خريبكة: المحنة التي لا تريد أن تنتهي ... - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2014-02-12, 10:16

رقم المشاركة : 1

صانعة النهضة

مراقبة عامة

إحصائية العضو

صانعة النهضة غير متواجد حالياً

خريبكة: المحنة التي لا تريد أن تنتهي ...

عبد الله عياش هبة بريس

في خريبكة ... كل شيء ممكن ماعدا أن تصير بني ادم برتبة بشر مثلك مثل أولئك الذين يمشون فوق ذواتنا جوبا بدون استئذان وحتى إن فضفت من تحتهم بنية طلب النجدة يرسلون لك الأجوبة أن الحياة هنا معترك أبطاله " تيار الغالبة "
في خريبكة لا شيء في مكانه الأصلي ... والزهد كل الزهد في البعثرة الى أن شبعنا من رؤية الأجساد الممتلئة تتفوق في كل مراحل الحياة من غير أن تحمل معها الآخرون إلى بر النجاة .
في خريبكة تستطيع أن تتأكد انك فيها وأنت معصوب العينين لان شيئا من القلق ووساوس الهم وعدم القدرة على تحديد هوية الآخرين تزيد من الهواجس وترعد الفرائص وتظل مشدود الانتباه والناس من حولك يستنزفون ويسرقون ويتأبطون خلسة مستقبل المدينة بلاحشمة .
من يقول غير هذا سيكون واحد من اثنين ، إما مسؤول له الأضلع المتوغلة في أرقام الميزانيات أو مبعوث زين له الحاضر والمستقبل وهو الآن يخدم أجندة البالغين في النهب .
سيقولون تافه مجنون يرسل الإشارات الدافئة من غير أن يبعثها لأصحابها مباشرة، وهو الجبن الطاعن في السن داخل أوصال صاحبه ... أكيد وبكل تأكيد فلسنا ممن يستطيع أن يكيد المدينة كل الخسارات من غير أن تتحرك فيه النخوة ليقول كفى .. فكيف سيأبه بكاتب ياخده جبنه لليله فيبعث حقده الدفين صوب أسياده .
ولسنا ممن ياخده شره ليزور الأرقام من صفرها إلى ملايينها بترجمة يقيس لها القياس ويخيط لها الاسم الذي لا نحتمل أن نردده على مسامع " الشرفاء " فكيف لمثيل هؤلاء أن يقيمون لنا ومدفعيتهم مصوبة نحو كل الأسماء التي تطعن في " وساختهم "
أتضنون أنهم لا يعرفون أنفسهم... وان كانو على هذا فسيكون لنا الأجر في كشفهم رسما وليس عنوانا ولكل رسمه يعرف به ذاته ومن اختفى من القائمة فهو ماكر:
هؤلاء هم من وضعوا المدينة في عنق الزجاجة ، أوقفوا تنميتها ، واحالو أبنائها على معانقة الإجرام والإدمان والبسوا بناتها العراء من اجل لقمة لعيش ، وجعلوا المستقبل فيها مقرون بالهروب منها مبكرا ، والعيش فيها ملزوم بالسمع والطاعة لتلك الأسماء التي عششت في ردهات المكاتب ولا تنوي الرحيل حتى ولو وقف " عزرائيل فوق أكتافهم "
هؤلاء نعرفهم أجسادا ترهلت من فرط الأكل الغير المشروع ، وعنوة يعانقونك وأنت في الشارع ، في الحمام ، في السوق ، إن كنت جالسا نزلو إليك ، وان كنت ذاهبا أوقفوك ، إن كنت صامتا كلموك، وان تكلمت اقامو بينك وبينهم حد الله ، وصرت مدحورا غير أمنا انتهت صلاحيتك والمرجو إعادة تعبئتك بما يخدم شهيتهم .
هؤلاء في كل مكان ، حتى المقابر يلجون ابوابها بغية في " العتبة " ولا يستعصى عليهم فهم كل شيء فعقلهم " هيولاني " وهم الأنسب في المكان الذي يختارونه تحديدا
لماذا لا يفكرون في الرحيل ؟ اهو الهوس بخريبكة ؟ أم التمسك برغيفها الممدود ترحيبا بدون حسيب ولا رقيب ؟ وليكن الثاني طبعا لأن الرغيف نبصره في فمهم على طول السنين ... وقد زاد لمعانا حتى صار مكشوفا للعيان .
يستحيل أن يمر يوما دون أن تلمحهم يتطاولون ترفا وجاها ، بينما الكثيرون وهم الأحق يتابعون المهزلة بارتياح تعلوهم " الفقسة " من بعدهم عن حبل النجاة ، وقد غاب عن الساحة الكثيرون ، هربا طبعا ، وبقي الخائفون من اي شيء عدا الموت
سيقيمون الدنيا قيلا ، ويقعدونها سبا ، لأن طمأنينتهم اغتصبها هذا المجنون ، وبالعهد والوعد أن لي عودة مسمومة أريد بها دمارا شاملا .. ومن الآن ، فليعلم أولئك الذين يعلمون أني إياهم اقصد ، وزوجاتهم اعني ، وأشباحهم أنوي ..لي لكم عودة .. ولكن هذه المرة اسما وعنوانا ... انتظرونا