الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات الــــتــــربـــــويــــة الــــعــــــامــــة > منتدى القضايا التربوية


منتدى القضايا التربوية خاص بمناقشة قضايانا التربوية الكبرى ، بالنقاش الجاد والهادف والمسؤول ...


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2013-12-16, 14:47 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

b3 مراحل ازدواجية اللغة في الدول العربية والمغرب



مراحل ازدواجية اللغة في الدول العربية والمغرب




إن أول من أبرز الفصل بين الفصحى والعامية كانت بعض المدارس الاوروبية التي أسست برامج لتدريس العامية فيها. وقد بدأت أول تلك البرامج لتدريس العامية في إيطاليا سنة 1727 (مدرسة نابولي للدروس الشرقية) ثم في النمسا عام 1745 (مدرسة القناصل) ودرس بها حسن المصري الذي ألّف كتاباً بعنوان أحسن النجب في معرفة لسان العرب. وبدأ تدريس العامية في في فرنسا عام 1759 (مدرسة باريس للغات الشرقية)، ودرس هناك ميخائل الصباغ الذي ألف كتاباً في العاميتين المصرية والسورية بعنوان الرسالة التامة في كلام العامة والمناهج في أحوال الكلام الدارج سنة 1866. وفي عام 1814 أنشئت مدرسة لازارف الاكليركية للغات الشرقية في موسكو وعمل بها الشيخ محمد عباد الطنطاوي وألف كتاب أحسن النجب في معرفة لسان العرب. ثم أنشئت مدارس في برلين وفي المجر وفيما بعد في انكلترا إذ أنشأت جامعة لندن فرعاً فيها لتدريس الفصحى والعامية في أوائل القرن التاسع عشر وقد ألف أحمد فارس الشدياق كتاباً في العامية لجامعة لندن بعنوان أصول اللغة العربية المحكية في 1856.



وتشير نفوسه سعيد إلى أنه بإيعاز من تلك المدارس الغربية فقد تم تأليف كتب كثيرة في اللهجات العربية (معظمها موجود في المكتبة التيمورية) وتشمل كتب في لهجة بغداد وبيروت ومراكش ودمشق وتونس. أما اللهجة المصرية فكان لها نصيب الأسد من هذه المؤلفات وأهمها مؤلف سبيتا (Wilhelm Spitta) قواعد العربية العامية في مصر، وكان سبيتا الماني الجنسية يعمل مديراً لدار الكتب المصرية، ومؤلف ولمور القاضي الانجليزي بتعنوان اللغة المحكية في مصر عام 1901، ثم كتاب المقتضب في عربية مصر للقاضيان باول وفيلوت (Powell & Phillott) ومحاضرات وولكولس مهندس الري البريطاني.


ومن الجدير بالذكر هنا أن الحماس الذي أبداه الأوروبيون العاملون في مصر للعامية والدعوى لها منقطع النظير ويثير الاستغراب. بل أن هجمتهم على اللغة العربية الفصحى لا يوازيها إلا الحروب الصليببية. على رأس هؤلاء مهندس الري البريطاني وليم ولكوكس (William Willcocks )الذي وفد إلى مصر عام 1883 في أول عهد الاحتلال البريطاني، وقام بشن هجومٍ كاسحٍ على العربية الفصحى مطالباً بإحلال العامية محلها.



ففي محاضرة بعنوان "لِمَ لم توجد قوة الاختراع لدى المصريين الآن" والتي نشرت في مجلة الأزهر التي كان ولكوكس أحد محرريها، يزعم ولكوكس أن أهم عائق يمنع المصريين من الاختراع هو أنهم يؤلفون ويكتبون بالعربية الفصحى، ولو أنهم كتبوا بالعامية لأثار ذلك ملكة الابتكار ونمَّاها. وفي رسالة نشرها بالانجليزية بعنوان "سوريا ومصر وشمال افريقيا تتكلم البونية لا العربية" عام 1926 زعم فيها أن اللهجات العربية كنعانية أو فنيقية أما في مصر فهي بونية والبونية لغة انحدرت إلى مصر من الهكسوس الذين أقاموا في مصر لمدة خمسماية عام.


وقد حاول مهندس الري الانجليزي ولكوكس وغيره إدخال العامية في نماذج أدبية رفيعة. فقد ترجم ولكوكس إلى العامية قطعاً من روايات شكسبير والانجيل. كما ألّف كتاباً بالعامية أسماه الأكل والإيمان يحتوي على إرشادات صحية يصبغها الدين المسيحي. كذلك قام بوريان Bouriant مدير بعثة الآثار الفرنسية إلى القاهرة بجمع ونشر الأزجال المصرية، وقام جاستون ماسبيرو (Maspero) مفتش الآثار المصرية تجمع الأغاني الشعبية المتداولة في مصر العليا (لمزيد من التفصيل والأمثلة طالع تفوسه سعيد).


كذلك لا بد في هذا الصدد من إبراز الدور الرسمي للانجليز أثناء فترة الانتداب وحرصهم الأكيد على حرب اللغة العربية الفصحى هم ومن تربي على أيديهم.فقد قام المفتش الانجليزي دنلوب الذي كان يعمل حينئذ مستشارا في نظارة المعارف المصرية وكان مسيطرا على شئون التعليم في مصر وكانت اللغة العربية الفصحى في مصر اهم هدف سددت اليه سهام السياسة الخبيثة فعملوا على اضعاف هذه اللغة في المدارس المصرية والحط من شأنها كذلك لابد من الاشارة كما يقول عبلي عبد الواحد وافى،الى دور الكونت كولودي لندنبرج الاسوجي الذي دعا في تقريره الى مجمع اللغوين في مدينة ليدن عام 1883 الى استخدام العامية في مصر .وكذلك سار في هذا الطريق اللورد دوفرن السياسي الانجليزي الذي رفع تقريرا الى وزير الخارجية البريطانية بشأن لهجة مصر العامية


مرحلة الإقليمية رداً على القومية العربية



بعد ثورة عام 1919 في مصر، برزت مجموعة من الكتّاب يدعون لما نسميه الفرعونية المصرية، أو الاقليمية الضيقة. ولم يكن الاستعمار البريطاني مشجعاً للفكرة وحسب، بل متبنياً لها. وقد علّق محمد حسين على هذه الحركة بأنها حركة استعمارية انفصالية كان وراءها الانجليز. وقد دعت هذه الحركة إلى "مصرنة أو تمصير" اللغة والفن والأدب، واستعمال العامية المصرية كوسط لهذه الأشكال الأدبية. في هذه الفترة دعا أحمد لطفي السيد إلى ما أسماه "التسامح اللغوي" وما قصده بذلك هو إصلاح الفصحى باستعمال ألفاظ من العامية بالإضافة إلى الألفاظ المستعارة الأخرى في الكتابة، وقد نشر أفكاره في صحيفته الجريدة في سبع مقالات عام 1913. أما محمد تيمور وسلامة موسى فقد دَعَوا إلى النهوض بالعامية لتكون لغة قومية. وفي تلك الأثناء وفي عام 1943 فاجأ عبدالعزيز فهمي مجمع اللغة العربية بالقاهرة باقتراحه أن تكتب العربية بأحرف لاتينية؛ لكن الدعوة التي سبقه إليها سلامة موسى ماتت بموته.
وتقع ضمن هذه المرحلة جهود لويس عوض بحربه على الفصحى ودعوته لاستخدام العامية المصرية، إذ نادى بذلك مجاهرة في مقدمة ديوانه بلوتولاند الذي طبعه عام 1947 ونادى كذلك بتحطيم عمود الشعر، إذ أن الشعر برأيه قد مات بموت أحمد شوقي ميتة إلى الأبد. لم يستطع لويس عوض أن يبر لنفسه بوعده بأن لا يكتب إلا بالعامية وعاد بعد عام واحد عن الكتابة بالمصرية. وقد رد محمود محمد شاكر ردا مفحما على لويس عوض اماط به لثامه عنوة و دون مواربة ليكشف شاكر بكل جرأة عن خبايا دوافع لويس عوض في دعواته. يقول شاكر في رده:

لويس عوض ملاه مالئه منذ دهر ثم تركه، وضبطه الى أهداف بعينها ثم اطلقه،فانطلق يجوس خلال الآداب عامة ثم الآداب العربية خاصة وهو لا يكاد يرى ألا ما ركب لاجله،لا يكاد يرى أْلا اليونان والروم والقرون الوسطى والمثقفين والحضارة الحديثة والحروب الصليبية والصلبان والخلاص والفداء والخطيئة وكسر رقبة البلاغة وكسر عمود الشعر العربي والغة العامية والفتح الانجليزي لمصر.هذا التركيب الموجه لا يكاد يرى ابن خلدون ألا مقرونا بأورسيوس، ولا المعري ألا مقرونا براهب دير الفاروس وبالحروب الصليبية .وبالصلبان التي غصة بها حلب ولا يكاد يرى مكرم عبيد وعرابي ألا مقرونين بالمعلم يعقوب رئيس الخونة المضاهرين للفرنسين الغزاة أيام نابليون ولا توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وصلاح عبد الصبور ألا مقرونين بعقائد الخلاص والفداء والخطيئة.ولا يكاد يرى القرآن العظيم ألا مقرونا بترجمته الى اللغة العامية كما ترجم الانجيل الى اللغات الحية وهي عامية اللاتينية وألا مقرونة بكسر رقبة البلاغة وكسر عمود الشعر العربي.


أما في سوريا ولبنان فقد قاد حملة الدعوة إلى العامية الخوري مارون عصن الذي نشر كتابه حياة اللغة وموتها: اللغة العامية عام 1926، ورد عليه الأب لويس شيخو والأب صالحاني في حينه. أما دعوة سعيد عقل إلى اللغة اللبنانية أو اللهجة اللبنانية مكتوبة بالأحرف اللاتينية فهي الأخطر، ولا تهدف إلا لعزل لبنان عن الحسد العربي وإحياء الاقليمية كما يقول أنور الجندي"، وضمن المخطط التبشيري الاستشراقي المرسوم ..." وقد أصدر سعيد عقل أول -وآخر- كتاب له باللغة اللبنانية مكتوباً بالحرف اللاتيني عام 1961بعنوان ياره-شعر. أما أنيس الخوري فريحه أستاذ اللغات السامية بالجامعة الأمريكية في بيروت فقد بدا بدراسة للعامية عام 1947 بكتابة معجم الألفاظ العامية في اللهجة اللبنانية. وكما يقول أنور الحندي، فقد كتب فريحة موضوعه المشهور "هذا الصرف وهذا النحو: أما لهذا الليل من آخر" تمنى فيه أن يرى حاكماً عسكرياً سياسياً يفرض العامية على العرب وقد رأى عمر فروح في مقاله فريحة "تهكماً سمجاً".


ومما يثير الاهتمام هنا هو أن أي دعوة انفصالية اقليمية تتسلح بسلاح تجزئة اللغة العربية بالدعوة إلى استعمال العامية. وعكس ذلك، أي الدعوات الاتحادية التي يهمها أن تبقى على وفاق تام مع العروبة والإسلام؛ فإننا دائماً نجد الدعوة إلى وحدة اللغة أحد أهم أركان الدعوة. ويصدق ذلك على أجزاء كبيرة حاول الاستعمار أن يقتطعها كلياً من الوطن الأم، إذ تعرضت لجميع صنوف الاضطهاد الفكري واللغوي والحضاري بقصد الضم إلى الدول الاستعمارية، ألا وهي شمال افريقيا. وهذا تأييد مطلق للفرضية القاتلة إن أولئك الذين يطمحون للانفصال يدعون للتجزئة، وأولئك الذين يدعون للوحدة والتماسك يتمسكون بالعربية ووحدتها. يقول شحنة في بحث الوضع اللغوي في شمال افريقيا.

"كان الاهتمام الشمال افريقي بالعربية يتركز على الاعتراف بها كلفة للشعب والدولة، ودون تأكيد على عملها كأداة للاتصال؛ إذ ان عدداً من قادة الحركات الاستقلالية كان أكثر طلاقة وقدرة في التعبير في الفرنسية لا بالعربية -وهذا الوضع كان محرجاً لبعضهم- وقد قام أحمد بن بلاّ، رئيس الوزراء السابق للجزائر، بتأمين مدرس خصوصي في العربية حتى يستطيع استعمالها في جزائر مستقلة"


لقد توقعت دول شمال افريقيا العربية أن تواجه صعوبات جمة في التعريب، وخاصة الجزائر وتونس والمغرب؛ لكن الجهود تظافرت وما زالت تتظافر بكل حيوية واندفاع نحو التعريب الشامل. يقول شحنه في هذا الصدد(:

"لم تضعف جهود الشمال افريقيين في سبيل تحصيل تعريب تام وكامل. فحال حصول تلك الدول على الاستقلال أعيد تأسيس العربية كلغة رسمية وشعبية، واتبعت جميع الطرق لإعادة حيوية اللغة، بتأسيس مدارس متعددة، وبنشر الدوريات والكتب. وفي السنوات القليلة الماضية أصبح الشمال افريقيون واعين للمشكلة اللغوية، ودأبوا في المحاولة لإيجاد الطرق لحلها، كما يثبت ذلك المؤتمر العربي المنعقد في الرباط عام 1961".


وعلى النقيض من ذلك فإن الطريق إلى "تغريب" العرب تبدأ بكتابة لهجاتهم وتطويرها، أو ما يسمى "النهوض بها" إلى لغات قومية. ومن أروع الأمثلة لمثل هذا التحول هو مثال الجماعات الناطقة بالعربية في الاتحاد السوفييتي. فباسم جعل العربية لغة ديمقراطية كتبها السوفييت بأحرف سيريليه (العامية طبعاً) وبهذا أنجز السوفييت، كما تقول باتيسون (Bateson) في كتابها "تشعيب هذه المجموعات، وقطعها تماماً عن القومية العربية، وعن نصيب من الثراء الثقافي القديم والجديد".

مرحلة الوعي العربي:

-

تبدأ هذه المرحلة بفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية؛ إذ بدأت الدول العربية تأخذ استقلالها ولو شكلياً من الدول المستعمرة. لقد واجهت تلك الدول مشكلات جمة، منها مشكلة ازدواجية اللغة لعلاقتها المباشرة في التعليم. وفي هذه الفترة أعيد طرح بعض المقترحات الغريبة بالدعوة إلى العامية؛ ثم لبست هذه الدعوة ثياباً جديدة، فطرح أنيس (1960)في عام 1960(59) تعميم إحدى اللهجات العربية المصرية كلفة قومية، وكذلك طرح فريحة عام 1955 نمطاً يتكلمه المثقفون العرب. لكن الاهتمام بدأ ينصب على ما يسمى إصلاح اللغة وتيسير قواعدها. وفي هذه الفترة أيضاً نشطت المجامع اللغوية العربية، واجتمعت في دمشق عام 1957؛ وكان هناك شبه إجماع على رفض الدعوة إلى العامية رفضاً باتاً، واتخذت التوصيات لتسهيل العربية والرقي بها، ونشرت تلك التوصيات في حينه في مجلة مجمع اللغة العربي السوري.
أستطيع القول وبكل ثقة أن الدعوة إلى العامية الآن لا تقابل بأكثر من الاستهزاء في الوسط الثقافي العربي، ولا أظن أن هناك عربياً يمتلك شيئاً من الولاء للعروبة أو الإسلام، أو كليهما يتفوه بتلك الدعوة، وذلك لخطرها على الأمة العربية ووحدتها ووحدة ثراثها واستمرارية تأثير ذلك التراث. وإن كانت الدعوة قد تلبس أثواباً جديدة كثوب اللغة الوسطى، أو عربية المثقفين، فإن عمقها معروف، وبالتالي لا تختلف عن العامة شيئاً، وقد أيقن المثقف العربي من ذلك.
والمبدأ العام هو أن كل ما يعارض لغة القرآن وتراث العرب فهو موجه لضرب وحدتهم والتشكيك في هويتهم. ولو نظرنا في الدوافع النفسية للدعوة إلى العامية والكتابة باللاتينية لأيقنّا أي غيرة تدفعهم للسير في هذا الاتجاه. دعنا ننظر لبعض ما كتب سلامة موسى مثلاً تبريراً للدعوة للكتابة بالأحرف اللاتينية؛ وهذا مقتطف قصير من مقالة نشرتها مجلة شؤون الشرق الأوسط بالانجليزية. يقول موسى:


"لن يفاجأ الكاتب إن طالب العرب في يوم من الأيام بالأحرف اللاتينية لكتابة لغتهم. هذا الانتقال، إن تحقق، فلن يؤثر بحياتنا الثقافية والأدبية وحسب، ولكنه سيكون علامة لتغيُّر في اتجاهاتنا النفيسة. سنرحب بالحضارة الصناعية الحديثة بقيمها الأخلاقية والثقافية والروحية، والمشاكل التي تبدو الآن صعبة الحل ستكون أسهل. لن نرفض استعمال الكلمات الأوروبية؛ لن نتعلق حينها بتراثنا الماضي وكأنه الدعم الوحيد لحياتنا ".


هل نحن بحاجة لقيم وأخلاق وثقافة وروح الحضارة الصناعية الحديثة؟ هل غيّر اليابانيون لغتهم او دينهم أو مُثل أخلاقهم عندما أصبحوا ينافسون أميركا صناعياً؟ حتى لو كنا بحاجة لذلك، فهل يتم ذلك إن غيّرنا الطريقة التي تكتب بها لغتنا؟ إنه تفكير لا ينقصه شيء من مهارة إخفاء دوافع أخرى لا يجوز المجاهرة بها.ولا نفصح بسر ، بل علينا أن نفصح للملأ ان للدعوة الى العامية دوافع استعمارية وتبشيرية ولا يشترك في هذه الدعوة الا من اراد أن يناصب الاسلام وحضارته وثقافته العداء. يختصر الأمير شكيب أرسلان (طالع الجندي ص216-218) هذه الدوافع بقوله:




أن الوجوه الثلاثة متوفرة في السبب ولكن الوجه الأول هو أقواها وأصحاب هذا الوجه منهم من يريدون هدم الأمة في لغتها وآدابها خدمة لمبادئ الاستعمار الأروبي ومنهم من يشير باستعمال العامية بحجة أنها اقرب ألى الأفهام ولكن منهم من لا يحاول هدم الأمة في لغتها وآدابها،لا حبا باللغة وبالآداب،ولكن علما باستحالة تنصل العرب من لغتهم وآدابهم،ولذلك نرى هؤلاء دعاة الى اللغة والآداب على شرط ألا يكون ثمة قرآن ولا حديث وأن تكون الصبغة لادينية




إن هناك مما أثبتته النظرية اللغوية الحديثة ما يجعلنا نتمسك باللغة العربية الفصحى، وتضييق الشقة بينها وبين العامية؛ كذلك هناك في الدراسات اللغوية التاريخية المقارنة ما يحتم على الأمة العربية أن نتمسك بالفصحى، وإلا كُتب لها التفرق والضياع، وذلك كله بجانب العوامل الدينية والقومية. وفي هذا الجزء من هذا البحث سأبحث العاملين السابقين وانعكاساتهما على الوضع اللغوي العربي.


لا شك في أن اللغة الواحدة، إن أمكن إيجاد مثل ذلك اللغة للكتابة والحديث في البيت والشارع والمدرسة والمكتب، لهو وضع مثالي. لكن هل يمكن ذلك؟ إن ذلك شبه مستحيل، إذ أن كل لغة في العالم تواجه وضعاً ازدواجياً بشكل أو بآخر. لنضرب مثلاً في الانجليزية: هل يتكلم الأميركي في تكساس بالطريقة نفسها التي يتكلم بها الأميركي في مساشوستس مثلا؟ او الطريقة التي يتكلم بها الأميركي في أوهايو أو شيكاغو؟ ماذا نسمي كلام السود في أميركا مقارنة بالمستوى الكلامي العام للرجل الأبيض الحاكم؟ ماذا نسمي كلام الكوكني مقارنة بكلام الملكة في بريطانيا؟ أليس ذلك أشبه بالفصحى والعامية؟ ألا يستطيع الأميركي معرفة مواطنه من أي بقعة في أميركا عندما يتكلم؟ إن ذلك يحصل في اميركا، البلد الذي نستطيع فيه أن نتكلم من الساحل الشرقي إلى الساحل الغربي ببضع ثوان، وأن نراقب نفس البرنامج التلفزيوني الذي يُبَث للشعب الأميركي كاملاً، ونتنقل أينما نشاء دون سؤال أو جواب أو هوية أو جواز سفر أو تأشيرة أو تصريح. هل يستطيع الأبيض من الطبقة الوسطى في أميركا أن يفهم مواطنه الأسود أكثر مما يستطيع العربي من اليمن أن يفهم العربي في تونس؟ إن كلام الملكة في بريطانيا، وكلام الأبيض البروتستانتي الانجلوسكسوني في أميركا ليسا سوى مثيل للفصحى والنامية في اللغة العربية مع فارق العاملين الديني والقومي. وما اللغة الفرنسية التي ينطق بها التلفاز والمدرس في الجامعة والنخبة المثقفة من الفرنسيين إلا اللهجة الباريسية التي فرضتها الثورة الفرنسية أثر بيان ثوري، واتخذت قراراً باستعمالها والقضاء على العاميات التي كانت تسمى "الباتواز" (Patois). لكن هل انتهت "الباتواز"؟ لا، لقد بقيت وستبقى، لكن المثقف الفرنسي يرى باللهجة الباريسية عنوان الثقافة الفرنسية.
فالجانب الازدواجي طبيعي اذن وبأية لغة؛ لئن كان هناك أي فرق بين ازدواجية اللغة العربية واللغات العالمية الأخرى كالانجليزية والفرنسية، فإنه فرق كمّي، إذ ربما كانت الفجوة وما زالت أضيق بين الفصحى والعامية في تلك اللغات مما هي في العربية. وما ذلك إلا بسبب عمل القوانين الطبيعية للتغير اللغوي.
- يتبع-










: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=702583
التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2013-12-16 في 14:55.
    رد مع اقتباس
قديم 2013-12-16, 14:49 رقم المشاركة : 2
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: مراحل ازدواجية اللغة في الدول العربية والمغرب



من طبيعة اللغة أن تتغيير إن تركت دون ضبط. وهذا التغير قد يؤدي بفعل عوامل متعددة الى خلق لغة جديدة. وهذا كان من الممكن أن يحصل للعربية لولا العوامل الدينية والقومية السالفة الذكر، التي احتفظت بالفصحى وبوحدة اللغة. وهذا الاحتفاظ قد زاد إثراءها وسعة ثقافتها ودوام عطائها للوحدة. وهذا جانب يُحسد الناطقين بالعربية عليه. ولأوضح هذه النقطة دعني أسأل هذا السؤال: تخيل ماذا كان يمكن أن يحصل لو رُفعت اللهجات لمستوى اللغات القومية وكُتبت؟ وللاجابة عن هذا السؤال أود أن أستشهد بعبرة تاريخية يجب أن تبقى في ذهن المثقف العربي كلما طلع صوت ينادي يالعامية في الوطن العربي. ومثالي هو اللغة اللاتينية واللغات الرومانية (
Romance ********s) وكانت اللاتينية هي لغة الأدب والعلم والثقافة والدين في أوروبا في أول الامبراطورية الرومانية؛ ومن لم يلق نصيباً من العلم في هذه اللغة يبقى علمه ناقصاً؛ بالتغاضي عن حقل تخصصه أو وظيفته أو مكانته الاجتماعية. وبمرور الزمن تطور نمط آخر من اللاتينية يتكلمه العامة وعساكر الرومان، فأصبح الوضع موازياً للعربية، إذ كان هناك اللاتينية الفصحى (Classical Latin) والعامية المسماة (Vulgar Latin
)، (والاسم لا يعني العامية فقط بل يتضمن معنى السوقية وغياب الصقل).



وبالرغم من أن اللاتينية ذات أثر كبير دينياً، إلا أنها لا تملك قدسية العربية في نفوس الناطقين بها؛ كما لا تلعب دور العربية بوحدة متكلميها؛ لذا ترك الأمر لتطورها الطبيعي. وباختلاط جنود الرومان، متكلمي العامية، بالشعوب الأخرى الذين يتحدثون لغات مختلفة، أو لهجات من لغات مختلفة، تطور من العامية -وهذا نسق طبيعي- لغات جديدة تعتمد على الجذور اللاتينية كأساس، والمؤثرات اللغوية الأخرى كعوامل مكونة. وهكذا كانت ولادة الفرنسية والاسبانية والبرتغالية والطليانية والرومانية. وإن قلَّ الضبط عن أي من تلك اللغات فلا يستبعد، بل من الطبيعي أن ينشأ عنها لغات جديدة. وهذا حتماً ما كان سيحصل لأي لهجة عربية لو كُتبت أو أصبحت لغة قومية.


في الحقيقة لقد حصل ذلك التحول بإحدى اللهجات العربية، وهو مثال حي أمام أعيننا وقلما نفكر بجديّته وعقبى نتائجه؛ وهو مثال مالطا. فقد كان أهل مالطا يتكلمون العربية، ونظراً لانسلاخها دينياً وقومياً عن جسم العالم العربي، فقد كتبت هذه اللغة بالأحرف اللاتينية، وفتح باب الاقتراض على مصراعيه من اللغات الأوروبية، وخاصة الطليانية والانجليزية، وتطورت هذه اللهجة العربية إلى ما يسمى اليوم اللغة المالطية، التي تتحدى أي عربي ان يفهمها رغم أن جل الكلام فيها عربي الجذور. كيف يتعامى المرء عن مثل هذه النتائج الحتمية؟ هل يعرف دعاة العامية أمثلة من هذا النوع؟ هل درسوا أو اطلعوا على النظرية اللغوية والتغير اللغوي قبل أن ينصبوا انفسهم مصلحين؟.


إذا كان وضع الازدواجية طبيعياً في معظم لغات العالم، فلماذا يكون هذا الوضع "غير طبيعي" أو عائقاً للتقدم في البلاد العربية؟ باعتقادي أن ذلك يعود لسببين رئيسيين: أولهما ازدياد الفجوة بين الفصحى واللهجات نتيجة العوامل التاريخية السالفة الذكر، حتى أصبحتا وكأنهما لغتان مختلفتان في أعين كثير من الباحثين؛ ومع المبالغة بذلك الاختلاف أصبح الكثير يعتقد انهما مختلفتان فعلاً. وثانيهما أنه رغم استقلال الدول العربية وتبني اللغة العربية رسمياً وشعبياً، إلا أن الاعتماد على اللغات الأجنبية كبير، وفي القطاعات المختلفة، ما زال واسعاً. وسأعرض لهذين السببين بمزيد من التفصيل.


لقد بالغ كثيرون من الذين كتبوا عن العربية في الغرب بالاختلافات بين الفصحى والعامية، حتى أن كثيراً من التعميمات التي نشرها بعض باحثيهم المحترمين علمياً تثير الاستغراب، بل نشكك بنوايا ومقدرة هؤلاء الباحثين. فاللغوي الاجتماعي جمبيرز على سبيل المثال يساوي بين دور العربية الفصحى في المجتمع العربي ودور اللاتينية في أوروبا العصور الوسطى، والسينسكريتية في جنوب آسيا؛ ويعطي اللغات الثلاث بما فيهما العربية-
"كمثال للغات مميزة ليس لها علاقة بالكلام الشعبي (اللهجات) ... وأن الطقوس المفصلة والمراسيم التي تحيط استعمالها لا تُكتَسب إلا بعد سنين عديدة من التدريب الخاص. يتوفر التعليم بها فقط بواسطة المدرسين الخاصين، ومحدود لأصحاب الامتيازات القلائل الذين يملكون الجاه الاجتماعي والموارد المالية. نتيجة ذلك، فمعرفة تلك اللغات في المجتمعات التقليدية حصر لجماعة مختارة محدودة نسبياً". إن هذا ولا شك لا ينطبق على العربية.




سأعرض في نهاية هذا لبحث إلى ما يمكن عمله لتضييق الشقة بين الفصحى والعامية والأهم في ذلك ما يمكن عمله للارتقاء باستخدام العربية ليشمل كل قطاعات المجتمعات العربية، ولتصبح العربية سيدة الموقف في التعليم، ذلك الأساس الذي ترتكز عليه اللغة، ويعتمد انتشارها عليه.
لا ريب في أن أهم مسببات اتساع الفجوة بين العامية والفصحى، بل من أهم أسباب ازدهار العامية، هو ارتفاع نسبة الأمية في مجتمع ما، والرقم في مجتمعنا العربي مُعيب إذ يقارب، إن لم يتجاوز 70% في بعض الدول، وبعكس ما أشار إليه بعض الباحثين أمثال ألن كي ووكسلر لا نستطيع أن نعزي ارتفاع نسبة الأمية في الوطن العربي إلى الازدواجية، بل نستطيع أن نستنتج أن ارتفاع نسبة الأمية زاد الفجوة اتساعاً بين الفصحى والعامية، وليس باي حال نتيجة له. إن هذه النسبة العالية في العالم العربي هي نتيجة مباشرة لخمسة قرون من الإهمال تبعها فترة من الاستغلال الاستعماري البشع، كان هم المستعمر فيه تجهيل الشعوب العربية. لكنه بعد الاستقلال، وبهذه الواردات المادية الكبيرة وبخاصة في الدول العربية النفطية، فإنه لم يعد هناك مبرر لمثل هذا الرقم المعيب من الأميين في العالم العربي. وعلى الحكومات العربية أن تبدأ بحملات واسعة النطاق لإزالة الأمية في الوطن العربي من شرقه إلى غربه. وجدير بالذكر أن من أنجح الحملات التي بدأت فعلاً هي تلك التي قامت بها الحكومة العراقية، والتي يظن انها قاربت أنجح الحملات العالمية لإزالة الأمية، كالحملة في كوبا وتركيا. ومن المنتظر أن يكون عطاء الدول المنتجة للنفط أكبر مما هو عليه الآن في هذا السبيل. وجميع الدولة العربية بأمسّ الحاجة لتلك الحملات، لكن أحوج تلك البلاد الآن هي السعودية، واليمن، وعمان ودول الخليج، والسودان والمغرب.


منطلقنا الثاني يجب أن يكون المدرسة العربية. لن نحقق أي تحسن في هذا السبيل إلا إذا التزم المدرس العربي بلغته؛ والتزامه يحتم عليه أن يستعمل الفصحى في محاضراته، وأن يشجع تلاميذه للسؤال والمناقشة بالفصحى إن كان الدرس ديناً أو فيزياء أو رياضيات أو جغرافيا، كذلك يجب التركيز على المراحل الأولى من تدريس الفصحى وآدابها، وذلك بتدريب معلمين أكفياء لتدريس مختلف المهارات اللغوية، من استماع وكلام وقراءة وكتابة. ولا يتسنى ذلك إلا إذا تعاون البيت مع المدرسة، والمؤلف مع المدرسة والمجمع اللغوي مع المدرسة. كما أنه لا يكفي لعمل ذلك أن تصدر القرارات، بل يجب أن تراقب الهيئات المعنية مختلف مراحل تطبيقها وتنفيذها.




ولا يقلّ عمل أجهزة الاعلام أهمية عن المدرسة والبيت. لا نريد أن نحرم قطاع عامة الناس من فهم تلك الأجهزة، ولكننا نطالب بأن يقل استعمال العامية في الصحف والمجلات، وأن توجه لعامة الناس برامج بالإذاعة، والتلفاز بلغة فصيحة سليمة سهلة. ولكما قل استعمال الكلمة العامية في تلك الأجهزة، وكثر استعمال الفصيح، أعطينا مجالاً أوسع لانتشار الفصيح واضمحلال العامية على المدى البعيد. اقتبس في هذا المجال ما يقوله علي عبد الواحد وافي (طالع الجندي ص241) فيما يخص المدرّس ولغة الاعلام:


"ومن الأخطار التي تواجه اللغة العربية: انه يندر أن تجد بين مدرس اللغة العربية نفسها من يستخدمها في شرح ما يريد إنما يستخدمون اللهجة العامية، وكذلك محاكاة الكثير من الصحفيين الأساليب الأجنبية في تسلسل أجزاء الجملة وربط عناصر العبارة بعضها ببعض، وكذلك في محاكاة الأسلوب الافرنجي في الخروج عما يسير عليه الأسلوب العربي في ترتيب عناصر الجملة وربطها بعضها ببعض، وتنسيق أجزاء العبارة، فيأتون بعبارات عربية المفردات والقواعد لكنها أعجمية التركيب والنظم.


أما المجامع اللغوية العربية فعليها، بالإضافة إلى نشاطها في التعريب، وخاصة تعريب المصطلحات، أن تراقب استعمالها في أجهزة الإعلام والمدارس والجامعات، وأن تستمر بتفاعلها المباشر مع المجتمع ومع المؤسسات العلمية في البلاد العربية، لتكون مراكز تخطيط لغوي للمجتمع العربي ومؤسساته ومؤسساتنا، وأن تستمر بتقديم يد العون وتقديم المشورة إلى وزارات التعليم ومختلف الهيئات التي تطلبها. إن ما قدمته تلك المجامع يستحق التقدير، لكن المزيد من العمل مطلوب. كذلك فإن زيادة التنسيق بين هذه المجامع يخفف الإعادة والتكرار، ويزيد من فعالية هذه المجامع.


أما تسهيل الاتصال، وبمعناه المطلق، في العالم العربي فليس مدعاة للوحدة العربية وحسب، بل مدعاة للتماسك السياسي والاجتماعي. وتسهيل الاتصال يتم بتطوير أجهزة الاتصال الحديثة، من الشبكات التلفزيونية والفضائية، إلى البث التلفازي والإذاعي الموجه للعالم العربي بأسره والأهم من ذلك إنشاء قواعد المعلومات وشبكات الاتصال الحاسوبي الفضائية؛ كذلك بتسهيل تنقل المواطن العربي من بلد لآخر، وفتح أبواب التبادل ثقافياً واقتصادياً على مصراعيها. هدف اللغة هو الاتصال؛ ووحدة متكلميها تتم بتسهيل اتصالهم بعضهم ببعض.


من أهم الأسباب التي أدت إلى ازدهار تعلم اللغات الأجنبية في العالم العربي، وبشكل خاص الانجليزية والفرنسية، لا شك، أسباب تتعلق بفرص العمل. إذ أنه لسوء حظ المواطن العربي، يصعب عليه حتى في عقر داره أن يجد عملاً جيداً خاصة في القطاع الخاص، إذا لم يكن يجيد الانجليزية أو الفرنسية. لماذا يعطى المجتمع العربي طيعاً مختاراً هذه القيمة للغات الأجنبية؟ لماذا تُجعل تلك اللغات علامة الرفعة الاقتصادية والاجتماعية، وتؤثر بذلك باتجاهات الأبناء النفسية نحو تلك اللغات نحو اللغة العربية بالمقارنة بها؟ فجعل العربية عاملاً أساسياً في التوظيف والترقية يولّد دوافع جديدة للإقبال على تعلمها وإجادتها، ويخلق تأثيرات نفسية جديدة يحتاجها المجتمع العربي. لا أقصد أن أقلل التشجيع على تعلم اللغات الأجنبية، لكن يجب أن يُخفف الاعتماد عليها وتتواضع النظرة نحوها.


يرتبط هذا العامل بعامل آخر وهو ما أسميته "الغربة الحضارية" عند المواطن العربي؛ فبالرغم من الأحداث الجسام التي تعيشها الأمة العربية، وبالرغم مما قاست وتقاسي من الغرب ودوله وثقافته و "وحضارته"، إلا اننا إن أردنا ان نصارح أنفسنا وجدنا أن قطاعاً كبيراً من الشباب يقاسي من غربة حضارية مريرة، تتجلى بتهافت الشباب على "الغربنة او التغريب" المتمثلة بالنظر للغرب على أنه النموذج الذي يحتذى كذلك تتجلى هذه الغربة بنظرة المجتمع العربي العالية لمن يجيد إحدى اللغات الغربية، وبتهافت الجميع على استعمال الاصطلاح الأجنبي في الحديث العادي وفي الصحف وأجهزة الإعلام، إن ذلك ما أسماه ابن خلدون في مقدمته تقليد المغلوب للغالب.


العربية تستصرخ أبناءها لمزيد من البحث والتأليف والنشر، وخاصة في حقل المعاجم؛ إذ يأسف المثقف العربي أن لا يكون في العربية حتى الآن قاموس واحد بجودة وشمول ووضوح وسهولة استعمال "وبسترز" (Webester’s) في الانكليزية مثلا. كذلك حتى هذه اللحظة لا توجد دائرة معارف واحدة بمستوى دائرة المعارف البريطانية أو الأميركية. لذلك تحتاج العربية إلى مجموعة شاملة واضحة حسنة التصنيف من معاجم المترادفات والمتناقضات والمكنزات والمواد المرجعية الأخرى. وقد قام السَّلف بالبحث وحصر المعلومات، وما علينا إلا أن نصنف تلك المعلومات ونطبعها. إنه وضع مؤسف.
أما تعريب التعليم الجامعي، فليس ضرورة ومطلباً قومياً فحب، إنما هو خدمة حتمية يجب أن تزجى للعربية، بل لابنائنا الواقعين الآن بين نارين، نار جهلهم بلغتهم، ونار صراعهم مع اللغة الأجنبية التي لا يجيدونها؛ ومع ذلك عليهم أن يتعلموا بها. ليس هناك على وجه الأرض دولة ذات قيمة تدرّس أبناءها بلغة غير لغتهم. فمن البديهيات في التعليم أن الطالب يستوعب بشكل أفضل، ويفكر بشكل أسلم في لغته الأم لا بلغة فرضت عليه، ولا يتم ذلك إلا إذا بدأنا به وبالحال؛ إذ سيبقى دعاة استعمال الأجنبية يبرزون الحجة تلو الحجة لتأخير التعريب، وسيجدون دائماً حججاً مقنعة ما لم نبدأ بالتعريب. كيف يمكن أن يكون هناك مصادر علمية بالعربية ما لم يتخرج جيل عربي تعلَّم بالعربية كي يبحث وينشر بها؟ لماذا لم نبدأ بحملة ترجمة شاملة للكتب المدرسية العلمية؛ وهي بالواقع محصورة العدد وليست بذلك الحجم البالغ الذي يصوره بها أعداء التعريب؟ إذا أخذنا الكيمياء مثلاً، فإنك تجد كتاباً واحداً مشهوراً عالمياً ككتاب جامعي مدرسي، ويستعمل في مستوى معين -كالسنة الأولى أو الثانية مثلاً- وفي كثير من الأحيان نجد أن هذا الكتاب قد أعيدت طباعته مرات ومرات، وبتعديلات طفيفة تستطيع إضافتها للترجمة سنوياً. إن الكلام سيطول عن التعريب، وسنبقى نعاني نفس المشاكل التي نتحدث عنها ما لم نبدأ وبالحال بتحضير جيل يتعلم في الجامعة وفي أعقد العلوم بالعربية. والتجربة السورية، وكذلك التجربة العراقية الجديدة جديرتان بالإعجاب والتقدير.


في ختام هذا البحث، أود أن أوجه الدعوة إلى المثقفين العرب، والمختصين منهم أو العاملين في حقل اللغويات وتدريس اللغات بشكل خاص، لإبداء آرائهم وتوجيه بحوثهم نحو مزيد من الاقتراحات العملية الممكنة التنفيذ، التي تهدف إلى إعادة الاعتبار للغتنا العربية لغة رسمية وشعبية للعالم العربي، لا بالاسم بل بالفعل.


يقول العقاد في مقالة له عن الفصحى والعامية، وفي ما يقول عمق بالتفكير، وملخص لكثير مما قيل ويقال عن هذا الموضوع، لولا بعض كلام عن العامية تنقصه العلمية (كقلة القواعد):


"إن في كل أمة لغة كتابة ولغة حديث، وفي كل أمة لهجة تهذيب ولهجة ابتذال، وفي كل أمة كلام له قواعد وأصول، وكلام لا قواعد له ولا أصول. وسيظل الحال على هذا ما بقيت لغة، وما بقي ناس يتمايزون في المدارك والأذواق. فلن يأتي اليوم الذي يُكتب فيه فردوس ملتون بلغة العامل الانجليزي، وفلسفة كانت بلغة الزارع الألماني، ولن يأتي اليوم الذي تستوعب فيه قوالب السوق كل ما يخطر على قرائح العبقريين، ويختلج في ضمائر النفوس، ويتردد في نوابغ الأذهان؛ فالفصيحة باقية والعامية باقية مدى الزمان!


ويقول المستشرق الالماني يوهان فك في ختام كتابه العربية: دراسات في اللغة واللهجات والأساليب.


وأن العربية الفصحى لتدين حتى يومنا هذا بمركزها العالمي أساسياً لهذه الحقيقة الثابتة، وهي انها قد قامت في جميع البلدان العربية، وما عداها من الأقاليم الداخلية في المحيط الإسلامي، رمزاً لغوياً لوحدة عالم الإسلام في الثقافة والمدنية.
لقد برهن جبروت التراث العربي التالد الخالد، على أنه أقوى من كل محاولة يقصد بها إلى زحزحة العربية الفصحى عن مقامها المسيطر.
وإذا صدقت البوادر، ولم تخطئ الدلائل، فستحتفظ أيضاً بهذا المقام العتيد من حيث لغة
المدنية الإسلامية، ما بقيت هناك مدنية إسلامية.



ذ:عزيز المغربي





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2013-12-16 في 14:52.
    رد مع اقتباس
قديم 2013-12-18, 08:30 رقم المشاركة : 3
elqorachi zouaouia
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية elqorachi zouaouia

 

إحصائية العضو







elqorachi zouaouia غير متواجد حالياً


مسابقة السيرة 4

وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

مشارك في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

وسام المرتبة الثالثة

مسابقة المبشرون بالجنة مشارك

مشارك(ة)

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المشارك في المطبخ

وسام المشارك

افتراضي رد: مراحل ازدواجية اللغة في الدول العربية والمغرب


صدقت حملة التعريب على مستوى كتب التعليم الجامعي اصبحت ضرورية ان لم نقل عاجلا وتاكيدا ، لان مصالح طلابنا ومجتمعنا تزداد يوما بعد يوم والهوة تتسع والازمة في تزايد اذا لم نضع حدا لهذه النواقص شكرا .





التوقيع

    رد مع اقتباس
قديم 2013-12-18, 19:11 رقم المشاركة : 4
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: مراحل ازدواجية اللغة في الدول العربية والمغرب


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة elqorachi zouaouia مشاهدة المشاركة
صدقت حملة التعريب على مستوى كتب التعليم الجامعي اصبحت ضرورية ان لم نقل عاجلا وتاكيدا ، لان مصالح طلابنا ومجتمعنا تزداد يوما بعد يوم والهوة تتسع والازمة في تزايد اذا لم نضع حدا لهذه النواقص شكرا .



بارك الله فيك أختي الزواوية وفي مرورك وبصمتك الوازنة





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2013-12-19, 15:24 رقم المشاركة : 5
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: مراحل ازدواجية اللغة في الدول العربية والمغرب


الكلام عن الفصحى والعامية بات مفتعلا في ظل الأزمات اللغوية المستجدة التي تعصف بالعرب.

فكل اللغات لها فصحى وعامية، ويتعامل أهلها مع هذه الازدواجية بسماحة وتفهّم، بينما نحن وحدنا نحمل سيف النقمة على أنفسنا»،

وفي رأي آخر... أن الفصحى تعطي العامية، والعامية تعطي الفصحى، وكل منهما تغذي الأخرى.





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 03:14 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd