2013-12-21, 22:23
|
رقم المشاركة : 45 |
إحصائية
العضو | | | رد: وافينكوم ..... العشاء موجود | الثلج يرغم مدرسا ومفتشا على التدفئة بخشب طاولة.
وجد مدرس ومفتش تربوي نفسيهما مضطرين الى تكسير طاولات والتدفئة باخشابها بعد ان حوصرا داخل قاعة دراسية منعزلة في منطقة جبلية.
الحادث الطريف وقع منذ عقود, حين عينت وزارة التعليم معلما في منطقة جبلية ثلجية,حيث يوجد قسم واحد متعدد المستويات. التحق الاستاذ بعمله مع انطلاق الموسم الدراسي وبعد اسابيع حل فصل الشتاء وحلت معه الثلوج التي غطت المنطقة,ونظرا الى غياب وسائل النقل فان كل الوافدين على المنطقة كانوا يستغلون شاحنة عسكرية كانت تاتي صباح كل يوم وتعود بهم عند المساء.
قرر السيد المفتش زيارة الاستاذ من اجل الوقوف على مؤهلاته ومدى تجاوبه مع التلاميذ.استقل المفتش الشاحنة العسكرية التي اوصلته الىلقسم المنعزل بين الجبال المغطاة بالثلوج,ليجد المعلم وحده داخل القسم المحاصر بالثلوج,قدم نفسه للمعلم فحياه الاخير وطلب منه الجلوس بجانبه للاحتماء بالاخشاب الموقدة,لكن المفتش الذي جال بناظريه في فضاء القسم لاخظ ان الاخشاب التي يستعملها المعلم هي اخشاب طاولة, فجن جنونه وبدا يتوعد الاستاذ بتقرير سيبعت به الى الوزارة الوصية سيقضي به على مستقبل الا ستاذ المهني وبالتالي الدهاب لرعي الماشية....
شرح المعلم المسكين للمفتش وضعه الحرج وكيف ان التلاميذ لم يلتحقوا بالقسم منذ انطلاق الموسم الدراسي, وانه محاصر هنا يعاني الجوع والصقيع.لكن المفتش ظل يهدده,فما كان من المعلم سوى ان هدا من غضب المفتش وطلب منه ان يحرر مابدا له وان يكف عن معاتبته ومخاصمته.
غضب المفتش غضبا شديدا وثارت ثائرته, وجلس قرب باب القسم ينتظر عودة الشاحنة لتقله الى خارج المنطقة,مرت الدقائق فالساعات... وحل الليل لكن الشاحنة لم تعد, اشتد البرد والجوع بالمفتش.فبدات عباراته تلين تجاه المعلم الى ان وجد نفسه مضطرا للاقتراب من فضاء المعلم الساخن وطلب منه تكسير طاولة اخرى لضمان ليلة دافئة داخل القسم المنعزل قائلاشوف,شوف شي طاولة معاك الله يحفظك واعتق خوك راه قتلوا الجوع)... | التوقيع | تأمل في نبات الأرض و انظر إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات بأحداق هي الذهب السبيك
على كثب الزبرجد شاهدات بأن الله ليس له شريك | |
| |