أريدكِ غداً - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2013-05-30, 10:54

رقم المشاركة : 1

نور هان

أستـــــاذ(ة) متميز

إحصائية العضو

نور هان غير متواجد حالياً

أريدكِ غداً

أريدكِ غداً

أريدكِ غداً، في الساعةِ المنحدرةِ مِن أزقّةِ باريسَ الأنيقة، كيفَ؟ لا أدري، أدري أنّي أريدُكِ بكامِلِ الوعي أو اللاوعي أو الأنوثةِ المنسيّة تحتَ المَطر، أريدكِ بكلِّ أشكالِ الإرادةِ المُتاحةِ لدى العاشِق الفاشِل في عِشقك، أريدُك بجسدٍ قُرمُزيٍّ يتلكّأ على قارعةِ شهوتي الصدئة، أو مِن غيرِ جسدٍ أريدُك، بعطرٍ خفيفٍ يُردينا في ذاكرةِ ذاكَ الجَسد، بقبلةٍ خجولةٍ تهروِل لكفّيَ مستترةً مِن تعويذاتِ البشر، أريدُكِ غداً دونَ غيرهِ مِن أيّامِ الرياح، أريدُكِ والقهوةُ الخرساءُ تجمعنا في صمتٍ واحِد، وأنفاسُنا تدمدِمُ العتبَ المسجّى في غيابِنا، كيفَ غِبنا وغدُنا غداً آتٍ! ولحاءاتُ أهدابِنا اشتاقتِ الليلَ الطويلَ الذي لبِسنا طورَ الأزل، أريدُكِ، كيفما شئتِ، بتعبٍ أو مِن غيرِ ماضٍ هجَرنا بقدرِ ما سبيناهُ، باستنشاقِ روحِ شَعرِكِ سَكرةً سَكرةْ، والموت الرحيم أريدُهُ بينَ أحضانِكِ يا قريبة، يا قريبة، تعِبَني التَعبُ وأنا أقتلُ غديَ في بُعدِك، وأقتُل الموتُ في بُعدِك، وأقتُل الشوقَ في بُعدكِ، ويقتُلني الوقتُ لأكونَ غداً _قطُّ غداً_ بقُربِك!/
أريدُ أن يعودَ لنا ذاكَ الصباح، وتُجبِرينني على أكلِ يديكِ قبلَ القهوةَ، وتنظُريني وأنا أقبُّلُ الخجلَ فيكِ، وأشعلَ فيكِ الماضيَ والحاضِر والأمل في همسة واحِدة، أريدُكِ بأسودِكِ الذي اعتدتُّ أنْ أخرسَ أمامَه، وبسمَتكِ التي تُفضيني قسراً للابتسام، أريدُ مراقبتكِ عن كثب دونَ درايةٍ بِالغائراتِ اللواتي يتربّصنَ لنا وحولنا ونحنُ في حُلمٍ واحِد، أريدُ سَماعَ صُراخَك وضجيجكِ وغيرتَكِ البلهاءَ عليّ، أريدُ لذاكَ الصباحِ أن يعود، لأراكِ نعسانةً نائِمةً على أكفِّ الياسَمين، أنتِ اليـاسَمينُ، أنتِ الياسَمينُ إذْ صمتُّ كثيراً لأعلِّقَ رسمَكِ على أرصفةِ المدينة، لمْ أعُد أخفِ مِن أربّابِ المدينة، فَحينَ رحلتِ لم تعودي مِن سُكّانِ المنفى، هجَرتِني وهجرتُكِ وبقينا تائِهينِ بين الخيالِ والمُحال، لم يعُد يخُيفني ذِكرُ اسمكِ ناصِعاً كما الأهداب، لم تُعد الصباحات مكللةً بكِ، لمْ تعدِ الصباحات بسمةً دفينة، أريدُكِ غداً بِكلِّ ما أوتيتِ مِن حبٍّ قليلٍ وإن كان، تاللهِ سئمتُ أشعاري الحزينة، فَطوبى لِمن كانَ صباحُهُ أنتِ، كما كانَ طوبى لي يا يَاسَمينة!/

أحمد سحلبجي

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=649566

التوقيع

2013-05-30, 11:25

رقم المشاركة : 2

Abderrahman1

مراقب عام

إحصائية العضو

Abderrahman1 غير متواجد حالياً

رد: أريدكِ غداً

سطورأخذتنا في رحلة عبر مشاهد رومانسية بأسلوب يحمل في طياته مهارات تعبيرية أدبية عميقة و دقيقة في منتهــــــــــــى الروعة و الجمالية ......

أشكرك لأنك قدمتي لنا سنفونية محبوكة بالدلالات و اللوحات المتناغمة ...

كتابة ابداعية ممتازة ..

تحياتي

آخر تعديل Abderrahman1 يوم 2013-05-30 في 11:28.