بسم الله الرحمن الرحيم

لا تنظر للحياة بأنك ستعيش فيها،
سعيدا أم شقيا،
بل انظر كيف سينتهي بنا الحال،
وبكل روح تنفست في هذه الديار،
انظر كيف ستتبدل الأرض بأرض عذراء لم تطأها قدم،
ولم تتنفس بها روح كائن خلقه الله،
ولم تمسها أي خطايا من خطايا البشر،
فانظر كيف يكون حالك بعد أن تفيق من لحدك وتخطو في أرض لم ترها ولن ترى لها مثيلا،
ماذا ستقول عندما تدرك بأنك في أرض الحق والعدل،
أرض الجزاء والحساب؟
وما أدراك ما الحساب؟
(يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه)
اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون،
إلا من أتى الله بقلب سليم،
اليوم المشهود،
ماذا ستفعل؟
أين ستختبئ
وأنت تشاهد محكمة كبرى عرضها السموات والأرض؟
من عمل في دنياه لأجل آخرته
بما يرضي الله فقد فاز وكسب نفسه وآخرته،
وفتحت له أبواب الجنة.
فبادر الآن ولا تنتظر الغد
وما يحمله من أقدار لا يعلمها سوى القادر القهار،
فاعمل لأجل هذا اليوم العصيب،
وابدأ من هذه اللحظات،
فربما يحين قدرك وتقبض روحك وأنت في غفلة،
فليس للموت وقت أو موعد،
فهو يأتيك بغتة دون استئذان
إلا بأمر الله عز وجل.
ماذا تنتظر؟
سارع قبل أن يحين يومك الأخير
وتذهب إلى ذلك المصير
الذي لن ينجو منه من كان هرما أو صغيرا.
حاسبوا أنفسكم قبل تحاسبوا،
نحن في زمن القابض على دينه كالقابض على جمر من نار،
«اللهم أجرنا من النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار».
" اللهم لك الحمد على حلمك بعد علمك،
ولك الحمد على عفوك بعد قدرتك»،
«اللهم اجعلنا من ورثة جنتك
وأهلا لنعمتك وأسكنا قصورها
وارزقنا فردوسك الأعلى
برحمتك يا أرحم الراحمين».

بارك الله فيك اختي الكريمة واثابك ونفع بك