهادة الدكتوراه،وقد جمع بيننا النضال في سبيل تحرير الشعوب المستعمرة.

إذ كنا يومئذ المغربين الوحيدين اللذين يدرسان في جامعة أنجليزية،و كان سي محمد يسكن في ‘شيبيــردس دس بوش وقد كان يرأس عندئذ حركة تحرير المستعمرات التي أفلحنا نحن الاثنين في أن ننشئ داخلها لجنة خاصة بشمال إفريقيا، ورأيت سي محمد يعمل كذلك داخل اتحاد الطلاب العرب في المملكة المتحدة وقد كان عضوا نشيطا فيه. فكانت تخونه عاطفته كلما دار الحديث عن التجاوزات التي تقترفها السلط الاستعمارية’ (10).

كما تستحضر ذاكرة المهدي المنجرة في هذا المجال الظروف التي تعرف فيها على الزعيم المغربي المهدي بن بركة الذي اختطفته القوى الاستعمارية وتم اغتياله في ظروف غامضة لم تتوضح حقيقتها إلى حد الآن، وكانت لقاءاته معه مصدرا لاستلهام القيم الإنسانية التي كان ينادي بها وهي استقلال دول العالم الثالث عن الاستعمار الأوروبي-الغربي وتحرير الشعوب المستضعفة من التبعـية وبناء تكتل اقتصادي وسياسي فاعل لدول الجنوب:

‘عرفت المهدي بن بركة من خلال فترة نفيه التي بدأت قي يناير 1960 لأنني كنت أتواجد بباريس كموظف دولي وغالبا ما كنت أراه خلال زياراته لفرنسا وكان آخرها في أكتوبر 1965 ربما قبل اختفائه بقليل. وكنت كذلك أزوره في شامبيزي (chambesy) عندما أكون في جنيف بمناسبة مؤتمرات دولية…

لقد فهم المهدي بن بركة مبكرا أن استقلال دول العالم الثالث لم يكن سوى محطة هشة في طريق طويل جدا.لقد كان أيضا واعيا بأن التحرر يتطلب تعاونا وثيقا بين دول الجنوب، وكذا جمع كتلة انتقادية قادرة على وقف امبريالية وحشية لم تغادر المكان إلا ظاهريا حتى تتجذر فيه أكثر’ (11)

(9) م،ن. ص-ص :265-267
(10) المهدي المنجرة: قيمة القيم/ المركز الثقافي العربي،الدار البيضاء يوليو 2008،ص:260
(11) م،ن: ص-ص:267-268.


كاتب وباحث تونسي : [email protected]

بالتوفيق 2014-03-14 17:33

رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة
 


شكرا جزيلا لكم على المشاركة و المتابعة و التأييد لفك الحصار

كثيرة هي المقالات المعادة في هذه الصفحة من طرف الاعضاء الكرام الذين ربما لم يطّلعوا على إدراجها من قبل أو ربما تعمدوا إدراجها من جديد لتأكيد الدعم و تأكيد الموقف

بارك الله فيكم

سلامي و تحياتي و تقديري الكبير

ياقوتة 2014-03-15 12:54

رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة
 
فعلا شخصة عربية فذة منارة علم و فكر

تستحق منا التكريم الكبير

بصراحة أنا أول مرة أسمع عنه

و أشكرك من كل قلبي أستاذي الكريم بالتوفيق على هذه الالتفاتة القيمة و الهادفة
للتعريف للدكتور المهدي المنجرة و فك الحصار عنه

نتمنى له الشفاء العاجل

و دمت دائما بهذا التألق أستاذي

مع تقديري الكبير جدا لكم دائما

بالتوفيق 2014-03-15 18:38

رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياقوتة (المشاركة 726457)
فعلا شخصة عربية فذة منارة علم و فكر

تستحق منا التكريم الكبير

بصراحة أنا أول مرة أسمع عنه

و أشكرك من كل قلبي أستاذي الكريم بالتوفيق على هذه الالتفاتة القيمة و الهادفة
للتعريف للدكتور المهدي المنجرة و فك الحصار عنه

نتمنى له الشفاء العاجل

و دمت دائما بهذا التألق أستاذي

مع تقديري الكبير جدا لكم دائما



شكرا جزيلا لكم على الالتفاتة الطيبة

و المساهمة القيمة

و الكلمات الطيبة

و الإطلالة البهية

بالتوفيق 2014-03-19 05:15

رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة
 
كيف قرأ لنا الدكتور المهدي المنجرة الزمن العربي للذلقراطية ؟
بواسطة محمد أديب السلاوي 27/02/2014 13:03:00

أخبارنا

يرتبط اسم الباحث المستقبلي، الدكتور المهدي المنجرة، لدى عامة المثقفين والسياسيين بمصطلح “المستقبلية”. فهو الذي أطلق هذا المصطلح بشكل مكثف في ندواته ومحاضراته وكتبه وحواراته، حيث جعل منه مصطلحا مذهبيا/ فلسفيا، مرادفا للتنمية، في الأدبيات السياسية المغربية. وهو مؤسس الجمعية المغربية للدراسات المستقبلية، التي ساهمت إلى حد كبير في إشعاع هذا المصطلح وإغنائه في الأعلام الوطني، كما في الفاعلية السياسية الوطنية وأدبياتها

وبفضل جهوده العلمية، أصبح “الأفق المستقبلي” يؤخذ بعين الاعتبار في القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بعدما ظل مغيبا لفترة طويلة، خاصة في العهد الاستعماري، والعهود التي مهدت له، حيث أخذت الإدارة المغربية والعديد من الأحزاب، والمنظمات السياسية والنقابية المغربية تولي، أهمية خاصة للأفق المستقبلي في أدبياتها، و في تنظيماتها وهياكلها، وبرامجها، وهو ما يعتبره المجتمع الثقافي المغربي، انعكاسا إيجابيا، للمجهودات التي بذلها ويبذلها هذا الباحث من أجل المستقبل والمستقبلية.


من بين مؤلفاته العديدة التي تعالج مستقبلية العالم العربي/ العالم الثالث، كتاب: انتفاضات في زمن الذلقراطية، وهو مجموعة حوارات أنجزها مع نخبة من الصحفيين والكتاب المغاربة: هند عروب/ مصطفى حيران/ نور الدين العويدي/ حمادي الغاري/ وآخرين، وجميعها تصب في محور “الذلقراطية” الجرح المتفجر على الجسد العربي خصوصا… والجسد العالمثالثي على العموم.

لنحاول الإطلالة على هذا الكتاب، الذي يعود إصداره إلى العقد الأخير من القرن الماضي :

-2-


و”الذلقراطية”، مصطلح جديد/ توليد لغوي جديد، من إبداع المفكر المغربي الدكتور المهدي المنجرة، وهو يشكل عنصرا تركيبيا خماسيا، يختصر واقع الحال في الوطن العربي وفي العالم الثالث وهي: الجهلوقراطية/ الفقرقراطية/ الشيخوقراطية/ المخزنقراطية، (بالنسبة للمغرب)، وهي التي أفرزت مجتمعة التخلفقراطية، التي تغرق الوطن العربي في الرداءة الحضارية حتى القعر .

ذلك هو جوهر كتاب “انتفاضات في زمن الذلقراطية” الذي يلقي الأضواء الكاشفة على الأوضاع المتردية في الوطن العربي وعن هجمة الاستعمار الجديد عليه. وعلى أن المؤلف يرفض أن يكون هذا الكتاب سياسيا، أو منتميا لحزب أو حركة أو إيديولوجية، إلا أن هذا الرفض لا يعني ابتعاده عن السياسة ومفاهيمها وقيمها، فالحوارات التي تشكل مادته الأساسية، تخوض جميعها في غمار القضايا الأكثر ارتباطا بالمواطن العربي، وحقوقه ومستقبله، وأحيانا في غمار القضايا التي يصمت عليها محترفي السياسة، الذين أوجدتهم الأنظمة لينوبوا عن البلاد والعباد، وهو ما يضع الباحث المستقبلي/ المؤلف، في موقع المناضل السياسي، الذي يعمل بشجاعة من أجل التغيير والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، والذي يحمل في دمه حقنة مضادة للإقصاء والتهميش والظلم، وكل إفرازات “الذلقراطية” التي اختصر بها الوضعية المتردية للمواطن العربي… وكل مواطني العالم الثالث.



تعالج حوارات هذا الكتاب، محاور سياسية واقتصادية وثقافية مختلفة، ذات أهمية قصوى، بالنسبة للأوضاع العربية الراهنة، تصب جميعها في الوضع العربي/ العالم ثالثي الراهن، وما يواجهه من تحديات، وما يحيط به من مخاطر وسلبيات. أن الحرية/ المستقبل/ الديمقراطية/ العولمة/ السميائية/



نقل التقنولوجية / التعليم / الدراسات المستقبلية / النظام الدولي الجديد / التعددية الدولية / الصهيونية / أحلام إسرائيل/ الانتفاضة والحرب الحضارية / احتلال العراق، محاور تشكل في جوهرها دوافع وأسباب نشر هذا الكتاب، ولكنها في ذات الوقت، تستعيد منظور مؤلفه، العربي/ العالمثالثي/ المناضل/ المثقف، على محيطه وهويته وانشغالاته كمفكر مستقبلي، وكمواطن مغربي.

-3-

من بين المحاور الأساسية لهذا الكتاب، محور يتصل بعهد المغرب الجديد، تطرق فيه إلى عدة أسئلة حول الملكية والسياسة الخارجية والتناوب الديمقراطي، وقضية الصحراء المسترجعة، إذ أكد بوضوح أن دخول المغرب عهدا جديدا يستوجب حضور شرطي المصداقية والمشروعية، وهما شرطان لا يتأتيان إلا من الشعب لأجل ذك يرى مفكرنا المستقبلي ضرورة وجود مجلس تأسيسي لإعداد دستور جديد للبلاد ينقلها إلى ما يريده الشعب لنفسه ومستقبله. أما عن الملكية، فهي في نظره رمز ونظام يحمي الشعب، وتأريخ عريق يسطر ملامح هذه الأمة، ومن الصعب تصور أي نظام بديل لهذا النظام، لكنه في نظره يحتاج إلى إدخال بعض التغييرات، ولن تدخل إلا إذا كانت هناك مراجعة من جديد لجهاز المجموعة كنظام سياسي، فمن أدوار الملكية المعاصرة، الدور الاستطلاعي والاستبصاري المستقبلي، خاصة وأن للحكومات والبرلمانات رؤيتها المحدودة والمتأسسة على سياسات الأمد القصير، بينما مؤسسة شامخة كالملكية لها امكانات الرؤية والتبصر، من الأفضل –في نظره- أن تهتم بالمسائل الأساسية والشؤون الإستراتيجية للبلاد، وتترك باقي الأشياء التي يمكن أن يزاولها الآخرون.


وعن قراءاته لسياسة المغرب الخارجية، يرى الدكتور المنجرة أن الحكومة/ الحكومات المغربية في وضعها الراهن لا تملك موقفا واضحا في السياسة الخارجية، وليست لديها استراتيجية لماهية الأهداف المراد تحصيلها. وأن المغرب بات مرتهنا بقيود التبعية للغرب. وهو ما يتناقض وشعارات التعاون جنوب/ جنوب وعدم الانحياز والوحدة العربية والوحدة الإسلامية.



وفي رأيه كباحث مستقبلي، أن إشكالية السياسة الخارجية المغربية تكمن في فراغ الإرادة السياسية، وفي حيرتها وعدم ثقتها في التعامل مع الآخر… وخاصة بالعالم ثالثي
وخارج هذا المحور الهام الذي شمل الحديث عن مقومات الاقتصاد المغربي، والآليات التي تعالج بها مغرب اليوم، قضية الصحراء المسترجعة، وقضايا الفقر والبطالة وحقوق الإنسان. تبقى محاور الكتاب الأخرى مفتوحة على قضايا العالم الثالث، ومن ضمنه العالم العربي، حيث تطرقت إلى المفاهيم والدلالات ارتباطها الوثيق بحاضر ومستقبل هذا العالم، متوخية تشخيص مشاكله في ميادين التنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان بعمق وشمول، مع تعيين الظروف والأسباب التي تحيط معالجتها على أرضية الصراع الحضاري القائم بين الشمال والجنوب، وهو صراع قيم بالدرجة الأولى.


-4-


هكذا يعالج الحوار الأول في هذا الكتاب ثلاثية فكرية، قد تكون هي المحور المفتتح لماسياتي من أفكار وتقييمات وملاحظات، ترتبط جميعها ب”الذلقراطية” التي جعلها المؤلف المحور العام لهذا الكتاب، وتتعلق بالحرية والمستقبل والديمقراطية، وهي المفاتيح الضرورية في رأيه لكل انتقال في العالم الثالث عموما، والوطن العربي على الخصوص .

بالنسبة للحرية يرى الدكتور المهدي المنجرة، أنها توجد في الكتب، وفي الإعلانات، وليس في برامج التعليم أو برامج الحكومات والأحزاب، مع أنها يجب أن توجد في الأذهان، تعاش بمبادرة شخصية وجماعية في مناخ حر، في البيوت و المدارس والجامعات ومختلف المرافق… ويرى أن الحرية في البلدان المتخلفة، لا تعاش بالممارسة، بل في الخطابات والنصوص، وأن الذين كانوا يدافعون عنها في برامجهم وكتاباتهم، يفعلون عكس ما يقولون عندما يصلون إلى الحكم… ويرى أن فشلنا في تحقيق الحرية، يعود إلى المواطنين الذين لم يأخذوا حريتهم بأيديهم، وينتظرون وعود الأحزاب، ووعود الحكومات والأنظمة.





أما بالنسبة للديمقراطية، فالأمر لا يختلف من حيث القيمة، فهي لا توجد في قاموس الدكتور المنجرة العالمثالثي، أنها كلمة ذات وزن قوي، إنها كالمجتمع المدني، تستعمل لأهداف مضادة لمدلولها. فلا يمكن الحديث –في نظره- عن الديمقراطية في بلدان التخلف والفساد، فالفجوة الآن واسعة بين الحكام والمحكومين.

إذن ما هي صورة “المستقبل” بالعالم المتخلف في نظر الباحث المستقبلي، وهو على هذه الحالة من السلبية والتراجع والذلقراطية؟

في نظر العالم/ الباحث الذي ارتبط “المستقبل”، باسمه طيلة سيرته الفكرية، أن الأخطاء المتراكمة في بلدان التخلف خلال القرن الماضي، سيكون لها ثمن، (وسيكون انعكاسها غالبا على الشعوب المستضعفة) فكلما تأخرت هذه البلدان في القيام بإصلاحات حقيقية، كلما كبر الثمن… مع ذلك فالتفاؤل لا يغيب عن المفكر المستقبلي، لأنه “لا يمكن أن نصل إلى وضع أسوأ مما نحن عليه الآن في العالم الثالث”.

في محور آخر حول التكنولوجية والتخلف، يرى الباحث المستقبلي، أن مسألة العولمة والتكنولوجية والعالم الثالث، تشكل قطبا مركزيا وأساسيا في الصراع الدولي الحالي، وأن الأسئلة حول هذا القطب تمتد في جذور السيميائية واللغوية قبل الوصول بها إلى النتيجة العلمية/ الفكرية، في حين أن الأجوبة تتبخر بهدوء في تفاصيل هذه المسألة، وهو ما يجعل العولمة، تفرز الأزمات تلو الأخرى، بل تساهم في خراب الشعوب على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.



إن العولمة في نظره، استعمار جديد شمولي، تقف خلفه الولايات المتحدة الأمريكية بهدف المزيد من التشتيت، ومن التخلف للعالم الثالث، والحضارات اليهودية والمسيحية ترمي من وراء العولمة فرض قيمها وأخلاقياتها وأسلوب حياتها على الحضارات الأخرى، الغير يهودية والغير المسيحية، ومنها بطيعة الحال، حضارتنا الإسلامية.

وفي نظر الباحث المستقبلي، أن لم يعد وهما نقل العبارات، ولكن الوهم الحقيقي، هو الاعتقاد بنقل التكنولوجيا، باستيراد الحاسوب أو تركيبه بالمصانع المحلية، والتعامل مع الأنترنيت، لا يعني نقل التكنولوجيا. لأن هذا المجال –في نظره- لا تقوم له قائمة إلا بالأبحاث العلمية وتدخل عناصر هامة لإنتاج التكنولوجيا المستلزمة لتركيب ذهني وعقلاني، والمرتبطة بعالم العلم والمعرفة، المتصل بالطاقة البشرية، وهو ما يعني توفير مناخ حر/ مساحات من الإبداع والديمقراطية والحرية، وتمكينه من الآليات العلمية لإنجاز البحوث العلمية، فلا يمكن تحقيق أي تطور في هذا المجال العلمي، ما لم يصبح العلم ثقافة. فالأشياء مترابطة فيما بينها.

وفي نظره أن تعامل العالم مع التكنولوجيا، ما زال قائما على التقليد دون إدراك لجهود ما يقلد… وتلك مشكلة حضارية كبرى.

وعن الوضع العربي الراهن، والصراع العربي الإسرائيلي، يرى الدكتور المهدي المنجرة، أن الشعوب العربية، على عكس حكامها، بدأت تدرك بعمق ضرورة التغيير والانتقال، ويرى أن هناك في الوطن العربي سيناريوهات تواجه هذا التغيير.

الأول، سيناريو الاستقرار والاستمرار، وهو ما يعني استمرار الأمور على ما هي عليه، وهو ما يتطلب دعم البنك الدولي، والجيوش الأجنبية، غير أن هذا الاستقرار من شأنه أن يكون “بيولوجيا” وهو ما يعني الموت وتعطيل الخلق والابتكار، وهو الشيء المستحيل في حياة الشعوب.

أما السيناريو الثاني، فيتعلق ب”الإصلاح” الذي تعطل في الوطن العربي، بسبب قيام السيناريو الأول، ومن الممكن لسيناريو الإصلاح أن ينجح بنسبة 30% إلا أن ذلك يظل في نظر الباحث المغربي رهينا بسرعة التدخل والوعي بالإكراهات التي تفرض على العرب معالجة فورية لمسائل الديمقراطية والعمل على دعم المجتمع المدني ووضع دعائمه.





ولأنه وقع تأجيل/ تأخير هذا السيناريو على علاته لطبيعة الحكم والحكام في الوطن العربي، أصبح في تقديره من المتعذر تنفيذ أو القيام بإصلاحات فاعلة وناجحة، تبعد شبح التغيير الشامل، الذي هو موضوع السيناريو الثالث.



إن الدكتور المهدي المنجرة، لا يتصور مستقبلا للبلاد العربية خارج إطار التغيير الفوري لوضعيتها الراهنة، لأنه لا يمكن التخطيط لسيناريو الإصلاح في ظل الحكم العربي الراهن المتولد عن النظام العالمي الجديد والمتحالف في نفس الآن مع أنظمة الاستعمار الجديد
وعن الصراع العربي الإسرائيلي، يرى الباحث المستقبلي أن قوة إسرائيل لم تنتجها عبقرية ثلاثة أو أربعة ملايين إسرائيلي أو إثنى عشر مليون يهودي موزعة في العالم، بل هو التلاحم بين الكيان الصهيوني والمركب الأمريكي السياسي والإستراتيجي والاقتصادي والمالي والعسكري والعلمي والتكنولوجي.

ويرى أن دور العرب في تحقيق الحلم الإسرائيلي، كان أساسيا، فالتاريخ سيسجل إسهام القيادات العربية والقيادات الحالية لمنظمة التحرير الفلسطينية في كل الجرائم ضد الشعوب العربية، وأن هذا التاريخ سيؤكد بصوت مرتفع انخراطات الإنسان العربي، في هذا الصراع، ونضالاته المتواصلة والمستمرة من أجل استعادة حقه في التاريخ والجغرافيا.

-5-


السؤال الختامي في هذا الكتاب المرجعي الهام : ما هو دور المثقف العربي اليوم/ ما هو موقفه من قضايا محيطه المحلي والدولي؟ يرى الباحث المستقبلي، أن المثقف العربي أصبح مطالب باستعجال استعادة دوره المفقود، وقيادة مرحلة التغيير المطلوب، وأنه قبل ذلك وبعده أصبح مطالب بمواجهة أسئلة القرن الواحد والعشرين، بكل ما تطرحه من تحديات، وتسارع في الاختراعات والاكتشافات، إذ لا يمكن أن يضطلع المثقف العربي بمهامه الأساسية، داخل المؤسسات السياسية و الاجتماعية والاقتصادية و الثقافية التي تآكلت بنياتها وفقدت مصداقيتها وأصبحت آلية للسقوط، وهو ما يفسر بوضوح أسباب أزمة الثقافة العربية الراهنة، وأسباب انحصار المثقف العربي، في زمن الألفية الثالثة.

فهل تدركون… أن الذلقراطية واقع شامل يحيط بنا من كل زاوية...ومن كل جانب؟.


a.khouya 2014-03-19 05:35

رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة
 


شكرا على المجهودات الطيبة للتعريف بقيمة رجل من طينة العلماء الأفذاذ.جازاك الله خيرا.
تحيتي

بالتوفيق 2014-03-19 16:46

رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة a.khouya (المشاركة 727796)


شكرا على المجهودات الطيبة للتريف بقيمة رجل من طينة العلماء الأفذاذ.جازاك الله خيرا.
تحيتي


شكرا جزيلا لكم أخي الكريم على التفاتتكم الطيبة و مواكبتكم و تتبعكم و تفاعلكم مع الموضوع

أحييكم تحية طيبة مباركة

بالتوفيق 2014-06-13 21:17

رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة
 


توفي يومه الجمعة 15 شعبان 1435 موافق 13 يونيو 2014

المهدي المنجرة

رحمه الله و أسكنه فسيح جناته

فقدته أسره و أمته و الإنسانية جمعاء

تخففت روحه من ألم الجسد و فكّ الله حصارها و قيودها


بعد أن عانى رحمه الله من ظلم و جحود و غيرة و غبن الكثيرين

إن ما في هذه الصفحة يبرز قليلا من جوانب شخصية هذا الرجل الفذ

و اتمنى من الأعضاء الكرام أن يغنوها بمساهماتهم و كلماتهم و معطياتهم حوله رحمه الله

فالتعريف به نافع لنا و هو سيرحم به إن شاء الله لأنه إن شاء الله علم ينتفع به و صدقة جارية

و عمل صالح

بالتوفيق 2014-06-14 07:21

رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة
 


هسبريس - و.م.ع
الجمعة 13 يونيو 2014 - 23:13


بعث الملك محمد السادس برقية تعزية إلى أفراد أسرة عالم المستقبليات المغربي المهدي المنجرة، الذي وافته المنية، يوم الجمعة بالرباط، عن سن يناهز 81 سنة.

ومما جاء في هذه البرقية، أن الملك تلقى "بعميق التأثر والأسى نعي المشمول بعفو الله ورضوانه، المرحوم الأستاذ المهدي المنجرة، الذي بوفاته فقد المغرب أحد رجالات الفكر والمناضلين المخلصين عن حقوق الإنسان والمساهمين في تكوين الأجيال المغربية التي تتلمذت على يديه".

واستحضر الملك "في هذا الظرف العصيب، ما كان يتحلى به الراحل من خصال إنسانية رفيعة، ومن تشبع مكين بالقيم الكونية للحرية والعدالة والإنصاف، حيث كان، رحمه الله، نموذجا للمفكر الملتزم والباحث المستقبلي الجاد، الذي سخر كتاباته للدفاع عن حق شعوب الدول النامية في اكتساب مفاتيح وأسس تحقيق التنمية الشاملة القائمة على تقاسم العلم والمعرفة، مما أكسبه تقدير كل من واكبوا فكره، ونهلوا من علمه ودراساته سواء على المستوى الوطني أو العربي أو الدولي".

وأعرب الملك، بهذه المناسبة المحزنة، لأسرة الراحل المهدي المنجرة، ومن خلالها لكافة أهل الفقيد وذويه ولكل أصدقائه ومحبيه من عالم الفكر، عن أحر التعازي والمواساة الصادقة في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه، سائلا العلي القدير أن يعوضهم عن فقدانه جميل الصبر وحسن العزاء، وأن يجزيه الجزاء الأوفى عما أسداه لوطنه من أعمال جليلة، وأن يسكنه فسيح جناته، ويجعله من الذين يجدون ما عملوا من خير محضرا.

يذكر أن المفكر وعالم المستقبليات المهدي المنجرة ، الذي وافته المنية يوم الجمعة بعد مصارعته المرض لسنوات ، ازداد في 1933 بالرباط، وتابع دراسته بالولايات المتحدة والتحق بجامعة كورنيل بنيويورك ما بين 1950 و1954 حيث حصل على شهادة الإجازة في العلوم السياسية، وانتقل إلى مدرسة لندن للاقتصاديات والعلوم السياسية التابعة لجامعة لندن ما بين 1954 و1957 ، حيث حصل على الدكتوراه في العلوم الاقتصادية والعلاقات الدولية، قبل أن يلتحق بجامعة محمد الخامس كأول أستاذ محاضر مغربي بكلية الحقوق.

وشغل المهدي المنجرة بعد ذلك عدة مناصب علمية دولية منها مستشار أول في الوفد الدائم للمغرب بهيئة الأمم المتحدة خلال الفترة ما بين 1958 و1959 ، وأستاذ محاضر وباحث بمركز الدراسات التابع لجامعة لندن (1970)، وشغل باليونسكو مناصب قيادية عديدة ما بين 1961 و1979، وشغل إلى جانب ذلك منصب منسق لمؤتمر التعاون التقني بين الدول الإفريقية (1979-1980)، وخبير خاص للأمم المتحدة للسنة الدولية للمعاقين (1980-1981)، ومستشار مدير مكتب العلاقات بين الحكومات للمعلوميات بروما (1981-1985)، ومستشار الأمين العام للأمم المتحدة لمحاربة استهلاك المخدرات.

وترأس المفكر الراحل الفدرالية العالمية للدراسات المستقبلية (1976-1981) ثم شغل عضوية لجنتها التنفيذية، وترأس الجمعية الدولية للمستقبليات "فوتوريبيل"، وشغل عضوية كل من نادي روما قبل أن يستقيل منه في 1988، والجمعية المغربية للمستقبليات، والمجلس التنفيذي للجمعية العالمية للتنمية (1985-1988)، وأكاديمية المملكة المغربية، والأكاديمية العالمية للفنون والعلوم، والأكاديمية الإفريقية للعلوم، والأكاديمية الأوروبية للعلوم والفنون والآداب، والجمعية العالمية للمستقبل، والاتحاد العالمي للمهندسين المعماريين، ومنتدى العالم الثالث، ونائب رئيس جمعية الصداقة بين المغرب واليابان.

ومن بين الجوائز والأوسمة التي حازها المفكر الراحل جائزة الأدب الفرنسي في جامعة كونيل (1953)، ووسام الاستقلال بالأردن (1960)، ووسام ضابط للفنون والآداب بفرنسا (1976)، والجائزة الفضية الكبرى للأكاديمية المعمارية بباريس (1984)، ووسام الشمس المشرقة باليابان (1986)، وجائزة السلام لسنة 1990 من معهد ألبرت إنشتاين الدولي.

صانعة النهضة 2014-06-14 20:49

رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة
 
من أقوا المهدي المنجرة ،بل من درره رحمه الله


http://u.jimdo.com/www30/o/s7bc76d0e.../std/image.png

صانعة النهضة 2014-06-14 20:51

رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة
 

صانعة النهضة 2014-06-14 20:54

رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة
 

صانعة النهضة 2014-06-14 20:58

رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة
 
دردشة مع عالم المستقبليات المهدي المنجرة رحمه الله



صانعة النهضة 2014-06-15 10:57

رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة
 
الحياة ‬الشخصية ‬والاجتماعية ‬للأستاذ ‬المهدي ‬المنجرة ‬تظهر ‬من ‬خلال، ‬زيارة ‬منزله.

‬فالداخل* ‬إليه* ‬سيجد* ‬*”‬صالونا* ‬بلديا ‬وآخر ‬غربيا.

‬والمنزل* ‬كله* ‬عبارة* ‬عن* ‬مكتبة،* ‬وأينما* ‬تجولت* ‬في* ‬أرجاء* ‬المنزل* ‬ستجد* ‬كتبا* ‬أو* ‬مجلات،* ‬ما* ‬يعكس* ‬تعلقه* ‬بالقراءة* ‬والكتابة*. ‬المنجرة* ‬إنسان* ‬منفتح* ‬على* ‬الحداثة،* ‬لكنه* ‬مغربي* ‬أصيل* ‬لا* ‬يتنكر* ‬لمغربيته*. ‬بل* ‬يعتز* ‬بها* ‬ولا* ‬يمكن* ‬أن* ‬يزايد* ‬عليه* ‬أحد* ‬في* ‬ذلك*. ‬رغم* ‬أن* ‬تكوينه* ‬الأكاديمي* ‬كان* ‬بإنجلترا* ‬إلا* ‬أنه* ‬يبقى* ‬المهدي* ‬المنجرة* ‬المغربي* ‬البسيط،* ‬الذي* ‬يعيش* ‬الطقوس* ‬والعادات* ‬المغربية* ‬بنوع* ‬من* ‬الاعتزاز*.

بالتوفيق 2014-06-19 07:30

رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صانعة النهضة (المشاركة 749283)
الحياة ‬الشخصية ‬والاجتماعية ‬للأستاذ ‬المهدي ‬المنجرة ‬تظهر ‬من ‬خلال، ‬زيارة ‬منزله.

‬فالداخل* ‬إليه* ‬سيجد* ‬*”‬صالونا* ‬بلديا ‬وآخر ‬غربيا.

‬والمنزل* ‬كله* ‬عبارة* ‬عن* ‬مكتبة،* ‬وأينما* ‬تجولت* ‬في* ‬أرجاء* ‬المنزل* ‬ستجد* ‬كتبا* ‬أو* ‬مجلات،* ‬ما* ‬يعكس* ‬تعلقه* ‬بالقراءة* ‬والكتابة*. ‬المنجرة* ‬إنسان* ‬منفتح* ‬على* ‬الحداثة،* ‬لكنه* ‬مغربي* ‬أصيل* ‬لا* ‬يتنكر* ‬لمغربيته*. ‬بل* ‬يعتز* ‬بها* ‬ولا* ‬يمكن* ‬أن* ‬يزايد* ‬عليه* ‬أحد* ‬في* ‬ذلك*. ‬رغم* ‬أن* ‬تكوينه* ‬الأكاديمي* ‬كان* ‬بإنجلترا* ‬إلا* ‬أنه* ‬يبقى* ‬المهدي* ‬المنجرة* ‬المغربي* ‬البسيط،* ‬الذي* ‬يعيش* ‬الطقوس* ‬والعادات* ‬المغربية* ‬بنوع* ‬من* ‬الاعتزاز*.


شكرا جزيلا لكم على الإضافات النوعية الهامة

بالتوفيق 2014-06-19 07:31

رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة
 


رشيد نيني
الأربعاء 18 يونيو 2014


للعالم الراحل المهدي المنجرة رحمه الله أفكار ستبقى راسخة في الأذهان. ولذلك فمن يعتقد أن المهدي مات مساء الجمعة الماضي فهو واهم، لأن من يخلف وراءه الكتب والأفكار النيرة التي تسير على هديها الأجيال من بعده لا يموت، بل يظل ضاجا بالحياة أكثر من الأحياء أنفسهم.
كان لدي شرف لقاء الدكتور المهدي مرتين بشكل مباشر بمدريد، وكان لدي شرف لقائه بشكل غير مباشر مئات المرات، عبر حضور محاضراته والاستماع إلى مداخلاته التي كانت تسجل في أشرطة الفيديو وتوزع نهاية الثمانينات وبداية التسعينات تحت المعاطف مثل المواد المهربة.
فأفكار الرجل كانت ذات وقت أشبه بأصابع الديناميت، قليل منها يكفي لتفجير الوضع الاجتماعي والسياسي الملتهب. ولذلك وجد نفسه ذات يوم مضطرا لجمع حقيبة سفره وطي حاسوبه الشخصي الذي كان يحلو له تسميته «إيطو»، والذي كان من أوائل أجهزة الحاسوب التي تم استعمالها في المغرب والعالم العربي، والهجرة نحو اليابان.
فقدر الرسل والأنبياء والعلماء أن يضربوا في الأرض وأن يهاجروا بعلمهم وأفكارهم ووحيهم عندما تصبح الحياة في بلدانهم بين الجهلاء والجبناء والطغاة من أهلهم وذويهم صعبة.
في مقهى الفندق الجميل الذي نزلت فيه بمدريد بدعوة من جمعية لطلبة مغاربة يدرسون هناك جلست أفطر بجانب الدكتور المهدي. أذكر أنه لم يأكل شيئا، بل اكتفى بفنجان كبير من القهوة السوداء، فيما عيناه المليئتان بذلك البريق الذي يتطاير من مقل النوابغ كانتا تمسحان المكان بدقة.
كنت مأخوذا بمراقبة حركاته وسكناته، ولذلك لم أتبادل معه سوى كلمات معدودة. فيما هو كان يتحدث بعصبية، أدركت في ما بعد أن تلك العصبية تلازمه دائما وأنها طريقته الخاصة في الكلام.
بعد سنوات، وبالضبط عام 2007، سأتلقى اتصالا هاتفيا منه وأنا جالس في مكتبي أكتب. تبادلنا عبارات المجاملة والمودة، ومر الدكتور المهدي مباشرة إلى صلب الموضوع. كان يسأل إن كنت أقبل بتسلم جائزة المهدي المنجرة للدفاع عن الكرامة التي يمنحها كل سنة، ودون تفكير قلت للسي المهدي إن مجرد التفكير في منحي هذه الجائزة يعتبر تشريفا كبيرا لي، وإنني أقبل ذلك بدون تردد.
فتم تنظيم حفل صغير وبسيط حضره أصدقاء مشتركون، وبعدها أصبح الدكتور المهدي يزور مقر الجريدة في كل مرة يأتي فيها إلى الدار البيضاء، إلى أن أصبح عاجزا صحيا عن مغادرة بيته، فاعتكف بعيدا عن الأضواء إلى أن مات «حرا شريفا» كما قال الصديق أحمد السنوسي.
الآن بعد رحيله سيقبل الناس على كتبه، وسيعثرون على شذرات مضيئة في هذا الليل الذي تملؤه الهوام والحشرات الباحثة عن الضوء.
سيكتشفون أن المهدي هو القائل:
«عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمان، بنوا سور الصين العظيم واعتقدوا بأنه لا يوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه، ولكن !
خلال المائة سنة الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات، وفي كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية في حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه، بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب.
لقد انشغل الصينيون ببناء السور ونسوا بناء الحارس، فبناء الإنسان يأتي قبل بناء كل شيء، وهذا ما يحتاجه طلابنا اليوم. يقول أحد المستشرقين «إذا أردت أن تهدم حضارة أمة فهناك وسائل ثلاث هي:
أولا اهدم الأسرة، ثانيا اهدم التعليم، ثالثا أسقط القدوات والمرجعيات.
ولكي تهدم الأسرة عليك بتغييب دور الأم، عليك أن تجعلها تخجل من وصفها بـ«ربة البيت».
ولكي تهدم التعليم عليك بالمعلم، لا تجعل له أهمية في المجتمع وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه.
ولكي تسقط القدوات عليك بالعلماء، اطعن فيهم وشكك فيهم، قلل من شأنهم، حتى لا يسمع لهم ولا يقتدي بهم أحد.
فإذا اختفت الأم الواعية واختفى المعلم المخلص وسقطت القدوة والمرجعية فمن يربي النشء على القيم؟».
هذا هو السؤال الجوهري الذي يلخص كل عمل الدكتور المهدي المنجرة، إنه سؤال القيم.
أو بعبارة أخرى، سؤال المعنى.
وسط زحمة الحياة وما نعتبره تقدما، نكتشف أن أشياء كثيرة فقدت معناها. بدءا من السياسة والنضال والالتزام وانتهاء بالحب والصداقة.
عندما وقف الطاغية نيرون في شرفة قصره يتمتع برؤية روما وهي تحترق بكامل مجدها، كان يقف إلى جانبه مرافقه الفيلسوف. فسأل نيرون فيلسوفه كيف وجد منظر روما وهي تحترق، فأجابه هذا الأخير :
- «سيدي الإمبراطور، إذا أنت أحرقت روما يا فسيأتي بعدك من يعيد بناءها، ربما أحسن وأروع مما كانت عليه. لكن الذي يحز في نفسي هو أنني أعلم أنك فرضت على شعب روما تعلم شعر رديء، فقتلت فيهم المعاني، وهيهات إذا أنت قتلت المعاني في شعب أن يأتي من يعيد إليها الحياة من جديد».
هذه الحكاية التاريخية تفيد في تأمل حالنا نحن المغاربة اليوم. فما وصلنا إليه من انحطاط ثقافي وأخلاقي ليست له أسباب مادية وإنما كل أسبابه مرتبطة بالتربية، أو بسوئها على وجه الدقة. يعني أن مشكلتنا الحالية في المغرب ليست اقتصادية ولا سياسية، وإنما هي مشكلة أخلاقية تربوية بالأساس. والسبب كما قال المهدي هو تبخيس دور المربين، من الأم إلى العلم إلى العالم.
فقد تم قتل الوطنية التي هي جوهر بقاء الشعوب وتطورها، وحولوها إلى مجرد وسام تافه يعلقه بعض المخصيين وعملاء الاستعمار ولاعقي الأحذية في المناسبات الوطنية. أما المقاومون الحقيقيون الذين وهبوا أرواحهم لكي يعيش الوطن حرا فقد أطلقوا أسماء بعضهم على الأزقة، وفي الوقت نفسه فرقوا أبناءهم على الأزقة بعد أن أغلقوا في السبعينات المدرسة التي بناها محمد الخامس ليدرس بها أبناء الشهداء.
قتلت النخوة والكرامة في النفوس، وتحولنا إلى مجرد قطعان تساق نحو المراعي طيلة النهار وتعود إلى الحظيرة كل مساء. والنتيجة أنهم نجحوا في تربية أجيال من الخرفان يكفي أن تقود واحدا منها من قرنيه حتى يتبعه الآخرون مهرولين. ولا يهم إن كانوا يتجهون بأرجلهم نحو المجزرة، فالاحتجاج هو آخر ما تتعلمه الخرفان. وحتى إذا ما احتجت فغالبا ما يحدث عندما يقرب الجزار السكين من العنق، أي بعد فوات الأوان.
قتل الحب في النفوس، وتعهدنا بالرعاية حبا واحدا لا شريك له هو حب المال والسلطة والذين يدورون في فلكها. حتى أصبح بعضنا بسبب المال يبيع أعراض بناته في أسواق النخاسة العالمية.
لذلك فأزمتنا الحقيقية هي أزمة قيم قبل أن تكون أزمة اقتصاد وسياسة.
السياسة عندنا لا أخلاق لها، وأغلب السياسيين يعطون نموذجا مسطحا وانتهازيا وجد متسلط لرجل السياسة. حولوا أحزابهم إلى مقاولات وشركات غير محدودة يستثمرون فيها أسهم النضال ويتاجرون بالقتلى والشهداء والجثث ومجهولي المصير للحصول على المزيد من المساهمين بين الأحياء. يوهموننا بأنهم يصالحوننا مع الماضي، في الوقت الذي يخاصموننا بشدة مع الحاضر.
التربية والتعليم انعدمت فيهما الأخلاق وأصبحا مجالا للربح والاستثمار والمزايدات النقابية الرخيصة، وأصبح مستقبل الأجيال مجرد ورقة ضغط في يد محتالين حزبيين همهم الوحيد هو تسلق السلالم الإدارية، حتى ولو كان ذلك فوق ظهور تلاميذ أبرياء.
ولكم نحن مشغولون بالبناء والتشييد وترميم الحيطان والأسوار، وفي الوقت ذاته نحطم أهم جدار واق يضمن أمن الوطن. جدار المعاني والقيم. فالشعب لا يحيا فقط بالخبز والماء، وإنما يحيا أيضا بالمعاني.
الحيطان والأسوار والطرق إن تهدمت سيأتي من يعيد بناءها من جديد، أما المعاني إذا ماتت في نفوس المواطنين فهيهات أن يأتي من يحييها ذات يوم من جديد. وصدق «ناس الغيوان» عندما أنشدوا ذات زمن «ماهموني غير الرجال إلى ضاعو الحيوط إلى رابو كلها يبني دار».
وهو المعنى ذاته الذي رمى إليه الشاعر الرائع محمود درويش عندما أنشد:
نيرون مات ولم تمت روما
بعينيها تقاتل
وحبوب سنبلة تموت
فتملأ الوادي سنابل..
رحم الله الدكتور المهدي المنجرة، وأطال الله في عمر علمائنا المتبقين على قيد الحياة.

بالتوفيق 2014-06-27 20:48

رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة
 


أيوب المزيّن: المهدي المنجرة .. أصداء معلّم مستفِز

الخميس 26 يونيو 2014 - 20:40
هسبريس


مات المنجرة. هكذا كنت أقول، بعدما انقطعتُ عن الكتابة إليه، لتكريس غيابه في ذهني. لم يكن قد توفّي بعد، لكنّي توقّفت عن متابعة أخباره وإصداراته، اغتلته رمزيّا، ونكصت على عقبيّ. بقيتْ إشاعات وفاته تتردّد على الشّبكات الاجتماعية، خاصّة خلال فترة مرضه واحتجابه الأخير، ولم أكن آبه، وما عدت أسرف في الحديث عنه. يُشبه قتل المعلّم إلى حدّ ما تصفية الأب البيولوجي، عند التّحليليّين، تعجيلاً بالفقدان والضّياع، حدّ التّحطيم. لقد كان المنجرة ميّتاً بالنّسبة لي منذ سنوات، لسببين اثنين، أوّلهما افتراقي عن الالتزام الصِّرف، وثانيهما إحباط سياسيّ عنيف بعد مرحلة بحّ فيها صوت سّي المهدي، و«نحن» معه، في وجه نظامٍ ومجتمعٍ كاسدَين: "باراكا" (كفى).

مع نهاية الألفية الثّانية، بلغت فِتنتي بالتّكنولوجيا والمعرفة ذروتها. كنت أدردش وأقرصن وأقرأ وأبعث الرّسائل: أدردش على برنامج الـ"mIRK"، وأقرصن علباً بريديّةً لأشخاص مبهمين، كانوا برتغاليين على الأرجح، وأحمّل عشرات المقالات الغامضة، وأبعث الرّسائل لوجهات كثيرة ومجهولة، دون أن أرجو جواباً من أحد. كان المنجرة وقتها من رجال العلم العرب القلائل الذين يتوفّرون على موقع خاص، ويتفاعلون عبر الإيميل، ويحرصون على نقل الحوار مع اليافعين والشّباب من الفضاءات التقليدية المُسيّجة بالمنع والـ"حڭرة" إلى قلب «مجتمع المعرفة والإعلام» النّاشئ الذي استشرف هو نفسه دوره المستقبليّ في تغيير براديغمات السّلطة وروابط النّخبة بالشّارع.

كنت حينئذ تلميذاً في المدرسة الإعداديّة، أتعاون مع جريدة محليّة نصف شهريّة، وألعب الكرة يوم الأحد. راسلته وأنا أخمّن: "لعلّه شبح كما الآخرين، يسكن الأسلاك، ولا يجيب أبداً". لكنّه لم يكن كذلك، فقد رحّب بمحاورتي واستضافني بتواضع وتقدير كبيرين. –هو: "ماذا ستدرس السنة المقبلة؟" –أنا: "أعتزم الالتحاق بالأكاديمية العسكريّة في مكناس". –هو: "تنخرط في حماية ناهبي الوطن؟ لقد غادرتُ أمريكا لأنّ حكومتها كانت تريد تجنيدي في عزّ شبابي (...) الجندية سلب للحرية. تعلّم الاقتصاد في الثانوية وادرس القانون بعد ذلك...".



ومن نافذة مكتبه المطلّة على كلية الحقوق-محمّد الخامس بحيّ أكدال، كان يشير بسبّابته المرتعشة للشّارع المؤدي إلى ثانوية ديكارت، التّابعة للبعثة الفرنسية، بالرباط وهو يتمم حديثه: "ليس لأنّهم درسوا في البعثات الأجنبية، في اليوطي وديكارت، فذلك يعني أنّهم أهمّ منك، بل إنّي أراك بقليل من المثابرة مفكّراً مهمّاً". أُضرب الأصلع على رأسه يا أيوب، كان يقول، فأينما مسسته سال دمه. إنّه تعبير شكّل لي، على حداثة سنّي، صورة واضحة ومربكة عن عراء المشهد السياسي والثقافي في مغرب يحبو على بطنه. التّفكير حفظا للكرامة، هذا ما كنت تحرّضنا عليه، وماذا بعد؟

لقد تشكّل تاريخـ(نا) الوطني الحديث، شئنا أم أبينا، من مأثورات فقهاء ومؤرّخين وسياسيين وفنّانين ومفكرين وأساتذة فلسفة، ومن «آثار منسيّين» لم يردنا عنهم إلاّ الزّهيد الزّهيد، ندين لهم بالأرشيف الذي يرتق هويّاتـ(نا) في الحاضر كـ"مغاربة". وقد كان المنجرة، على مدار عقود من الزّمن، يشتغل وينتج سياسة للثقافة وخطاباً للمعرفة يفترق عن الفكر المحض ويلتقي باليومي، وبالشّعبوي أحياناً. وهي صيغة مختلفة من ابتكار سلط بديلة. المنجرة لا يُقرأ كما العروي أو الجابري مثلاً. إنّها أنماط متباعدة. والمنجرة لم يدّع يوماً أنّه أديب لنحاكمه بمعايير الأدب.

لم يكن المنجرة حاقداً على أحد، لكنّه كان مستفزّاً، وجعل من الاستفزاز تقنية قتالية، داخل بيئة علميّة واجتماعية وسياسية فاسدة. فساد في التعليم والصحة، وفي الأحزاب كما في المخزن. فساد في السّر والعلن، ومرارة تحرق. وباستعمال العامية المغربية، بأمثلتها الشّعبية اللاّذعة، تمكّن من الاقتراب من المقهورين من أجل إذكاء القلق الشّعبي ومقاومة استبداد يحارب الحياة.

إنّ أكثر شيء قد يضرّ بالأحياء اليوم، ويسيء للموتى في الآن نفسه، هو الغلوّ في «مهمّة الحداد» أو في «إيكولوجيا الذّاكرة»، أي الاسراف في النّحيب، إمّا تعظيماً للآثار أو استحضاراً لنسيان مغرض. إنّهما أمران يهدّدان المشترك، سواء تعلّق الأمر بالأفراد أو بالهويّة والتّاريخ. ومع الخلط القائم، في النقاشات العمومية، بين الحاجة وشبيهتها، يصير المنجرة أيقونة للاحتجاج الفجّ تارة أو مرمى حجر الخانعين القدامى الذين تصدّوا لحركة "باراكا" التي كان قد أسّسها سنة 2005 رغبة منه في الاحتجاج إلى جنب المستضعفين تارة أخرى. لقد تبرّأ المنجرة من الطّرفين، من المستغِلّين والمستغَلّين، لأنّ كلّ مستغَلّ جاهل يتحوّل إلى مستغِلّ بمجرّد تمكّنه من أسباب القوّة؛ ويائساً من "وْلَادْ عبد الواحدْ اللّي كلّهم واحدْ"، عزّى المنجرة الدّولة المغربية في نفسها قبل أن تعزّي، هي، أسرته في مماته.

التحقت عام 2006 بجامعة فرنسية لدراسة القانون وعلم السياسة. وبعد انتهاء أوّل محاضرة داخل الـ"aula magna"، عدت إلى غرفتي على عجل وكاتبته: "لم أتمكّن من اجتياز اختبارات ولوج المدرسة الوطنية للعلوم السياسية، لكنّي قُبلت في جامعة مونتسكيو وباشرت الدّروس". فأجابني بدعابته المألوفة: "مسرور لأنّك لم تصبح جنديّا ! بوردو مدينة جميلة وجامعتها عريقة. أتمنّى لك التّوفيق في مسارك". كان هذا آخر تبادل إلكتروني جمعنا، أحفظه في ذاكرتي، بعدما أغلقت شركة خدمات الرّسائل "caramail" علب زبنائها دون سابق إنذار. وإذا كان الموت قد خطف سّي المهدي في لحظة تنويم شعبيّة، فإنّ ذكراه لن تفنى، بفضل استقامته. الاستقامة المطبوعة بوفاء أصليّ اتّجاه ميثاق لا يبطل، بلغة ليفيناس، ميثاق احترام الغيريّة والدّفاع عن الإيتيقا بالمسؤوليّة والعدل.

بالتوفيق 2014-06-27 20:52

رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة
 


تعاليق الزوار عن المقال:


amar
الخميس 26 يونيو 2014 - 22:15
حتى نظراته فى صوره رحمة الله عليه بعفوه ترمز الى قلقه وبعد نظره ساهم في انقاذ اليابان من الجهل والامية ومنعوا اسهاماته لانقاذ وطنه من شر الجهل والامية وكان مصرارا ملحاحا عن اصلاح تعليمنا لانه راس كل اصلاح لكن الفاسدين المفسدين لهم مصالح في ابقاء الحال على حاله الم يقل فقيدنااسكنه الله فسيح جناته وجعله من الصدقين والشهداء الم يقل : كل ما سيس الا وفسد ما راي وزراءنا المعالي ومجلسنا للنوام ونخبنا السياسوية والثقافوية من مقولة استاذهم الصادق الوطني المخلص الذي استطاع ان يرفع علم وطنه في الخمسينات في اكبر المنابر العالمية كما استطع ان يشغل مناصب عالية علو قيمته وقيمه وا لكل يعلم رفضه لمناصب وزارية عدة ايام كان جل وزراءنا الحاليين يخافون من الشاوش امام باب الموظف البسيط وهاهم اليوم اطبقوا الصمت في حق هذا الفقيد الذي تنبا بتواطاهم مع الفساد لاجل مصالحهم جاهلين او متجاهلين ان في تواطاهم هذا اشر ويلاتهم لخاتمتهم لان الاعمال بالخواتم لاحظوا معي كيف كانت خاتمة فقيدنا مات في صمت وفي يوم الجمعة وفي شهر شعبان وهو راضي عن نفسه

2 - من ألمانيا
الجمعة 27 يونيو 2014 - 10:07
لا زلت اتذكر زيارته لنا في جامعة برلين التقنية TU-Berlin حينما كنت طالبا فيها. لقد سأله احد الطلبة بعد نهاية محاضرته القيمة. مغزى السؤال كان يقول: هل هناك أمل في أن المغرب سيتغير وسيعرف إزدهارا إجتماعيا وإقتصاديا وصحياووو... كان جواب العالم المنجرة رحمه الله سريعا وبدون تردد وهو نعم وزاد وقال لسبب بسيط جدا هو أننا في المغرب وصلنا إلى "قاع الخابية" يعني لا يوجد مستوى آخر أقل من هذا فلا يمكن أن نتوقع إلا أن يكون هناك تحسن وأمل، وسبيلنا الوحيد هو الرجوع للإسلام الحقيقي والسنة النبوية الشريفة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وأوصانا بالتمسك بديننا الحنيف لأنه بذلك سنكون أحسن سفراء لبلدنا ولديننا في الخارج لأن ديننا يدعو للأخلاق وحسن المعاملة وكذلك يدعو للعلم وبهذا سوف نكون مثلا يقتدى به في كل مجال. فرحم الله المهدي المنجرة وأنا سعيد جدا بأن أتيحت لي فرصة لقائه والتكلم معه وأخذ توقيع له في كتاب كان من تأليفه.


بالتوفيق 2014-06-29 10:29

رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة
 


المنجرة .. رحيل نجم في ليل ثقافي ينتظر الشروق
محمد غاني
الخميس 26 يونيو 2014 - 19:49
هسبريس


كتب زميلي المقتدر و الباحث الرصين منتصر حمادة على صفحته في "الفيسبوك" ما أوحى لي بعنوان هذا المقال حيث كتب أن ما يجعل نهاية الأسبوع الماضي حزينة هو رحيل المفكر الكبير وعالم المستقبليات الشهير المهدي المنجرة ــــ الذي يعتبر واحدا من ضمن ألفي شخصية عالمية بصمت القرن العشرين، حسب إحدى أكبر المؤسسات العالمية لاستطلاع الرأي، والذي شغل منصب المسؤول عن الثقافة بالبلدان العربية بمنظمة اليونسكو في السبعينات من أشهر مؤلفاته "الحرب الحضارية الأولى" و"عولمة العولمة" (1).

اعتبر الزميل منتصر أن "جنازة المهدي المنجرة، كانت فضيحة لنا جميعا، ولولا حضور أهله في المسجد وفي الدفن، مع حضور متواضع للنخبة الفكرية، لكانت فضيحة الفضائح، واسألوا بلقزيز ووقيدي واليحياوي والعطري، لتطلعوا على الخبر اليقين".

كتبت تعليقا على تعليقه "هكذا نهاية المثقفين في بلدان العالم الإسلامي التي تعيش حالة غروب ثقافي" وقد عبرت بذلك نظرا لأنني أرى أن الامة الإسلامية عرفت مرحلة الشروق الحضاري ببعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وعاشت مرحلة الظهر الثقافي أيام الدولة العباسية ثم مرحلة العصر الثقافي مع الدولة العثمانية الى أن جاء الغروب الحضاري والثقافي مع آخر ملوك الطوائف بالأندلس ومن ثم الدخول في ليل ثقافي عميق تظهر فيه بعض النجوم من حين إلى حين كموضوع حديثنا اليوم الذي كان يرى أن "الغرب متغطرس ثقافيا لأن فضاءه الزمني التاريخي محدود. حين تذهب إلى العراق أو الصين أو إلى أمريكا الجنوبية ثمة ثقافة متجذرة ومتطورة. في الولايات المتحدة تجد بالمقابل الأكلات السريعة ("الفاست فود")".

التقدم العلمي لا يعني آليا امتلاك ثقافة التواصل مع الآخر. أنا أعتقد أن العالم يعيش حالة انفجار، وهنا أعود لتعبير "الانتفاضة". فالانتفاضة انفجار يحدث حين يبلغ السيل الزبى. ثمة ظلم هائل في العالم، ومن اللازم إيجاد الحلول كي يكون كل الناس رابحين وكي لا يكون هناك خاسر"، (2)، وهو ما يمكن أن نعبر عنه بحالة الظهر الثقافي الذي انتقل من الشرق الى الغرب، فمع القضاء على ملوك الطوائف غربت الحضارة في الشرق وأشرقت في الغرب فمتى يا ترى ينتهي ليلنا الثقافي وتشرق شمسه من جديد.

1 ـ انظر موقع الأستاذ المهدي المنجرة على الرابط التالي: www.elmandjra.org

2 ـ انظر المهدي المنجرة، الإهانة في عهد الميغا- إمبريالية، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 2007،ط 5، ص:30.

* باحث مشارك بمركز جاك بيرك للعلوم الاجتماعية و الانسانية ـ الرباط

بالتوفيق 2014-06-29 11:14

رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة
 



باحثون شباب يحتفون بالإنتاجات الفكرية للراحل المهدي المنجرة
هسبريس - متابعة
الأربعاء 25 يونيو 2014 - 23:30


نظم "صالون يقرأون" مائدة مستديرة احتفاء بالإنتاجات الفكرية لعالم المستقبليات الراحل المهدي المنجرة، بداية الأسبوع الجاري بمكتبة الدكتور عبد الكريم الخطيب، بمدينة الجديدة، بمشاركة ثلة من الشباب الباحثين المغاربة، حاولوا إبراز ثراء فكر المنجرة.

مصطفى بوكرن، منسق "صالون يقرأون"، وصف وفاة المنجرة بـ"الخسارة" التي عرفها الوسط الأكاديمي المغربي والإقليمي و الدولي، على أن الراحل يعد "قيمة وقامة ورمزا لمناهضة الظلم والذل والفقر والجهل والاستعمار بسلاحي العلم والسِّلم"، حيث شكل نموذجا فريدا في النضال والمقاومة من مدخل معرفي وثقافي وقيمي، "فاستطاع أن ينقل المقررات الأكاديمية من مدرجات الجامعات والمختبرات، إلى ميدان الإصلاح و التقدم والنهضة"، محذرا وموجها ومستشرفا للمستقبل، "فقدم للمجتمع القدوة الحسنة لنخبة لا تباع إلا لله إحقاقا لمبادئ الحق والعدل والجمال".

من جهته، تقدم الباحث عبد الصمد الحناوي، بورقة تعريفية لسيرة ومسيرة المنجرة، والتي عرض من خلالها أهم المحطات العلمية في حياته، حيث زاول الخبرة الاستشارية لفائدة الكثير من المؤسسات الدولية، وقدم خبرته العلمية للعديد من الجامعات عبر دول العالم، ثم مؤلفا مُكثرا، جعلت منه كاتبا مشهورا، تطبع مؤلفاته طبعات متتالية.

"الحرب الحضارية الأولى"

وفي ذات السياق، تعاقب الباحثون على إلقاء مداخلتهم، مبرزين أهم الأفكار التي احتوتها مؤلفاته، مرتبة حسب تاريخ صدورها، حيث قدم الباحث عبد الله الزكي خلاصة مركزة لكتاب "الحرب الحضارية الأولى"، بيّن من خلالها أنّ المنجرة صدق في الكثير من تنبؤاته المستقبلية التي تأسست على تحليلات علمية دقيقة، ففي هذا الكتاب؛ المنجرة تنبأ بالحرب على العراق، فوقعت، وعرض أيضا سيناريوهات المستقبل في العالم العربي، المتوزعة بين التغيير الجذري، والإصلاح في ظل الاستقرار، وبقاء الحال على ما هو عليه، وأكد الباحث أن ما قاله المنجرة في أواخر السبعينيات من القرن الماضي يقع الآن، فصدق.

وخلص الباحث إلى أن أطروحات المنجرة تنسف مقولة "أن الربيع الديمقراطي" صنيعة مخابراتية أجنبية.

"حوار التواصل"

وعرج الباحث عثمان ******ي على كتاب "حوار التواصل" مبينا أنه من خلال رقم دال على قيمة هذا الكتاب، أنه طُبِع الطبعة السادسة، وبيعت منه 63 ألف نسخة، وأشار الباحث إلى أن بعض كتب المنجرة لا تجدها في المكتبات المغربية متسائلا عن السبب في ذلك؟ ! مع العلم أنّ كتبه أخذت صفة "الأكثر مبيعا"، وأضح الباحث أن الكثير من أفكار المهدي المنجرة يساء فهمها، مما يستوجب إطلاق مشروع علمي يعيد التعريف بأهم أفكاره، لأن فكر الرجل لا يمكن فهمه من خلال كتاب أو كتابين، بل من خلال قراءة استقرائية لمجمل ما أنتجه، لأن نصوصه تفسر بعضها بعضا.

"عولمة العولمة"

وانتقل محمد الزريفي بالحضور، إلى قضية كبرى شغلت فكر المهدي المنجرة، وهي "عولمة العولمة"، حيث أكد أن المنجرة؛ هو أدق من فكك ظاهرة العولمة بعمق تحليلي منقطع النظير، وأوضح أن الرجل أقر بأن تاريخ البشرية عرف الكثير من العولمات، غير أن هذه العولمة لها طابعها الخاص، هي عولمة أنتجت الحروب والفقر والظلم والمهانة، فهي استعمار جديد بوجه خفي، عكس الاستعمار القديم بوجهه البشع، وأخطر ما فيها أن كل شيء يباع في السوق بما فيهم "النخب الثقافية" التي باعت ضميرها لفائدة المحتل.

"انتفاضات في زمن الذلقراطية"

كما أثار الباحث لحسن غمادي أهم الأفكار الواردة في كتاب "انتفاضات في زمن الذلقراطية"، مبينا أن المنجرة أنتج مفاهيم جديدة في سياق تحليل الوضع في الدول العالمثالثية، ومنها المغرب، حيث بين عبر معادلة واضحة؛ (الذلقراطية + الجهلقراطية + الفقرقراطية + المخزنقراطية = التخلف قراطية) وهذا الوضع بكل تأكيد ينتج انتفاضات في زمن الذل القراطية، وأكد الباحث أيضا أن مقولة "الربيع الديمقراطي" صنيعة مخابراتية أجنبية لا تصمد أمام تحليلات المنجرة العميقة، والتي قدمها قبل عقود، فما قاله المنجرة نراه اليوم رأي العين.

"الإهانة في زمن الميغا إمبريالية"

هذا، وتتويجا لمجمل القراءات، عرض الباحث أحمد الحارثي أهم الأفكار الواردة في كتاب"الإهانة في زمن الميغا إمبريالية"، حيث أكد ما سبق أن تطرق إليه الباحثون، أن المنجرة من خلال هذا الكتاب قدم تحليلا عميقا "لتاريخ الإهانات" التي عرفتها الدول عالمثالثية، والتي توضح مما لا يدع للمرء مجالا للشك، أن "الإهانة تنتج انتفاضة حتمية" إن عاجلا أو آجلا، لأن النخب باعت ضميرها للاستعمار الجديد، وما يؤشر على الانتفاضات هو تساؤل الشعوب المستمر أين حكامنا؟ أين مثقفونا؟. وقد تناول الكتاب أيضا الباحث يونس القنوتي حيث عرض مجموعة من المقولات المتيمزة للمهدي المنجرة، ومنها "المستقبل لا يقرأ ولكن يصنع" و"بدون إسلام لم يكن التحرر من ربقة الاستعمار".

وقد أوصى الباحثون في ختام "ورشة المهدي المنجرة" بدعوة كل الباحثين المتخصصين في السياسة و الاقتصاد والاجتماع إلى إعادة اكتشاف و التعريف بالمشروع الفكري للمنجرة، كما أنهم دعوا المهتمين إلى إنجاز معجم مفهومي يعرف بأهم المصطلحات المكونة لمشروعه، وإنتاج برامج وثائقية تخلد فكره، وجمع مؤلفاته في طبعة جديدة "الأعمال الكاملة"، والتأكيد على إطلاق مؤسسة مستقلة ترعى فكر المهدي المنجرة رحمه الله، وتسهم في نشر قيم الحق والعدالة والجمال.

بالتوفيق 2014-08-05 20:42

رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة
 
http://www.youtube.com/watch?v=bAGUdRsK0GU

بالتوفيق 2014-08-05 20:44

رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة
 
http://www.youtube.com/watch?v=ttBVpXvDztg

بالتوفيق 2015-06-14 08:04

رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة
 
المهدي المنجرة في ذكرى رحيله الأولى .. نكران في الحياة والممات

هسبريس - هشام تسمارت
الأحد 14 يونيو 2015 - 07:00







يومٌ صائفٌ في الرباط، وشهر يونيُو يشارفُ على الانتصاف، لربمَا لا تاريخَ لافتًا يقفزُ إلى الذاكرة، بيدَ أنَّ قلةً من الصحب تذكرتْ أنَّ بحلُول السبت، يكُون عامٌ بكماله وتمامه، قدْ مضى على رحِيل واحد منْ أعلى القامات المغربيَّة في الفكر والديبلوماسيَّة، وفي الوقوف بإباء وثباتٍ نادرينْ أمام مختلف الإغراقات، بإلقاء الكلمة على "عواهن" منْ ترتضيه الأمانة، إنَّها سنويَّة الدكتور المهدِي المنجرة.

"لمْ ينصفوه أيَّام كان على قيد الحياة، فلمَّا ماتَ أعادُوا الصنيع نفسه"، يقول أحد منْ عرفُوا الرَّاحل، في لقاء نظمتهُ جمعيَّة "أماكن"، في الرباط، بعد زوال السبت. "لقدْ كان مثقفًا مستقلًا، يستعصِي حصرهُ في أيِّ زاوية، وحريصًا كبير الحرص على مجابهة الغوغائيَّة والانتهازيَّة وتحنيط الأفكار، وذلك تحديدًا ما جرَّ عليه نقدًا عنيفًا"، يقُول الباحث مصطفى محسن.

أمَّا الباحث يحيى اليحياوِي الذِي عرف المنجرة واحتكَّ به على مدار ربع قرنٍ من الزمن، فيرصدُ خاصيَّتين وسمتا فكرهُ واشتغاله، أولاهما الإيمان بالمنظومة، كما يتبدَى ذلك في أعماله المنجزة بدءً من ستينات القرن الماضي، إلى أنْ أنهكهُ المرض سنة 2010. "كان موقنًا أنَّ التطرق إلى أمرٍ من الأمور لا يمكنُ أنْ يتحقق دُون ربطه بباقي العناصر الأخرى".

وحين كان اليحياوِي يبدي أمام المنجرة ملاحظةً مؤداها أنَّ الاشتغال على كثير من المصادر حول الفكرة نفسها يضعُ أمام تكرار، كان يجيبه بأنَّ الباحث في نهاية المطاف إنسانٌ ينكبُّ على قضيتين اثنتين في مساره وعمره أو نحوهما، فيفصلُ فيهما، ولا يحصرُها في جانب، يستطردُ الباحث في شؤون الاتصال.

أمَّا الجانب الثاني البارز في مسار المنجرة، يوردُ اليحياوِي، فهو الاهتمام بالعلاقات الدوليَّة، التي نال فيها درجة الدكتوراه، فضلا عن كونه شغل منصب نائب للمدير العام في اليونيسكو. بيدَ أنَّه ما إنْ لاحظ المنجرة أنَّ الأمم المتحدَة زاغتْ عن الخط الذِي كان يراهُ قيومًا حتى قرر أنْ ينأى، بالمبادئ التي جبل عليها، عن المعمعة.

ولأنَّ كثرًا ساءلُوا دور المثقف في خضم "الربيع العربي" الذي اعتمل المنطقة، في السنوات الأربع الماضية، قال اليحياوِي إنَّ الصواب ليس بالقول إنَّ المهدِي المنجرة استشرف الحراك العربي، لكنْ استحضار تبصره الدقيق لمآلات الأمور "فهو كان يعلمُ أنَّ انتفاضاتٍ ستقوم، والأكثر من ذلك، توقع أنَّها مصيرها سيكُون الإخفاق إذا اختار عرابُوها الإصلاح عوضالتغيير".

لقدْ كان المنجرة مدركًا، بحسب ما يذكر اليحياوي، أنَّ الاحتقان في دول ذكرها بالاسم كمصر وتونس، لنْ يفضِي سوى إلى الانتفاضة، وكان في ذلك موقنًا بأنَّ الدول التي بلغت درجةً كبرى من الفساد تلزمها تغييرات حقيقيَّة لا مجرد إصلاحات سطحيَّة، عن طريق تغيير رأس النظام، كما حصل في تُونس ومصر، على حدٍّ سواء. "فهو كان يؤمنُ بالمنظومة لا النظام".

المنجرة الذِي انتقلَ بين قارات المعمُور طالبًا وأستاذًا وعالمًا، ينهلُ منْ كلِّ الثقافات، كان منزعجًا، وفق اليحياوِي، من اتساع الفجوة يومًا بعد الآخر بين شمال العالم وجنوبه، على المستويين الثقافي والحضاري، لا في الاقتصاد فحسبْ الذي يظلُّ أمرًا عابرًا "لقدْ كان يقُول لي إنَّ سبب مشاكل كثيرة قائمة في أنَّ التواصل غائب، أنظر كيف نتعلمُ لغتهم ونبذلُ جهدًا، لكنَّ المسعى لا يقابل بنظيره".

أمَّا فيما يثارُ عنْ تهميش الراحل منْ لدن الممسكين بزمام القرار فيدحضهُ الباحث عبد الرحمن لحلُو، قائلًا إنَّ المهدِي المنجرة هو الذِي كان زاهدًا فيها بالأحرى، مختارًا لنفسه ملازمة الكلمة الحرة، التي تضيقُ بقالبٍ مؤسساتي ينزعُ إلى توجيهها، "لقدْ كان إنسانًا مبدئيًّا، وحتَّى لغات العصر المتداولة التي أتقنها، فنهل بها من الفكر الغربِي، لمْ تجعله ينصرفُ عن لغته ولا هي جعلته يحجمُ عن الانتصار لها".


لقدْ كان المنجرة رجلًا لا يستكينُ إلى فكرة فيقفُ عندها، فهو بنَّاءٌ لا يكتفِي بالوقوف على إأقاض ما هدم من أوهام وأفكار، بنقده المتبصر والجريء، يقول لحلُو في مداخلته، إبَّان لقاء شهد على إطلاق مؤسسة باسمه، كيْ لا تسنى قامةٌ مغربيَّة بين الرفوف، وهي الإرثُ الفكري المتوهج لبلدٍ رفع اسمهُ عاليًا، وإنْ لمْ ينلْ فيه العرفان اللائق برجلٍ من طينته

بالتوفيق 2015-06-18 09:30

رد: فك الحصار عن المهدي المنجرة
 
آلاف المؤلفات من مكتبة الراحل المنجرة توضع رهن الباحثين



هسبريس من الرباط
الخميس 18 يونيو 2015 - 01:40




سيكون مُتاحا أمام الجمهور الواسع والمهتم على حد سواء، الاطلاع على آلاف الكتب والمؤلفات التي كان يحتفظ بها المفكر المغربي وعالم المستقبليات الراحل، الدكتور المهدي المنجرة، والذي مرت قبل أيام قليلة سنة كاملة على وفاته، بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج.

وفي هذا السياق تقدمت أرملة المنجرة، أمينة المريني، بهبة هائلة من المؤلفات من مكتبة الراحل إلى المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، وتتمثل في محتويات المكتبة الخاصة للراحل، وتضم 5560 كتابا و 808 مجلة و 788 قرصا مدمجا، فضلا عن رصيد هام من الصور والملصقات.

وتم التوقيع على الاتفاقية بين أرملة الفقيد، ومدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، إدريس خروز، والذي أعرب ، حسب بلاغ للمؤسسة، عن سعادته بهذه المبادرة التي تغني رصيد المكتبة بمجموعة ثمينة من المؤلفات ستوضع رهن إشارة الجمهور.

وتعززت المكتبة ذاتها في الآونة الأخيرة بمجموعات هامة من المؤلفات في مختلف المجالات، عبارة عن هبات خاصة من عائلات مثقفين مغاربة راحلين، وهو ما يوطد مكانة المكتبة كمعلمة ثقافية حاضنة للتراث الوطني المكتوب، ووجهة للباحثين في مختلف الميادين.

وفي هذا الصدد، أعلنت المكتبة الوطنية عن تسلم مجموعة المكتبة الخاصة لأسرة البورقادي، حيث تضم المجموعة 2043 كتابا تعكس، حسب مدير المكتبة، روح المسار النضالي والوطني للراحلين حبيبة ومحمد البورقادي.
وبادرت أسرة الفيلسوف الراحل، سالم يفوت، إلى منح مكتبته الخاصة للمكتبة الوطنية، على أساس اتفاقية وقعتها أرملة الراحل آسية الخرشافي ومدير المكتبة، وتضم المجموعة 3070 مونوغرافية و 193 مجلة.

وكانت المكتبة قد تسلمت، في هذا الإطار، محتويات المكتبة الخاصة لأسرة السرفاتي، حيث وقع على اتفاقية بهذا الشأن خروز وموريس السرفاتي، ابن الراحل ابراهام السرفاتي.
وتضم المجموعة عددا هاما من الدراسات المونوغرافية، والمجلات والأرشيفات الأدبية، التي ستعزز موقع المكتبة الوطنية كمركز لحفظ ونشر التراث المكتوب


الساعة الآن 23:25

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd