مشاهد من مسيرة الرباط لمساندة المصريّين ضدّ "انقلاب العسكر" - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2013-08-18, 16:50

رقم المشاركة : 1

صانعة النهضة

مراقبة عامة

إحصائية العضو

صانعة النهضة غير متواجد حالياً

مشاهد من مسيرة الرباط لمساندة المصريّين ضدّ "انقلاب العسكر"

هسبريس - محمد الراجي (صور منير امحيمدات)

الأحد 18 غشت 2013 - 15:30

استجاب عدد كبير من المغاربة لنداء المسيرة الوطنية التضامنية مع الشعب المصري، بالعاصمة الرباط، صباح اليوم الأحد.. المسيرة طغى عليها تواجد "الإسلاميّين"، وتصدّرتها لافتة بيضاء طويلة، مكتوب عليها باللونين الأحمر والأخضر "مسيرة وطنية تضامنية مع الشعب المصري، مغاربة ضد الانقلاب الدموي.. ضد المجازر بحق الشعب المصري".

إعلان لحشْد الجماهير
ليلة يوم أمس السبت، وبعد صلاة العشاء، تمّ توزيع إعلانات مكتوبة على أوراق بيضاء صغيرة بمساجد الرباط وسلا، تحمل نداء إلى "الشعب المغربي"، للمشاركة في "المسيرة الوطنية التضامنية مع الشعب الفلسطيني". الإعلان حمل توقيع كل من الهيأة المغربية لنصرة قضايا الأمة، المبادرة المغربية للدعم والنصرة، العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، المركز المغربي لحقوق الإنسان، الفدرالية المغربية لحقوق الإنسان، منتدى الكرامة لحقوق الإنسان.
"انقلاب دموي"
الإعلان الذي وزّعته الهيآت الداعية إلى المسيرة الوطنية للتضامن مع الشعب المصري، في مساجد الرباط وسلا، حمل خطابا شديد اللهجة إلى من وصفها بـ"السلطات الانقلابية الحاكمة اليوم في مصر"، حيث وصف الإعلان إزاحة محمد مرسي من حكم مصر، بـ"الانقلاب الدموي"، فيما وصف فضّ المعتصمين المؤيدين لمحمد مرسي بميدان رابعة العدوية بـ"المجازر الوحشية التي ترتكبها السلطات الانقلابية بحق المتظاهرين والمعتصمين السلميين في القاهرة وفي مدن وحواضر مصر".

هدوء وترقّب
في حدود الساعة الثامنة والنصف من صباح اليوم الأحد، كان شارع محمد الخامس بالرباط، وساحة باب الحد، التي قرر منظمو المسيرة الانطلاق منها، هادئين كالعادة، باستثناء خلوّ الشوارع من السيارات. هدوء لا يكسره سوى ضجيج آلة يستخدمها عمّال كانوا منهمكين في إجراء إصلاحات ببناية تابعة لمجلس النواب، وتقع بجواره.
على طول شارع محمد الخامس، لم يكن هناك سوى 10 من عناصر الشرطة بلباس مدني، موزّعين على رصيفي الشارع، فيما كان سبعة من عناصر الشرطة بلباس مدني جالسين على رصيف مقهى "باليما" المقابلة للبرلمان، وفي حدود الساعة الثامنة وأربعين دقيقة ستحلّ ثلاث سيارات شرطة، تحمل عشرات من العناصر الأمنية. السيارات الثلاث توقفت في موقف السيارات المقابل لمحطة القطار؛ نزل منها مسؤولان أمنيان وشرعا في تجاذب أطراف الحديث، فيما لزمت عناصر الأمن مكانها داخل السيارات في انتظار التعليمات بالنزول إلى الشارع.
وبالقرب من البناية المجاورة لمجلس النواب، كان عشرات من عناصر الأمن ينتظرون بدورهم التعلميات للنزول من حافلة، فيما بعض "المخازنية" يرقبون الشارع داخل سيارة تابعة للقوات المساعدة أخذت مكانها على رصيف ملتقى الطرق المقابل للبريد.
سيارة شرطة بكاميرا
في حدود الساعة التاسعة إلا ربع، بدأ المشاركون في المسيرة يتوافدون، فُرادى وجماعات، على شارع محمد الخامس، في بدايته، جوار عمارة السعادة، وتكوّنت مجموعات على شكل حلقات تعدّدت المواضيع المناقشَة بداخلها.
في حدود الساعة التاسعة وعشرين دقيقة ستمرّ سيارة شرطة مزوّدة بكاميرا؛ السيارة مرّت أمام الواقفين أمام عمارة السعادة، قبل أن تستدير وتتوقف على بُعْد أمتار منهم. إنهم يصّرون كل شيء.
المنظّمون وفّروا للمشاركين مياه الشرب، إذ حملت سيارتان عشرات قنينات المياه المعدنية، من فئة خمس لترات، وتكفّل بعد ذلك عدد من مؤطري المسيرة بإرواء عطش المشاركين.

لِحيّ وحجاب
من الوهلة الأولى، كان باديا للعيان أنّ المسيرة التضامنية مع الشعب المصري سيطغى عليها "الإسلاميون". أغلب الذين وفدوا على شارع محمد الخامس في البداية كانت وجوههم مكسوّة باللحى، تختلف من وجْه إلى وجْه، أغلبها كانت لحى خفيفة، وكان أغلب أصحابها من جماعة العدل والإحسان.
في المقابل كان الحجاب والجلباب طاغيا على لباس العنصر النسويّ، فمن بين 16 امرأة، منهنّ سيّدات وفتيات، كنّ جميعهنّ يرتدين الحجاب، ما عدا سيّدة واحدة كانت الاستثناء. في حدود الساعة التاسعة والنصف، سيلتحق بالمجموعة مدير المكتب الإعلامي للناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان حسن بناجح.
أوّل لافتة
أوّل لافتة تمّ رفعها من طرف المشاركين في المسيرة، قبل اللافتة الرسميّة، كانت عبارة عن رسم على شكْل شارة يد مرفوعة في الهواء، على هيأة "شارة النصر" التي يرفعها المحتجّون عادة في المسيرات الاحتجاجية، غير أنّ الشارة التي تضمّنتها اللافتة، والتي تمّ اعتمادها في المسيرة، ترفع أربعة أصابع عوض أصبعين، في إشارة إلى ميدان "رابعة العدوية".
الشارة مرسومة باللون الأصفر، مع خلفية باللون الأسود القاتم. تحلّق عدد من المشاركين في المسيرة وأخذوا معها صورا، قبل أن تنطلق المسيرة، التي تقدمتْها لافتة بيضاء كبيرة تحمل شعار "مسيرة وطنية تضامنية مع الشعب المصري. مغاربة ضد الانقلاب الدموي، ضد المجازر بحقّ الشعب المصري".

أوّل شعار
في حدود الساعة العاشرة والربع، وبعد أن ارتدى منظمو المسيرة صدْريات صفراء وحمراء، وطوّقوا أذرعهم بأشرطة حمراء، بدأت صفوف المشاركين تنتظم خلف سيارة "هوندا"، تحمل مكبّرات صوت، وثلاثة من "ملقّني" الشعارات.
الشعار الأول الذي انطلق بصوت صاخب من مكبّرات الصوت القوية نادى بإسقاط "حكم العسكر" في مصر، إذ ردّد المشاركون في المسيرة "يسقط يسقط حكم العسكر، احْنا الشعب الخطّ الأحمر"، ثم رفع المشاركون شارة النّصر على هيأة أصبعين، قبل أن يغيّروها، بعد أن طلب منهم المنظمون ذلك، بإشارة "رابعة"، فانتكس إبهم كل يد مرفوعة في الهواء وظلت أربعة أصابع منتصبة.
"يسقط شيخ الأزهر"
بعد الشعار الأول، الذي نادى بإسقاط "حكم العسكر"، صدحت حناجر المشاركين بالتكبير، ثلاث مرات، قبل أن تتواصل الشعارات، لينتقل المشاركون في المسيرة، من "صبّ جامّ غضبهم" على القائد العام للقوات المسلحة المصرية، عبد الفتاح السيسي، الذي وصفوه بـ"السفاح"، إلى شيخ الأزهر، أحمد الطيب، إذ انتقل المشاركون في المسيرة، مباشرة، من شعار "يسقط يسقط حكم العسكر"، إلى ترديد شعار "يسقط يسقط شيخ الأزهر".
المشاركون في المسيرة نادوا بإسقاط شيخ الأزهر لموقفه الداعم لإسقاط حكم مرسي، ولاحقا، امتدّت الشعارات إلى المطالبة برحيل السفير المصري المعتمد لدى المغرب، وردّدوا شعار "الشعب يريد إسقاط السفير".

شعارات ولافتات
أبرز الشعارات التي رُفعت خلال المسيرة كانت على الشكل التالي: "السيسي يا سفّاح، السلمية أقوى سلاح". تحية مغربية لرابعة العدوية". تحية مغربية لشهداء الحرية". الشعب يريد إسقاط السفير". يسقط يسقط حكم العسكر، احنا الشعب الخطّ الحمر"..
فيما حملت اللافتات المرفوعة عبارات منها "الشعب المغربي يطالب النظام المغربي سحب اعترافه من الحكومة الانقلابية الدموية غير الشرعية المصرية فورا". في المسيرة حمل طفلان صغيران لافتة مكتوب عليها "ضد الانقلاب العكسري، نعم لشرعية الصناديق".
المسيرة غرفت أيضا رفع الأعلام المصرية، وصورا لضحايا فك اعتصام رابعة العدوية. إحدى الصور يظهر فيها أحد المعتصمين يحمل صندوقا به مصاحف، وأسفل الصورة تعليق يقول "ضبط الأسلحة التي كان ينوي أنصار الشرعية استعمالها ضدّ العسكر"، في إشارة إلى سلميّة المعتصمين في رابعة العدوية، وتسلّحهم بالقرآن.
أرقام تقديرية
المسيرة الوطنية التضامنية مع الشعب المصري، وإن عرفت مشاركة مكثفة، إلا أنّ المنظمين رفضوا إعطاء رقم تقريبي لعدد المشاركين فيها. حسن بناجح، الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان، قال إنه من الصعب إعطاء رقم تقريبي لعدد من المشاركين، وعندما سألناه عمّا إذا كان عددهم يصل إلى مئات الآلاف، ردّ قائلا "مئات الآلاف رقم كبير ربما، ومن الأفضل أن نقول إنهم يقدرون بعشرات الآلاف".

"عزل" النساء عن الرجال
"طغيان" الإسلاميين على المسيرة الوطنية لمساندة الشعب المصري، تمثّل أيضا، بالإضافة إلى تزعّم المسيرة من طرف قياديين في جماعة العدل والإحسان، وحركة التوحيد والإصلاح، وبعض السلفيين، في "عزل" النساء عن الرجال.
فعلى العكس من المسيرات التي تعرفها الرباط، والتي يختلط فيها الرجال والنساء، فقد سارت النساء المشاركات في المسيرة في مجموعة معزولة عن الرجال، وعندما وصلت المسيرة إلى البريد، تفرّق الجمعان، وأخذ الرجال الجانب الأيمن من الشارع، فيما سلكت النساء الجانب الأيسر.
أبرز الوجوه
لم يشارك أي زعيم حزبي مغربي في المسيرة الوطنية التضامنية مع الشعب الفلسطيني، باستثناء الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة، "الإسلامي"، محمد خليدي.
الأمين العامّ لجماعة العدل والإحسان، محمد عبادي، التحق بالمسيرة بعد انطلاقها بربع ساعة تقريبا. من بين الوجوه الإسلامية الحاضرة في المسيرة أيضا، الفقيه المقاصدي أحمد الريسوني، الذي شنّ قبل أيام هجوما على المملكة العربية السعودي لموقفها الداعم للإطاحة بحكم محمد مرسي، وقال إنها تقف مع الإرهاب، ودولة الإمارات العربية المتحدة، التي وصفها بـ"المؤامرات العربية".
رئيس حركة التوحيد والإصلاح، الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية، محمد الحمداوي كان أيضا من بين الوجوه التي تصدّرت المسيرة، فيما كان أبرز وجه "سلفيّ" هو حسن الكتاني.