*كسبا لثقافة التعبير الحر و الملاحظة البناءة:

تحية اجتماعية؛ انطلاقا من مبدئية الحق في الإدلاء بالملاحظة و اعتبارا لأخلاقية الحوار في إبداء الرأي، نود أن نثير موضوعا يهمنا بالأساس اجتماعيا في علاقته الجدلية بنا كأسرة التعليم، لنضع بين أيديكم – كرأي تعليمي يهمه المجال الإجتماعي – أرضية نطرح من خلالها وضعا قائما " محليا " في حجمه الصغير و في بعده نعتبره وضعا قائما " وطنيا " في حجمه الكبير، و ذلك لفرع مؤسسة الأعمال الإجتماعية للتعليم تابع لنيابة (...) من نيابات أكاديمية الجديدة.
و قبل الدخول مباشرة في الملاحظات من أجل النقد البناء و التصحيح الموضوعي نحاول طرح مسار الموضوع الإجتماعي و فتح النقاش حول خلفيات ما يتم ممنهجته ضربا لمفهوم الخدمة الإجتماعية و ذلك من أجل محاولة فهم أبعاده ابتداء من مرحلة التأسيس البيروقراطية (...) مرورا بمرحلة الدمقرطة الشاملة إلى مرحلة الإلتصاق بالكراسي (...) و ذلك حتى نتمكن من تقريب وجهات نظرنا حول كيفية تقديم هذه الخدمة التي أمست من رجل و امرأة التعليم صنعا و لكنها لم تصبح إليه نفعا؟؟
و من هذا المنطلق يمكننا:
1- أن نعرض مسار الإطار ك " جمعية الأعمال الإجتماعية للتعليم " سابقا ابتداء من سنة 1983 / السنة التي با در فيها المعلم و الأستاذ بمختلف الأسلاك و الفئات ماديا و أدبيا في تأسيسه، و الذي كان منه و إليه مبدئيا و أخلاقيا؛ تشجيعا *لتحقيق البعد الإجتماعي الذي قد يعود عليه بالخير و المنفعة اجتماعيا بالمفهوم الضيق آنذاك، و هو الذي ( رجل التعليم ) لم يتأخر عن ذلك لأنه كان يدرك جيدا ما مدى تأثير ذلك إيجابيا في تسهيل حياته اليومية؛ و **لتقديم خدمات تشمل مجموعة من الحاجات و الضروريات في حياة كل معلم و أستاذ و كل من له علاقة بقطاع التعليم، فكان ذلك مرهونا بفكرة توفير متطلبات الحياة من تموين و تأثيث و تجهيز و ... مع تسهيل الأداءات تم حصرها آنذاك فيما هو معاشي محض... لكن و بعد تغيير اسم الإطار إلى " مؤسسة الأعمال الإجتماعية للتعليم " سترقى الحاجيات إلى مستوى توفير خدمات شاملة...
... و امتدادا لطرح المفهوم الخدماتي - حسب شكلية الهيكلة / الإطار القديم و حسب نوعية التعامل البيروقراطي / المكتب القديم – الذي تميز تدبيره المالي و تسييره الإداري بعقليات ( رؤساء المصالح، مفتشون، مدراء و لا وجود لرجل القسم داخل المكتب المسير و لو كمستشار على الرغم من كون هذا الأخير هو المساهم الأكبر نسبة ماديا و انخراطا ) هذه العقلية كانت لا علاقة لها بالخدمة الإجتماعية الممكن تقديمها لرجل التعليم... فكان من الضروري نضاليا أن يرفع مطلب تحت شعار " دمقرطة جمعية الأعمال الإجتماعية للتعليم "...
2- و أن نقدم أيضا مسار الإطار في صيغة اسمية جديدة و في نهج سياسة تدبيرية و تسييرية و تنظيمية جديدة تحت اسم " مؤسسة الأعمال الإجتماعية للتعليم " بعد رفع شعار دمقرطة العمل الإجتماعي كنقطة مطلبية ذات أولوية في الملف المطلبي الشامل خلال سنوات النضال النقابي الديمقراطي؛ هذا الإطار الجديد قد حقق بالفعل مكتسبات تنظيمية و خدماتية اجتماعية على جميع المستويات إضافة لما سلف من حج و ختان و تخييم و رياضة و أضحية و قروض و اتصال و و... لكن على الرغم من الإنطلاقة كانت مزكاة و مرحبة من قبل الجميع و التي تحقق خلال امتدادها حوالي الثلاث السنوات ( 2000/2004 ) لكنها ما فتئ يظهر باطنها الممنهج في قالب استثماري بشري يخدم في بعده المادي " الرأسمالية " على حساب القرب الإجتماعي؛ و هذا التقديم ينقسم إلى شطرين عمليين: الأول ساهم بالفعل في تحقيق مكتسبات حقيقية بفعل التكثل الموحد نقابيا و حزبيا و حقوقيا !!! و الثاني كرس بالملموس خلفيات انتهازية لا تخلو من سلوكات لا علاقة لها بما هو اجتماعي / خدماتي لصالح الأمة التعليمية " محليا " كنموذج شاذ بل من أجل مكاسب بيروقراطية متعفنة مرتبطة بالنزعة السلطوية و حب الإلتصاق بالكراسي و و...؟؟؟
... و سنحاول تقريب الرأي العام التعليمي محليا و وطنيا لمسار العمل الإجتماعي عبر المراحل الثلاث المحددة سالفا و التي نعتبرها أيضا افتتاحية / مبادراتية لنقاش العمل الإجتماعي داخل القطاع التعليمي الذي لم يجرؤ أحد على انتقاده و كأنه أصبح من من الطابوهات رغم أن رجل التعليم هو الذي خلق هذا المرفأ الإجتماعي العام و لا بد أن يقول كلمته الأخيرة في شأنه و في أصحاب كراسيه رغم السكوت المطبق عليه و ساعة المحاسبة آتية لا شك فيها... من فاعل اجتماعي غيور