2013-12-19, 19:07
|
رقم المشاركة : 14 |
إحصائية
العضو | | | رد: هل أنت راض عن واقع لغة الضاد في المدرسة المغربية؟ | مؤشرات دولية تنذر بانقراض اللغة العربية على المستوى الرسمى والعالمى: العربية لم تعُد لغة عالمية فمنظمة الأمم المتحدة فى نيويورك تتجه إلى إلغاء العربية من بين اللغات العالمية الرسمية فى المنظمة وهى: الإنجليزية، الإسبانية، الفرنسية، الروسية، الصينية، العربية، وذلك لثلاثة أسباب:
1 - عدم استعمال ممثلى الدول «العربية» اللغة العربية فى الأمم المتحدة، فهم يستعملون الإنجليزية أو الفرنسية.
2 - عدم وجود مترجمين عرب أكفاء يجيدون اللغة العربية.
3 - عدم وفاء معظم الدول العربية بالتزاماتها المتعلقة بدفع نفقات استعمال العربية فى المنظمة.
المفكر التونسى الدكتور عبد السلام المسّدى يذكر أن ضغوط الدول الكبرى على اليونسكو جعلتها تعلن مؤخّرًا أن الحقوق اللغوية تنحصر فى ثلاثة: الحق فى لغة الأم (وليس اللغة الأم) - الحق فى لغة التواصل فى المجتمع - الحق فى لغة المعرفة، وتعنى هذه الحقوق بالنسبة إلى بلداننا ما يأتى:
ـ لغة الأم: اللهجة العامية أو إحدى اللغات الوطنية غير العربية، مثل الدنكا فى السودان، والسريانية فى سوريا، والأمازيغية فى الجزائر والمغرب.
ـ لغة التواصل: اللهجة العربية الدارجة.
ـ لغة المعرفة العالمية: الإنجليزية (أو الفرنسية فى بعض البلدان).
وهكذا فالعربية الفصحى المشتركة بين بلداننا لا مكان لها هنا بتاتًا، ولا تشكّل حقًا لغويًا لأى فرد، وسيكون إعلان اليونسكو هذا ورقة ضغط إضافية بيد الدول الكبرى التى تسعى إلى إلغاء أية وسيلة تفاهم مشتركة بين بلداننا، قد تشكّل أساسًا لاتحاد عربى من أى نوع.
ومن ناحية أخرى، فقد اتخذت عدد من الإجراءات العملية مثل: إلغاء تدريس اللغة العربية فى بعض الجامعات الأمريكية، والاستعاضة عنها باللهجات العربية مثل: الشامية والمصرية والمغربية والعراقية.. إلخ.
وكان امتحان البكالوريا (الثانوية) فى فرنسا يسمح للطالب باختيار لغة ثانية كالإنجليزية والألمانية والإسبانية والعربية.
وابتداءً من سنة 1995م، لم تعد العربية من بين هذه اللغات، واستُعيض عنها بعدد من اللهجات العربية، وظل عرب 48 فى إسرائيل من مسيحيين ومسلمين، يحرصون على تعليم العربية فى مدارسهم لتكون وسيلة للتعبير عن هويتهم، وانتمائهم لشعبهم الفلسطينى العربى، ولكن إسرائيل اتّبعت سياسة إهمال اللغة العربية، وتهميشها فى الحيز المدرسى، وتهجينها بالمصطلحات والتعبيرات العبرية والإنجليزية.
وعلى حد تعبير أحد اللغويين المعاصرين أثناء مناقشة مشكلة العربية، وما يتهددها من أخطار، حيث لخص القضية فى قوله: أنا أقول لك: إن الرجل ميّت، وأنتَ تقول لى إن لسانه لا يتحرك(4). اللغة والسياسة وتزوير الأدلة السياسة هى الدراسة العملية والنظرية لفن وعلم السيطرة والحكم.
ولعلَّ الصراع والصدام بين الأفكار والمذاهب السياسية، وبين الأقاليم والشعوب، هو الذى يعطى السياسة هذه الحيوية وهذا السحر.
وتتسم العملية السياسية - بما فيها من أدوار متباينة - بمساحة من الاتفاق وأخرى من الاختلاف، والتقابل بين المساحتين يشكل بيئة خصبة لنمو الحلول الوسط، أو لنمو العداء والكراهية.
وللغة دور أساس فى خدمة الأغراض السياسية، وتشكيل الوعى السياسى، حيث دور اللغة فى السياسة لا يقل خطرًا عن دور أسلحة الدمار فى أيدى العسكريين(5).
وفى معترك الصراع بعد أحداث 11 من سبتمبر، تمر اللغة بمنعطف خطير؛ حيث أصبحت - مع طغيان أمريكا وادعاءات اليهود - لصيقة بالخداع والاحتيال والتضليل، وكل الأساليب الخسيسة لسياسة أمريكا الإعلامية المعاصرة، وفى عباءتها اليهود.
لقد أصبحت مهمة اللغة فى السياسة المعاصرة هى الدفاع بالباطل عن أقبح الجرائم، فقتل المدنيين العزل بالطائرات والدبابات، واحتلال الأرض، وهدم البيوت، وإتلاف الزروع، وتهجير السكان، والاعتقالات الجماعية، ومذابح جنين وصابرا وشاتيلا، كلها جرائم يدافع عنها بالباطل؛ حيث تطلق أمريكا وإسرائيل شعار: الحرب ضد الإرهاب.
وتتمادى إسرائيل فى ادعاءاتها بشأن أرض فلسطين والقدس، محاولة طمس الحقائق وتهويد الأرض، وإضفاء الضباب والغموض على الحق الفلسطينى تحت شعارات مثل: «الأمن الإسرائيلى»، «شعب بلا أرض لأرض بلا شعب».
وسياسة أمريكا وإسرائيل تقوم على حشد كمٍّ هائل من الأكاذيب والمراوغات، بما فى ذلك اللجوء إلى التشبيهات والاستعارات الزائفة التى تُحفز من شأن الفلسطينيين، وتسلبهم كل حقٍّ إنسانى، فالفلسطينيون فى نظر اليهود جراد بالقياس إلى الإسرائيليين، تشير هذه الاستعارة إلى معنى الإبادة.
كما يُشبِّه الإسرائيليون العرب بالصراصير، وقد وصف «باراك» مقاتلى حزب الله بقوله: «إن الحرب ضدهم مثل الحرب ضد البعوض»، لقد حولتهم إلى حشرات، ومثل هذه الاستعارات القبيحة استخدمها الصهاينة لوصف لبنان فى نحو قولهم: «المستنقع اللبنانى».
فى حين أنهم يطلقون على أنفسهم أوصافًا فيها تمجيد لهم، بأنهم دولة الديموقراطية والحضارة، ويصفون أفضل التعبيرات السياسية لأنفسهم، مثل: الصقور والحمائم.
أيضًا تستخدم أمريكا الشعارات البرَّاقة فى حربها الانتقامية ضد المسلمين والعرب، من هذه الشعارات: القضاء على محور الشر، حماية قيم الديموقراطية، حماية الحرية، تخليص المنطقة من ديكتاتورية صدام حسين، وحماية دول الجوار من اعتداءاته، ونفس الأمر يمارس ضد إيران الآن.
وكلها ادعاءات باطلة وشائعات مُغرضة، فإسرائيل تحاول أن تجنى من ورائها أهدافًا سياسية، تتمثل فى السيطرة على المنطقة، وإنشاء دولة إسرائيل الكبرى، بينما تحاول أمريكا أن تُعيد رسم خريطة المنطقة، بهدف السيطرة على بترولها وثرواتها، وحماية حليفتها إسرائيل، وضمان تفوقها على العرب.
وهكذا يظهر أن اللغة مرآة فاضحة للنوايا والأفعال، فحين تسوء النوايا وتنتكس الأفعال، تنحدر اللغة وتسقط الكلمات.
- ومن الخداع اللغوى، استخدام أمريكا لتعبيرات خادعة أثناء الحرب على العراق مثل:
ـ دروع بشرية: وظاهر معناه: يقصد به الجماعات المدنية المعارضة للحرب، والتى جاءت إلى العراق لمحاولة وقف الحرب الأمريكية، ومن بينهم مواطنون أمريكيون وبريطانيون، أما حقيقة الدروع البشرية المستترة تحت هذا التعبير المحمود النبيل كغطاء أخلاقى، فهى أنهم كانوا عناصر مخابراتية تعمل صالح قوات الغزو.
- ومن استخدام اللغة فى التأثير النفسى فى حرب أمريكا على العراق؛ التعبيرات:
ـ الأسلحة الذكية: للتعبير عن القدرة الفائقة فى إصابة الهدف وتمييزه.
ـ الصدمة والرعب: للتعبير عن القوة التى تفوق كل توقع، ولا يمكن مقاومتها.
ـ نيران صديقة: لنفي قدرة الخصم على إصابة أي أهداف.
فاللغة كما أنها سلاح لبناء الروح المعنوية، فهى أيضًا سلاح يصنع الانهيار والضعف والاستسلام. | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |