أستاذة تكشف بأسلوب رائع حقيقة اللجنة الطبية التي أعدتها الوزارة للبث في ملفات الإنتقال لأسباب صحية

صحيفة الأستاذ | السبت 28 ديسمبر 2013

مرض RIEN à SIGNALER
بعين الغباء و البلادة – أقولها و لا مفر لي من ذلك – قرأت الإعلان على صفحة الوزارة…إعلان يسيل له اللعاب و تتدفق إثره الآمال و تنسى الآلام… تعلن وزارة التربية الوطنية عن تشكيل لجنة طبية متخصصة من وزارة الصحة سيعهد إليها دراسة ملفات الانتقال لأسباب مرضية بلابلابلا.وستقوم هذه اللجنة بالإضافة إلى دراسة الملفات المذكورة بالمعاينة المباشرة لأصحاب هذه الملفات بلابلابلا…لم أشعر إلا و الأمل يتملكني و سرح خيالي المسكين و أوهمني أن التخلص من كابوس عدم الانتقال بسبب حصة الأسد للالتحاقات قد أوشك على الانتهاء…خاصة أن تقرير الطبيب يؤكد أن حالتي الصحية لا تسمح لي بالبقاء في تلك المناطق لصعوبة العملية و لحساسية وضعي الصحي…بل أوهمني هذا الخيال الواسع أنني سأجد أخيرا لجنة طبية تخبرني عن سبب الآلام الفظيعة التي ترافقني ليال طويلة و أحيانا أثناء الحصص الدراسية ..آلام لا تبالي بظروف بالبعد و الوحدة…لجنة كما تدعي الوزارة …ستدرس ملفي الصحي…و ستقوم بالمعاينة المباشرة خاصة أنني في مدينة لا يتوفر مستشفاها المركزي على أبسط الوسائل و لا التخصصات…هكذا…ببساطة فرحت و قلت مع نفسي…ستكون إن شاء الله “حجة و زيارة”…على الأقل سأعرف نصف الدواء…علمت أن بعد العاصمة و الجلوس مدة طويلة سيسبب لي نفس الألم…إلا أن الأمل كان أقوى… طوال الرحلة أتذكر نظرة الشفقة على طبيبي كلما دخلت عنده و أنا أتقطع ألما…يعيد نفس السؤال أما زلت تعملين ؟ لماذا لا تنتقلين فلقد انتقل العشرات قبلك دون قضاء السنتين في مناطق التعيين؟ أي قانون هذا…؟ أبتسم و أجيبه ” راك عارف شنو كاين دكتور” فيكتفي بالحوقلة و يصمت…كثيرا ما كان يوصيني بأخذ عشرة أيام راحة إلى حين تحسن الوضع لكنني أرفضها…أو أقلصها…ألجأ إليه لأن مستشفياتنا العمومية لا تزيدك سوى مرضا و معاناة…رحلة طويلة كنت أتقلب على الكرسي أداري الألم بالأمل…أصل بعد 13 ساعة إلى حيث اللجنة العجيبة..تلك التي ستعاينني و تشرح لي سبب استمرار الأوجاع رغم مرور 3 سنوات على العملية الجراحية.عملية استدعت بقاء أنبوبين في الكبد لتصفيته لمدة 380 يوما …حكاية ألم يومي و أرق مستمر و خوف و عجز…كادت لحظة انتزاعهما تودي بحياتي …تخيلت أنني سأدلف غرفة أمتع فيها نظري بشتى التجهيزات الطبية و المتطورة …تجهيزات و تقنيات رسمها غبائي كما شاء …ستفضح سر هذا الألم و ادعاء من يقال عنه أنه يتمارض و ستجلي ضبابية المبهم من الملفات…وصلت…ساعة انتظار أراقب فيها زملاء قدموا من كل الأنحاء…لو كانت العيون مقياسا طبيا للفحص لقلت أن أغلبهم يتمتعون بصحة جيدة و عناية لائقة بالمظهر…هكذا نحن نعتمد على المظاهر لإصدار الأحكام… من المرضى من لم أقو على رفع عيني عنه و التوقف عن الدعاء له و الدعاء على من تجرأ و استدعاه لقطع و لو مسافة ساعة واحدة.. أحاله المرض هيكلا يدمي القلب و لا حول و لا قوة إلا بالله…و منهم من رافقه شخص يبدو من عجرفته و مظهره و رأسه المرفوع عاليا و مكالماته لفلان و فلان أن مرافقه سينتقل لا محالة …عفوا الأمر هكذا فهل يخفى القمر؟؟؟ سمعت اسمي…على عتبة الباب التقيت أستاذة تخرج باكية….فهمت…دخلت…استغربت..نظرة خاطفة طردت أوهام غبائي بعيدا ساخرة محبطة…أي مكتب هذا؟؟ أين اللجنة؟؟ طبيبتان…مكتب عادي جدا..لا تجهيزات طبية و لا…أين أنت يا غبائي لأخنقك قبل رحيلك؟؟ !! ألقيت التحية…أسئلة تافهة…من أين و إلى أين …أريني ملفك…تلقي نظرة سريعة على تقرير الطبيبين…توجه الكلام لزميلتها ” مجرد شهادة “…متى أجريت العملية..أجبت…أردت أن …قاطعتني…شرحت لها عن وهني و كثرة تعبي و آلامي التي…قاطعتني…ازداد استغرابي…هل أزيل الكيس؟ طبعا أزيل يا غبية هل تظنين أنني أجريت العملية لأصور أمعائي؟؟ تمنيت لو سمع جوابي…تأخذ ورقة تدون عليها معلومات…فتملي عليها الأخرى عبارة لا زال صداها يتردد في أذني و أدعو لهما بضعف الألم و لا يهمني …RIEN à SIGNALER … لم تهتم…و لم ستهتم؟؟ لم تحاول التحقق من سبب الألم…و بماذا ستتحقق؟؟ بإدخالي تحت هذا المكتب الضخم الذي طرد مخيلة غبائي؟؟ أين الأشعة و الأجهزة و عبارة الوزارة التي تدعي فيها أنها…معاينة مباشرة..؟ لو كنت أعلم الأمر كذلك و أن اللجن الطبية في وزارتنا الموقرة تعتمد الفحص بالعيون كما أفعل أنا لبقيت مستلقية على سريري و وفرت ثمن التذكرتين أو الأربع ما دمت برفقة أخي لشراء دواء يخفف الألم بدلا من تصديق أكاذيبها و ادعاءاتها و سخافة اللجنة الطبية…لكن ما العمل فغبائي أوهمني…خرجت…و كتمت غيظي و حزني ..فلي جدران تستر دموعي…لكنها لا تخفف آلامي…مر شهر …فشهران…إلحاق لنفس المكان…أفضل من فرعية عرفت فيها أسوأ الكوابيس لكن…تأخرت النتائج و لم أهتم …تأسست تنسيقية و لم أبال…لأنها تطالب بالإعلان عن النتائج كما أقرتها اللجنة الطبية…و أنا لا أدخل في هذه الخانة..أنا لم أصل بعد إلى مرحلة الهياكل العظمية و الأمراض المزمنة و لم أصل بعد و لن أصل إلى شرف مصاحبة ذوي الهواتف الراقية …أنا مجرد مريضة تتباكى و ترفض الشواهد و تقلصها و تتحمل الألم إلى حين عودتها فتكتفي بتهدئتها بأعشاب من يد والدتها و بنوم ينسيها تعبها…فالمرض الذي اكتشفته اللجنة الطبية و الذي أسمته RIEN à SIGNALER جعلني طريحة الفراش منذ أسبوع…حين أغمي علي في القسم لأحمل على وجه السرعة من طرف زملائي إلى المستعجلات…كالعادة تحاليل و أشعة و تخطيط و…لا حالتي الصحية تسمح لي بالتحمل أكثر و لا الوضع المزري لمستشفى المدينة يساعدني على ذلك…ما معنى أن تنصحك بأخذ قسط من الراحة فيما تقضي نهارك كله في انتظار الطابور الطويل…ألم تلو الآخر…لأخبر أن الآلام ناتجة إما عن تقيح في الكبد..أو تضرر الكلية…لا يهم ما دمت أعرف اسم مرضي كما أقرته اللجنة الطبية…و أني مضطرة للسفر مرة أخرى للكشف عن حقيقة ماهيته ما دامت مدينتي فقيرة التجهيزات…نصيحة مني لكل من توفق و اختير اسمه في الملفات الطبية لاحقا…اطرد غباءك..لا تصدق أوهامك…لا تصدق ادعاءات الوزارة و لا كفاءة اللجنة الطبية…فها هم كما ترى يكذبون زميلا لهم رافقني طوال رحلة مرضي…و ها هم يسمون آلام الجنب و الظهر و الإ**** مسميات لا وجود لها…اطرد غباءك و لا تكن مثلي… ح-أ

لا حول و لا قوة الا بالله
اللهم يسر و لا تعسر

اصحاء مكدسون في النيابات والاكادميات والمرضى يعانون.هذا حالنا. لا حول ولا قوة الا بالله.

هذا في عهد حكومة " الإسلاميين " أهل " العدالة " !!!!

لابأس أختاه ، عند ربنا سوف نقف أمام الموازين الحق .

"" عند ربكم تختصمون """

لهم رب يتولاهم