على ضفاف الألم - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2013-10-09, 18:53

رقم المشاركة : 1

أم الزهراء

بروفســــــــور

إحصائية العضو

أم الزهراء غير متواجد حالياً

على ضفاف الألم

تعود مرة أخرى تائهة وحيدة وسط دوامتها ..لحظات مضت تتأمل وتحدق في هذا الكون مثقلة بهموم الحياة ، مشبعة بأحزانها ومتاعبها ؛ تنشر صمتها وتغيب في ضفاف الأرجوان ؛ تحملها سفينة الذكريات ربانها الفكر والوجدان ، مضت الأيام ورحلت ومرت سنين العمر خلف مراكب هاجرت ، تقلب صفحات مواقف العمر ، تلتفت يمينا وشمالا لتجد نفسها وحدها دون شعورها تلملم أشلاءها ، وحيدة في دنيا مليئة بأشباه بشر ، أشباه بشر بمخالب وأنياب مكشرة ، دنيا موغلة في المتناقضات وانعكاسات وتعرجات الصور ...دنيا أبجدياتها الأسى ... الحزن ... السعادة ... الفرح ... البراءة ... الشموخ ...القرح .... ؛ أخذت عواصف الذكريات تبعث من مقبرة النسيان تلوك خواطرها ، تتراقص أغصان الحياة لتسقط المعاني وتسعد الحروف بتكوين الكلمات فتعيد شريط الذكريات لتداعب مخيلتها ؛ تشعر بالحنين ...للبحر ...للنسيم البارد على شاطئه...للتأمل في أفقه ...للبقاء بعيدة لأجل غير مسمى ، للبقاء بعيدة حتى تسترجع روحها بلا ذاكرة ولا هوية ؛ تتوقف بمعتكف الذاكرة ، تحلق بها في سمائها و تحملها رياحها لتحط بها على كثبان الأيام ،
سلام وسكون ؛
شرود وذهول؛
مناجاة النجوم ،
هدوء ، وصمت وردي يكتسح المكان ...
وذوبان في ملكوت الروح ، في ليلة لا تتخللها أنوار ، ليلة حالكة ، ليلة تعطي إحساسا بالخوف ، عانقتها فيها الهموم وسامرتها ، افترشت الغم وتوسدته، اكتحلت السهاد ، وتقلبت على مراقد القلق ، تغازلها النجوم على استحياء بومضاتها اللؤلؤية ، فتستهيج الذاكرة رويدا رويدا؛
تتهدج الآهات ، وتنكسر الدموع فتنهمر زخات ملح أجاج ، تتنهد بانكسارات الألم وتتسربل بأثواب الوجع توهجا،تتحسس قطرات الندى الرقيقة المتساقطة على قسمات وجهها ، تلوذ برذاذ الصبر ، تحتمي بأحضان البحر وأمواجه المتكسرة ، كأنها نسمة ريح شمالية تغمر روحها بهجة وحيوية ، تدفع بها إلى الارتماء وسط المياه والتمتع بشعور الحرية وفقدان الجاذبية والتخلص من الألم ، حيث لم يبق من الجسد غير ظلال الروح والذكرى تداعب المخيلة ، فلا شيء مما كان لازال كما كان ، كل شيء تبدل ، تغير ، رحل ، حتى الشاطئ غدا بلا حياة ، وأضحى البحر نقيع حنظل ، وأصبحت التنهدات دواء لغدر الزمان المحفور في رحم الذكرى الضالع في توثبات احتراق الفرحة ومصادرة الصفاء ، صفاء الروح والمكان ؛..
هذه مجرد كلمات مقتطفة من صفحات الماضي ، مجرد حروف مبعثرة ، منسابة على ضفاف البوح ، تراشق الذكريات ، تستحث الخطى ، علها تبصر بين أنين الأحرف نبضها وتلقي عن خافقها أدران الحياة البالية ، وتئد أحزانها ، وتذيب مرارات الآهات بقطرة ماء وشعاع شمس وحبر قلم ، وموج بحر ، فكل ليل يعقبه نهار ، وكل ظلام يطرده الضياء ، ولكل بداية نهاية ، ولكل نهاية رائعة بداية رائعة وجميلة تجدد ماضيها ، فطالما ثمة نفس يتردد فحتما هناك مفتاح بداية جديدة، فحتما هناك أمل ....فهذه فضفضة بوح خاطر على شاطئ الذكريات .
ما أعظم لطف الله وكرمه ورحمته بعباده.
أم الزهراء

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=685256

التوقيع

2013-12-03, 08:14

رقم المشاركة : 2

نزيه لحسن

بروفســــــــور

إحصائية العضو

نزيه لحسن غير متواجد حالياً

رد: على ضفاف الألم

أهنئك سيدتي أم الزهراء على هذه اللوحة التعبيرية الأدبية الجميلة ...

إنه ليس بالبوح المجاني ، و إنما هو بوح يمتطي صهوة الإبداع و انتقاء الألفاظ الموافقة للمشهد التعبيري وتراشق الذكريات ...

أعتذر عن التأخر في الرد ..لا تحرمينا جودة قلمك .

التوقيع

2013-12-08, 20:09

رقم المشاركة : 3

أم الزهراء

بروفســــــــور

إحصائية العضو

أم الزهراء غير متواجد حالياً

رد: على ضفاف الألم

التوقيع

2013-12-23, 17:53

رقم المشاركة : 4

a.khouya

مراقب عام

إحصائية العضو

a.khouya غير متواجد حالياً

رد: على ضفاف الألم

تعبير أدبي رائع,غصتي بنا في اعماق الذاكرة وكشفت لنا بفضفضة بوحك عن اسرار ما يداعب مخيلتك الخصبة من مشاعر جياشة.بارك الله فيك.
نشكرك على التقاسم.
تحيتي.