الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات التكوين المستمر > المنتدى العام للتكوين المستمر


المنتدى العام للتكوين المستمر فضاء عام يساعدكم على حسن الإستعداد للامتحانات المهنية كما يمدكم بمختلف مراجع التكوين المستمر ...


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2014-01-01, 17:31 رقم المشاركة : 1
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي مواضيع علوم التربية



مواضيع علوم التربية

1- مفهوم الجودة من خلال الميثاق الوطني للتربية و التكوين
2- علاقة المؤسسة بالمحيط التربوي والإداري والسوسيو- اقتصادي
3- تنشيط القسم وفق بيداغوجيا المجموعات
4- في تحديد المصطلح الهدر المدرسي
5- تكنولوجيا الصورة واستخدامها في التعليم
6- الأسرة والطفل المعاق ..
7- الأسرة والمدرسة في الواجهة
8- الميثاق الوطني للتربية والتكوين بين مرجعية الأمس وتحديات المستقبل
الوسائل التعليمية: مفهومها ـ فوائدها ـ أنواعها- 9
10- الثواب والعقاب في التربية
11- مجالس المؤسسة
12- قراءة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين
13- سوسيولوجيا التربية
14- المركزية واللامركزية الادارية
15- اللجان الإدارية الثنائية المتساوية الأعضاء
16- الكفاية وظيفة و ليست سلوكا
17- الكفايات والوضعيات في مجال التربية والتعليم
18- الكفايات باختصار
19- الطفل بين الأسرة والمدرسة
20- الحكامــــــــــة
21- التعليم وتحديات العولمة
22- ظاهرة الغش شكل من أشكال الخيانة
23- دور المدرسة في الهدر المدرسي
- 24الأسئلة الموضوعية
-25سيرورة النّشاط التقويمي
-26عوائق التواصل البيداغوجي
-27عمل التلميذ خارج القسم
-28بين تيسير الإنجاز وحسن الاستثمار
-29- تنشيط القسم وفق بيداغوجيا المجموعات
-30- البيداغوجيـا الفارقيّـة التعلّميّــــــةالإشكاليات والمفاهيم
31- ماذا يقصد بالتقويم في الدراسات التربوية الحديثة؟
32- كيف ندرس حسب المقاربة بالكفايات؟
33- دورالأنشطة الثقافية في المؤسسات التعليمية
34- تقييم الإصلاح التعليمي المغربي الجديد الإنجازات والاختلالات
35- التكوين المستمر ودعم كفايات التنشيط التربوي
36- جمعية الأباء والمدرسة أية علاقة
********************************




https://drive.google.com/uc?export=d...lYwVXFNTnl3eUk







: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=706364
آخر تعديل خادم المنتدى يوم 2014-01-01 في 18:29.
    رد مع اقتباس
قديم 2014-01-01, 17:47 رقم المشاركة : 2
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مواضيع علوم التربية


مفهوم الجودة من خلال الميثاق الوطني للتربية و التكوين

يعتبر مفهوم الجودة من بين المفاهيم العصية على التحديد، نظرا لما يعتريه من غموض ولبس وصعوبة تحديد المقصود منه أصلا،قبل أن يتم الحديث عن البيئة التي استنبط منها. و كيف ثم استجلابه أو بالأحرى استيراده.

ظهر هذا المفهوم و نشأ في المؤسسة الإنتاجية في أمريكا. و لم يتم الاهتمام به وإدخاله لحقل التربية إلا في السنوات الأخيرة.نظرا لسيادة مفاهيم أخرى .على رأسها مفهوم العولمة.ولذلك فان انتشار هذا المفهوم يتساوق مع انتشار و ظهور العولمة بما تحمله من قيم الربح و قلة التكلفة.و إيجاد أسواق بديلة لترويج البضاعة المصنعة.كل ذالك يدخل في إطار اقتصاد السوق و ثقافته القائمة على مبدأي ربح/ خسارة . رواج/كساد . سيولة/تضخم .انتشار/بوار.لكن السؤال العصي على الفهم : كيف تسرب هذا المفهوم لحقل تربوي لا يطيق استنبات و زرع مفاهيم مثله؟

إن الإجابة الأولية توحي لنا .بالتفكير في السبل العملية لحل أزمة البطالة في صفوف المتخرجين من المراكز (العلمية/التقنية/الاجتماعية/الفنية...) الخ. لكن السؤال التالي سيبدد غموض هذا اللبس الحاصل بين طبيعة المتخرج ونوع التكوين الذي تلقاه .فهل أزمة البطالة هاته مردها لنوع التكوين السائد في المؤسسات التربوية السالف ذكرها؟

إن الإجابة بنعم يعتبر نوعا من الديماغوجية و التحليل اللامنطقي .لان الأزمات التي تعاقبت على سوق الشغل لايمكن ردها لطبيعة التكوين المعطى للمتخرج بل لطبيعة القيم الاقتصادية التي يحددها سوق الشغل..ولذلك فان إقحام مجال التكوين في قيم هذا السوق .يمكن أن يحقق الجودة على مستوى الكم.وهذا ما تعكسه الإحصائيات الرسمية التي تتضمنها نشرات الوزارة .ليظل مستوى الكيف غائبا أو مغيبا إلى حين ..ولذلك أشرت بداية أن هناك صعوبة في تحديد المفهوم .

فماذا نريد من هذا المتخرج؟وما هي المواصفات التي نريدها لتكوينه؟وكيف نكونه؟وعلى ماذا؟وأين؟ومتى؟وهل الجودة تقاس بعدد الحاصلين على الشهادة الابتدائية أو الباكالوريا ??

إذا نحن أخضعنا هؤلاء المتخرجين لقياسات الروائز.سنحصل طبعا على نتائج كارثية .فأين يكمن الخلل ؟

هل في المتخرج؟أم في المؤطر؟أم في فضاء التأطير ؟أم في مناهج وبرامج التأطير ؟أم في طرق التأطير؟...أعتقد جازما أن الخلل لايخص جهة دون أخرى .بل هو خلل بنيوي /هيكلي .يخص كل ما له صلة بالمفهوم .

المدرس:من خلال إعادة تأطيره .و تمكينه من الحصول على العدة اللازمة ليؤطر نفسه بنفسه أي الحاسوب و الأنتيرنيت.

المؤسسة التربوية :من خلال رصد الموارد اللازمة لتجديدها وتبيئتها لتصبح جزءا أساسيا في عملية حصول هذه الجودة .[أعطني فضاءا جيدا أعطيك متعلمين ذوي جودة عالية ].

المتعلم :من خلال توفير العدة اللازمة له لتمكينه من الاندماج في أفق هذه الجودة و الاستعداد لاستيعابها .عبر تمكينه من مساعدات مادية و معنوية .وتوفير الجو المناسب له للتعبير عن الطاقات الإبداعية التي يختزنها في جوهره الإنساني .[فكيف نطالب الجائع بتذوق الشعركما يقال] .وكيف ننشد تحقيق الجودة لدى طفل بطنه فارغة من الأكل المفيد .و التجارب الكثيرة أثبتت أن هناك علاقة أكيدة بين التغذية و الإبداع.فالجائع لا يشبع رغباته البيولوجية .ولذلك فان منطقة الإبداع في دماغه .لا تستطيع التواصل مع باقي المناطق الأخرى كمنطقة اللغة أو التفكير المنطقي .أوا لتجريد أوالتعبير الفني .بمعنى أن خلايا الدماغ لا تتواصل فيما بينها .ولا تصلها الكمية الكافية من الأكسجين .لأداء الأدوار المنوط بها .ولذلك فلا جودة في غياب إطعام جيد داخل المؤسسة التربوية.ولا جودة في غياب مساعدة اجتماعية تسهر على الأطفال و على كيفية إطعامهم داخل المؤسسات التربوية .أو خارجها داخل الأسر .

وأخيرا لا جودة في غياب سيادة التفكير المستقبلي المدروس .و المبني على حسابات دقيقة أو توقعات مستقبلية .تأخذ في حسابها عدد السكان و طبيعة نموهم .أو ما يسمى بتدويل المدن .فالدراسات التي تنشرها مختلف شبكات البحث المعلوماتي تشير إلى أن العولمة تمكنت من دفع عدد كبير من اليد العاملة الجيدة إلى الرحيل بعيدا عن أوطانها .لتحقيق ذاتها في بيئات تختلف اختلافا جوهريا عن مواطنها الأصلية .ولذلك فان التفكير في توطين هذه اليد العاملة وهذا العنصر البشري النشيط .سيساهم في بناء تنمية مستديمة .وسيساعد على الإستفاذة من الخبرة التي امتلكتها هذه اليد العاملة .وأشير عرضا إلى أنه في السنة الماضية تخرج فوج من المهندسين المعلوماتيين ذوي كفاءة عالية جدا .تفوق ما يوجد في فرنسا.ولذلك فقد تكلفت هذه الأخيرة باحتضانهم عبر إغراءات شتى .على رأسها عقود عمل مغرية .على مدد محددة .فما ينقصنا في المغرب ليس الجودة .بل إمكانيات توطينها في المكان الملائم.

خلاصة و استنتاج :

يستنتج مما سبق: أن مفهوم الجودة يتطلب توفير الإمكانيات المناسبة لتحقيقه .من يد عاملة و مكان العمل . و قبل هذا و ذاك إعداد الفضاء المدرسي و التربوي لتخصيبه .و المواكبة الدائمة لعملية التخصيب .للوصول إلى نتائج جيدة .و في غياب هذه الشروط .يصبح من قبيل المستحيل الحديث عن الجودة من خلال توفير خيام لأبناء الرحل في منطقة فكيك و بوعرفة .كما أشارت [نشرة رسالة التربية و التكوين ]إلى ذلك .فمبدأ الجودة لا يتحقق على مستوى الكم أو سياسة القرب.أو عقد شراكات مع الجماعات المحلية .بل يتحقق من خلال تفعيل هذه الشراكات و إيجاد الآليات الملائمة لتمكين هذه الشراكات من الخروج لحيز الوجود لتحقيق مبدأ الجودة أو المجانية أو الديمقراطية أو تكافئ الفرص ...فكيف نطالب جماعة قروية أغلب مرشحيها أميين في التفكير في مشاريع مستقبلية للنهوض بالعالم القروي أو تحسين ظروف عيش ساكنته .أو البحث عن سبل بديلة لخلق مقاولات مواطنة صغرى أو متوسطة عبر تشجيع الحصول على قروض صغيرة أو متوسطة .فالمشكل ليس في قيمة القرض لمحصل عليه .بل في كيفية تصريفه و تحويله إلى. قيمة ذات مرد ودية .أي خلق مشاريع صغيرة أو متوسطة .و توسيعها.و البحث عن السبل أخرى لتطويرها لتصبح ذات منفعة أعم .ويمكن الإشارة ببساطة إلى تجربة القرض الفلاحي فيما يخص سياسة القروض الفلاحية ، هل طورت الفلاحة في العالم القروي ؟؟؟؟






    رد مع اقتباس
قديم 2014-01-01, 18:01 رقم المشاركة : 3
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مواضيع علوم التربية


علاقة المؤسسة التعليمية بالمحيط التربوي والإداري والسوسيو- اقتصادي
الدكتور جميل حمداوي


تعتبر المؤسسة التعليمية فضاء اجتماعيا مصغرا تعكس كل العلاقات الاجتماعية والطبقية الموجودة في المجتمع. ومن ثم، فهناك ثلاثة أنماط من المؤسسات التعليمية التي تتراوح بين الانغلاق والانفتاح: مدرسة تغير المجتمع كما في المجتمع الياباني ، ومدرسة يغيرها المجتمع كما في دول العالم الثالث، ومدرسة تتغير في آن معا مع تغير المجتمع كما في الدول الغربية المتقدمة. إذاً، ماهو النسق التربوي؟ و ماهي العلاقة الموجودة بين المؤسسة التعليمية ومحيطها السوسيواقتصادي؟ وماهي الوظائف التي يؤديها النسق التعليمي التربوي في علاقته بمحيطه الخارجي؟ وكيف ستحقق المؤسسة التعليمية انفتاحها على محيطها الخارجي؟
يذهب الميثاق الوطني للتربية والتكوين في مجاله الثاني إلى ربط المدرسة بمحيطها الاجتماعي والاقتصادي قصد خلق مدرسة الحياة التي يحس فيها المتعلم بالسعادة والراحة والاطمئنان، إذ يقول الميثاق:" تسعى المدرسة المغربية الوطنية الجديدة إلى أن تكون:
... مفتوحة على محيطها بفضل نهج تربوي قوامه استحضار المجتمع في قلب المدرسة، والخروج إليه منها بكل مايعود بالنفع على الوطن، مما يتطلب نسج علاقات جديدة بين المدرسة وفضائها البيئي والمجتمعي والثقافي والاقتصادي. وعلى نفس النهج ينبغي أن تسير الجامعة؛ وحري بها أن تكون مؤسسة منفتحة وقاطرة للتنمية على مستوى كل جهة من جهات البلاد وعلى مستوى الوطن ككل."(1).
لفهم المؤسسة التربوية لابد من النظر إليها باعتبارها نسقا من العناصر البنائية التي تتكون من المتعلمين والأساتذة ورجال الإدارة وآباء وأمهات التلاميذ وأولياء الأمور والمشرفين التربويين ، وبين هذه العناصر البنائية علاقات وظيفية وديناميكية. وتتسم هذه العلاقات أيضا بطابعها الإنساني والإداري كما تتسم بالاتساق الداخلي والخارجي والانسجام والتكامل والتعاون والوحدة المهنية التي تتجلى في التربية والتعليم. ولهذا النسق التربوي - بطبيعة الحال- أهداف تتمثل بصفة خاصة في تكوين المواطن الصالح والانفتاح على المحيط المجتمعي من أجل تطويره وتنميته. ويعني هذا أن النسق التربوي يتسم بالتغير والتطور والتفاعل الإيجابي والتواصل الإنساني المتعدد الأقطاب والتنظيم الممنهج مكانيا وإيقاعيا والانفتاح على المحيط السوسيواقتصادي. وتنبني العلاقة بين النسق التربوي ومحيطه الخارجي على المدخلات والمخرجات. كما يحتوي النسق التربوي والتعليمي على البنية الإدارية الفاعلة التي تقوم بعدة وظائف مثل التسيير المادي والمالي والإداري بله المراقبة والتفتيش والإشراف التقويمي. أما البنية المادية للنسق فتتجلى في البنايات والتجهيزات والمصالح المركزية والمصالح الجهوية. أما البنية التربوية فتتمظهر في المقررات والطرائق البيداغوجية والأهداف. ويرتبط هذا النسق بالسياسة التربوية من خلال أنساق وظيفية كالنسق الديموغرافي والنسق الثقافي والنسق السياسي والنسق الاقتصادي والنسق الإداري[2]. ويعني هذا أن النسق يستمد مرتكزاته الفلسفية وغاياته الكبرى ومراميه وأهدافه و كفاياته من التوجهات السياسية للدولة أو الحكومة. كما يتأثر النسق التربوي بمجموعة من المؤثرات السكانية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والإدارية التي تتحكم في النسق. ويعني هذا أن المجتمع يمد المدرسة بكل ما يحدد منظورها وتوجهاتها بينما تسعى المدرسة إلى تغيير المجتمع أو المحافظة عليه وتكريس قيمه ومبادئه. وبما أن المدرسة نموذج للمجتمع المصغر فأهداف المدرسة هي أهداف المجتمع.
و عليه ، فالنسق المدرسي يتسم في كليته بالانسجام والتنسيق والشفافية والتواصل وإزالة الحواجز[3].ويترجم لنا هذا النسق المؤسساتي التربوي مجمل العلاقات الإنسانية التواصلية( التعاون-التعاطف- الأخوة- التكامل الإدراكي- التعايش- التعارف....) التي تتم بين المكونات الفاعلة من أجل تحقيق عمل مثمر وناجع. ويستجيب هذا النسق لقانون العرض والطلب ضمن تفاعل بنيوي دينامي ووظيفي قصد إشباع كل الرغبات وإرضاء الحاجيات الإنسانية التي تتمثل حسب ماسلوmaslow في خمسة أنواع:
1- الحاجة إلى تحقيق أهداف الذات.
2- الحاجة إلى التقدير والمكانة الاجتماعية.
3- الحاجة إلى الانتماء والنشاط الاجتماعي.
4- الحاجة إلى الأمن والطمأنينة.
5- الحاجات الفيزيولوجية:الأكل- النوم.....
ويلاحظ على العلاقات الإنسانية داخل نسق المؤسسة التعليمية أنها قد تكون علاقة فردية أو علاقة جماعية، وقد تكون علاقة إيجابية أو علاقة سلبية. وقد يطبعها ماهو مثالي وماهو واقعي حقيقي. ولكن العلاقات الإنسانية الجيدة الحقيقية هي العلاقات الوظيفية الفعالة المثمرة التي تساهم في إثراء النسق وخدمته وتنميته والرفع من مكوناته البنائية والدينامكية القائمة على العمل الجاد والحقيقة الواقعية و الالتزام بروح المسؤولية والتفكير الواقعي والتخطيط البناء والتنفيذ الاستراتيجي الميداني.
هذا، وقد طالبت التربية الحديثة ( دوكرولي- فرينه- كوزينه- ديوي...) إلى ربط المدرسة بالحياة والواقع العملي والانفتاح على المحيط السوسيواقتصادي من أجل تحقيق أهداف برجماتية نفعية وعملية من أجل تحقيق المردودية الكمية والكيفية أو الجودة للمساهمة في تطوير المجتمع حاضرا ومستقبلا عن طريق الاختراع والاجتهاد والتجديد والممارسة العملية ذات الفوائد المثمرة الهادفة كما عند جون ديويdewy أو جعل المدرسة للحياة وبالحياة كما عند دوكروليdocroly أو خلق مجتمع تعاوني داخل المدرسة كما عند فرينيه. إذاً، فالمدرسة كما قال ديوي ليست إعدادا للحياة بل هي الحياة نفسها.
وفي نظامنا التربوي المغربي الجديد نجد إلحاحا شديدا على ضرورة انفتاح المؤسسة على محيطها السوسيواقتصادي عبر خلق مشاريع تربوية وشراكات بيداغوجية واجتماعية واقتصادية مع مؤسسات رسمية ومدنية ومع مؤسسات عمومية وخاصة كالاتصال بالسلطات والجماعات المحلية الحضرية والقروية والمجتمع المدني والأحزاب والجمعيات وآباء وأمهات التلاميذ وأوليائهم والمقاولات والشركات والوكالات والمكاتب العمومية وشبه العمومية قصد توفير الإمكانيات المادية والمالية والبشرية والتقنية. كما دعت الوزارة إلى تطبيق فلسفة الكفايات أثناء وضع البرامج والمناهج التعليمية – التعلمية من أجل تكوين متعلم قادر ذاتيا على حل الوضعيات والمشاكل التي ستواجهه في الحياة العملية الواقعية. ولم تعد المدرسة كما كانت مجرد وحدة إدارية بسيطة منعزلة ومنغلقة مهمتها تطبيق التعليمات والبرامج والقوانين، بل أصبحت مؤسسة فاعلة في المجتمع تساهم في تكوين وتأطير قوة بشرية مدربة قادرة على تسيير دواليب الاقتصاد وتأهيل المجتمع صناعيا وفلاحيا وسياحيا وخدماتيا. و ارتأت الدولة أمام كثرة النفقات التي تصرفها في مجال التربية والتعليم و أمام المنافسة الدولية الشديدة وضرورة الاندماج في سوق تجاري عالمي موحد يراعي مقتضيات العولمة ومتطلبات الاستثمار التي تستوجب أطرا عاملة مدربة وذات مؤهلات عالية أن تنفتح المؤسسة التعليمية على سوق الشغل قصد محاربة البطالة وخاصة بين صفوف حاملي الشواهد العليا وتزويد السوق الوطنية والمقاولات بالأيدي العاملة المدربة خير تدريب والأطر البشرية ذات الشواهد التطبيقية والعملية والتي تتصف بالكفاءة والجودة قصد تحقيق تنمية شاملة على جميع الأصعدة والمستويات. كما أن انتهاج المغرب لسياسة اللاتمركز أو السياسة الجهوية جعلته يتنازل عن مجموعة من الامتيازات و الصلاحيات والسلطات على مستوى المركز قصد خلق التسيير الذاتي الجهوي أو المحلي أو المؤسسي في إطار اللامركزية والقرب والديمقراطية. وهذا التسيير المحلي أو الجهوي يتطلبان الدخول في شراكات فعالة مع كل المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني والأسر والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية من أجل دعم المؤسسة التربوية والمساهمة في تحسين ظروفها وإيجاد الموارد المادية والمالية والبشرية والتقنية للرفع من مستوى ناشئة المستقبل عن طريق تأهيلها تأهيلا جيدا. ولكي تنفتح المدرسة على محيطها عليها أن تحسن الإدارة التربوية من معاملاتها التواصلية وعلاقاتها مع الأطراف القادرة على المساهمة والمشاركة في إثراء النسق التربوي وتفعيله ماديا ومعنويا كالمفتشين وأعضاء مصالح النيابة والجماعات المحلية والسلطات المحلية والأسر وجمعيات الآباء وأمهات التلاميذ وأوليائهم وجمعيات المجتمع المدني والفاعلين الاقتصاديين.
تلكم هي نظرة موجزة عن النسق التربوي بصفة عامة والنسق المدرسي بصفة خاصة، وقد قلنا بأنه يتسم بالبنائية والوظيفية إلى جانب خصائص أخرى كالتواصل والانسجام والاتساق والتكامل والشفافية والانفتاح على الواقع والحياة الخارجية. وقد أثبتنا بأن انفتاح المدرسة على محيطها الاجتماعي والاقتصادي استوجبته كثير من الحيثيات الظرفية والسياقية كالعولمة والبطالة والمنافسة الدولية ومتطلبات الاستثمار وترشيد النفقات عن طريق خلق شراكات ومشاريع المؤسسات والارتكان إلى سياسة اللاتمركز لتحقيق شعار الجهوية و الجودة والقرب والديمقراطية المحلية.






آخر تعديل خادم المنتدى يوم 2014-01-01 في 18:28.
    رد مع اقتباس
قديم 2014-01-01, 18:31 رقم المشاركة : 4
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مواضيع علوم التربية


تنشيط القسم وفق بيداغوجيا المجموعات
العمل في القسم وفق بيداغوجيا المجموعات تقنية من التقنيات التي أصبحت ملحّة على العمليات التربوية في هذ العقود الأخيرة خاصة بعد ولادة مفاهيم مثل "التفاعل الاجتماعي المعرفي"

أو "حيوية المجموعات"، وزادها تأكيدا متطلبات "البيداغوجيا الفارقية" عندما أعلنت عن الحاجة إلى "مجموعات دعم" ما كان منها خاصا بالقسم الواحد وما كان عابرا للأقسام..



1/ ماذا يعني العمل في مجموعات؟

- القيم الأساسية للطرق الحديثة (الطرق النشيطة):

o إثارة الاهتمام التلقائي لدى التلاميذ، حتّى تتوفّر الدافعية في كلّ النشاط

o احترام حرية الابتكار والمبادرة لدى التلاميذ

o إيلاء العناصر النفسية والاجتماعية في تطور الأشخاص ما تستحقّ من الاعتبار

وفي إطار هذه القيم يتنزّل الحديث عن بيداغوجيا المجموعات.

- يُقصد بـ"بيداغوجيا المجموعات" تلك التي تتعلّق بمجموعات تلاميذ لا تصل إلى حدّ تكوين قسم بالمعنى العاديّ للكلمة. وتنبثق هذه المجموعات سواء عن طريق تقسيم القسم إلى عدد من الأجزاء الصغرى، أو عن طريق ضمّ تلاميذَ لا ينتمون عادة إلى نفس القسم.

وتقتضي بيداغوجيا "المجموعات" وضع التلاميذ في "وضعيات" بناء ذاتي للمعرفة، وذلك بجعله نشطا وفاعلا خلال عملية التعلّم. وبتعبير آخر، فهي محاولة للانطلاق من "حقيقة" التلميذ وواقعه، بما يستوجبه من توفير جملة من الآليات كـ"الوضعيات المشكلة" و"مقاطع التعلّم" التي تكفل تنوّعا في الإجابات تناسب الفروق الكثيرة بين التلاميذ.

- عمل التلاميذ في مجموعات يعني حسب "فيليب ماريو" وضع التلاميذ في وضعية تعلم جماعيّ، لأن التعلّم ليس مجرّد تلقّ للمعلومة (10% فقط يتعلمون جيّدا بمجرّد الإنصات) ولكنّه كذلك، وأهم من ذلك معالجة تلك المعلومة لامتلاكها.

- بيّنت الدّراسات أنّه عندما تتوفّر في مجموعتين نفس الشّروط بحيث لا تختلفان إلاّ في طريقة العمل، فإن الأطفال الذين يشتغلون جماعيا يحققون تقدما أكبر من الذي يحققه المشتغلون فُرادى. وليس سبب ذلك هو اقتداء بعضهم ببعض، بل إنّ الاختلاف في وجهات النّظر يجبر الأفراد على إعادة تنظيم مقارباتهم المعرفية، وبذلك تنتج حركية العمل الجماعيّ تقدّما معرفيّا فرديّا.[1]فالمسألة وفق هذا الطّرح تأخذ "طبيعة اجتماعية في المقام الأول"[2]، لأنّ كلّ واحد سيحاول إثبات وجهة نظره أمام الآخر ومن هنا جاءت عبارة "الصّراع الاجتماعي المعرفي" (Conflit socio-cognitif). وتستمدّ هذه المواقف والمقولات روحها من تيارين أساسيّن:

o نموذج "بياجيه" (Piaget) الذي يرى بأن عملية بناء الذكاء تفترض نوعا من فقدان التوازن التّكيّفي: لأنّه عندما تستعصي علينا الحقائق نكون في حاجة إلى مراجعة كيفيّاتنا في التفكير والفعل.

o عديد البحوث والدراسات التجريببية التي أنجزت أواخر الخمسينات في رحاب علم النفس الاجتماعي لاكتشاف دور الصراع الاجتماعي في تكوين الحكم الفردي. والتي تدعّمت بكتابات النفسانيّ الرّوسيّ "Lev S. Vygotsky" والتي لم يقع ترجمتها إلى الأنجليزية إلا في نهاية السبعينات، وفي بعضها يقول: "في تصوّرنا، الاتجاه الحقيقيّ للتفكير، لا يمشي من الفردي إلى الجماعي، وإنما من الجماعي إلى الفردي".

ومن أهمّ الكتب التي سعت إلى نشر هذا المفهوم "La construction de l'intelligence dans l'interaction sociale"[3]

- "المجموعة" فضاء لتعويد التلاميذ على اتخاذ القرار، وبالتالي فهي فضاء لتحمّل المسؤولية وللتّرشّد الذاتي. وتوفر المجموعةُ الآليةَ التي تنخرط فيها جهود الجميع للبحث والإبداع والابتكار، وبذلك تصبح "منظومة" قادرة على تفعيل القدرات الكامنة وعلى تعديلها في آن.



2/ لمـــاذا العمل في مجموعـــــــــات؟

لتجاوز جملة من المعوّقات مثل:

- انحباس التواصل: حيث تعين تقنيات العمل في مجموعات كلّ تلميذ على التعبير عن رأيه عن طريق شخص آخر، إلى أن يتعوّد بتدرج على الاندماج في المجموعة وأخذ زمام المبادرة.

- الضعف في التفاعل الاجتماعي: فتقنيات العمل في مجموعات توفّر فضاء "تفاعل" اجتماعيّ متنوّع يعلّم التلاميذ مع الأيّام كيف يتصرّفون شيئا فشيئا في نزاعاتهم "conflits" التي تجمع "التدافع" مع "الشّدة" مع اللعب مع علاقات "السيطرة/الاستسلام" مع القيادة.

- اهتزاز الثقة بالنفس: حيث يجد كلّ تلميذ نفسه مضطرّا في بعض المواقف إلى أن يشرح بعض "التعلّمات" إلى بعض زملائه أو إلى أن يعبّر عنها، مما يعيد له الثقة في إمكانياته.

- فقدان الدّافعية والرّغبة: فتقنيات العمل في مجموعات توفر وضعيات "حيوية" "dynamiques" تسمح بالحركة والتحدّث بين الزملاء، وتنظيم الطاولات بطريقة مغايرة، بأخذ المبادرات والقرارات، ولعب الأدوار، وتوزيع المهامّ.. وهذه الحيوية من شأنها أن تقنع التلاميذ بأنهم الفاعلون الحقيقيون في تعلّمهم، فتتولد لديهم الرّغبة في التعلّم.





3/ ما هي المكوّنات الأساسية للنّشاط وفق بيداغوجيا المجموعات؟

- المطلوب الواضح: ولذلك ينبغي التّأكّد من أنّه قد فُهم من الجميع، ويحسن تسجيله بما يجعله في متناول كلّ طرف.

- الابتداء بمرحلة تفكّر فرديّة: تدوم ما بين دقيقة أو خمس دقائق يستجمع فيها كلّ تلميذ أفكاره وموارده حول القضيّة المطروحة، ويسجلها في ورقة، ليُدمجها بعد ذلك مع مجلوبات زملائه في إطار المجموعة.

- اشتراط أثر مكتوب: يصلح للتلاميذ حتّى يراجعوا عملهم، وللأستاذ حتّى يتابع سير نشاطهم، إلا إذا كانت أهداف النشاط تقتضي عكس ذلك: في حالات العمل على الذّاكرة مثلا أو اختبار القدرة على المبادهة أو الارتجال..

- توزيع الوقت على مراحل إنجاز العمل: فالدراسات في هذا المجال تؤكّد أنه كلّما كانت مدّة "المهمّة" محدّدة وقصيرة كلّما كان الإنتاج أفضل. بالإضافة إلى أنّ التلاميذ يستحسنون هذا التوقيت المنضبط، ويعيشونه كتحدّ.

- إنجاز تحليل جماعيّ لنتائج كلّ مجموعة: وذلك من خلال:

o تعليق النتائج

o إصلاحها عبر التفاعل المتواصل مع التلاميذ

o تطعيمها بمعطيات إضافيّة مكمّلة

o إثراؤها بمعطيات جديدة، كالقاعدة التي تنظم كلّ النتائج التي توصّل إليها التلاميذ..

وهذه الطريقة في التحليل من شأنها أن تساهم في بناء شخصية التلاميذ لأسباب ثلاثة على الأقلّ:

*تعطي للقسم صورة واضحة عن إمكانياته

*تمكّن من إعادة تنظيم المعارف التي وُلدت في أحضان المجموعة

*تضمن الأثر الذي يسعى إلى إحداثه النشاط في مجموعه



- التّكليف بعمل فردي للمواصلة: يكون في شكل تمارين أو درس إضافي، أو بحث، أو تحرير... تدعّم التعلّم المحَصَّل في القسم وتثريه.

4/ متــى يمكن اللجوء إلى "المجموعات"؟

*في بداية الحصة:

- لإثارة قسم

- تيسيرا للتواصل وذلك لوجود معوّق أو صراع ينبغي تنظيمه

- لجمع معلومات ضرورية للانطلاق في الدّرس

- لإيقاظ الفضول والدّافعيّة، وصنع الجاهزية للدخول في تعلّم جديد يكتشفونه بأنفسهم

*وسط الحصة:

- لتطبيق ما نظّر له

- لتعديل مسار الدّرس حسب درجة الفهم

- لتبين ما يحتاج إلى معالجة

*نهاية الحصّة:

وذلك لإطلاق نشاط ذاتي يستكمله التلميذ في فضاءات أخرى غير القسم: كالنّادي أو البيت أو المكتبة أو المخبر.. ولا مانع من أن يكون هذا العمل مع كبار آخرين مسؤولين عن مجموعات..






    رد مع اقتباس
قديم 2014-01-01, 19:00 رقم المشاركة : 5
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مواضيع علوم التربية


في تحديد المصطلح الهدر المدرسي
الهدر المدرسي.. وتحديات الإصلاح

يشكل الهدر المدرسي ظاهرة خطيرة تمثل تحدياً لمنظومتنا التربوية بالمغرب، وهي تحمل كل مقومات الفشل، سواء على المستوى الفردي أو على مستوى المجتمع، مما يجعلها ظاهرة تمس الكيان المجتمعي، ويصبح المجتمع بكل مكوناته معنياً بهذه الظاهرة، من سلطات تربوية وفاعلين تربويين ونساء ورجال التربية والتعليم وتلاميذ وآباء ومجتمع مدني. ويبدو حجم إشكالية الهدر المدرسي بالمغرب من خلال تنامي أعداد التلميذات والتلاميذ الذين يغادرون المدرسة قبل إتمام الدراسة وبدون كفاءة، والذين يصل عددهم الى 350.000 تلميذة وتلميذ سنوياً ما يستدعي بذل مجهود أساسي للاحتفاظ بعدد من الأطفال أطول مسار دراسي ممكن للحد من الهدر والمدرسي.
وهذه الإشكالية بهذا الحجم تقتضي انفتاحا خاصاً، وذلك بفهم أسبابها ونتائجها مما يمكن من إيجاد حلول لها.

مفهوم الهدر المدرسي
الهدر المدرسي من المصطلحات الفضفاضة التي يصعب تحديدها لاعتبارات عدة. أولاها تعدد المسميات لنفس المفهوم واختلاف الكتابات التربوية في المنطلقات الذي يوصل إلى الاختلاف في فهم الظواهر وبالتالي الاختلاف في توظيف المصطلح.

مصطلح الهدر في الأصل ينتمي إلى قاموس رجال الأعمال والاقتصاد، إلا أنه دخل المجال التربوي من منطلق أن التربية أصبحت تعد من أهم نشاطات الاستثمار الاقتصادي.
والتعليم ينظر إليه اليوم في كثير من الدول والبلدان المتقدمة، كاستثمار له عائده المادي، حيث أصبح للمؤسسات التعليمية دورها المؤثر في إنتاج الثروة المعرفية والتكنولوجية والاقتصادية من خلال إعداد الموارد البشرية المؤهلة.
أحيانا نتحدث عن الهدر المدرسي ونعني به التسرب الذي يحصل في مسيرة الطفل الدراسية التي تتوقف في مرحلة معينة دون أن يستكمل دراسته. لكن نفس الظاهرة يرد الحديث عنها في كتابات بعض التربويين بالفشل الدراسي الذي يرتبط لدى أغلبهم بالتعثر الدراسي الموازي إجرائيا للتأخر. كما تتحدث مصادر أخرى عن التخلف واللاتكيف الدراسي وكثير من المفاهيم التي تعمل في سبيل جعل سوسيولوجيا التربية أداة لوضع الملمس على الأسباب الداخلية للمؤسسة التربوية من خلال إنتاجها اللامساواة.
إلا أننا بشكل عام، نتحدث عن الهدر المدرسي باعتباره انقطاع التلاميذ عن الدراسة كلية قبل إتمام المرحلة الدراسية أو ترك الدراسة قبل إنهاء مرحلة معينة.
يشمل مفهوم الهدر المدرسي في معناه العام كل ما يعيق نجاعة العملية التعليمية التعلمية. ويتسع مجال هذا المفهوم الى عدد كبير من الظواهر الموجودة في المنظومة التعليمية ومنها:
الانقطاع عن الدراسة.
عدم الالتحاق بالدراسة.
الرسوم والتكرار.
الفصل من الدراسة.
تغيبات المتعلمين والمدرسين.
عدم بلوغ الكفايات التعليمية.
عدم إكمال المقررات الدراسية.
وكيفما كان التعريف الذي نرتضيه لهذه الظاهرة، فإننا يجب أن نعترف أننا أمام ظاهرة تؤرق المجتمعات العربية بشكل عام. فهي من العوامل القادرة على شل حركة المجتمع الطبيعية وتقهقره، عائدة به إلى عتمة الجهل والتخلف والانعزالية بعيداً عن نور التطور ومواكبة لغة العصر في التقدم والانفتاح.
تحديد المفاهيم المرتبطة بالهدر المدرسي
يقتضي تناول الهدر المدرسي معالجة ظاهرتي الانقطاع والتكرار بمختلف مستويات أسلاك النظام التربوي، بما فيه ظاهرتا الفصل، عدم الالتحاق بسلك تعليمي رغم امتلاك الكفاءات المؤهلة لولوج هذا السلك.

مفهوم الانقطاع عن الدراسة
يعتبر منقطعاً عن الدراسة كل طفل ابتدأ مرحلة تعليمية ولم يتممها بنجاح. والانقطاع ثلاثة أنواع:
التسرب: يصنف تلميذ في خانة متسرب إذا سجل نفسه بالمدرسة وغادرها إرادياً، دون الحصول على شهادة المغادرة، خلال السنة الدراسية لسبب من الأسباب.
عدم الالتحاق: غير الملتحق هو كل تلميذ نجح أو كرر مستوى دراسيا ولم يلتحق في الموسم الدراسي الموالي بالمدرسة، ولم يحصل على شهادة المغادرة رغم توفره على المؤهلات والإمكانيات النظامية والتربوية المتاحة.
الفصل: يكون التلميذ فيه مرغما على مغادرة المدرسة على إثر الفشل والتأخر الدراسيين أو لأسباب أخلاقية وتربوية.
يحدث هذا الانقطاع على إثر قرار إداري وهو ما يعبر عنه «بالفصل عن الدراسة»، وتكون المدرسة مسؤولة عن هذا النوع من الانقطاع.

أسباب الهدر المدرسي
ظاهرة في مثل تعقد الهدر المدرسي، يصعب تحديد أسبابها بشكل محدد، ذلك لأنه يتداخل فيها ما هو ذاتي أو شخصي، بما هو اجتماعي لينضاف إليه ما هو اقتصادي، دون إغفال ما للجانب التربوي من تأثير في هذه العملية.
أما من جهة الأسباب الكامنة وراء تأخير التمدرس وخاصة في الوسط القروي، يمكن إرجاعها الى أسباب من داخل المنظومة وأسباب أخرى من خارجها، اجتماعية وثقافية واقتصادية. وتخص العوامل الداخلية، بعد المدارس عن مكان إقامة التلاميذ، وعزلة الدواوير وضعف التجهيزات الأساسية في المدارس (ماء كهرباء مراحيض) وظروف عيش المدرسين، وكذا عدم ملاءمة مقررات التعليم مع الواقع المحلي، كما أن العديد من بنايات المدارس الابتدائية بهذا الوسط، تعاني من التدهور والتلاشي، إضافة إلى الاكتظاظ الذي أصبحت تعاني منه الأقسام المشتركة، ومعاناة التلاميذ من الازدحام بسبب قلة المقاعد. وتتعلق العوامل الاجتماعية والثقافية بوضعية المرأة، ونظرة السكان القرويين للمدرسة، فالعادات والتقاليد تلعب دوراً هاماً، حيث نجد عائلات لا تقبل على تعليم البنات، وفي أحسن الأحوال، يقف تمدرسها في المراحل الابتدائية.

أما العوامل الاقتصادية فذات أهمية نظراً لارتباطها بالإمكانات المادية المحدودة للأسر، فارتفاع تكاليف الدراسة من واجبات التسجيل، وشراء الأدوات والملابس، وعدم استفادة التلميذ من منحة دراسية، كلها عوامل تجعل الأطفال خاصة الإناث منهم ينقطعون عن الدراسة، للبحث عن عمل يوفر دخلا إضافيا للأسرة.

الأسباب غير المدرسية
إن الأسباب غير المدرسية هي التي يصعب تحديدها لأنها تتعلق بالظروف الشخصية للفرد، والتي تتعلق بدورها بظروف اقتصادية، والمتمثلة في المشاكل الاجتماعية، وضعف الدخل المادي للأسرة، وتشغيل الأطفال ووضعهم الصحي، وبعد المدارس عن المنازل، بالإضافة إلى المشاكل العائلية من طلاق وزواج مبكر وأمية الآباء والأمهات. ويعتبر الجانب الأسري من الأسباب الأكثر إلحاحاً، باعتبار الأسرة صمام أمان لحياة الطفل بشكل عام، وكل توتر في العلاقة بين الآباء يؤثر على حياة الأطفال، ويدفع بهم إلى التهرب من المدرسة ومن واجباتها مما يؤدي إلى التكرار المستمر، وبالتالي إلى الانقطاع عن المدرسة وسط غياب الاهتمام لدى الأسرة ومتابعتها لمسيرة الطفل الدراسية.
كما أن ضعف القدرة الشرائية للأسر يؤدي بدوره إلى الانقطاع عن الدراسة لارتفاع تكاليف الدراسة من واجبات التسجيل واللوازم المدرسية، وعدم استفادة التلميذ (ة) من المنحة الدراسية التي تمكنه من ارتياد الداخلية، إن وُجدت، كما أن الأسر قد تكون في حاجة إلى من يساعدها على تحمل أعباء العيش مما يجعلهم يزجون بأبنائهم في عالم الشغل بدل البحث لهم عن مقاعد داخل المدرسة.

الأسباب المدرسية:
للمدرسة دور في الهدر المدرسي ولا يمكن إعفاؤها من مسؤوليتها في ظاهرة الهدر المدرسي بسبب سيادة المناهج التقليدية التي تحول التلميذ إلى وعاء لاستقبال المعارف مع غياب عنصر التشويق وتحبيب الدراسة، بالإضافة إلى مقررات مُكَدّسة وكتب مدرسية جافة غير مشوقة وبعيدة عن الحياة اليومية للمتعلم (ة). كما أن إحساس التلميذ بالضعف والتعثر الدراسي وعدم القدرة على ملاحقة مستوى الفصل، أو الضعف في بعض المواد العلمية مثلا، قد يؤدي إلى التكرار أو الانقطاع عن الدراسة. وقد يكون لبعض أنظمة الامتحانات دور في الهدر المدرسي، لإغفالها قدرات التلاميذ طيلة السنة الدراسية، وإهمالها لأنشطتهم اليومية، والاعتداد بنتائج الاختبارات الفصلية والسنوية، كما أن وضعية بعض المؤسسات التعليمية قد تكون من العوامل المنفرة من العلم والدراسة كتردي البنيات التحتية للمؤسسات التعليمية وغياب الوسائل البيداغوجية والديداكتيكية، وعدم مواظبة المدرسات والمدرسين وكثرة التغيبات، وخاصة في العالم القروي، وصعوبة التحصيل مما ينتج عنه فشل في الدراسة، بالإضافة إلى ضعف تفعيل الحياة المدرسية، وما يمكن أن يترتب عن عدم التواصل بين الأساتذة والتلاميذ من علاقة نفور وعنف وتهميش تساهم في الهدر المدرسي وتنفر من المدرسة وتجعل الأطفال غير مهتمين بها.

استراتيجية محاربة الهدر المدرسي
إذا كان الهدر المدرسي يمس الكيان المجتمعي، ويشكل خطورة على المجتمع لعلاقته بانتشار الأمية والبطالة والجريمة في المجتمع وهدر الموارد المالية للدولة، فإن محاربة الهدر المدرسي ودعم التمدرس، وخاصة بالوسط القروي تستدعي اتخاذ مجموعة من التدابير، وفي مقدمتها إنجاز دراسات حول الهدر المدرسي والانقطاع المبكر عن الدراسة من أجل تحديد المناطق والجماعات الأكثر حاجة واستعجالية للتدخل، سواء بتكثيف عمليات التحسيس والتأطير، أو تقديم مختلف أشكال الدعم التربوي والاجتماعي من خلال إحداث خلايا اليقظة في أفق استباق الأمور ورصد الحالات المهددة بالهدر، وإحداث مراكز للإنصات والدعم السيكولوجي للتلاميذ على مستوى المؤسسات التعليمية، وتزويدها بأخصائيين اجتماعيين ونفسانيين للحد من الظواهر السلبية التي تعرفها المدرسة، وتحسين جودة الخدمات الداعمة للتمدرس بتوسيع شبكة المطاعم المدرسية والداخليات وبناء دور للفتيات المنحدرات من الوسط القروي قصد تشجيعهن على متابعة الدراسة في أحسن الظروف، واعتماد النقل المدرسي بصيغ مختلفة لدى أوساط الأطفال القاطنين بعيداً عن المؤسسات التعليمية، والرفع من عدد الممنوحين والمستفيدين من الدعم الاجتماعي.
وأخيراً فالوقاية خير من العلاج، مما يستدعي تكثيف جهود الدولة والمجتمع المدني والشركاء المعنيين من أجل تنقية الجو المدرسي من كل الشوائب والمسببات للهدر المدرسي، وتجاوز مجموعة من الاختلالات التي تتهدد المنظومة التربوية كالتعثر الدراسي والهدر المدرسي لتحقيق رهان مدرسة النجاح والجودة بأقل درجة من الهدر.






آخر تعديل خادم المنتدى يوم 2014-01-01 في 19:04.
    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 22:35 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd