لطالما ظننت أن غرف النوم للسكينة والهدوء والطمأنينة والحياة المثالية التي تشعل فيها الشموع ويخفت فيها نور المصباح لرؤية الآخر بوجه مشرق ينير ظلمة الليل ،لكن عندما يسودها الجفاء وتصبح مسرحا لتصفية الحسابات النهارية الواهية لتعكر على النصف الآخر صفوة خاطر أيامه ولياليه بل شهوره وأعوامه ،تمسي نزيلتها المتعاقدة علقما في الحلق.يضطر الانسان إلى تفضيل القسم عنها ، ويضحى كرسي المقهى ملاذا ولو لهنيهات لغير معتاديه ،ويستقبلك الشارع كرها وأنت بدون وجهة ولا قصد ،وتجد راحة البال والقلب والروح عند مناجاة ربك في المسجد من آهات ليل طويل بأفكار متناثرة مندسة بوساوس شيطان رجيم .
لم يضف تغيير غرفة النوم مكانا وزمانا مرات شيئا يذكر ،لا الثرايا التي تزينها ولا الألوان الرومنسية بجدرانها تجدي نفعا ،حتى ظننت والعياذ بالله أنني مجرد أوراق نقذية زرقاء ينتظر سحبها من الشباك البنكي نهاية كل شهر ميلادي وأنسى كليا خلال الشهور الهجرية وخاصة أيام أعيادها الدينية.
أحب غرفة نومي ،فيها تحيى أسراري وتموت معي في قبري ...................

جميل بوحك أيها القرقار المبدع ..
سلاسة حرفك تُغري بالإستمرار في القراءة ، وانتقالك بين المشاهد الواقعية و الفنية تتم بتقنية احترافية ..

وهناك نوع من الإستنجاد بالخط المباشر و التلقائي ، و المرفوق بالأنا الساردة / الكاتبة .. وهي حالة تعبر عن قلق الذات ، وكهربة لحظات انسكابها فوق الورقة .

المضمون يمتاح من أجواء النكد المُعتاد الذي يفتعله طرف من الأطراف للقضاء على الأجواء الحميمية ..وهو سلوك عواقبه الصحية لا تبشر بخير .

أرجو لكم سلامة الكتابة و العافية .