منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   المنتدى العام للتكوين المستمر (https://www.profvb.com/vb/f11.html)
-   -   مواضيع علوم التربية (https://www.profvb.com/vb/t135257.html)

خادم المنتدى 2014-01-01 19:33

رد: مواضيع علوم التربية
 
تكنولوجيا الصورة واستخدامها في التعليم
إذا كانت لغة التعليم هي مختارات توافق بين اللغة اللفظية الفونيمية الشكلية واللغة البصرية الحسية الحاصلة عن المشاهدة . فهذا يؤكد بما لا يدع مجالا للريبة على أنه من الضروري أن يكون الاهتمام بها ( أي بتكنولوجيا الصورة)محاكيا الأهمية التي تحظى بها اللغة الشكليةمن تنظيم وتأسيس ، ذاك لأن الصورة يمكنها أن تقوم بدور رئيس في توجيه الرسالة التعليمية وتنظيم الشبكة المعرفية ، بحيث يغدو التعليم والتعلم مهارتين فاعلتين وظيفتين داخل الحقل التربوي ، وذلك لأنها تتميز بخاصيات تنفرد بها وهي :
* إنها عامل تشويق يثير اهتمام المتعلم
* تميزها بالدقة والوضوح أكثر من اللفظ
* قدرتها على إثارة نفسية المتعلم والتأثير فيه نفسيا وعقليا
* قدرتها على تقريب البعيدمكانا و زمانا والغوص في اللازمن
v تشجيع المتعلم على استثمار ملكته العقلية من ملاحظة وتأمل وتفكير. وبذلك تتحقق له المعارف وينقل المعلومات وتتوضح لديه الأفكار
فالصورة أضحت جزءا من هيكلية النص الخطابي (إذا كان كتاب التلميذ قد اعتمد لغة واضحة وميسرة للتعلمات ، فإنه أيضا قد وظف صورا ورسومات ملائمة لموضوعاته لاستحثاث دافعية القراءة ، والتي لم يعد لها دور التزيين والترويح عن العين بل أضحت جزءا من تضاريس النص )
فرغم هذه الأهمية التي تكتسيها الصورة التعليمية في هذا العصر الذي نعيشه إلا أن الواقع عكس ذلك ، فالمعلم والمتعلم على حد سواء لم يستفيدا منها ، والإلقاء ما يزال هو الأداة الفعلية المسيطرة على العملية التربوية والتعليمية . ومنذ اكتشاف الأقمار الصناعية والكمبيوتر والفيديو وشبكة الأنترنيت وغيرها ، أصبحت الوسائل جزءا مهما ومتكاملا مع العناصر التي تكون عملية الاتصال . حيث يقول أحد المفكرين وهو حسن الطوبجي ( ولا نغالي إذا قلنا إن أهمية الوسائل التعليمية لا تكمن في الوسائل في حد ذاتها و لكن فيما تحققه هذه الوسائل من أهداف سلوكية محددة ضمن نظام متكامل يضعه المعلم لتحقيق أهداف الدرس . ويأخذ في الاعتبار معايير اختيار الوسيلة أو إنتاجها وطرائق استخدامها ومواصفات المكان الذي تستخدم فيه وناواتج البحوث العملية وغير ذلك من العوامل التي تؤثر في تحقيق أهداف الدرس . وبمعنى آحر ، يقوم المعلم باتباع أسلوب شامل لتحقيق أهداف الدرس وحل مشكلاته )
1- الصورة التعليمية ومهارة المعلم :
إن تعميق أثر العملية التربوية التعليمية ونجاحها يحتاج إلى تنمية قدرات المعلم ومهاراته لكي يحسن انتقاء واستخدام الوسيلة التعليمية التي تمده بآليات تساعده في تقديم المادة وتوجيه الرسالة الخطابية إلى المرسل إليه( أي المتعلم)داخل قاعة التدريس المجال الأنجع للتدريس . وبذلك لا تحدث الفجوة بين المادة النظرية والمستقبل . . وهذا لا يتحقق إلا إذا أقيمت دورات تدريبية للمعلم حتى تنمو لديه ملكة إنتاج الوسيلة التعليمية واستخدامها .
فقد أكدت الدراسات العلمية الحديثة ، أنه كلما زاد التأثير على حواس المتعلم زاد نجاح الوسيلة التعليمية ( الصورة) في تحقيق الأهداف المنوطة من الدرس .
إن الثورة التكنولوجية التي نعيشها اليوم فرضت الصورة وصيرتها أداة للتبليغ تمتلك سائر مقومات التأثير الفعال في مستقبليها
ونحاول في هذا الموضوع أن نبحث نظام الصورة في التعليم أدوارها وقوانين توظيفها .
نظام الصورة في التعليم ( خصائصها) :
1- الصورة والذاكرة :
إن التعليم يعتمد بشكل أساسي على الذاكرة – في مختلف أطواره- سواء أكانت الذاكرة لفظية أم بصرية . فالذاكرة هي الميزة التي تترك للمعارف المكتسبة آثارا تتقوم بها التجربة ويتعدل السلوك . وتاريخ الإنسان سجل حافل بالنماذج التي تؤكد هذا الدور . وترتبط الصورة التعليمية المتحركة ( الأفلام ، صور تلفزيونية ، شفافيات ) بالذاكرة التي تستطيع تحريك المخزن وإحياء ما بات راكدا بمجرد استثارتها بموقف أو صورة أو حدث أو كلمة .
تناسق الصورة مع حاستي السمع والبصر :
إن الصورة تخاطب حاستي السمع والبصر في آن واحد . وهذا سر نجاحها في تحقيق الأهداف التعليمية بسبب الطبيعة التلازمية لهذه الثنائية ، إذ لا يمكن تصور فصل الصورة عن الكلمة في الصورة المتحركة ( أفلام ، أشرطة ، فيديو إلخ) . وهذا ما يؤكده المختصون مثل دراسة مارك ماي ، فقد توصل إلى أن ( التعليق المصاحب للفيلم له فائدة كبرى في استخدام الحوار الحي بين الشخصيات )
فالوسائط السمعية البصرية لا بد أن تتلاحم ( يمكن أن تكتسب مفاهيم ومبادئ جديدة على العرض المرئي ، لكنه لايكون مجديا إذا اعتمدنا عليه كليا في الدراسة والتعليم . فالكلمات تؤدي دورا في التوجيه إلى الدلائل وتفسير الإشارات ، لهذا الغرض يجب استخدام الكلمات ضمن الوسائل البصرية)
توحد الصورة بالحركة :
تتميز الصورة التعليمية بحاجتها للحركة والدينامكية مما يصيرها ذات خصائص نفسية وجمالية ومعرفية ، تستطيع أن تترجم مختلف الأنشطة المعرفية .
وقد استثمر الدراميون هذا الأمر في تفسير وتوضيح دلائل الصورة في الإنتاج السينمائي وآليات قراتها من طرف المشاهد . وتوصلوا إلى وضع قاموس بصري حركي هو :
*الحركة الرأسية الصاعدة تعبر عن الأمل و التحرر
* الحركة الرأسية الهابطة تعبر عن الاختناق والدمار والحروب
*الحركة المائلة تعبر عن الفرح والنفس المستبشرة
إن الحركة في الصورة التعليمية تستهدف الجانب المعرفي بالدرجة الأولى وليس الجانب النفسي الجمالي عكس الأنواع الأخرى . وهي تشمل مقومات هي :
1 الحركة الطبيعية للشيئ المصور
2الحركة الأسرع من الواقع
3الحركة البطيئة
4 كثافة الحركة
فالحركة الطبيعية هي التي نشاهدها في الصورة التعليمية ، إذ تحافظ على الخصائص الذاتية الزمانية والمكانية للمادة المصورة . وقد تعرض في أحايين أسرع أو أبطأ بحسب الأغراض التي يقصدها المنتج و المخرج . وأما الحركة الكثيفة فيراد بها تكثيف الزمن لأجل استثمار معارف عدة في الدرس التعليمي التربوي . إن الصورة المتحركة المكثفة تلخص لنا - مثلا – زمن تفتح الوردة في دقيقة واحدة بالنظر إلى زمن تفتحها الفعلي وهو يومان . ويتحقق ذلك بففعل تثبيث الكاميرا أمام موقع التجربة وضبط سرعة التصوير لأجل التقاط صورة واحدة كل نصف ساعة . وعلى المعلم أن يحدد تخطيط العرض وينظمه بحيث يكون واعيا باللحظة الاستراتجية المناسبة التي يقدم فيها الصورة
v الصورة والتأثير الفوري :
وهي خاصية تتميز بها الصورة الموضوع /الهدف . فهي تشعر المشاهد / المستقبل أنه يمر بالخبرة نفسها التي تعرض أمامه ، وهذا يساعده على تسريع تثبيت المعرفة ، والتدقيق في ملاحظته . كما أنها تزيده إحساسا بأهمية ما يشاهده وبحداثته . فهذه أمور تجذب انتباه المستقبل وتدفعه دفعا للتعرف عليها . وحسبنا مثالا على ذلك الأشرطة الوثائقية التي تنقل حياة الشخصيات أو تصور الحروب التاريخية .
إن الصورة التعليمية هي فنمن الفنون الحديثة ، فن زمكاني واقعي ، تقوم على ارتباط وتآلف الأبعاد الثلاثة التالية : المرسل – الخطاب – المستقبِل .
فالمرسل هو المعلم الذي يحسن انتقاء التقنية التعليمية التي يتخذها وسيلة تعليمية لتوجيه خطابه المعرفي وجعله مشوقا .
والمستقبل هو المتعلم الذي يستجيب للبرنامج التعليمي المشاهد وينفعل به
والمعلم يوجد فجوات في العرض حتى يحرك خبرة المشاهِد ، فيشارك ذهنيا في صياغة الصورة من خلال استنتاج الفجوة واستكمالها . وهذا النوع من العرض يسرع في عملية توصيل المعرفة ، ما دام المشاهد يشارك في صياغتها
v الصورة التعليمية والزمن
إن الزمن في الصورة التعليمية المتحركة المعروضة له أبعاد هي :
- زمن العرض
- زمن الحدث الذي تدور فيه التجربة المراد تصويرها – وزمن الإدراك أي إحساس المتلقي بما يشاهد وتفاعله بأحداث التجربة ومن ثم استخلاصه للنتائج المتوسمة من العرض بكيفية سريعة ، متكاملة ودقيقة .
2- أدوار الصورة في التعليم :
إن للصورة التعليمية سواء أكانت فوتوغرافيا ، فيلما تليفزيونيا ، سنيمائيا أقراصا مضغوطة أو أنترنيت أهمية كبرى في مسار الدورة التعليمية التربوية . فهي كما يؤكد فيرث :
v تقدم الحقائق العلمية في صورة معلومات بصرية سمعية
v تقدم للمتعلم فرص المقارنة والتأمل ، وتمده بسبل التفكير الاستنتاجي فضلا عن كونها أساسا معرفيا لغير القادرين على الاستنتاج انطلاقا من القراءة المباشرة فقط
v إنها عنصر تشويق ، تحمل مضامين الخطاب وتوضح أفكاره وتيسر فهمه وتبسط المعلومات للأطفال
ولذلك ، لابد من الاهتمام بالصور التعليمية المنشورة في الكتب المدرسية والتجارية التربوية الموجهة للأطفال نظرا لدورها التعليمي الخطير (فمهمة تكنولوجيا التعليم ليس تقديم المادة فحسب وإنتاج المعلومات بل تعليم المادة وضمان وصولها للمستقبل ) .
v إن الصورة التعليمية بهذه الأدوار التي تضطلع بها تستطيع أن تجدد النشاط الذهني للمتلقي . فأثناء العرض يغدو المستقبل على وعي بالمعلومات السابقة المخزنة سلفا في ذاكرته،فيستدعيها ويقارنها بالمشاهد الحديثة . فالصورة إذا ( هي عملية ربط المعارف المتتابعة في حياة الفرد الاجتماعية والثقافية والنفسية والجمالية
v كما أن للصورة التعليمية- وهي وظيفة تنفرد بها- دورا في تنمية القدرات العقلية للمتعلم / المستقبِل من إبداع وإدراك وتفكير وتذكر على المدى البعيد . هذا التذكر الذي يتوقف على عوامل عديدة منها زمن عرض الصورة ، نصاعة الضوء ،واللون ، وإثارة المشاهد وتشويقه حتى تتمكن الذاكرة لاحقا من إعادة إحياء واستدعاء المعلومات عبر الزمن
ولا ينحصر تأثيرها العقلي / النفسي على هذا المجال فحسب ، فالصورة في تكنولوجيا التعليم المعاصر ، تستطيع أن تحدث تعديلا وتغييرا في سلوكات الفرد غير المرغوب فيها ، وتحفزه لاكتساب أنماط جديدة ( كما تؤكد ذلك دراسة اللغوي جيمس براون ، فقد وجد علاقة بين تتابع عرض الصور المتحركة ( الفيلم) وبين تتاببع مركب السلوك ، إذ أن الهدف السلوكي قد تحقق على مراحل متتابعة مع تتسلسل الفيلم .
وقد لاحظنا هذا الأمر على أطفالنا من خلال الحصص التلفزيونية التربوية التي كانت تعرض مثل حصة افتح يا سمسم ، أو مدينة القواعد . فقد تمكن الأطفال / التلاميذ من اكتساب مهارات نحوية بفضل متابعتهم الدائمة والحية لمثل هذه البرامج
v أن تمكن من فهم العلاقات بين الأشياء
v أن تساعد في بناء المفاهيم الجديدة السليمة
ولكي تصل الصورة المتحركة إلى تحقيق أدوارها الوظيفية ، يشترط فيها أن تكون :
1 *واضحة
2*أن تساعد على بلوغ الهدف من الدرس وتيسره
3*أن تنمي معلومات المتعلم وتفتح آفاقه المعرفية
4*أن تمكنه من التركيز على الجوانب المهمة منها
5* أن تكون حديثة ، دقيقة لافتةللانتباه ، مثيرة للنقاش ، حاملة للمعلومات الرئيسية ، أي متضمنة محتوى الرسالة الخطابية .
فإذا ما كان محتوىالصورة مراعيا لقدرات المتعلم / المتفرج ومتناسبا وملكاته اللغوية والمعرفية والنفسية ، فإنها ستسهم فعلا في تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية .
الخلاصة :
فالصورة التعليمية – إذا – أساسية في مجال التربية .ولذلك ، لا بد من تفعيل العملية التربوية التعليمية وتوطيدها بالصورة على اختلاف أشكالها وأحجامها ، حتى تستطيع أن ترسخ في ذاكرة المتعلم ما لا تستطيع اللغة الحرفية الشكلية أن تبقيه .

خادم المنتدى 2014-01-01 20:21

رد: مواضيع علوم التربية
 
الأسرة والطفل المعاق
تكتشف الأسرة انه قد ولد لها طفل معاق، فتصاب بهزة نفسية ويأخذ الأمر شكل الصدمة بعد ان تكون الأسرة قد هيأت نفسها لاستقبال هذا المولود المعلق عليه الآمال الكثيرة وتبدأ الآمال تتحول وتبدأ معاناة إنسانية من نوع خاص تلقي ظلالها على الأسرة والطفل ولكن هناك فروق في استجابة الأسر لهذا الحدث في حياتها
1- أسرة تصاب بالإحباط وتشعر أن كل شيء توقف عند هذا الحد وتنتابها مشاعر النقص والذنب وتبحث عن الأسباب فيتبادر إلى أذهانهم ما هو الذنب الذي اقترفناه ليعاقبنا الله بهذا الطفل؟.. أو يقوم كل من الوالدين بإلقاء السبب على الآخر وتنسحب الأسرة وتبتعد عن المحيط ويبعدون الطفل عن أنظار الناس..
2-أسرة أقل إحباطا تتراوح بين التقبل وعدم التقبل وهم يقولون انه قدر الله ولكنهم مع تزايد الأعباء والضغوط يفقدون توازنهم ويعبرون عن ضيقهم وتبرهم.
3- أسرة تنكر الإعاقة كلياً وتحاول ان تثبت للآخرين سلامة طفلهم .
4- أسرة تتقبل الأمر برضى وتفهم وتفكر بالبحث عن حلول مناسبة وتحاول ان تقدم الخدمات التدريبية والإرشادية الممكنة..

وأياً كان الأمر فإن وجود طفل معاق ومدى تقبله في الأسرة يعود إلى طبيعة العلاقات الموجودة أصلا في الأسرة فلقد اثبت الدراسات أن الأسر الأكثر تماسكاً والأكثر وعياً هي الأكثر قدرة على تقبل هؤلاء الأطفال وتفهماً إلى أن هذا الطفل يظل "ابنهم الغالي" وان كان قد ولد بظرف خاص به..
ولذلك فإن أسلوب تعامل الأسر مع الطفل المعاق تكون على أشكال أهمها:
الإهمال:
أما لشعورها انها غير قادرة على تقديم شيء أو لعدم قدرتهم على تقبله، والشعور بأنه لا فائدة من أي عمل يقدم لهذا الطفل.. فإن بعض الأسر تقوم بإهمال هذا الطفل وعدم تقديم التدريب والدعم له ولكن ذلك قد يؤدي به إلى مشاعر الغضب والعدوان.
الحماية الزائدة:
تقوم بعض الأسر في هذه الحالة بجميع شؤون الطفل ولا تسمح له بالقيام حتى بحاجاته الأساسية اعتقاداً منها انها تجنبه المصاعب وتحميه من الأخطار، ولكن ذلك في حقيقة الأمر يولد لديه مشاعر الضعف والعجز فيعتاد الاعتماد على الآخرين، وتقلل من إمكانية تعلمه وتحسن أدائه.

التذبذب بين الإهمال والحماية الزائدة.
التعامل معه بخوف زائد وارتباك. حيث تكون الأسرة حريصة على طفلها فتقدم له كل شيء ولكنها لا تعرف بالضبط ما يناسبه، وتجرب معه العديد من الوسائل على أساس الصح والخطأ ولذلك يتسم أسلوبها بالحيرة والتردد.
بعض الأسر تعامل أطفالها بأسلوب ناجح يجمع بين الحميمة والمودة من جهة وبين الأسلوب العلمي الصحيح.

و الله يعين الجميع

خادم المنتدى 2014-01-01 20:34

رد: مواضيع علوم التربية
 
الأسرة والمدرسة في الواجهة
تتعدد مجالات تدخلها وتتنوع مصادر تمويلها محمد كنوش: جمعيات آباء وأولياء التلاميذ شريك عضوي مندمج في سيرورة اتخاذ القرارات التربوية أسند الميثاق الوطني للتربية والتكوين أدوارا جديدة ومهمة لجمعيات آباء وأولياء التلاميذ، انتقلت بموجبها من مؤسسة استشارية إلى مؤسسة اقتراحية، تشارك فعليا في ضمان السير العادي للمؤسسة التعليمية والإصلاح التربوي وتتعدد مجالات تدخل هذه الجمعيات ما بين الميادين الاجتماعية والتربوية والتثقيفية، وكذا تقييم مردودية المؤسسة التعليمية وساهمت الجمعيات المذكورة في تقديم مقترحات خلال أجرأة ميثاق التربية والتكوين، إلى جانب مشاركتها في أهم الأوراش الكبرى، من تغيير المناهج التعليمية، وإدراج مواد وشعب جديدة، ومأسسة الحياة المدرسية ومرت جمعيات آباء وأولياء التلاميذ من مراحل مختلفة، تنوعت أدوارها كما اختلف مردود عملها، واليوم تعرف مكاتب هذه الجمعيات تجديدا في عناصرها، واكبه تغير في عقليات أعضائها، ساعد على المساهمة في تطوير المنظومة التعليمية بالمغرب "الصحراء المغربية" حاورت محمد كنوش، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات التلامذة بالمغرب، الذي حرص على تقديم المزيد من المعلومات حول عمل جمعيات آباء وأولياء التلاميذ والمهام المنوطة بها والصعوبات التي تواجهها ٭ كيف وجدتم شعار "الأسرة والمدرسة معا من أجل بناء الجودة" الذي اختارته وزارة التربية الوطنية بمناسبة الموسم الدراسي لهذه السنة؟ ـ أعتقد أن هذا الشعارهو تكريس جديد للأدوارالتي أسندت لجمعيات آباء وأولياء التلاميذ بمقتضى الميثاق الوطني للتربية والتكوين، والذي منحها صلاحيات قوية ومسؤوليات مهمة، إن على مستوى التسيير والتدبير أوالتقويم، إذ بمقتضى الميثاق انتقلت مهام جمعيات الآباء من مستوى تقديم الاستشارة، إلى شريك عضوي مندمج في سيرورة اتخاذ القرارات في مختلف مجالات الشأن التربوي وأشير إلى أن المشرع وضع آليات تكرس وتساعد على تنفيذ الصلاحيات الجديدة، من خلال المشاركة في تدبير المؤسسات التعليمية بالمجالس التربوية، والأقسام والتوجيه، وكذلك على المستوى الجهوي في إطار المركزية واللاتمركز . فبعد إحداث الأكاديميات الجهوية أصبحت جمعيات الآباء ممثلة في المجلس الإداري للأكاديمية الجهوية بثلاثة ممثلين، واحد يمثل المستوى الإبتدائي، وثان يمثل المستوى الاعدادي، والأخير يمثل الثانوي، علما أن المجلس الإداري تسند له صلاحيات تقريرية، إذ يجتمع سنويا تحت الرئاسة الفعلية لوزير التربية الوطنية، ويبث في الميزانية السنوية للجهة وبرنامج العمل السنوي على صعيد الجهة ٭ ماهي مجالات تدخل جمعيات آباء وأولياء التلاميذ؟ ـ صراحة تتنوع وتتعدد مجالات تدخل هذه الجمعيات، ويمكن بشكل مركز القول إنها تتوزع إلى تنفيذها لأعمال اجتماعية، إذ تتكفل بتوفير الحقيبة المدرسية، بكل عناصرها، للتلاميذ المعوزين بالمؤسسات العمومية، وتقديم النظارات الطبية للذين يشكون من قلة النظر، إلى جانب التكفل بالتلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة أما الشق الثاني، فيتعلق بالتنشيط التربوي والثقافي والرياضي، إذ تعمل الجمعية من موقعها الجديد في المجلس التربوي والإداري للمؤسسة التعليمية، إلى جانب باقي الفرقاء، على بلورة برنامج العمل السنوي للأنشطة بالمؤسسة وإلى جانب ما ذكر يمكن للجمعية، أن تنفذ برامج موازية تستهدف الآباء والأمهات والتلاميذ، والمساهمة في تنشيط الأندية داخل المدرسة، مثل أوراش التربية على المحافظة على البيئة، والتربية الحقوقية، وتنظيم رحلات أوخرجات مدرسية أما في ما يتعلق بالشق التربوي، أقول إنه يفترض في جمعية آباء وأولياء التلاميذ تنفيذ مختلف الصلاحيات والمسؤوليات الممنوحة إليها بمقتضى الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وذلك من خلال تتبعها لظاهرة تغيبات التلاميذ للتقليص من نسبها، رغم ما يعتري هذه المهمة من صعوبات لكونها تتطلب متابعة يومية، وإجراء اتصالات متكررة بأسر التلاميذ، كما من مهام الجمعية محاربة ظاهرة الانقطاع عن الدراسة، إلى جانب دورها التقييمي لمردودية المؤسسة التعليمية والرقي بمستوى أدائها، إضافة إلى الوقوف عند الاختلالات الموجودة وإلى جانب ذلك، تخصص الجمعيات حوافز للتلاميذ المتفوقين، وتقدم المساعدة للذين يواجهون تعثرا دراسيا، وذلك بمقتضى مذكرة وزارية رقم 138 صادرة سنة 1998 والمتعلقة بالدعم التربوي والتي تنص على إمكانية الدعم التربوي الخارجي من طرف جمعيات الآباء وعموم مؤسسات المجتمع المدني، إلى جانب الدعم المندمج المؤسسي الذي ينفذه أساتذة المدرسة هذا بالنسبة لعمل الجمعيات على مستوى المؤسسات التعليمية، أما في ما يتعلق بالجمعيات على مستوى الفيدرالية الوطنية والفيدراليات الاقليمية، فمن أهم صلاحياتها تأطير الجمعيات المنخرطة بها، وتقوية قدراتها، إلى جانب كونها الجهة المخاطبة لدى الجهات المعنية، حيث يستشار مسؤولو جمعيات الآباء وأولياء التلاميذ في مختلف مشاريع الإصلاح التربوي ٭ ما هي أهم الأوراش التي تقدمت جمعيات آباء وأولياء التلاميذ باقتراحات لتنفيذها؟ ـ الورش الكبير كان هو مراجعة المناهج التربوية، وذلك بالموازاة مع ما أقره الميثاق الوطني للتربية والتكوين، الذي دعا إلى اعتماد مناهج بيداغوجية جديدة في التدريس، من خلال الانتقال من التدريس بالأهداف الذي كان معمولا به منذ سنوات الثمانينات إلى التدريس بالكفايات، فهذه المقاربة الجديدة تستوجب مناهج جديدة، اعتمادا على طرق التقويم والتدريس وما يتعلق بالديداكتيك. ومن الاقتراحات التي قدمت ونفذت مع تنفيذ الميثاق الوطني للتربية والتكوين، إدراج مواد تعليمية جديدة، وتعميم تدريس مادة الفلسفة على المستويات الثلاث للثانوي التأهيلي بالإضافة إلى مختلف الشعب، هذا إلى جانب مشاركة الجمعيات في ورش مراجعة نظام التقويم والامتحانات في مختلف الأسلاك. ومن المستجدات الأساسية أيضا في الإصلاح التربوي، مأسسة الحياة المدرسية، على اعتبار أن الحياة المدرسية هي المعيش اليومي للفاعلين التربويين والتلاميذ، إذ وضعت لها ضوابط وآليات تحدد طبيعة العلاقات بين المتدخلين، وتحدد مسؤوليات وصلاحيات كل طرف على حدة، مع اتخاذ قرار يرمي إلى انفتاح المدرسة على محيطها، من خلال عقد شراكات مع مكونات محيط المؤسسة من الفاعلين الاقتصاديين وأشير هنا إلى وجود مؤسسات تعليمية احتضنتها مقاولات، تلتزم بتنفيذ أمور الصيانة والتنظيف


ومن الشركاء الأساسيين لجمعيات آباء وأولياء التلاميذ نجد الجماعات المحلية، وباقي مؤسسات المجتمع المدني التي يمكن أن توفر مساعدات للمؤسسة التعليمية مالية كانت أو معنوية، مع وجود إمكانية البحث عن شركاء محتملين، يفيدون المؤسسة التعليمية من خلال التأطير وتقديم خبرة معينة أو الاستفادة من التداريب

٭ هل تتمتع جمعيات آباء وأولياء التلاميذ بقوة اقتراحية لتحسين المنظومة التعليمية عموما؟

ـ طبعا، تتوفر الجمعيات على قوة اقتراحية، والدليل على ذلك أن جميع خطوات أجرأة الميثاق الوطني للتربية والتكوين، شاركت فيها جمعيات آباء وأولياء التلاميذ بشكل فعلي
فجميع النصوص التشريعية والتنظيمية لتنفيذ الميثاق، عرضت على ممثلي الجمعيات قبل وضع الصياغة النهائية لها، وأخذ بعين الاعتبار مختلف الآراء حول أسس الاصلاح التربوي.

٭ هل تلمسون أن أسر التلاميذ تتوفر على وعي كاف بالدور التشاركي لجمعية آباء وأولياء التلاميذ في ضمان السير الجيد للعملية التعليمية؟

ـ لكي نكون نزهاء، لا بد أن أذكر أن سمعة جمعية آباء وأولياء التلاميذ في المتخيل الجمعي، كانت سلبية بحكم ممارسات بعض الأشخاص داخل الجمعيات في وقت سابق، علما أن الحركة الجمعوية للآباء ظهرت في سنة 1960 بمقتضى مذكرة وزارية
لكن هذا التاريخ يمكن تقسيمه إلى ثلاث حقب أساسية، الحقبة الأولى تمتد من سنوات الستينات إلى منتصف السبعينات أو بداية الثمانينات، كانت خلالها وظيفة الجمعيات شبيهة بعمل رجال المطافئ، إذ كان دورها مقتصرا على ضمان الهدوء داخل المؤسسات التعليمية، ومحاربة الحركات الاحتجاجية والمطلبية للتلاميذ، ورجال ونساء التعليم
فخلال هذه الفترة لم تكن مكاتب جمعيات آباء وأولياء التلاميذ منتخبة وإنما كانت تعين من قبل القائد أو رئيس المؤسسة، يختارون من الرجال الذين تطمئن لهم السلطة المحلية.

أما المرحلة الثانية فتمتد من منتصف سنوات الثمانينات إلى منتصف التسعينات، وهي المرحلة التي اتصفت فيها الجمعيات ب »الجمعية المقاولة«، إذ تميز العمل خلالها بتطبيق برنامج التقويم الهيكلي الذي أقره البنك الدولي، والذي دعا إلى تخفيض الميزانيات المعتمدة للقطاعات الاجتماعية وعلى رأسها التعليم.

وفي هذه الفترة أصبحت المؤسسات التعليمية تشتكي خصاصا ماليا، فأسندت وظيفة تجهيز وترميم وتغطية نفقات المؤسسة التعليمية إلى آباء وأولياء التلاميذ

أما المرحلة الثالثة، ففيها بدأت تظهر بوادر دمقرطة الجمعيات وذلك منذ سنة 1995
وتميزت هذه المرحلة ببلوغ جيل جديد من آباء وأولياء التلاميذ لتحمل مسؤولية مكاتب الجمعيات، يحملون عقليات وتصورات مغايرة، متشبعون بثقافة حقوقية جديدة تستند على الديموقراطية والتدبير العقلاني فتكونت فدرالية للجمعيات الاقليمية، ثم توسع عدد المنخرطين، وبلغ عمل الجمعيات المجال القروي، ما ساعد على تغيير الصورة السيئة التي كانت مكونة عن جمعيات أولياء وآباء التلاميذ

٭ ما هي مصادر التمويلات التي تعتمد عليها جمعيات آباء واولياء التلاميذ؟

ـ تعتمد العديد من الجمعيات على انخراطات أسر التلاميذ، لكن هناك مصادر أخرى تتمثل في إمكانية الاستفادة من تمويلات مالية ممنوحة من طرف العديد من الجهات، وأشير إلى أنه حاليا تستفيد جمعيات آباء وأولياء التلاميذ من دعم مالي في إطارالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كما في إمكانها تلقى تمويلات من جمعيات وطنية ودولية، ولكي تحظى الجمعيات بدعم مالي من هذا النوع، لا بد من توفرها على مشاريع عمل، مع التأكيد على أنه من حق الجمعيات البحث عن مصادر جديدة لتمويل مشاريعها التربوية والاجتماعية الهادفة .

٭ ما هي طبيعة الإكراهات التي تواجه هذه الجمعيات في تنفيذ مشاريعها؟

ـ هي إكراهات عديدة ومتنوعة، أهمها في نظري تلك المتعلقة بمشكلة ضعف تكوين مسيري مكاتب الجمعيات، وكنتيجة لذلك تواجه فيدرالية الجمعيات إشكالية تكوين المنخرطين لتأهيلهم للاضطلاع بمهامهم ومسؤولياتهم الجديدة والجسيمة.

أما الإكراه الثاني الأبرز، فيتمثل في طبيعة عقليات بعض الأطراف، إذ رغم أن المشرع منح صلاحيات قوية ومسؤولية مهمة لجمعيات آباء وأولياء التلاميذ، نجد أن بعض مدراء المؤسسات التعليمية أوالمسؤولين بها، يمارسون عراقيل على الواقع، وذلك بسبب ما يحتفظون به من تمثلات قديمة حول أدوارجمعيات الآباء وذلك بسبب جهلهم أو تجاهلهم للنصوص الجديدة، ويستمرون في الاعتقاد بأن الجمعية غير معنية بالشأن التربوي.

خادم المنتدى 2014-01-01 22:06

رد: مواضيع علوم التربية
 
الميثاق الوطني للتربية و التكوين بين مرجعية الأمس و تحديات المستقبل



قراءة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين أو نهاية المدرسة
بين مرجعية الأمس وتحديات المستقبل
بقلم : الباحث السوسيولوجي عبد النور إدريس
تعتبر المنظومة التعليمية ترمومتر النمو المرتجى لدى الشعوب، كما أن الهدف من المدرسة ليس كما كان في السابق تعمل على تسوية الحظوظ بين جميع الأطفال ولكنه العمل على أن تعطى لكل طفل فرصته للنجاح والترقي.
ولمواجهة كافة التحديات المحلية والعالمية عملت نظرية رأس المال الإنساني على إدماج التربية في منظور التقدم.
وإذ يشكل قطاع التعليم أهم القطاعات الفاعلة تنمويا، نجد المفارقة الأساسية عندنا تكمن في المسافة بين غايات التعليم ووضعية المجتمع والتي تزداد عمقا ما بين الواقع المدرسي والواقع المعيش.
\”فالتعليم يجب أن يتطور من خلال ما ينتظره المجتمع من هذا التعليم\”.
حقيقة أن المدرسة ما هي إلا عنصرا من العناصر المكونة للمجتمع بكامله، فلا يمكن لهذا العنصر وحده أن يعيد تشكيل الكل وما ميثاق التربية و التكوين إلا زاوية للنظر في المسألة التعليمية الوطنية وسعت دائرة الطموحات التي انبنت عليها استراتيجية النظام التعليمي القائمة على:
- مبدأ دمقرطة الفرص التعليمية والاحتفاظ بالمتمدرسين أطول فترة ممكنة.
-ربط السيولة بالجودة.
- تقليص نسبة الهدر والتسرب (الانقطاعات المبكرة).
- اعتبار التكوين الجيد من حق كل طفل وكل يافع وبالتالي مراعاة مبدأ تكافؤ
الفرص في توفير الظروف المناسبة للتمدرس كتوفير الوسائل الضرورية
لمتطلبات التكوين.
فعلى اعتبار أنه سطر التعميم والجودة بدءا من السنة الرابعة إلى السنة الخامسة عشر في أفق تحقيق إجراءات ذات طابع كمي من قبيل تعميم التمدرس ومحاربة الأمية.
فالميثاق الوطني للتربية والتكوين يتكون من قسمين وهو يقرر مسألتين، الزامتين هامتين وواضحتين:
\”تعلن الحقبة (2000-2010) عشرية وطنية للتربية والتكوين.
تعلن التربية أسبقية وطنية أولى بعد الوحدة الترابية\”.
القسم الأول يتطرق للمبادئ الأساسية (المرتكزات الثابتة، الغايات الكبرى، حقوق الأفراد والجماعات وواجباتهم، التعبئة الوطنية لتجديد المدرسة).
القسم الثاني ويشتمل على ست مجالات تنزع نحو التجديد ودعامات التغيير منها: (نشر التكوين وربطه بالمحيط الاقتصادي، التنظيم البيداغوجي، الرفع من جودة التربية والتكوين، المواد البشرية، التسيير والتدبير وأخيرا الشراكة والتمويل).
فالميثاق وإذ يشكل تصورا شاملا للإصلاح التربوي، كفعل سياسي وكمنظومة بيداغوجية وإدارية جديدة وتوافقية\” يشكل من حيث مرجعياته الضمنية ومن حيث المنهجية التي مكنت من تجليته وبلورته. تلك المرجعيات الملتحمة بالآفاق
العريضة والمتظاهرة مع الفكر والعلم الكونيين\”.
ولمقاربة هذه التصورات التي تتوخى الرفع من وثيرة تقدم المجتمع المغربي من خلال تأهيل أفراده لخوض المنافسة العالمية في إطار المزاوجة بين المحلية والعولمة، نطرح عدة تساؤلات على المدرسة والمنظومة التعليميةعلى أساس الموضوعية والنقد الذاتي في خطاب التحديات في ميثاق التربية والتكوين.
- هل المدرسة مؤسسة أيديولوجية بمعنى أنها مؤسسة تسهر على ديمومة واستمرارية الطبقة المسيطرة؟
- -كيف يمكن للإصلاح التعليمي أن يضمن لأمة ما استقلاليتها داخل مجتمع دولي لا يؤمن إلا بمنطق القوة؟
- هل يستقيم الإصلاح القطاعي (التعليم) في غياب منظور شمولي لهذا الإصلاح؟
- هل يخضع إصلاح منظومتنا التعليمية لمنطق التنمية الشاملة داخل ثورة من أهم مميزاتها السرعة الفائقة؟
- ما الهدف من تكوين المواطن، هل نريده صالحا لخدمة وطنه أم كفئا بما فيه الكفاية كي تقبل به سوق الشغل الدولية (الشركات العملاقة)؟.
قبل استحضار بعض الإجابات، والعالم تجتاحه اليوم ما أطلق عليه ألفن توفلر بـ \”الموجة الثالثة\” هذه الموجة التي تعد مزيجا من التقدم التكنولوجي والثورة المعلوماتية الفائقة.
وفي إطار وضع دولي يسوده العنف والمنافسة الدولية لغزو الأسواق و ما يمكن أن يعرفه العالم من نكوص العولمة وفشلها، بعد دخول أمريكا وبريطانيا حربا صليبية ثالثة بالخليح على العراق (مارس2003) والتي حدّدت فشل العولمة (حسب رأينا) في التخلي عن الصراع على الأسواق والمستهلكين والعودة إلى الصراع على المواد الأولية الخام والمستعمرات (النفط عصب المواد الأولية).
ولقياس مدى كون وثيقة الميثاق الوطني للتربية والتكوين حدثا تاريخيا من الناحية التربوية والسياسية لابد من قياس مدى حضور أو غياب المبادئ الأربعة التي صاغها إصلاح 1959.
فمن خلال ما عبّر عنه الميثاق في البندين 24 و26 من تعميم التعليم وإلزاميته نأمل نسبة للنجاح المدرسي بحدود 100%، لكن ولعدم جدية هذين البندين نلاحظ الخلل بالبند 28 الذي يمأسس للإهدار التربوي حيث يضحي بنسبة 10% من
التلاميذ المغاربة في نهاية المدرسة الابتدائية و20% في نهاية المدرسة الإعدادية و40% في نهاية المدرسة الثانوية.
فالتعميم بالميثاق الوطني ونظرا لعدم استناده على قاعدة تحليلية دقيقة ستجد وعوده بعض صعوبات التطبيق كما عرفته المخططات السابقة التي أفرزت تعليم نخبة لا تعليم مواطنة كما أفرزت النسبة المهولة للأمية بالمغرب والتي سطرالميثاق كهدف لمعالجتها والتقليص من النسبة العامة لها بـ 20% في أفق عام 2010 (البند 20)، سنة انتهاء صلاحية الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي ينص على المحو الشبه التام لهذه المعضلة (الأمية) في أفق 2015.
إن أفكار وآراء الميثاق تفتقر إلى قابلية التطبيق لهذا كان لزاما علينا قبل الخوض في الإيقاعات النقدية له أن نُسائله مرة أخرى لتسليط الأضواء (في حدود المساألة) على قصوره في الإجابة على آمال الشعب المغربي في حصوله علىامتداد مشروعه المجتمعي في وثائقه التربوية المعاصرة :
- لماذا تفشت الأمية بشكل مهول وسط الفئات المعدَمة؟
- لماذا يبقى ملايين الأطفال في سن التمدرس خارج المنظومة التعليمية؟
- ما الذي دفع النظام التعليمي إلى هذا المستوى المفجع من الإهدار والفشل الدراسي حيث 13% من الأطفال المتمدرسين فقط يحصلون على شهادة الباكالوريا؟
- ما علاقة الفشل الدراسي الحاصل بسياسة التقويم الهيكلي؟
- ما حصيلة سياسة التعريب المتبعة لحد الآن وما أسباب تراجع الميثاق عنها؟
- ما هي الاسباب الحقيقية وراء تفشي البطالة في صفوف حاملي الشهادات الجامعية والمهنية؟
إن الميثاق الوطني للتربية والتكوين ولعجزه عن الإجابة ، ما هو في الحقيقة سوى ترجمة لتقرير البنك الدولي الذي وضع حدا للخطاب الرسمي حول الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والذي كان وراء إقبار وثيقة المبادئ التعليمية التي أعدتها \”اللجنة الوطنية لإصلاح التعليم\” سنة 1995، والتي نصت بشكل واضح على مبدأ مجانية التعليم وعلى مسؤولية الدولة في ضمانه تحقيقا لمبدأ تكافؤ الفرص ولمبدأي الإلزامية والتعميم.
إن توفير تغذية للطفل داخل المطاعم المدرسية أو مدّه بالكتب والأدوات \”مجانا\” أو دعم مستواه العقلي \”المتدني\” لا يمنع من استمرارية انتمائه إلى ثقافة المقهورين وإلى وضعهم الاقتصادي والسوسيو-مهني، ضمن هذا الإطار تصبح إجبارية التمدرس إلى سن محددة ناجعة، لكن غير بريئة لإيقاف طموح المحرومين من ولوج الدرجات العليا في سلك التعليم.
أما تعبير \”دمقرطة المدرسة\” أو تعبير \”تساوي الحظوظ\”، نلاحظ أنهما نجحا في شغل حيز واسع من الاستهلاك الدعائي \”المدرسي\” قد يكون هنا الاستهلاك إيجابيا على مستوى نوعية الأفراد والجماعات بمدى تفاوت حظوظ الأطفال في ولوج المدارس وفي الإحراز على درجات عليا من النجاح المدرسي، إلا أنه من صدق القول الاعتراف بان دمقرطة المدرسة مستحيلة في ظل نظام ليبرالي يتغذى ويعيش ويتنفس على حساب الفوارق.
هكذا تبدو أزمة التعليم في المغرب \”أزمة نسق\” بأكمله يختلط فيها السياسي والاقتصادي والثقافي والتربوي…إلخ. وتتحمل مسؤوليتها كل الأطراف… وأول خطوة ينبغي تحقيقها قبل الحديث عن الإصلاح التعليمي ،هي تخليق الحياة العامة لإعادة الثقة في الدولة والإدارة والقضاء على صور الدولة المترهلة: فساد إداري، سرقة المال العام، غياب المحاسبة والمراقبة، شراء أصوات الناخبين، تشجيع الدعارة والمخدرات، اعتماد المحسوبية في إسناد المناصب العليا والدنيا…إلخ.
كل هذه المشاكل العالقة تجعلنا نطرح السؤال على طبيعة استقلالنا، أهو سياسي؟ أم اقتصادي؟ أم ثقافي؟ لأن التغلغل الأجنبي ما زال حاضرا في كثير من أشكاله داخل البنيات الأساسية لمجتمعنا، في التعامل الاقتصادي والمجال الثقافي الذي أحرز مركز انطلاق الإطار الاستعماري الجديد للسيطرة على شعوب العالم الثالث.
هوامش الدراسة:
1- د. الحبيب المالكي، حوار أجرته مجلة عالم التربية، الرباط في
30/04/1997، العدد 5، خريف 1997، الصفحة 16.
2 الميثاق الوطني التربية والتكوين، النص الكامل، منشورات المركز
المغربي للإعلام، الإيداع القانوني 2001/1706، الطبعة الأولى، أبريل
2001،الصفحة:
3 عبد الكريم غريب، \” إرهاصات التحديث التربوي في التعليم المغربي\”،
مجلة عالم التربية، العدد 13، سنة 2003، الصفحة 233.
بقلم : الباحث عبد النور إدريس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


خادم المنتدى 2014-01-01 22:30

رد: مواضيع علوم التربية
 
الوسائل التعليمية: مفهومها ـ فوائدها ـ أنواعها-الجزء الأول


توطئة :

تختلف مسميات الوسائل التعليمية من مستعمل لأخر ، فأحيانا تسمى وسائل إيضاح ، لأنها تهدف إلى توضيح المعلومات ، وتسمى أحيانا أخرى الوسائل السمعية والبصرية ،

لن بعضها يعتمد على السماع كالمذياع ، والتسجيلات الصوتية ، والمحاضرات . . . إلخ ، وبعضها يعتمد على حاسة البصر كالأفلام الصامتة ، والصور الفوتوغرافية وغيرها ، وبعضها يستمل الحاستين كالأفلام الناطقة ، والتلفاز .

غير أن الوسائل التعليمية بأنواعها المختلفة لا تغني عن المدرس ، أو تحل حله ، فهي عبارة عن وسيلة معينة للمدرس تساعده على أداء مهمته التعليمية ، بل إنها كثيرا ما تزيد من أعبائه ، غذ لا بد له من اختيارها بعناية فائقة ، وتقديمها في الوقت التعليمي المناسب ، والعمل على وصل الخبرات التي يقدمها المعلم نفسه ، والتي تعالجها الوسيلة المختارة ، وبذلك تغدو رسالته أكثر فاعلية ، وأعمق تأثيرا .


مفهوم الوسيلة التعليمية :

يمكن القول إن الوسيلة التعليمية : هي كل أداة يستخدمها المعلم لتحسين عملية التعلم والتعليم ، وتوضيح المعاني والأفكار ، أو التدريب على المهارات ، أو تعويد التلاميذ على العادات الصالحة ، أو تنمية الاتجاهات ، وغرس القيم المرغوب فيها ، دون أن يعتمد المعلم أساسا على الألفاظ والرموز والأرقام .

وهي باختصار جميع الوسائط التي يستخدمها المعلم في الموقف التعليمي لتوصيل الحقائق ، أو الأفكار ، أو المعاني للتلاميذ لجعل درسه أكثر إثارة وتشويقا ، ولجعل الخبر التربوية خبرة حية ، وهادفة ، ومباشرة في نفس الوقت .

دور الوسائل التعليمية في عملية التعليم والتعلم :

يقصد بعملية التعليم توصيل المعرفة إلى المتعلم ، وخلق الدوافع ، وإيجاد الرغبة لديه للبحث والتنقيب ، والعمل للوصول إلى المعرفة ، وهذا يقتضي وجود طريقة ، أو أسلوب يوصله إلى هدفه . لذلك لا يخفى على الممارس لعملية التعليم والتعلم ما تنطوي عليه الوسائل التعليمية من أهمية كبرى في توفير الخبرات الحسية التي يصعب تحقيقها في الظروف الطبيعية للخبرة التعليمية ، وكذلك في تخطي العوائق التي تعترض عملية الإيضاح إذا ما اعتمد على الواقع نفسه .

وتنبع أهمية الوسيلة التعليمية ، وتتحدد أغراضها التي تؤديها في المتعلم من طبيعة الأهداف التي يتم اختيار الوسيلة لتحقيقها من المادة التعليمية التي يراد للطلاب تعلمها ، ثم من مستويات نمو المتعلمين الإدراكية ، فالوسائل التعليمية التي يتم اختيارها للمراحل التعليمية الدنيا تختلف إلى حد ما عن الوسائل التي نختارها للصفوف العليا ، أو المراحل التعليمية المتقدمة ، كالمرحلة المتوسطة والثانوية .

ويمكن حصر دور الوسائل التعليمية وأهميتها في الآتي :

1 ـ تقليل الجهد ، واختصار الوقت من المتعلم والمعلم .

2 ـ تتغلب على اللفظية وعيوبها .

3 ـ تساعد في نقل المعرفة ، وتوضيح الجوانب المبهمة ، وتثبيت عملية الإدراك .

4 ـ تثير اهتمام وانتباه الدارسين ، وتنمي فيهم دقة الملاحظة .

5 ـ تثبت المعلومات ، وتزيد من حفظ الطالب ، وتضاعف استيعابه .

6 ـ تنمي الاستمرار في الفكر .

7 ـ تقوّم معلومات الطالب ، وتقيس مدى ما استوعبه من الدري .

8 ـ تسهل عملية التعليم على المدرس ، والتعلم على الطالب .

9 ـ تعلم بمفردها كالتلفاز ، والرحلات ، والمتاحف . . . إلخ .

10 ـ توضيح بعض المفاهيم المعينة للتعليم .

11 ـ تساعد على إبراز الفروق الفردية بين الطلاب في المجالات اللغوية المختلفة ، وبخاصة في مجال التغيير الشفوي .

12 ـ تساعد الطلاب على التزود بالمعلومات العلمية ، وبألفاظ الحضارة الحديثة الدالة عليها .

13 ـ تتيح للمتعلمين فرصا متعددة من فرص المتعة ، وتحقيق الذات .

14 ـ تساعد على إبقاء الخبرة التعليمية حية لأطول فترة ممكنة مع التلاميذ .

15 ـ تعلم المهارات ، وتنمي الاتجاهات ، وتربي الذوق ، وتعدل السلوك .



شروط اختيار الوسائل التعليمية ، أو إعدادها : ـ

لكي تؤدي الوسائل العلمية الغرض الذي وجدت من أجله في عملية التعلم ، وبشكل فاعل ، لا بد من مراعاة الشروط التالية : ـ

1 ـ أن تتناسب الوسيلة مع الأهداف التي سيتم تحقيقها من الدرس .

2 ـ دقة المادة العلمية ومناسبتها للدرس .

3 ـ أن تناسب الطلاب من حيث خبراتهم السابقة .

4 ـ ينبغي ألا تحتوي الوسيلة على معلومات خاطئة ، أو قديمة ، أو ناقصة ، أو متحيزة ، أو مشوهة ، أو هازلة ، وإنما يجب أن تساعد على تكوين صورة كلية واقعية سليمة صادقة حديثة أمينة متزنة .

5 ـ أن تعبر تعبيرا صادقا عن الرسالة التي يرغب المعلم توصيلها إلى المتعلمين .

6 ـ أن يكون للوسيلة موضوع واحد محدد ، ومتجانس ، ومنسجم مع موضوع الدرس ، ليسهل على الدارسين إدراكه وتتبعه .

7 ـ أن يتناسب حجمها ، أو مساحتها مع عدد طلاب الصف .

8 ـ أن تساعد على اتباع الطريقة العلمية في التفكير ، والدقة والملاحظة .

9 ـ توافر المواد الخام اللازمة لصنعها ، مع رخص تكاليفها .

10 ـ أن تناسب ما يبذل في استعمالها من جهد ، ووقت ، ومال ، وكذا في حال إعدادها محليا ، يجب أن يراعى فيها نفس الشرط .

11 ـ أن تتناسب ومدارك الدارسين ، بحيث يسل الاستفادة منها .

12 ـ أن يكون استعمالها ممكنا وسهلا .

13 ـ أن يشترك المدرس والطلاب في اختيار الوسيلة الجيدة التي تحقق الغرض ، وفيما يتعلق بإعدادها يراعى الآتي :

أ ـ اختبار الوسيلة قبل استعمالها للتأكد من صلاحيتها .

ب ـ إعداد المكان المناسب الذي ستستعمل فيه ، بحيث يتمكن كل دارس أن يسمع ، ويرى بوضوح تامين .

ج ـ تهيئة أذهان الدارسين إلى ما ينبغي ملاحظته ، أو إلى المعارف التي يدور حولها موضوع الدرس ، وذلك بإثارة بعض الأسئلة ذات الصلة به ، لإبراز النقاط المهمة التي تجيب الوسيلة عليها .



بعض القواعد العامة في استخدام الوسائل وفوائدها :

يتفق التربويون وخبراء الوسائل التعليمية بعد أن عرفت قيمتها ، والعائد التربوي منها بأنها ضرورة من ضرورات التعلم ، وأدواته لا يمكن الاستغناء عنها ، لهذا رصدت السلطات التعليمية لها ميزانيات ضخمة لشرائها ، أو لإنتاجها ، أو لعرضها وبيعها .

غير أن المشكلة تكمن في عالمنا العربي أن كثيرا من المعلمين لا يستعينون بها بالقدر الكافي لسباب منها :

1 ـ أن هؤلاء المعلمين لم يتدربوا عليها وهم طلاب في مراحل التعليم العام ، ولا هم في مراحل الدراسة في كليات التربية ، ودور المعلمين .

2 ـ أن بعضهم لا يؤمن بفائدتها ، وجدواها ، ويعتبر استخدامها مضيعة للوقت ، والجهد ، وأن الطلاب لن يستفيدوا منها شيئا .

3 ـ والبعض يخشى تحمل مسؤوليتها خوفا من أن تكسر ، أو تحرق ، أو تتلف ، فيكلف بالتعويض عنها .

ورغم الأسباب السابقة ، وغيرها لا يوجد مطلقا ما يبرر عدم استخدامها ، والاستفادة منها ، ومما تتيحه من فرص عظيمة لمواقف تربوية يستفيد منها الطلاب ، ويبقى أثرها معهم لسنوات طويلة . لذلك ينبغي على المعلم عند استعمال الوسائل التعليمية مراعاة التالي :

1 ـ قبل استخدام الوسيلة التعليمية 8لى المعلم أن يحضر درسه الذي سيقوم بتدريسه ، ثم يحدد نوع الوسيلة التي يمكن أن تفيد فيه ، ومن ثم لم يجد صعوبة في تجهيزها ، واستخدامها .

2 ـ ينبغي على المعلم إلا يستخدم أكثر من وسيلة في الدرس الواحد ، ضمانا لتركيز الطلاب عليها من جانب ، ولحسن استخدامها من جانب آخر .

3 ـ ينبغي ألا يكون استخدام الوسيلة التعليمية هو الأساس في الدرس ، إذ هو جزء مكمل له ، لهذا يجب التنبه لعنصر الوقت الذي ستستغرقه ، خاصة وأن بعض الطلاب قد يطلبون من المعلم الاستمرار في الاستمتاع بها مما يضع جزءا كبيرا من الفائدة التي استخدمت من أجلها .

4 ـ على المعلم أن يخبر طلابه عن الوسيلة التي سيستخدمها أمامهم ن وعن الهدف منها ، ذلك قبل أن يبدأ الدرس ، حتى لا ينصرف جزء من تفكيرهم في تأملها ، في الوقت الذي يكون فيه منشغلا في شرح الدرس .

5 ـ إذا كان المعلم سيستخدم جهازا دقيقا كوسيلة من وسائل التعلم ، عليه أن يختبره قبل أن يدخل به حجرة الدراسة ، وأن يتأكد من سلامته ، حتى لا يفاجأ بأي موقف غير متوقع أمام الطلاب ، مما قد يسبب له حرجا .

6 ـ ينبغي ألا يترك المعلم حجرة الدراسة أثناء عمل الآلة ، حتى لا تتعرض هي أو ما في داخلها من صور أو أفلام ـ إذا كانت جهاز عرض علوي ـ أو جهاز عرض أفلام " فيديو " ـ للتلف ، أو أن يخلق عرض الشريط جوا عاما من عدم الاهتمام بالموقف التعليمي ، واحترامه ، بذلك يصبح الفلم أداة ضارة تساعد على تكوين عادات ، واتجاهات غير مرغوب فيها .

7 ـ يحسن أن يستعين المعلم ببعض الطلاب لتشغيل الوسيلة التي أحضرها لهم ، ذلك لاكتساب الخبرة من ناحية ، ولجعلهم يشعرون أنهم مشاركون في أنشطة الصف من ناحية أخرى .


الساعة الآن 20:51

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd