2014-02-26, 11:17
|
رقم المشاركة : 137 |
إحصائية
العضو | | | رد: مع أية واحدة أنت ؟:دعوة للنقاش | الصديق الصدوق (الصداقة) مرتع أخضر، وأشجار ذات ظل ظليل، وجداول ماء يمنة ويسرة، إن عطشت وأنت صوب اليمين لا تلتفت فهناك بغيتك وما يرويك فتهنأ، وإن باغتك ريق ناشف وأنت على جنبك الأيسر فكل ما تريد هناك. والفواكه مختلف ألوانها وأشكالها وطعومها، والعسل، والأزهار، والسماء صافية، والسحب بيضاء نقي لونها، والأمطار مدراراً، وزرقة الأفق جمال فوق كل جمال. تلك هي الصداقة «الروضة الغناء» أبدع الخالق فيها وصور، وأوردها من اختار له جنة في الدنيا. من رضي الله عنه دخل أرض الصداقة الحقة وعمّر فيها، فإن عطش بين أهله وذويه ارتوى من نبع صافٍ، وإن مال جهة العلاقات البشرية وجف ريق إحساسه فيها يروى من نهرها. .. أرض الصداقة خصبة يكسوها بساط أخضر يعكس ارتياح الصديقين، وفي الصداقة يستظل الصديق بعقل ومشورة صديقه من حر وزمهرير الوحدة، وصواعق ألسنة الناس. وعلى ضفاف نهر الصداقة تنبت أخوة كطعم العنب، ومحبة كما التفاح، ووفاء مفيد كالبرتقال، والاحترام كالتين أو الفراولة، والوئام زهر يقطر العسل بلا لسع النحل. أرض الصداقة نضرة حلوة، وسماؤها زرقاء صافية، وجوها برداً وسلاماً على قلب الصديق. اسمع كلمة واحملها عني لكل من وجد ذلك الشخص مرآة الروح وراحة النفس، وجلاء الهم، ومُذهب الغم، وكاشف العلل، ومشفي الجروح، وجابر الكسور، ومعلل النفس ومسليها، والمطلع على مواطن الألم ومسعفها ومداويها، إن رأيته فأقرئه السلام وأخبره عني أن عليه ديناً لربه لا بد قاضيه، فقد قال الله تعالى: «وأما بنعمة ربك فحدث». .. أتدري متى ستستوعب قولي؟ عندما تتجرع مرار رحيل ذاك الصديق عن حياتك أو إن غادر دنيانا وصار لجوار ربه.. | |
| |