2013-12-16, 14:49
|
رقم المشاركة : 2 |
إحصائية
العضو | | | رد: مراحل ازدواجية اللغة في الدول العربية والمغرب |
من طبيعة اللغة أن تتغيير إن تركت دون ضبط. وهذا التغير قد يؤدي بفعل عوامل متعددة الى خلق لغة جديدة. وهذا كان من الممكن أن يحصل للعربية لولا العوامل الدينية والقومية السالفة الذكر، التي احتفظت بالفصحى وبوحدة اللغة. وهذا الاحتفاظ قد زاد إثراءها وسعة ثقافتها ودوام عطائها للوحدة. وهذا جانب يُحسد الناطقين بالعربية عليه. ولأوضح هذه النقطة دعني أسأل هذا السؤال: تخيل ماذا كان يمكن أن يحصل لو رُفعت اللهجات لمستوى اللغات القومية وكُتبت؟ وللاجابة عن هذا السؤال أود أن أستشهد بعبرة تاريخية يجب أن تبقى في ذهن المثقف العربي كلما طلع صوت ينادي يالعامية في الوطن العربي. ومثالي هو اللغة اللاتينية واللغات الرومانية (Romance ********s) وكانت اللاتينية هي لغة الأدب والعلم والثقافة والدين في أوروبا في أول الامبراطورية الرومانية؛ ومن لم يلق نصيباً من العلم في هذه اللغة يبقى علمه ناقصاً؛ بالتغاضي عن حقل تخصصه أو وظيفته أو مكانته الاجتماعية. وبمرور الزمن تطور نمط آخر من اللاتينية يتكلمه العامة وعساكر الرومان، فأصبح الوضع موازياً للعربية، إذ كان هناك اللاتينية الفصحى (Classical Latin) والعامية المسماة (Vulgar Latin)، (والاسم لا يعني العامية فقط بل يتضمن معنى السوقية وغياب الصقل). وبالرغم من أن اللاتينية ذات أثر كبير دينياً، إلا أنها لا تملك قدسية العربية في نفوس الناطقين بها؛ كما لا تلعب دور العربية بوحدة متكلميها؛ لذا ترك الأمر لتطورها الطبيعي. وباختلاط جنود الرومان، متكلمي العامية، بالشعوب الأخرى الذين يتحدثون لغات مختلفة، أو لهجات من لغات مختلفة، تطور من العامية -وهذا نسق طبيعي- لغات جديدة تعتمد على الجذور اللاتينية كأساس، والمؤثرات اللغوية الأخرى كعوامل مكونة. وهكذا كانت ولادة الفرنسية والاسبانية والبرتغالية والطليانية والرومانية. وإن قلَّ الضبط عن أي من تلك اللغات فلا يستبعد، بل من الطبيعي أن ينشأ عنها لغات جديدة. وهذا حتماً ما كان سيحصل لأي لهجة عربية لو كُتبت أو أصبحت لغة قومية. في الحقيقة لقد حصل ذلك التحول بإحدى اللهجات العربية، وهو مثال حي أمام أعيننا وقلما نفكر بجديّته وعقبى نتائجه؛ وهو مثال مالطا. فقد كان أهل مالطا يتكلمون العربية، ونظراً لانسلاخها دينياً وقومياً عن جسم العالم العربي، فقد كتبت هذه اللغة بالأحرف اللاتينية، وفتح باب الاقتراض على مصراعيه من اللغات الأوروبية، وخاصة الطليانية والانجليزية، وتطورت هذه اللهجة العربية إلى ما يسمى اليوم اللغة المالطية، التي تتحدى أي عربي ان يفهمها رغم أن جل الكلام فيها عربي الجذور. كيف يتعامى المرء عن مثل هذه النتائج الحتمية؟ هل يعرف دعاة العامية أمثلة من هذا النوع؟ هل درسوا أو اطلعوا على النظرية اللغوية والتغير اللغوي قبل أن ينصبوا انفسهم مصلحين؟. إذا كان وضع الازدواجية طبيعياً في معظم لغات العالم، فلماذا يكون هذا الوضع "غير طبيعي" أو عائقاً للتقدم في البلاد العربية؟ باعتقادي أن ذلك يعود لسببين رئيسيين: أولهما ازدياد الفجوة بين الفصحى واللهجات نتيجة العوامل التاريخية السالفة الذكر، حتى أصبحتا وكأنهما لغتان مختلفتان في أعين كثير من الباحثين؛ ومع المبالغة بذلك الاختلاف أصبح الكثير يعتقد انهما مختلفتان فعلاً. وثانيهما أنه رغم استقلال الدول العربية وتبني اللغة العربية رسمياً وشعبياً، إلا أن الاعتماد على اللغات الأجنبية كبير، وفي القطاعات المختلفة، ما زال واسعاً. وسأعرض لهذين السببين بمزيد من التفصيل. لقد بالغ كثيرون من الذين كتبوا عن العربية في الغرب بالاختلافات بين الفصحى والعامية، حتى أن كثيراً من التعميمات التي نشرها بعض باحثيهم المحترمين علمياً تثير الاستغراب، بل نشكك بنوايا ومقدرة هؤلاء الباحثين. فاللغوي الاجتماعي جمبيرز على سبيل المثال يساوي بين دور العربية الفصحى في المجتمع العربي ودور اللاتينية في أوروبا العصور الوسطى، والسينسكريتية في جنوب آسيا؛ ويعطي اللغات الثلاث –بما فيهما العربية- "كمثال للغات مميزة ليس لها علاقة بالكلام الشعبي (اللهجات) ... وأن الطقوس المفصلة والمراسيم التي تحيط استعمالها لا تُكتَسب إلا بعد سنين عديدة من التدريب الخاص. يتوفر التعليم بها فقط بواسطة المدرسين الخاصين، ومحدود لأصحاب الامتيازات القلائل الذين يملكون الجاه الاجتماعي والموارد المالية. نتيجة ذلك، فمعرفة تلك اللغات في المجتمعات التقليدية حصر لجماعة مختارة محدودة نسبياً". إن هذا ولا شك لا ينطبق على العربية. سأعرض في نهاية هذا لبحث إلى ما يمكن عمله لتضييق الشقة بين الفصحى والعامية والأهم في ذلك ما يمكن عمله للارتقاء باستخدام العربية ليشمل كل قطاعات المجتمعات العربية، ولتصبح العربية سيدة الموقف في التعليم، ذلك الأساس الذي ترتكز عليه اللغة، ويعتمد انتشارها عليه. لا ريب في أن أهم مسببات اتساع الفجوة بين العامية والفصحى، بل من أهم أسباب ازدهار العامية، هو ارتفاع نسبة الأمية في مجتمع ما، والرقم في مجتمعنا العربي مُعيب إذ يقارب، إن لم يتجاوز 70% في بعض الدول، وبعكس ما أشار إليه بعض الباحثين أمثال ألن كي ووكسلر لا نستطيع أن نعزي ارتفاع نسبة الأمية في الوطن العربي إلى الازدواجية، بل نستطيع أن نستنتج أن ارتفاع نسبة الأمية زاد الفجوة اتساعاً بين الفصحى والعامية، وليس باي حال نتيجة له. إن هذه النسبة العالية في العالم العربي هي نتيجة مباشرة لخمسة قرون من الإهمال تبعها فترة من الاستغلال الاستعماري البشع، كان هم المستعمر فيه تجهيل الشعوب العربية. لكنه بعد الاستقلال، وبهذه الواردات المادية الكبيرة وبخاصة في الدول العربية النفطية، فإنه لم يعد هناك مبرر لمثل هذا الرقم المعيب من الأميين في العالم العربي. وعلى الحكومات العربية أن تبدأ بحملات واسعة النطاق لإزالة الأمية في الوطن العربي من شرقه إلى غربه. وجدير بالذكر أن من أنجح الحملات التي بدأت فعلاً هي تلك التي قامت بها الحكومة العراقية، والتي يظن انها قاربت أنجح الحملات العالمية لإزالة الأمية، كالحملة في كوبا وتركيا. ومن المنتظر أن يكون عطاء الدول المنتجة للنفط أكبر مما هو عليه الآن في هذا السبيل. وجميع الدولة العربية بأمسّ الحاجة لتلك الحملات، لكن أحوج تلك البلاد الآن هي السعودية، واليمن، وعمان ودول الخليج، والسودان والمغرب. منطلقنا الثاني يجب أن يكون المدرسة العربية. لن نحقق أي تحسن في هذا السبيل إلا إذا التزم المدرس العربي بلغته؛ والتزامه يحتم عليه أن يستعمل الفصحى في محاضراته، وأن يشجع تلاميذه للسؤال والمناقشة بالفصحى إن كان الدرس ديناً أو فيزياء أو رياضيات أو جغرافيا، كذلك يجب التركيز على المراحل الأولى من تدريس الفصحى وآدابها، وذلك بتدريب معلمين أكفياء لتدريس مختلف المهارات اللغوية، من استماع وكلام وقراءة وكتابة. ولا يتسنى ذلك إلا إذا تعاون البيت مع المدرسة، والمؤلف مع المدرسة والمجمع اللغوي مع المدرسة. كما أنه لا يكفي لعمل ذلك أن تصدر القرارات، بل يجب أن تراقب الهيئات المعنية مختلف مراحل تطبيقها وتنفيذها. ولا يقلّ عمل أجهزة الاعلام أهمية عن المدرسة والبيت. لا نريد أن نحرم قطاع عامة الناس من فهم تلك الأجهزة، ولكننا نطالب بأن يقل استعمال العامية في الصحف والمجلات، وأن توجه لعامة الناس برامج بالإذاعة، والتلفاز بلغة فصيحة سليمة سهلة. ولكما قل استعمال الكلمة العامية في تلك الأجهزة، وكثر استعمال الفصيح، أعطينا مجالاً أوسع لانتشار الفصيح واضمحلال العامية على المدى البعيد. اقتبس في هذا المجال ما يقوله علي عبد الواحد وافي (طالع الجندي ص241) فيما يخص المدرّس ولغة الاعلام: "ومن الأخطار التي تواجه اللغة العربية: انه يندر أن تجد بين مدرس اللغة العربية نفسها من يستخدمها في شرح ما يريد إنما يستخدمون اللهجة العامية، وكذلك محاكاة الكثير من الصحفيين الأساليب الأجنبية في تسلسل أجزاء الجملة وربط عناصر العبارة بعضها ببعض، وكذلك في محاكاة الأسلوب الافرنجي في الخروج عما يسير عليه الأسلوب العربي في ترتيب عناصر الجملة وربطها بعضها ببعض، وتنسيق أجزاء العبارة، فيأتون بعبارات عربية المفردات والقواعد لكنها أعجمية التركيب والنظم. أما المجامع اللغوية العربية فعليها، بالإضافة إلى نشاطها في التعريب، وخاصة تعريب المصطلحات، أن تراقب استعمالها في أجهزة الإعلام والمدارس والجامعات، وأن تستمر بتفاعلها المباشر مع المجتمع ومع المؤسسات العلمية في البلاد العربية، لتكون مراكز تخطيط لغوي للمجتمع العربي ومؤسساته ومؤسساتنا، وأن تستمر بتقديم يد العون وتقديم المشورة إلى وزارات التعليم ومختلف الهيئات التي تطلبها. إن ما قدمته تلك المجامع يستحق التقدير، لكن المزيد من العمل مطلوب. كذلك فإن زيادة التنسيق بين هذه المجامع يخفف الإعادة والتكرار، ويزيد من فعالية هذه المجامع. أما تسهيل الاتصال، وبمعناه المطلق، في العالم العربي فليس مدعاة للوحدة العربية وحسب، بل مدعاة للتماسك السياسي والاجتماعي. وتسهيل الاتصال يتم بتطوير أجهزة الاتصال الحديثة، من الشبكات التلفزيونية والفضائية، إلى البث التلفازي والإذاعي الموجه للعالم العربي بأسره والأهم من ذلك إنشاء قواعد المعلومات وشبكات الاتصال الحاسوبي الفضائية؛ كذلك بتسهيل تنقل المواطن العربي من بلد لآخر، وفتح أبواب التبادل ثقافياً واقتصادياً على مصراعيها. هدف اللغة هو الاتصال؛ ووحدة متكلميها تتم بتسهيل اتصالهم بعضهم ببعض. من أهم الأسباب التي أدت إلى ازدهار تعلم اللغات الأجنبية في العالم العربي، وبشكل خاص الانجليزية والفرنسية، لا شك، أسباب تتعلق بفرص العمل. إذ أنه لسوء حظ المواطن العربي، يصعب عليه حتى في عقر داره أن يجد عملاً جيداً خاصة في القطاع الخاص، إذا لم يكن يجيد الانجليزية أو الفرنسية. لماذا يعطى المجتمع العربي طيعاً مختاراً هذه القيمة للغات الأجنبية؟ لماذا تُجعل تلك اللغات علامة الرفعة الاقتصادية والاجتماعية، وتؤثر بذلك باتجاهات الأبناء النفسية نحو تلك اللغات نحو اللغة العربية بالمقارنة بها؟ فجعل العربية عاملاً أساسياً في التوظيف والترقية يولّد دوافع جديدة للإقبال على تعلمها وإجادتها، ويخلق تأثيرات نفسية جديدة يحتاجها المجتمع العربي. لا أقصد أن أقلل التشجيع على تعلم اللغات الأجنبية، لكن يجب أن يُخفف الاعتماد عليها وتتواضع النظرة نحوها. يرتبط هذا العامل بعامل آخر وهو ما أسميته "الغربة الحضارية" عند المواطن العربي؛ فبالرغم من الأحداث الجسام التي تعيشها الأمة العربية، وبالرغم مما قاست وتقاسي من الغرب ودوله وثقافته و "وحضارته"، إلا اننا إن أردنا ان نصارح أنفسنا وجدنا أن قطاعاً كبيراً من الشباب يقاسي من غربة حضارية مريرة، تتجلى بتهافت الشباب على "الغربنة او التغريب" المتمثلة بالنظر للغرب على أنه النموذج الذي يحتذى كذلك تتجلى هذه الغربة بنظرة المجتمع العربي العالية لمن يجيد إحدى اللغات الغربية، وبتهافت الجميع على استعمال الاصطلاح الأجنبي في الحديث العادي وفي الصحف وأجهزة الإعلام، إن ذلك ما أسماه ابن خلدون في مقدمته تقليد المغلوب للغالب. العربية تستصرخ أبناءها لمزيد من البحث والتأليف والنشر، وخاصة في حقل المعاجم؛ إذ يأسف المثقف العربي أن لا يكون في العربية حتى الآن قاموس واحد بجودة وشمول ووضوح وسهولة استعمال "وبسترز" (Webester’s) في الانكليزية مثلا. كذلك حتى هذه اللحظة لا توجد دائرة معارف واحدة بمستوى دائرة المعارف البريطانية أو الأميركية. لذلك تحتاج العربية إلى مجموعة شاملة واضحة حسنة التصنيف من معاجم المترادفات والمتناقضات والمكنزات والمواد المرجعية الأخرى. وقد قام السَّلف بالبحث وحصر المعلومات، وما علينا إلا أن نصنف تلك المعلومات ونطبعها. إنه وضع مؤسف. أما تعريب التعليم الجامعي، فليس ضرورة ومطلباً قومياً فحب، إنما هو خدمة حتمية يجب أن تزجى للعربية، بل لابنائنا الواقعين الآن بين نارين، نار جهلهم بلغتهم، ونار صراعهم مع اللغة الأجنبية التي لا يجيدونها؛ ومع ذلك عليهم أن يتعلموا بها. ليس هناك على وجه الأرض دولة ذات قيمة تدرّس أبناءها بلغة غير لغتهم. فمن البديهيات في التعليم أن الطالب يستوعب بشكل أفضل، ويفكر بشكل أسلم في لغته الأم لا بلغة فرضت عليه، ولا يتم ذلك إلا إذا بدأنا به وبالحال؛ إذ سيبقى دعاة استعمال الأجنبية يبرزون الحجة تلو الحجة لتأخير التعريب، وسيجدون دائماً حججاً مقنعة ما لم نبدأ بالتعريب. كيف يمكن أن يكون هناك مصادر علمية بالعربية ما لم يتخرج جيل عربي تعلَّم بالعربية كي يبحث وينشر بها؟ لماذا لم نبدأ بحملة ترجمة شاملة للكتب المدرسية العلمية؛ وهي بالواقع محصورة العدد وليست بذلك الحجم البالغ الذي يصوره بها أعداء التعريب؟ إذا أخذنا الكيمياء مثلاً، فإنك تجد كتاباً واحداً مشهوراً عالمياً ككتاب جامعي مدرسي، ويستعمل في مستوى معين -كالسنة الأولى أو الثانية مثلاً- وفي كثير من الأحيان نجد أن هذا الكتاب قد أعيدت طباعته مرات ومرات، وبتعديلات طفيفة تستطيع إضافتها للترجمة سنوياً. إن الكلام سيطول عن التعريب، وسنبقى نعاني نفس المشاكل التي نتحدث عنها ما لم نبدأ وبالحال بتحضير جيل يتعلم في الجامعة وفي أعقد العلوم بالعربية. والتجربة السورية، وكذلك التجربة العراقية الجديدة جديرتان بالإعجاب والتقدير. في ختام هذا البحث، أود أن أوجه الدعوة إلى المثقفين العرب، والمختصين منهم أو العاملين في حقل اللغويات وتدريس اللغات بشكل خاص، لإبداء آرائهم وتوجيه بحوثهم نحو مزيد من الاقتراحات العملية الممكنة التنفيذ، التي تهدف إلى إعادة الاعتبار للغتنا العربية لغة رسمية وشعبية للعالم العربي، لا بالاسم بل بالفعل. يقول العقاد في مقالة له عن الفصحى والعامية، وفي ما يقول عمق بالتفكير، وملخص لكثير مما قيل ويقال عن هذا الموضوع، لولا بعض كلام عن العامية تنقصه العلمية (كقلة القواعد): "إن في كل أمة لغة كتابة ولغة حديث، وفي كل أمة لهجة تهذيب ولهجة ابتذال، وفي كل أمة كلام له قواعد وأصول، وكلام لا قواعد له ولا أصول. وسيظل الحال على هذا ما بقيت لغة، وما بقي ناس يتمايزون في المدارك والأذواق. فلن يأتي اليوم الذي يُكتب فيه فردوس ملتون بلغة العامل الانجليزي، وفلسفة كانت بلغة الزارع الألماني، ولن يأتي اليوم الذي تستوعب فيه قوالب السوق كل ما يخطر على قرائح العبقريين، ويختلج في ضمائر النفوس، ويتردد في نوابغ الأذهان؛ فالفصيحة باقية والعامية باقية مدى الزمان! ويقول المستشرق الالماني يوهان فك في ختام كتابه العربية: دراسات في اللغة واللهجات والأساليب. وأن العربية الفصحى لتدين حتى يومنا هذا بمركزها العالمي أساسياً لهذه الحقيقة الثابتة، وهي انها قد قامت في جميع البلدان العربية، وما عداها من الأقاليم الداخلية في المحيط الإسلامي، رمزاً لغوياً لوحدة عالم الإسلام في الثقافة والمدنية. لقد برهن جبروت التراث العربي التالد الخالد، على أنه أقوى من كل محاولة يقصد بها إلى زحزحة العربية الفصحى عن مقامها المسيطر. وإذا صدقت البوادر، ولم تخطئ الدلائل، فستحتفظ أيضاً بهذا المقام العتيد من حيث لغة المدنية الإسلامية، ما بقيت هناك مدنية إسلامية. ذ:عزيز المغربي | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2013-12-16 في 14:52. |
| |