أفكار وملاحظات حول تجربة لتأليف الكتب المدرسية محمد صهود - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2009-12-15, 11:55

رقم المشاركة : 1

ابن خلدون

بروفســــــــور

إحصائية العضو

ابن خلدون غير متواجد حالياً

أفكار وملاحظات حول تجربة لتأليف الكتب المدرسية محمد صهود

أفكار وملاحظات حول تجربة لتأليف الكتب المدرسية.

تقديم:
هذه الورقة عبارة عن أفكار وملاحظات حول تجربة لتأليف الكتب المدرسية في مواد التاريخ والجغرافيا والتربية على المواطنة في مختلف الأسلاك والمستويات التي تدرس بها هذه المواد؛ السلك الابتدائي والثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي.
وتشكل هذه الأفكار والملاحظات ثمرة تجربة طالت خمس سنوات امتدت من الموسم الدراسي 2002 – 2003 إلى الموسم 2006 – 2007 ، علاوة على أنها تولدت بفعل النقاشات التي كان يخوضها أعضاء فريق التأليف. فهي إذن تحمل بصمات أعضاء هذا الفريق، وليست أفكارا وملاحظات محض شخصية.
وللحديث عن هذه التجربة هناك مدخلان أحدها يتعلق بربط هذه التجربة بمادة الجغرافيا في مختلف أبعادها وعناصرها، وحصر الموضوع في هذا البعد، على أن هذا المدخل يحتاج إلى وقت وجهد لا يسمح به الوقت المحدد لإعداد هذه المداخلة، ويمكن أن تكون موضوع عمل مستقبلي، والمدخل الثاني عام يروم الحديث عن التجربة في عموميتها، ولكن بشكل ينطبق حتى على مادة الجغرافيا، وهو أمر إلى حد ما ميسر ومفيد أيضا لأنه يختصر التجربة ويقتصر على ما هو مشترك بين التجارب.
ويمكن تصنيف هذه الأفكار إلى صنفين الأول يتعلق بإيجابيات التجربة والثاني يرتبط بالصعوبات والمشاكل التي اعترضت فريق التأليف.

1 – إيجابيات التجربة:

لاشك أن هذه التجربة شكلت تحولا إيجابيا في أحد مكونات العملية التعليمية التعلمية، وهي تحول إيجابي حصل على مستوى المنظومة التربوية، وعلى مستوى فرق التأليف بشكل عام.
- 1 – 1 – على مستوى المنظومة التربوية:
- الانتقال من الكتاب الوحيد إلى التعددية بناء على دفتر للتحملات تلتزم فرق التأليف ببنوده ومقتضياته، ويشكل بالنسبة للجن التقويم منطلقا لتقويم الكتب المدرسية ومعيارا لقبول الكتب التي تستجيب للمواصفات البداغوجية والعلمية والتقنية المطلوبة. وهذا التوجه ينم عن دمقرطة في التأليف والتقويم.
- الانتقال من كتاب يتوفر على متون هي عبارة عن معارف ومعطيات وغيرها بشكل كان يكرس نظرة للمادة تقوم على اعتبارها مادة معلومات ومادة استظهار، إلى كتاب يتضمن وحدات ودروسا هي عبارة عن أنشطة تعلمية وتقويمية تنطلق من وثائق ودعامات تهدف بناء التعلمات وتقويمها أكثر من التعلمات في حد ذاتها.
- صحيح أن هناك تجربة ماضية من التأليف كانت فيها بعض الكتب تقدم وثائق، وكانت باللغة الفرنسية، إلا أنها كانت عبارة عن وثائق فقط ولا تنتظم في أنشطة تبدأ بطرح إشكالية وتنتهي بأنشطة تقويمية.
- إرفاق كتاب التلميذ بدليل للأستاذ يشرح الخلفية النظرية والمنهجية والبيداغوجية للوحدات الدراسية والأنشطة التعلمية؛ ذلك أن الدليل ليس ترفا، كما أنه ليس كتابا لتقديم الأجوبة فحسب، بل هو موجه ديداكتيكي، يستجلي ما استغلق من الناحية المعرفية والإبستيمولوجية والمنهجية والديداكتيكية، أو هكذا يفترض أن يكون.
- صدور الكتب المدرسية الجديدة وفق المقاربة البيداغوجية بالكفايات، بحيث طرح على مِؤلفي هذه الكتب وضع الأنشطة والوحدات وفق ما تقتضيه هذه المقاربة، مع ما يطرحه ذلك من صعوبات وإكراهات وإشكالات، علما بأن هذا الاعتبارالبيداغوجي لم يشغل بال مؤلفي الكتب المدرسية أثناء تفعيل بيداغوجيا الأهداف خلال الثمانينات، حيث صدرت الكتب المدرسية على شكل متون بينما صدرت التوجيهات التربوية معلنة تبني بيداغوجيا الأهداف.
- 1 – 2 – على مستوى فريق التأليف:
- كانت هذه التجربة مناسبة لتعميق الاطلاع حول مقاربه بيداغوجية جديدة، خاصة وأن الأبحاث النظرية حول هذه المقاربة كانت و ما زالت مستمرة ونتائجها غير مكتملة بعد، بل إ ن كثيرا من مفاهيمها ما زال يثير النقاشات والاجتهادات....
- أكثر من هذا كان التأليف المدرسي مناسبة لوضع مختلف هذه المعطيات النظرية في محك واقع تربوي له خصوصيات وإكراهات، وله أيضا تاريخ تربوي و بيداغوجي. وبعبارة أخرى كانت الفرصة سانحة لأجرأة هذه المقاربة في واقع تربوي مغربي مع ما تقتضيه هذه الأجرأة من تطويع الواقع التربوي في جانب من جوانبه وهو الكتاب المدرسي.
- كان التأليف المدرسي مناسبة للتدقيق في كثير من المفاهيم والمعطيات المعرفية واللغوية وغيرها.... وهي ناتجة عن كون المؤلف – أثناء التأليف- يتموقع في موقع الأستاذ الذي ينبغي أن يتحكم في المعطيات المعرفية والمنهجية قبل ان يمارس النقل الديداكتيكي لهذه المعطيات إلى معرفة مدرسية.
- وأثناء التأليف كان يتم استحضار مجموعة من المتغيرات مثل المستوى العقلي والمعرفي للتلاميذ في عملية التأليف، بحثا عما يسميه الديداكتيكيون بالكلفة الذهنية، لأن التأليف المدرسي موجه لعينة من القراء والمستعملين لهم خصوصيات سيكولوجية وسوسيولوجية وثقافية معينة تقتضي أخذها بعين الاعتبار في التأليف. علاوة على أنه كان يستحضر مختلف التشريعات القانونية الوطنية أو الدولية التي دخلت حيز التنفيذ، والمرتبطة بحقوق الإنسان والمرأة والطفل والتصالح مع الماضي ... و ما إلى ذلك بهدف مواكبة التأليف للتحولات المجمعية التي يعرفها المغرب.
- وكل هذا يجعل من التأليف المدرسي ميدانا ذا خصوصية تميزه عن التأليف بشكل عام.

2 – الصعوبات:

- أما بالنسبة للصعوبات فإنها أيضا متعددة ومتنوعة، ولن نذكر ضمنها الصعوبات المرتبطة بالتوثيق وتحيين المعطيات في مصادر ومظان يتعذر أحيانا الوصول إليها ...، لأننا نعتبرها، على كل حال بدبهية بالنسبة لكل باحث، وسنقتصر على الصعوبات ذات الدلالة وهي في نظرنا:
- 1 – 2 – صعوبات مؤسسية وتنظيمية:
- ضيق المدة الزمنية:
- لابد من التأكيد على أهمية توفر الغلاف الزمني الكافي ودوره في جودة التأليف، فالوقت المخصص للتأليف في الظروف الراهنة لا يتعدى ستة أشهر، وقد اتضح من خلال التجربة أن هذه المدة الزمنية غير كافية لإنجاز كتاب تتوفر فيه المواصفات العلمية والديداكتيكية والمنهجية المطلوبة في دفاتر التحملات. ويشكل عامل الزمن- في حال ضيق الغلاف الزمن- مؤثرا بشكل سلبي على جودة الكتاب.
- طبيعة دفتر التحملات :
- لا يمكن القفز عل ملاحظة أساس تتعلق بدفتر التحملات الذي يظهر بأنه صيغ لكل المواد، علما بأن هناك خصوصيات للمواد الدراسية على المستوى المنهجي و الإبستيمولوجي ينبغي توضيحها وأخذها بعين الاعتبار في التمييز بين مختلف مشاريع الكتب المدرسية المقدمة في إطار التباري.
- صعوبة التأليف كلما اتجهنا نحو المستويات التعليمية الدنيا:
- كانت التجربة التي خضناها بالنسبة للرابعة ابتدائي أول تجربة للتأليف بهذه المواصفات البيداغوجية والديداكتيكية المذكورة آنفا، بحيث لم تكن هناك نماذج للاستئناس، لذلك طرح علينا تحدي أساس يتمثل في تقديم نموذج سيحتذى من طرف فرق التأليف التي ستأتي فيما بعد (الخامسة والسادسة ابتدائي ثم باقي المستويات فيما بعد).
- أهمية بل ضرورة التكوين قبل كل تغيير بيداغوجي:
- إن عملية التأليف لم توازيها استراتيجية لتكوين الأساتذة فيما يرتبط بهذه المستجدات المرتبطة بالكتاب المدرسي الجديد، وقد خلق هذا الأمر نوعا من الاضطراب والتذبذب لدى الأساتذة أثناء صدور الكتب المدرسية الجديدة، وخلق جدالات كان من الممكن تفاديها ببرمجة تكوين ملائم، وفي الوقت المناسب للأساتذة بشكل يستبق هذه المستجدات ويؤهل الأساتذة لتنفيذ سليم.
- 2 – 2 – صعوبات بيداغوجية:
- الصعوبة العملية لأجرأة الكفايات:
- إن أجرأة الكفايات ليس مسألة يسيرة بالنظر إلى أنها غير مكتملة المعالم بعد، ثم إن لها تطبيقات متعددة حسب المجتمعات والأنظمة التربوية...علاوة على أن الواقع التربوي المغربي له خصوصيات، ناهيك عن أن المقاربة بالكفايات تتطلب شروطا تنظيمية وبيداغوجية لا يمكن أن تتوفر مجتمعة.
- الاختلافات التي يطرحها تأويل بعض مفردات المنهاج:
- خلقت بعض مفردات المنهاج تأويلات كثيرة، خاصة بالنسبة لبعض المواد مثل التربية على المواطنة، وهذه التأويلات كان من الممكن تفاديها بمنح الوقت الكافي لعملية إعداد المناهج بحيث تخضع لفحص أهل الاختصاص في المجالات العلمية والأكاديمية المعنية.
- الصعوبة المرتبطة بالمستويات التعليمية الدنيا:
- كانت الصعوبات تلمس أكثر كلما اتجهنا نحو المستويات الدنيا، وتتميز هذه المستويات بخصائص سيكولوجية وعقلية تستدعي أخذها بعين الاعتبار في كل عملية تعلم. ومن المعلوم أننا نعاني من ندرة الدراسات الميدانية التي تهم الفئات العمرية المعنية في مختلف الأبعاد النفسية والاجتماعية والثقافية وغيرها، على الأقل مقارنة بما يوجد في الدول التي تزدهر فيها هذه العلوم.
- انعدام كتاب أو دليل للأستاذ في التأهيلي:
- و يطرح هذا الانعدام أكثر من سؤال سواء من الناحية المنطقية أو من البداغوجية.
- فمن الناحية المنطقية ما المانع أن لا يكون دليل للأستاذ في التأهيلي مع وجوده في الإعدادي والابتدائي. قد يقال إن وجود التوجيهات التربوية للمادة في التأهيلي قد يغني عن دليل للأستاذ، إلا أن هذا التبرير غير كاف خصوصا في ظل التعددية وفي ظل اختلاف المقاربات...
- أما من الناحية البيداغوجية فإن الدليل يقدم الخلفية التي تحكمت في الدروس والوحدات سواء إبيستمولوجيا ومنهجيا ومعرفيا ونظريا....ويوضح بعض الآليات والاستراتيجيات الممكنة لتعلمها وتقويمها...
- وأثناء التأليف كان هذا الأمر يحز في نفسنا، لأن إعداد الدرس بالنسبة لنا كان غير كاف، وكنا في حاجة ماسة إلى تقديم توضيحات معرفية ومنهجية وإبستيمولوجية لتبرير بعض اختياراتنا بشكل علمي.
- 3 – 2 – صعوبات تقنية وتفاعلية:
- إن العامل التقني له دور كبير، في جودة الكتاب، ذلك أن أول اتصال للقارئ أو المتعلم بالكتاب يكون عن طريق هذا الجانب الذي تكون له تمظهرات شتى.
- دور التدبير الجماعي الجيد في إنجاز الكتاب بالمواصفات المطلوبة وفي التواريخ المحددة.

مع تحياتي
محمد صهود

الدار البيضاء، 27 ماي 2009

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=53254

2009-12-16, 15:44

رقم المشاركة : 2

عبدالمنعم

أستـــــاذ(ة) جديد

إحصائية العضو

عبدالمنعم غير متواجد حالياً

رد: أفكار وملاحظات حول تجربة لتأليف الكتب المدرسية محمد صهود

السلام عليكم . اشكر الاستاذ المراقب على جهوده في تنشيط هذا المنتدى .اكنك لم تشر الى اليوم الدراسي الذي نظمته الجمعية المغربية للجغرافيين المدرسين amage
يوم الاربعاء27ماى2009
بالمركب التربوي ا لتعاوني المعري في البيضاء.وقد وردت مداخلة الاستاذ صهود ضمن هذا اليوم.كما ستنشر الجمعية جميع المساهمات ان شاء الله.
توقيع امين المال