**كسبا لثقافة التعبير الحر و الملاحظة البناءة2)؛ مرحلة التطوع و التأسيس:

تحية اجتماعية؛ ... و بناء عما سبق ذكره في الحلقة الأولى، فإن هذه المرحلة هي أولى المراحل الثلاث التي مر بها العمل الإجتماعي في حياة رجال و نساء التعليم منذ بداية السنة 1983 التي ساهموا فيها بكل تطوع و إرادة كدعم مادي لتوفير رصيد كبير من أجل خلق فضاء أو مرفإ اجتماعي يلجأون إليه لقضاء مآربهم التموينية و التجهيزية من تموين و تبضيع و تأثيث و تجهيز و... و قد عمت هذه المبادرة في جميع النيابات الإقليمية و من ضمنها نيابتنا (...)؛ إذ كانت مساهمة المعلم / الإبتدائي بنسبة كبيرة و كذا الأستاذ // الإعدادي و الثانوي بنسبة متوسطة لكننا لم نكن نقدر نسبة مساهمات الآخرين القائمين على المصالح الإدارية و التربوية (...)، أما من حيث المفهوم للخدمة الإجتماعية فكانت محصورة فقط في مستلزمات البيت و المعاش اليومي على حد ثقافة المواطن العادي آنذاك بحيث كانت تتم بشكل تعاملي يسهل عملية الأداء عوض اللجوء إلى المتاجر و المحلات التجارية التي كانت تتعامل معهم بنوع من الإستبزاز و الربح الزائد على حسابهم... و انطلاقا من هذه المعاملات المادية التي كانت تنزل عليهم كقدر محتوم لا مفر منه، فكر أولو الألباب في خلق جمعية تهتم و تسهر على توفير الحاجيات المعاشية اليومية و تدبير المعاملات بتسهيل الأداءات و هكذا رحب الجميع إذاك بالمولود الإجتماعي تحت اسم " جمعية الأعمال الإجتماعية للتعليم " و عملوا على الحفاظ عليه بالتضحية و الدعم من أجل الإستمرارية و الرواج في أفق تطوير آلياته و مواده و توسيع مجالاته و تعاملاته... لكن !عندما تلتقي النزعة السلطوية ( في التسيير ) و تغيب الديمقراطية الإجتماعية ( في التدبير ) و تفسد النفوس البشرية ( بالمصلحة ) و في تلك الحقبة الزمنية ( ؟؟؟ ) ما كان يمكن ملاحظته من خلال تلك السلوكات البيروقراطية سوى الإختلال الحاصل في تسيير و تدبير الخدمات على الرغم من كونها محدودة، و ذلك بذكاء ممنهج / متسلط من قبل بعض من أسندت إليهم المسؤولية الإجتماعية و الذين خولت لهم عمليتا التسيير الإداري و التدبير المالي للجمعية؛ اللتان قد طبعهما النهج البيروقراطي الإداري الذي كان لا علاقة له بالنهج الديمقراطي الإجتماعي و الذي غيب فيه اعتبار القواعد التعليمية معنويا على الرغم من كونها تعتبر الأداة الداعمة و المروجة ماديا؟؟ هذا بالإضافة إلى هذه الحيثيات يمكننا كذلك ألا نغفل الظرفية السياسية آنذاك و موقع السلطة التربوية بالنسبة لأولئك المشرفين على هذه الجمعية و تفشي سلوكات (...) كانت سائدة لم تخدم انتظارات الأسرة التعليمية - و هنا نستحضر القولة الشهيرة "عندما تسند المهام لغير أصحابها فانتظر الساعة" - و الساعة كانت نتيجتها خراب الجمعية و مقتصديتها و لا أحد كان ينادي!؟... دون الحديث عن " لجنة السكن المنبثقة عن الجمعية أنذاك "!؟ و عن تعيين عضويها ( مفتش و مدير )!؟ حيث يعتبر الملف السكني الذي تبنته كخدمة اجتماعية قدمتها لرجال و نساء التعليم كطبق من زقوم لازالت آثاره السلبية و الكارثية منحوثة في مخيلة الذين عانوا من سوء تدبير الملف ( غياب المسؤولية لدى كل من النيابة الإقليمية، المكتب المسير، لجنة السكن و أمام فراغ نضالي... )؟؟؟
أما الجانب التنظيمي و كيفية هيكلة المكتب المسير لتلك الجمعية و في تلك الحقبة !! فلم نكن نعلم عن ذلك شيئا سوى أننا أصبحنا أمام أمر واقع تنظيميا؛ أمام مكتب مسير يرأسه رئيس مصلحة تربوية (...) و أعضاؤه مفتشون تربويون و ما أدراك منهم في تلك الحقبة المظلمة و مدراء تربويون كانوا تحت وطأتهم تبعا ( مع ضم التاء و فتح الباء بالتضعيف ) و لا تجد اسم معلم أو أستاذ و لو كعضو مستشار داخل ذلك المكتب على الأقل اعتبارا لانتمائه لأسرة التعليم و لكن في الواقع الماضي كان لا يسمح باستشارته مطلقا آنذاك !!! فهذه هي العقلية التي كانت تنظم و تسير و تدبر و هي السمة التنظيمية / الإجتماعية التي عشناها و عانينا منها !!! إلى أن تحقق المطلب الإجتماعي من خلال النضالات النقابية و شعاره " دمقرطة جمعية الأعمال الإجتماعية للتعليم "...
عن فاعل غيور