2013-10-21, 18:19
|
رقم المشاركة : 4 |
إحصائية
العضو | | | رد: الإعجاز الاجتماعي في القرآن والسنة | الإسلام دين الوسطية والإعتدال أكدت دراسة فقهية حديثة أن الشريعة الإسلامية تقوم علي الوسطية والاعتدال, وأن الدين الإسلامي لا يعرف الغلو العملي والفكري والمنهجي. و حددت الدراسة التي أعدها الدكتور مختار محمود عطا الله, مدير مركز البحوث والدراسات الإسلامية بجامعة القاهرة سابقا, وجاءت تحت عنوان: ملامح المنهجية الوسطية في مواجهة الغلو فكريـا وعمليـا. وعرفت الدراسة مصطلح المنهجية الوسطية بأنه الطريقة التي يري المعنيون بترسيخ الفكر الوسطي من الدعاة والمصلحين والمربين أنها السبيل لمواجهة الخارجين علي هذا الموقف الوسطي المعبر عن الإسلام الصحيح, وأن الغلو هو مجاوزة الحد بالتشدد والتصلب في أمور الدين, وحددت الدراسة سبل مواجهة الغلو في الفكر الإسلامي علي النحو التالي: الملمح الأول: بيان الترتيب البنائي المحكم المتكامل للإسلام, ويقصد به أن المنهجية الوسطية بحاجة إلي بيان البناء المحكم المتكامل للإسلام, لما له من فوائد كثيرة يحصلها الدعاة إلي الوسطية الساعون إلي تفعيل الأفكار علي أرض الواقع. الملمح الثاني: تحديد دور العقل الإنساني كمصدر للتلقي ومعرفة بعض مسائل الدين, والفهم الصحيح لبعض هذه المسائل التي مصدرها الوحي المعصوم. الملمح الثالث: تحديد دور الوحي كمصدر للتلقي ومجالاته, ومتي ينفرد؟ ويقصد به أن المنهجية الوسطية في مواجهة الغلو تسلم بأن للوحي عطاءاته المعرفية في مسائل الدين كلها, سواء ما يشاركه فيه العقل بعطاءاته, أو ما ينفرد به هو دون العقل في مصدريته المعرفية به, وما يشارك العقل فيه الوحي في الإعلام به من مسائل الدين, وهي وجود الله وصفاته في الإلهيات, وضرورة النبوة للبشرية, وصفات الأنبياء, ودلائل نبوتهم في النبوات, ومسألتا البعث والخلود في باب السمعيات, أما ما ينفرد به الوحي كمصدر لمعرفته من مسائل الدين فهو العبادات والسمعيات. الملمح الرابع: التفرقة بين ما يعذر فيه المسلم بالجهل وما ليس كذلك, فإن تقسيم ما تعبدنا الله عز وجل به من دين الإسلام عقيدة وشريعة إلي ما يعذر فيه المسلم بالجهل, وما لا يعذر فيه بالجهل ملمح مهم من ملامح المنهجية الوسطية التي يجب علينا إبرازها لمواجهة الغلو, وذلك لأنه علي المستوي النظري لا يعذر المسلم بالجهل فيما لا يتم الواجب إلا به من أحكام سواء في العقائد أو العبادات, ويعذر بالجهل فيما فوقه. الملمح الخامس: التحديد الدقيق والحصري لما يعلم من الدين بالضرورة, ويقصد به أن المنهجية الوسطية لدعاة الوسطية يجب أن تعتمد علي العلم الحصري لما يعلم من دين الإسلام بالضرورة ولا يسع المسلم إلا الإيمان به والإقرار بصحته, ومن ثم العمل بمقتضاه علي قدر الوسع. ومن المهم هنا وضع الضوابط العامة الحاكمة لدخول التكليف المعين فيما هو معلوم من الدين بالضرورة, ومن هذه الضوابط أن تكون تلك التكليفات قد نطقت بها الآيات الصريحة, وتواترت بها الأحاديث الصحيحة, وأجمعت عليها الأمة جيلا بعد جيل. الملمح السادس: إقرار الفجوة بين ما ينبغي أن يكون وبين ما هو كائن, ويقصد به أن المنهجية الوسطية تعتبر التعاليم الإسلامية في المجال المعين من العقيدة أو الشريعة نظرية مثالية تصنع للمسلمين ما ينبغي أن يكون عليه أمر المسلم في هذا المجال. وترصد هذه المنهجية ضرورة الاعتراف بالفجوة الحاصلة دائما بين المثال والواقع, وأن هذه الفجوة مطلوب ردمها في كل لحظة وبكل السبل, ولكنها تظل موجودة, وأن مجاهدة العبد للاقتراب من المثال هو فعل التعبد الذي يجب أن يحرص عليه, وأن نجاح المسلم في تحقيق مقاصد ما تعبده الله به له مظهر واضح في ردم هذه الفجوة والتقليل منها, وأن ذلك يأتي علي قدر الوسع فيما هو مأمور به, ويأتي علي وجه الكمال فيما هو منهي عنه, لقوله صلي الله عليه وسلم إذا نهيتكم عن شيء فانتهوا, وإن أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم) وأن القانون الحاكم للأوامر هو قوله تعالي فاتقوا الله ما استطعتم) وأن وجوب ردم هذه الفجوة يتفاوت بحسب مجال النظرية الإسلامية; ففي العقيدة يجب ردمها بالكامل, وإن كان في رحمة الله سعة تفرق بين درجات اليقين, وفي العبادات والمعاملات والنظم يجب ردمها علي قدر الوسع في إطار وسائل التيسير التي شرعها الله لنا. الملمح السابع: اعتماد الآلية الثلاثية للحوار مع الآخر, ويقصد بالآلية الثلاثية تلك الآلية التي تعتمد علي ثلاث خطوات لإقامة حوار مع الآخر سواء كان الآخر المذهبي أو الآخر الحضاري, وهذه الخطوات هي الاعتراف, والتعرف, والتعارف. | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |