تحية كريمة للاخوة الكرانم والاخوات الكريمات...

شكرا اوليا موصول لكل اصحاب التدخلات وكل من مر وترك لمسته ولو بالقراءة ....
القول بان المدرسة المغربية بوابة مخرجاتها تنتج "المتدينين ولس المواطين " هو قول مردود على السيد عصيد ،فاذا كان يمتلك نظرة احادية "تجزيئية" لبنية المعرفة بالمدرسة المغربية والمجتمع كرافد لها ،فهو يحمل الفكر الاقصائي "الجذري"...
وحري بنا في هذا الموقف ان نطرح السؤال التالي ،هل يلج الطفل المدرسة وهو غير متدين؟
فاذا كان السيد عصيد يعتبر الدين من الموجودات اللاحقة بالتربية ،فاننا نؤكد ان الدين الاسلامي هو موجود فينا بفطرة التوحيد ،موجود فينا بقيمه السامية ،حاضر في سلوكاتنا ،حاضر في منهج حياتنا الفردية والجماعية ...
الطفل يلج المدرسة وهو متشبع بالدين الاسلامي ،والتربية التي يتلقاها ما هي الا لدعم قدراته ومهاراته الدينية فيما يهم التربية الاسلامية ....
انني لا افرق بين المواطن والمتدين، فالمواطن دينه الاسلام ،والاسلام دين المواطن ...فلما نلقي باحكام قيمة ارتجالية لا مرجعية لها الا خلق البلبلة الطائفية ،يكفينا من الانشطار ،يكفينا من الركوب على القيم الغربية واستجداء العطف والشهرة الخارجية ،فالله متم نوره ولو كره الملحدون /العلمانيون الجدد...
القافلة تسير والكلاب تنبح، وهي دائما تتموقع خلف الموكب ،اننا لا نأبه لخرجات العلمانيين الجدد ولكن ارتجي الرد الشافي المقنع بالادلة العقلية /الدينية النقلية...
فاذا كانت منطوق المراسلة النبوية ",,,اسلم تسلم" يحيلها السيد عصيد الى موطن الارهاب ؟؟؟فانه لا يعرف اللغة العربية في دلالاتها...
فاذا كانت اللغة العربية لها مرادفاتها من حيث ان الاسلام هو الخضوع ...وان كلمة تسلم اي تخضع لسطة الدين الاسلامي ...فاين الارهاب...الم يكن يعيش بيننا ذميون ولم يفرض عليهم الاسلام عنوة ....
ان انتاج "ماركة العلمانيون الجدد المسجلة باسم عصيد " له مبدأ التفرقة الذي يروم اليه ،فالامازيغ مكون اجتماعي اسلامي /وطني... واعز مانفخر به الفاتح "طارق بن زياد " ...
لي عودة للموضوع شاركونا ولو بالتوقيع والرفض ضد العلمانيون الجدد...

حملني فضولي في أحايين قليلة لأتابع محاضرة للعصيد، فوجدته يبارز مُناظِره قائلا: لقد كتبت هذه السنة أكبر عدد من المقالات، وناقشني كذا وكذا من الناس، وألقيت عددا كبيرا من المحاضرات، و...... إلى غيرها من المفاخر التي أوردها في محاضرته ليفحم خصمه، زعما منه أن الرجال بالكثرة يعرفون، متناسيا أن معادن الناس بالجودة تعرف وليس بالكثرة. ولعل الله إن أطال بقائي أن أشاهده في غزوة أخرى يناظر خصما جديدا بتجرؤه الجديد على الأديان، وجرأته على الانتقاص منها وهو الذي كان يواجه منتقديه بزعمه احترام الأديان قبل أن يستدير الزمان ويُظهر عكس ما يبطن.
والحقيقة أنني تابعت بذهول شديد كلام العصيد حول نبي الإسلام وهو يُقيم بين أظهر محبي هذا النبي الذي اعتبره إرهابيا، ولا يشرفه انتماؤه إلى مثل هذه الأفكار التهديدية الإرهابية التي تُدرَس للنشء الصاعد، فقلت في نفسي: لقد أخطأ المغاربة المسلمون معانقة التاريخ حين كانوا يخرجون بالآلاف إلى شوارع المغرب نصرة لنبي الرحمة بعدما حاول بعض الدانماركيين النيل منه، ثم ها أنت تراهم الآن ينادون بالمحبة والسلام لمن نال منه وهو بين أظهرنا، أفلم يكن حريا بنا أن نطهر بيتنا الداخلي الذي يدع أهله بعض الإسلام، قبل أن ننظر في إساءات الخارج الذي لا ينتمي للإسلام على الأقل؟
الرسالة يا سادتي التي أرسلها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مفعمة بالرحمة وحب الخير لبني آدم، ولو كان العصيد على معرفة ابتدائية باللغة العربية لعلم أن عبارة (أسلم تسلم) لها ما بعدها، فيكون التقدير إذن: (أسلم إلى الله تسلم ذمتك من إثم الأريسيين الذين يتبعون دين ملوكهم)، وليس كما أراد أن يُفهمنا من كونها رسالى تهديد وإرهاب تخالف حقوق الإنسان الدولية. فعن أي حقوق للإنسان يحدثنا العصيد؟ أحرى به أن يبدأ بنفسه فيُراعي حقوق أبيه الذي أخبرني بعض المقربين منه أنه غاضب من ابنه العصيد جراء هذا التهجم على نبي الرحمة، وليُراع حقوق الأمازيغ المسلمين الذين يناشدونه ألا يتكلم بلسانهم وهم الذين يحبون رسول الله حتى النخاع، وليراع حق أمير المؤمنين محمد السادس الذي ينتسب إلى البيت العلوي الممتد إلى هذا الرسول الذي يسبه العصيد، وليُراع حق مليار مسلم يشهدون خمس مرات في اليوم من على المآذن أن محمدا رسول الله وقد بُعث رحمة للعالمين. أم أن هاته الحقوق لا تهمه ما دامت 226 جمعية تؤيده وكلها من الخارج.
أعلم علم اليقين أن رسول الله في عليائه لا يُمس، وفي قلوب المغاربة المسلمين لا يُنتقص، مهما ردد العصيد من شبهاتٍ سبقه المستشرقون إليها، فهو يَجْتَرُّها من جديد إكراما لأسياده الذين أخفقوا في نشرها، ويلوكها قاصدا وهو يعلم أن الحقيقة ليست كذلك، وما دام فينا عِرق ينبض بدماء الإسلام ومحبة رسول السلام، فلا يحلم العصيد بفراغ الساحة له ليصول ويجول كما يشاء، ولا أراه إلا أراد أن يجس نبض المغاربة تجاه نبيهم، فكان جوابهم له بما لا تشتهيه نفسه ولا تلذ به عينه: سيل جارف وإعصار هدار من الانتقادات وكشف حقيقة العصيد وأمثاله ممن يأكلون الغلة ويسبون الملة.
في الختام: شكرا لك أيها العصيد. شكرا لأنك أحييت ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من جديد وقد كنت تريد العكس، شكرا لأن الكل بدأ يتحدث عن مناقبه ورحمته عليه السلام وقد كان هدفك الانتقاص منه. شكرا لأنك ألهمت خطباء المنابر ووعاظ المجالس وأساتذة الكليات مواضيع عدة في مناقب رسول الرحمة والسلام. شكرا لأن سيرة النبي ستُدرّس من جديد، وسيتحدث عنها الصغير والكبير، وسيفهم الجميع معنى الرسالة التي وصفتها بالإرهاب، لأنها في الحقيقة رسالة المحبة. شكرا لأنك أثبتت صدق القرآن الكريم في قوله تعالى: (ورفعنا لك ذكرك)، فعلا لقد رُفع ذكر النبي عليه السلام في سماء المغرب مرة أخرى وقد كنت تريد العكس، فلا نامت أعين الجبناء يا عصيد الخارجين.

عبدالصمد برنوسي